
طهران - «وكالات» : أعربت إيران مجددا عن تفاؤلها بآثار الاتفاق الذي عقد مع السعودية قبل أيام في بكين، من أجل استئناف العلاقات بين البلدين.
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس الاثنين، أن الأجواء «الإيجابية» للعلاقات بين بلاده والسعودية ستكون سببا لحل الأزمة في اليمن.
وذكر في مؤتمر صحافي أن الاتفاق السعودي الإيراني «ستكون له نتائج إيجابية على تعزيز التعاون المشترك في المنطقة».
كما اعتبر أيضا أنه يمكن «أن يؤثر بشكل إيجابي كذلك على علاقات طهران مع بقية دول المنطقة».
وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أوضح في وقت سابق أن «الاتفاق على عودة العلاقات الدبلوماسية، لا يعني حل كل الخلافات بين الطرفين، لكنه يؤكد الرغبة المشتركة لدى الجانبين بحل الخلافات عبر الحوار».
كما كشف أن الطرفين يستعدان لاستئناف العلاقات الدبلوماسية خلال الشهرين المقبلين، معتبراً أنه من الطبيعي مستقبلاً أن تبادل الزيارات.
كذلك بين أن هذا الاتفاق الذي تم يوم الجمعة الماضي، برعاية ووساطة الصين، جاء بعد جولات عدة من المباحثات على مدى العامين الماضيين في كل من العراق وسلطنة عمان.
يشار إلى أنه إثر الاتفاق الذي عقد الأسبوع الماضي في بكين، صدر بيان ثلاثي عن الدول الثلاث تضمن البنود التي نص عليها، ومن بينها التأكيد على سيادة كل دولة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، بالإضافة إلى ترتيب تبادل السفراء، فضلا عن تفعيل الاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب الموقعة في 1998.
من ناحية أخرى نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إرنا) عن رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي قوله أمس الاثنين إنه تم العفو عن 22 ألف شخص اعتقلوا في الاحتجاجات الأخيرة.
وتجتاح البلاد احتجاجات مناهضة للحكومة منذ سبتمبر الماضي، أدت إلى اعتقالات واسعة النطاق.
وجاءت تلك الاحتجاجات بعد وفاة مهسا أميني (22 عاما) بينما كانت رهن الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق.
وكان المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أصدر أول قرارات العفو في فبراير الماضي، وشملت عددا كبيرا من السجناء، بعضهم اعتُقلوا في أثناء الاحتجاجات الأخيرة.
من جهة أخرى عادت ظاهرة تسميم الطالبات مجدداً إلى إيران، أمس الاثنين.
فقد أعلنت منظمة «هنغاو» الكردية المعنية بحقوق الإنسان على حسابها في تويتر، أن مدرسة ثانوية في مدينة بانه، شمال غربي البلاد، تعرضت لهجوم بالغازات السامة.
كما أفادت بأن بعض التلامذة نقلوا إلى المستشفى.
في حين تناقل عدد من الناشطين الإيرانيين مشاهد من داخل المدرسة تظهر تجمع بعض الأهالي، فيما بدت سيارة إسعاف متوقفة لنقل المصابين.
وكانت عدة مناطق في البلاد شهدت حالات تسميم مريبة استهدفت على وجه الخصوص طالبات المدارس، فيما حمل ناشطون السلطات المسؤولية، متهمين إياها بمحاولة ترويع الفتيات ومعاقبتهن على المشاركة في التظاهرات الواسعة التي فجرتها منذ منتصف سبتمبر الماضي وفاة الشابة مهسا أميني في مركز اعتقال للشرطة الدينية.
كما تظاهر العديد من أهالي الطلاب والمعلمين مطالبين بحماية التلامذة وتوقيف الفاعلين.
يشار إلى أن موجة التسميم هذه كانت انطلقت من مدينة قم في نوفمبر الماضي، حيث أصيب ما يقارب 800 طالبة بحالات إعياء ووجع في الأمعاء وإغماء جراء تنشق غاز سام، لتكر السبحة لاحقاً مع تعرض مئات المدارس لحالات مشابهة في مختلف المناطق.
فيما أعلنت السلطات قبل أيام فقط توقيف أكثر من 100 متهم في عدة محافظات على صلة بقضية التسميم.