
«وكالات» : بعد ساعات قليلة من دخول الهدنة الجديدة حيز التنفيذ في السودان، أفاد مراسل «العربية» و»الحدث» بسماع دوي قذائف واشتباك بأسلحة ثقيلة في الخرطوم رغم الهدنة، الثلاثاء، كما أفاد مراسلنا بتجدد الاشتباكات في محيط القصر الجمهوري ومناطق متفرقة بأم درمان، كما سُمع دوي اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في محيط مبنى التلفزيون بأم درمان، مع تحليق للطيران الحربي. وأعلنت ولاية شمال كردفان فرض حظر تجوال جزئي ليلا.
واتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بعدم الالتزام بشروط الهدنة، فيما اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بنشر القناصة في مناطق متفرقة من الخرطوم والولايات.
وقال الجيش السوداني في بيان إنه رصد تحرك أرتال عسكرية نحو العاصمة الخرطوم، وأضاف: «ارتكب التمرد عدة خروقات منذ بداية الهدنة.. نحتفظ بحقنا في التعامل مع الخروقات الخطيرة». وأشار إلى أن هناك «تحركات للتمرد داخل وخارج العاصمة ومحاولات لاحتلال بعض المواقع»، مشيراً إلى «حركة كثيفة للتمرد نحو مصفاة الجيلي للنفط للسيطرة عليه وخلق أزمة وقود». وأضاف البيان: «تلقينا بلاغات من عدة سفارات بسبب تعديات المتمردين».
وقبلها، قالت قوات الدعم السريع إن طيران الجيش لا يزال يحلق في مدن الخرطوم الثلاث، وأضافت: «التزمنا بشروط الهدنة لفتح ممرات إنسانية للمدنيين والمقيمين الأجانب.. كسر الهدنة يؤكد وجود أكثر من مركز قرار داخل قيادة الجيش». وأشارت إلى قصف مدفعي من الجيش السوداني على ارتكاز لقوات الدعم السريع بالقصر الجمهوري بالخرطوم، مجددة التزامها بالهدنة الإنسانية المعلنة لـ 72 ساعة.
وقبل ذلك، سادت حالة من الهدوء في الخرطوم، صباح الثلاثاء، مع بدء هدنة الـ 72 ساعة بوساطة أميركية سعودية. وكانت مصادر «العربية» و»الحدث» قد أكدت أن الهدنة في السودان متماسكة ولا توجد شكاوى من خروقات. الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية كان أكد أن «الجيش وافق على هدنة لمدة 72 ساعة اعتبارا من منتصف ليل الاثنين بشرط التزام قوات الدعم السريع بوقف الأعمال العدائية».
وفيما دخل الصراع في السودان يومه الحادي عشر، دفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد بعثات دبلوماسية برا وبحرا وجوا.
وعلى الرغم من عدم الالتزام بالهدن، إلا أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أعلن عن اتفاق بين الجيش السوداني والدعم السريع يشمل وقفاً لإطلاق النار بينهما بدأ منتصف الليل بالتوقيت المحلي للخرطوم. وأضاف الوزير الأميركي في بيان مساء الاثنين، أن طرفي الصراع اتفقا على هدنة ستسري في جميع أنحاء البلاد بعد وساطة أميركية - سعودية.
كما أكد أن وقف النار سيكون لمدة 72 ساعة بدءاً من منتصف الليلة، مناشداً الجميع تنفيذ الهدنة فورا وبشكل كامل.
وكشف أن هذا الاتفاق أتى بعد مفاوضات مكثفة امتدت على مدار الـ 48 ساعة الماضية، حيث وافقت فيها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على تنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد بدءًا من منتصف ليل 24 أبريل، ويستمر لمدة 72 ساعة.
وأضاف أنه خلال هذه الفترة، تحث الولايات المتحدة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الالتزام الفوري والكامل بوقف إطلاق النار لدعم إنهاء دائم للقتال.
وأوضح أن بلاده ستنسق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، والأطراف السودانية للمساعدة في إنشاء لجنة تشرف على التفاوض وإبرام وتنفيذ تسوية دائمة لوقف الأعمال العدائية وتسهيل المهمات الإنسانية.
ومن ضمن الترتيبات أيضاً، شدد بلينكين على مواصلة العمل مع الأطراف السودانية والشركاء نحو الهدف المشترك المتمثل بالعودة إلى الحكومة المدنية.
أتت هذه التطورات في وقت دخل فيه الصراع الأخطر في السودان بين أقوى جنرالين في البلاد يومه الحادي عشر، دون أي بوادر لحل قريب.
كما تسببت المعارك منذ 15 أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع بمقتل أكثر من 420 شخصا وإصابة 3700 بجروح، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر.
من جهة أخرى يواجه مواطنو مدينة الخرطوم بحري خطر الموت عطشا لانقطاع مياه الشرب عن الأحياء السكنية بصورة كاملة منذ 11 يوما، بسبب الاقتتال الدائر بين الجيش والدعم السريع.
حدة الأزمة تفاقمت داخل الأحياء السكنية بالمدينة، وبلغت مراحل قاسية، حيث تجاوز سعر برميل الماء الواحد عشرين ألف جنيه، أي ما يعادل 50 دولارا أميركيا.
المبكي أن تلك الأزمة مع حدتها المؤلمة لم تقتصر على الأحياء، بل تعدتهم إلى الموتى، إذ صار توفير المياه اللازمة لغسل جثامين الموتى تجربة مريرة تدمي قلوب المواطنين هناك دونما حل قريب يلوح في الأفق.
المواطنون داخل الأحياء السكنية بالخرطوم بحري والمغلوبون على أمرهم سردوا قصصا إنسانية مؤثرة تبكي الحجر عن معاناتهم القاسية مع انقطاع المياه، وكيف أنهم اضطروا للبحث عن بدائل أخرى مثل انتشال الماء من الآبار الجوفية المهجورة.
بينما لجأت فئة أخرى لجلب الماء من النيل بالعربات مع علمهم التام أن تلك الوسيلة محفوفة بمخاطر شديدة، وعلى رأسها مخاطر التعرض للقصف المدفعي والصاروخي والجوي فجأة، ولانتشار عصابات النهب والسرقة بالإكراه، فضلا عن شح الوقود بسبب إغلاق محطات التزود بالوقود لأبوابها وغلاء سعره في السوق السوداء بصورة خرافية.
كل تلك الأسباب جعلت استخدام العربات بغرض جلب الماء من النيل «مهمة عسيرة للغاية».
ولجأ مواطنون في الأيام الأولى لشراء المياه المعبأة من المتاجر، إلا أنها لم تكن خياراً عملياً، لمحدوديتها وأيضاً لإغلاق الغالبية العظمى من المتاجر أبوابها وعدم وصول دفعات جديدة من المياه المعبأة لصعوبة الحركة والتنقل لتدهور الأوضاع الأمنية وإغلاق الجسور والطرق الرئيسية بالعاصمة السودانية.
بدوره، روى أحد مواطني «حي شمبات» بمدينة الخرطوم بحري لـ»العربية.نت»، تفاصيل قاسية لمعاناته مع انقطاع المياه، قائلا: «في الأيام الأولى اضطررت لقطع مسافات بعيدة سيرا على الأقدام بحثاً عن جرعة ماء تروي ظمأ أفراد أسرتي، إلا أنني -منذ أيام- لجأت مع جيراني لانتشال المياه من بئر جوفية مهجورة. صحيح هناك روائح كريهة بالماء -إلى حد ما- مع وجود طعم غريب، وغير مستساغ كطعم المعادن الصدئة في الفم، لكن «ما باليد حيلة» كما يقولون. فالشيء الوحيد الذي نستطيع القيام به هو وضعها على النار حتى تبلغ حد الغليان، لتجنب أي أمراض محتملة ولضمان قتل أي جراثيم استوطنت داخلها وأحيانا نقوم بتلك العملية عدة مرات».
وأضاف: «أما في حالة المياه العكرة فنضيف بعض المواد التقليدية المعروفة كالشب على سبيل المثال، لتنقية الماء من الرواسب الطينية أو الطحالب قبل استعماله الذي يقتصر على الضروريات كالشراب وإعداد الطعام فقط. أما الوضوء بالماء فقد ودعناه - كما يقول- منذ وقت طويل واكتفينا بالتيمم فقط لأداء الصلاة. أما الاستحمام وغسل الملابس فأضحت ترفا، يمكن تصنيفه في خانة البذخ إلا إذا كانت المياه شديدة الملوحة لا تصلح للطعام والشراب، فعندها تستخدم لتلك الأغراض».
الخرطوم بحري تعتبر الضلع الثالث لـ»العاصمة المثلثة» إلى جانب مدينتي الخرطوم، وأم درمان. وتقع بالاتجاه الجنوبي لضفة النيل الأزرق والاتجاه الشمالي لنهر النيل، ويقطنها مليونا نسمة تقريبًا.
أما المناطق التي تعاني أزمة المياه فتمتد من وسط المدينة حتى ضاحية الدروشاب شمالا، وتضم تلك الرقعة الأحياء السكنية القديمة الامتدادات الجديدة للمدينة المكتظة بالسكان. في المقابل تقع محطة المياه الرئيسية بالخرطوم بحري شرق كوبري المك نمر الرابط بين الخرطوم والخرطوم بحري.
مع اشتداد الأزمة الإنسانية، ارتفعت المطالبات بتدخل شرطة الدفاع المدني لتوفير مياه الشرب بالعربات عبر نقاط متحركة داخل الأحياء السكنية، لكن مصادر رسمية قالت لـ»العربية.نت» إن أطقم الدفاع المدني تحتاج لتوفير نوع الحماية، لأن حركتها ستقع حتماً في نطاق العمليات العسكرية.
وتعرضت محطة تنقية المياه لأضرار بالغة منذ اليوم الأول لبدء الاقتتال بين الجيش والدعم السريع ولاتزال متوقفة عن العمل حتى الآن.
من جهتها، ذكرت هيئة المياه بولاية الخرطوم أن فريق التحكم التابع للهيئة القومية للكهرباء لم يستطع الوصول إلى المحطة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية. وذكرت الهيئة في بيان رسمي أن إعادة تشغيل المحطة رهينٌ بعودة التيار الكهربائي.
من ناحية أخرى أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، عن ارتفاع عدد القتلى جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى 459 شخصاً وإصابة 4075 آخرين.
وقال نعمة سعيد عابد ممثل المنظمة في السودان: «هناك 459 قتيلاً و4075 مصاباً جراء الاشتباكات وأعتقد أن الرقم الفعلي أعلى بكثير».
واعتبر عابد أن هناك «خطراً بيولوجيا كبيراً» بعد سيطرة أحد طرفي القتال في السودان على مختبر.
كما أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها تجاه استمرار القتال في السودان حتى الآن، مضيفةً أن هناك مخاطر حقيقية تجاه انتشار الأوبئة في السودان خاصة الكوليرا.
وأكدت أن «14 مرفقاً صحياً في السودان تعرضت لاستهداف مباشر»، مضيفةً: «نعمل مع شركائنا في السودان لإعادة مستشفيات الخرطوم للعمل».
من جهته أكد متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس أن المكتب اضطر إلى تقليص بعض أنشطته في مناطق من السودان بسبب القتال العنيف.
ولقي ما لا يقل عن خمسة من العاملين في مجال الإغاثة في السودان حتفهم منذ اندلاع القتال في 15 أبريل، وعلقت المنظمة الدولية للهجرة وبرنامج الأغذية العالمي التابعان للأمم المتحدة أنشطتهما بعد سقوط قتلى من بين موظفيهما.
وأضاف المتحدث باسم مكتب الشؤون الإنسانية ينس لايركه: «في المناطق التي أدى فيها القتال العنيف إلى إعاقة عملياتنا الإنسانية، اضطررنا إلى تقليص وجودنا».
وتابع «لكننا ملتزمون بمواصلة تقديم المساعدة لشعب السودان». وقال إن فريق قيادة المكتب لا يزال في السودان للإشراف على العمليات، موضحا أنهم سيقودون العمليات الإنسانية من بورتسودان.
وفي الإفادة نفسها، قال ممثل للجنة الدولية للصليب الأحمر إن بعض العائلات في الخرطوم محاصرة داخل منازلها منذ ثمانية أيام. وحث الدول الأخرى على مواصلة الضغط على السودان للتوصل إلى «حل طويل الأمد» بعد إجلاء الأجانب.
من جهته، أبدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أمس خشيتها من أن تدفع المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، لفرار ما يصل إلى 270 ألف شخص نحو تشاد وجنوب السودان.
وقالت ممثلة المفوضية في تشاد لاورا لو كاسترو، إن 20 ألف لاجئ وصلوا الى هذا البلد، ويتوقّع أن يتبعهم 100 ألف آخرين «في أسوأ الحالات».
أما في جنوب السودان، ترجّح التقديرات الأممية دخول ما يصل إلى 170 ألف شخص، بينهم 125 ألفا من جنوب السودان الذين سبق لهم اللجوء إلى الجار الشمالي.
من جانب اخر أشاد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي أمس الثلاثاء، بالدور الدبلوماسي واللوجستي الكبير الذي قدمته السعودية في عملية إجلاء رعاياها ورعايا عددٍ من الدول الخليجية والشقيقة والصديقة، وعددٍ من المدنيين والدبلوماسيين والمسؤولين الدوليين.
وقدم البديوي الشكر لقيادة المملكة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان «على توجيهاتهم ومتابعتهم المباشرة لعملية إجلاء الرعايا، والتي تمت بكل يسر وسهولة، حتى وصولهم بسلام وأمان لمدينة جدة، وتوفير كافة الاحتياجات لهم تمهيداً لمغادرتهم إلى أوطانهم».
كما ثمن الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي تبذلها السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي «في حل الأزمة السودانية، والتواصل مع كافة الأطراف المتنازعة للوصول لحل شامل وسلمي ضمن سياق الاتفاق السياسي الإطاري».
وجدد الدعوة لطرفي النزاع «بوقف العمليات العسكرية والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب التصعيد، وتغليب مصلحة الشعب السوداني الشقيق وضمان أمنه واستقراره والحفاظ على مكتسباته ومقدراته».
من جانب آخر أعلنت وزارة الخارجية المصرية، مساء الاثنين، مقتل مساعد الملحق الإداري المصري بسفارتها في الخرطوم، بفعل الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ونعت عبر حسابها في «تويتر» الراحل، واصفة إياه بأنه «فقيد الواجب»، مؤكدة أنه قتل حينما كان في طريقه إلى مقر السفارة المصرية في العاصمة الخرطوم.
وقالت الوزارة في بيان: «تنعى وزارة الخارجية ببالغ الحزن والأسى فقيد الواجب، الأستاذ محمد الغراوي، مساعد الملحق الإداري بسفارة مصر في الخرطوم. استشهد الفقيد وهو في طريقه إلى مقر السفارة لمتابعة مهام إجلاء المواطنين المصريين. رحم الله فقيدنا الغالي وأسكنه فسيح جناته.. وتحيا مصر دوماً بتضحيات أبنائها الأبرار».
هذا وأفادت مصادر بأن هناك تعليمات صدرت لأعضاء السفارة المصرية بعدم التحرك إلا لحالات الضرورية فقط، وتقليل التحركات والابتعاد قدر الإمكان عن أماكن الاشتباكات.
وقد تم تحديد ممرات آمنة لأعضاء السفارة المصرية للابتعاد قدر الإمكان عن أماكن الاشتباك أو أي عمليات استهداف، كما تم تشديد الإجراءات الأمنية حول السفارة المصرية وأعضائها منذ ليلة الإثنين.
المصادر أضافت أن الجهات الأمنية والمعنية المصرية فتحت تحقيقا موسعا حول ملابسات مقتل مساعد الملحق الإداري وسيتم الإسراع في عمليات الإجلاء والتنسيق من قبل السفارة. وأضافت أنه سيتم نقل جثمان مساعد الملحق الإداري إلى مصر خلال ساعات من الآن ليتم الدفن في مصر.
في حين أفادت مصادر بوجود تنسيق مع الجانب السوادني لفتح تحقيق في مقتل أحد أعضاء السفارة المصرية إثر الاشتباكات.
وكشفت أن القاهرة طالبت بمزيد من التوضيحات حول ملابسات الحادث، موضحة أنه سيتم نقل جثمان عضو مساعد الملحق الإداري على إحدى الطائرات المصرية لدفنه في بلاده.
كما أكدت على تشديد الإجراءات الأمنية حول السفارة المصرية بالتنسيق مع الجانب السوداني، لتشمل تأمين عناصر وأعضاء السفارة المصرية خلال الساعات المقبلة.
وأوضحت أن الجيش السوداني ينسق مع الجانب المصري لتأمين تحركات أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية بشكل أكبر.
يذكر أن الاشتباكات منذ 15 أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أدت لمقتل أكثر من 420 شخصاً وإصابة 3700 بجروح، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر.
في حين أفادت وزارة الخارجية المصرية مساء الأحد عن «إجلاء 436 مواطناً من السودان عبر الإجلاء البري بالتنسيق مع السلطات السودانية»، الأحد.
كذلك تبادل طرفا النزاع الاتهامات بشأن استهداف المدنيين وخرق الهدن، وسط توقع مراقبين أن تستعر حدة القتال مجدداً مع تراجع عمليات الإجلاء.
كما تنتشر مخاوف من أن يطول أمد الحرب وتتوسع، لاسيما مع تمسك البرهان وحميدتي بهزيمة أحدهما الآخر.
من ناحية أخرى أفادت وكالة موديز للتصنيف الائتماني أن امتداد الاشتبكات في السودان لفترة مطولة هو خطر متزايد وسيكون لديه تأثير ائتماني سلبي على البلدان المجاورة، وبنوك التنمية متعددة الأطراف المنكشفة على ديون هذه الدول.
وأضافت موديز أنه في حال تطور الاشتباكات في السودان إلى حرب أهلية طويلة ودمار البنية التحتية وتدهور الأوضاع الاجتماعية، سيؤدي ذلك إلى عواقب اقتصادية طويلة المدى وتراجع جودة أصول البنوك متعددة الأطراف في السودان إلى جانب ارتفاع القروض المتعثرة والسيولة.
وأوضحت أن أي امتداد إلى البلدان المجاورة أو تدهور عام في البيئة الأمنية للمنطقة من شأنه أن يثير مخاوف أوسع بشأن جودة الأصول لبنوك التنمية متعددة الأطراف ذات التركيز الأعلى على قروض في تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا ومصر.
ومنذ اندلاعها في 15 أبريل، تسببت المعارك بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ»حميدتي»، بسقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى.