
«وكالات» : أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسيتش ريزنيكوف، الأربعاء، أن الجيش الأوكراني تسلم أولى أنظمة الدفاع الجوي الأميركية باتريوت التي يفترض أن تساعد كييف في حماية أجوائها من الصواريخ الروسية.
وكتب الوزير الأوكراني في تغريدة على تويتر «اليوم أصبحت سماؤنا الأوكرانية الجميلة أكثر أمانًا مع وصول أنظمة الدفاع الجوي باتريوت إلى أوكرانيا».
وقدم الشكر للولايات المتحدة وألمانيا وهولندا على «الوفاء بوعدها».
يشار إلى أن مسؤولين أميركيين كانوا كشفوا أن نظام باتريوت سينقذ على الأرجح الأرواح من الصواريخ القادمة، إلا أنه لن يغير مسار الصراع المستمر منذ ما يقرب من 10 أشهر لأنه نظام دفاعي.
كما لن تتمكن أوكرانيا من نشر صواريخ باتريوت في ساحة المعركة قبل بضعة أشهر، حيث سيستغرق التدريب شهورا، لأن كل النظام يتطلب عشرات الجنود لتشغيله.
إلى ذلك، سيتعين على أوكرانيا بعد ذلك أن تقرر كيف وأين تنشر النظام دون أن تدمره القوات الروسية، خصوصا أن موسكو كانت حذّرت من أن نظام الدفاع الصاروخي باتريوت سيكون هدفا مشروعا لضرباتها.
يذكر أن كييف أعلنت عن حاجتها لمزيد من أنظمة الدفاع الجوي للحماية من وابل الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة من القوات الروسية.
و»باتريوت» هو نظام دفاع صاروخي أرض-جو، طورته شركة رايثيون تكنولوجيز، يعتبر واحدا من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورا في ترسانة الولايات المتحدة، وهو نظام متنقل يشتمل عادة على رادار قوي ومحطة تحكم ومولد طاقة ومحطات إطلاق ومركبات دعم أخرى.
من جهة أخرى أدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زيارتين ميدانيتين إلى مناطق قرب جبهات القتال في أوكرانيا، في حين كشفت كييف عن تكثيف القوات الروسية القصف بالمدفعية الثقيلة والضربات الجوية على جبهة باخموت شرقي البلاد.
وقال الكرملين الثلاثاء إن بوتين حضر الاثنين اجتماعا للقيادة العسكرية في منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا، وزار مقرا للحرس الوطني في شرق لوغانسك.
واعتبرت موسكو الزيارة تأكيدا لسيطرتها على مناطق من أوكرانيا، لكن روسيا لا تسيطر بشكل كامل على تلك المناطق، رغم إعلانها ضمها مثيرة تنديدا واسعا.
وأُعلن عن زيارة بوتين إلى خيرسون ولوغانسك بعد يوم على إجرائها، وبالتزامن مع وجود وزير الدفاع الصيني لي شانغو في موسكو.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «الرئيس يزور المناطق الجديدة أكثر فأكثر»، مضيفا أنه من بالغ الأهمية بالنسبة لبوتين بوصفه القائد الأعلى للقوات الروسية المسلحة أن «يطلع على المعلومات على الفور».
وكان الكرملين قد أعلن في مارس الماضي أن الرئيس الروسي قام بزيارة مفاجئة إلى مدينة ماريوبول الساحلية التي سيطرت عليها موسكو في أعقاب حصار طويل الربيع الماضي.
وخيرسون وزاباروجيا ولوغانسك ودونيتسك هي المناطق الأربع التي أعلن بوتين ضمها في سبتمبر الماضي. وتسيطر القوات الروسية جزئيا على هذه المناطق الأربع.
وبعد ساعات على الإعلان عن زيارة بوتين، زار زيلينسكي بلدة أفدييفكا الواقعة على خطوط التماس في شرقي البلاد، بحسب الموقع الإلكتروني لمكتبه.
وزار زيلينسكي «مواقع متقدمة» في البلدة على مقربة من دونيستك، التي تسيطر عليها القوات الروسية، وهنأهم بعيد الفصح.
وظهر الرئيس الأوكراني في صور جالسا مع جنود إلى مائدة وضعت عليها حلوى تقليدية بمناسبة هذا العيد.
وبات الجزء الأكبر من المعارك يتركز حاليا في محيط بلدة باخموت (شرق) حيث تدور المعركة الأطول والأكثر دموية خلال النزاع.
وقال قائد القوات البرية الأوكرانية الجنرال أولكسندر سيرسكي بخصوص معارك باخموت إن القوات الروسية «تكثف حاليا نشاط المدفعية الثقيلة وتزيد عدد الضربات الجوية محوّلة المدينة إلى أنقاض».
وقد تمنح السيطرة على باخموت روسيا نقطة انطلاق للتقدم صوب مدينتين كبيرتين ترنو إلى الزحف نحوهما في منطقة دونيتسك، وهما كراماتورسك وسلوفيانسك.
وقال قائد مجموعة فاغنر شبه العسكرية التي تقود مساعي روسيا للسيطرة على باخموت، هذا الشهر إن مقاتليها سيطروا على أكثر من 80% من المدينة، الأمر الذي نفاه الجيش الأوكراني.
من جهتها، تحدّثت الاستخبارات العسكرية البريطانية عن «معارك عنيفة» متواصلة على طول خط الجبهة في دونباس بشرقي أوكرانيا.
وأفادت في بيان «بوجود احتمال واقعي بأن تكون روسيا خفضت عديد القوات وتخفف الهجمات في محيط مدينة دونيتسك، على الأرجح من أجل تحويل الموارد باتّجاه قطاع باخموت».
ولفت البيان إلى أن الجنود النظاميين الروس وقوات من مجموعة فاغنر يواصلون تحقيق «تقدّم بطيء». وأضاف أن أوكرانيا تسعى «لتحرير قوة هجومية بينما تتطلع روسيا على الأرجح لإعادة توليد احتياطي للعمليات».