
«وكالات» : اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 33 فلسطينيا فجر أمس الخميس للتحقيق معهم في تهمة مقاومته. في الأثناء، غادر أمس وفدان من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي قطاع غزة إلى القاهرة؛ لبحث تطورات الأوضاع الفلسطينية ولا سيما تفاهمات الهدنة مع إسرائيل.
فعلى الجانب الميداني، أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات واسعة طالت 23 مواطنا من بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، بينما توزعت باقي الاعتقالات على بيت أمر شمال الخليل، والمغير شرق رام الله، وبلدة قباطية جنوبي جنين، وطولكرم، ونابلس شمال الضفة.
وأضاف نادي الأسير أن قوات الاحتلال داهمت منازل المواطنين وعبثت في محتوياتها ودمرتها، وتخلل ذلك مواجهات مع عدد من الفلسطينيين.
وسُمع تبادل لإطلاق النار في طولكرم خلال مداهمة للقوات الإسرائيلية، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات وفق مصادر محلية.
من جهته، قال جيش الاحتلال إن قواته صادرت أسلحة وذخائر خلال حملة الاعتقالات، بالإضافة لتعرض قواتها لإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة أثناء انسحابها من مخيم طولكرم، وقد قامت بإطلاق النار على الشبان لتفريقهم، في حين اقتادت المعتقلين لمراكز التوقيف للتحقيق معهم بتهمة مقاومة الاحتلال.
وعلى صعيد متصل، أعلنت مصادر فلسطينية إصابة شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي عند حاجز مخيم شعفاط العسكري شمال شرق القدس، دون ورود معلومات عن حالته.
على الصعيد السياسي، غادر وفدان من حركتي حماس والجهاد الإسلامي قطاع غزة أمس إلى القاهرة للقاء مسؤولين مصريين، بحسب ما أفادت به مصادر فلسطينية.
وذكرت المصادر أن وفدي حماس والجهاد غادرا قطاع غزة عبر معبر رفح البري في طريقهما إلى مصر لبحث تطورات الأوضاع الفلسطينية، ولا سيما تفاهمات وقف إطلاق النار مع إسرائيل في القطاع.
وذكر المكتب الإعلامي للجهاد -في بيان مقتضب- أن وفدا يضم أعضاء المكتب السياسي وعدد من قيادات الحركة غادر قطاع غزة إلى القاهرة. وتحدثت مصادر إعلامية في الساعات الأخيرة عن تلقي رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية دعوة لزيارة القاهرة، دون أن تعلق الحركة رسميا على ذلك.
يُذكر أن مصر رعت في 13 مايو الماضي اتفاقا لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بعد غارات جوية إسرائيلية على القطاع استشهد فيها 33 فلسطينيا، بينهم 5 أطفال و3 سيدات ومسنان و11 من قادة الجهاد الإسلامي، مقابل مصرع شخصين في إسرائيل بفعل صواريخ المقاومة المنطلقة من القطاع.
من جهة أخرى أدانت جهات فلسطينية قرار الاحتلال تحويل قلعة القدس التاريخية، التي تقع قرب منطقة باب الخليل في البلدة القديمة، إلى ما يسمى متحف «قلعة داود»، مؤكدة أن في ذلك اعتداء صارخا على تاريخ المدينة وتزييفا للوقائع التاريخية.
يأتي ذلك وسط مطالبات بضرورة وقف محاولات الاحتلال العبث بالمقدسات وتهويدها وتوفير الحماية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإعادة افتتاح ما أسمته «متحف برج داود» في القدس للزوار بعد عملية ترميم واسعة استمرت 3 سنوات بتكلفة تجاوزت 50 مليون دولار، وفق ما نقلته صحيفة معاريف.
وأضافت أن المتحف يمتد على مساحة أكثر من 20 ألف متر مربع، ويتضمن 10 صالات عرض تجمع بين العروض التفاعلية وخرائط الواقع المعزز بالإضافة لعروض الاكتشافات الأثرية القديمة، حيث يقع البرج بين البلدة القديمة والبلدة الجديدة، ويعود تاريخه إلى حوالي 3 آلاف عام في موقع فريد يروي قصة القدس.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية قول رئيس بلدية الاحتلال في القدس موشيه ليؤون عند إعادة افتتاح المتحف «تتشرف بلدية القدس بأن تكون شريكًا رائدًا في صيانة وتجديد برج داود ومتحف القدس»، وأضاف أن «مدينة القدس لا تشبه أي مدينة أخرى ومتحف برج داود لا يشبه أي متحف في المدينة».
وأدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح «تحويل حكومة اليمين الفاشية العنصرية قلعة القدس التاريخية إلى ما يسمى متحف «قلعة داود» التي تقع قرب منطقة باب الخليل في البلدة القديمة من القدس المحتلة».
ووصف فتوح في بيان صدر عنه، الأربعاء، هذه الخطوة بالإجراء الباطل والمخالف لجميع القرارات الدولية وليست له شرعية، مبينا أن قلعة القدس ومسجدها جزء لا يتجزأ من الأوقاف والمعالم التاريخية الإسلامية الحضارية لمدينة القدس، ومعلم من معالم عروبتها وإسلاميتها.
ودعا المجتمع الدولي ومنظمة اليونسكو إلى «اتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقف حكومة اليمين العنصرية عن محاولاتها العبث وتزوير الحقائق التاريخية والقيام بدورها بحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من انتهاكات في حضارة وثقافة ومعالم مدينة القدس الموثقة ضمن التراث العالمي في اليونسكو».
يأتي ذلك بينما دانت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات افتتاح ما يسمى «متحف قلعة داود» في قلعة القدس في باب الخليل، وتغيير هويتها التاريخية والحضارية.
وقالت الهيئة في بيان لها الأربعاء، إن «تحويل قلعة القدس التي تقف شاهدة على التاريخ والحضارة العربية والإسلامية لمدينة القدس إلى متحف للرواية اليهودية المزورة، يشكل اعتداءً همجياً على تاريخ المدينة المقدسة وحضارتها».
وأكدت أن قلعة القدس ومسجدها «شاهدان تاريخيان وحضاريان على عروبة المدينة المقدسة»، وأن «تحويلهما إلى متحف توراتي وإلباسهما ثوبا يهوديا لا يعطي الاحتلال ولا روايته المزورة أي أحقية سياسية أو شرعية تاريخية في مدينة القدس».
وقال البيان إن «القلعة ستبقى عصية على التهويد، وستبقى على الدوام شاهدة على همجية الاحتلال وعدوانه المستمر على تاريخ المدينة المقدسة».
ودعت الهيئة منظمة اليونسكو إلى «تحمل مسؤولياتها وعدم الوقوف موقف المتفرج إزاء ما تتعرض له مدينة القدس من عدوان على هويتها وتراثها التاريخي والحضاري الخاضع للحماية»، و»اتخاذ إجراءات فعالة لوقف هذه الاعتداءات وحماية التراث الحضاري والثقافي للمدينة المقدسة».
وكذلك دانت وزارة السياحة والآثار «تحويل القلعة لمتحف تهويدي»، وقال وكيل الوزارة محمد خلة إن هذا الإجراء «يعبر عن سياسة الاحتلال وطبيعته الهمجية، وهو قرار باطل أصلا وفرعا لا يفسر إلا بمحاولة الاحتلال لتزوير التاريخ وطمس معالم القدس وهويتها وأصالتها الإسلامية العربية».
وأضاف خلة أن القدس تعاقبت عليها جيوش من الغزاة عبر التاريخ، «لكنها بقيت ومسجدها في كل مرة تقود جموعهم للفشل، شاهدة على جذورها العربية والإسلامية»، وأن «هذه المحاولة جزء من سلسلة طويلة من المحاولات التي ستفشل مع الأيام».
وبدورها، استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) «بأشد العبارات» إقدام سلطات الاحتلال على تحويل قلعة القدس التاريخية إلى ما يسمى «متحف قلعة داود»، معتبرةً ذلك إجراءً باطلاً، ليس له شرعية، وقالت إنه «يأتي في سياق سعي الاحتلال المحموم لتغيير معالم وهوية القدس التي ستبقى عربية إسلامية».
وأكدت حماس في تصريح صحفي، أن قلعة القدس ومسجدها جزء لا يتجزأ من الأوقاف والمعالم التاريخية الإسلامية لمدينة القدس، وشاهدٌ على عروبتها وإسلاميتها.
وعلى منصات التواصل استنكر ناشطون هذا التعدي الصارخ على المقدسات العربية والإسلامية في القدس المحتلة، مطالبين بوقفة جادة وتحرك عاجل لمنع تزوير وسرقة التاريخ وتهويده.
وكتب الباحث والكاتب منصور سلامة «أقدمت سلطات الاحتلال الصهيوني على تحويل قلعة القدس التاريخية إلى ما يسمى «متحف قلعة داود» بالقرب من منطقة باب الخليل، في البلدة القديمة للقدس المحتلة، ويعتبر هذا إجراءً باطلاً، ليس له شرعية، وهو يأتي في سياق سعي الاحتلال المحموم لتغيير معالم وهوية القدس التي ستبقى عربية إسلامية».
وعلقت المغردة وفاء «الاحتلال الصهيوني يستكمل بناء برج قلعة لتهويد القدس الشريف وأسموه قلعة داود، بينما الأمة العربية نائمة وأبطال المقاومة الشرفاء على استعداد لإعادة هيبة القدس ومقدساته».