
«وكالات» : فيما تتواصل الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان منذ نحو شهرين، أكد الاتحاد الأوروبي أنه يراقب ويوثق ما وصفها بانتهاكات حقوق الإنسان في البلاد، متوعدا بمحاسبة المسؤولين عنها.
كما حث في بيان، أمس الاثنين، طرفي الصراع على وقف الأعمال القتالية على الفور، وإفساح المجال لاستئناف عملية انتقال سياسي شاملة ذات مصداقية.
وأضاف «سنواصل العمل مع جميع الجهات الإقليمية والدولية المعنية، بما في ذلك الاتحاد الإفريقي والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، لتحقيق تلك الأهداف».
إلى ذلك، رحب الاتحاد بقرار مجلس الأمن تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتقديم المساعدة خلال الفترة الانتقالية في السودان (يونيتامس) لمدة ستة أشهر حتى الثالث من ديسمبر كانون الأول 2023.
ومنذ اندلاع القتال العنيف بين القوتين العسكريتين في منتصف أبريل الماضي، عمت الفوضى في البلاد، وانتشرت أعمال السلب والنهب والترويع، التي طالت الشركات والمحلات التجارية، بالإضافة إلى المصارف وحتى البيوت.
كما وصلت الانتهاكات إلى المستشفيات، حيث احتل مسلحون العديد من المرافق الطبية لاسيما في الخرطوم وإقليم دارفور غرب السودان.
بينما تعالت التحذيرات الدولية والأممية من كارثة إنسانية مقبلة، إثر تعثر وصول المساعدات جراء الوضع الأمني، وعمليات النهب التي تعرضت لها بعض مكاتب منظمات الإغاثة.
من ناحية أخرى أعلن الجيش السوداني استعادة قاعدة جوية في الخرطوم بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع، في حين قالت قوات الدعم إنها استولت على حامية عسكرية غربي البلاد.
وقال مصدر عسكري للجزيرة إن الجيش استعاد قاعدة «النُجُومِي» الجوية في جبل أولياء (جنوب الخرطوم)، مشيرا إلى أن القاعدة دخلت الخدمة فور استعادتها من الدعم السريع.
كما أشار المصدر إلى أن القاعدة كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بداية الأحداث في 15 أبريل الماضي، وتمت استعادتها بعد معارك وصفها بالعنيفة داخل القاعدة الجوية.
وكان القتال تصاعد الأحد في مناطق عدة بالخرطوم بعد يوم من انتهاء هدنة توسطت فيها السعودية والولايات المتحدة، وكان يفترض أن تستغرق 5 أيام.
وأفادت مصادر بسماع أصوات أسلحة ثقيلة في شارع الغابة والمنطقة الصناعية والحلة الجديدة بالخرطوم، إضافة إلى دوي انفجارات متتالية في جنوب أم درمان.
وخلال المعارك، قصفت طائرات حربية سودانية تجمعات لقوات الدعم السريع بمنطقة الجريف (شرقي الخرطوم).
وفي غربي البلاد، أعلنت قوات الدعم السريع أمس الاثنين سيطرتها على مقر الحامية العسكرية للجيش بمدينة كُتم بإقليم دارفور.
لكن الناطق الرسمي باسم الجيش نبيل عبد الله نفى للجزيرة سيطرة الدعم السريع على الحامية العسكرية.
وكانت أنباء أفادت بأن اشتباكات عنيفة وقعت الأحد في مدينة كتم بولاية شمال دارفور؛ مما أسفر عن مقتل نحو 40 شخصا، حسب ناشطين.
ونفى الجيش السوداني ما تردد عن سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
من جهته، أعلن حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي الإقليم منطقة منكوبة، قائلا إنه بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وفي الجانب الإنساني، أكدت لجنة نقابة أطباء السودان أن أكثر من 60 مستشفى تقع في مناطق الاشتباكات أصبحت خارج الخدمة بشكل كامل، بسبب الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وورد في بيان نشرته النقابة في صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك أنه من أصل 89 مستشفى في الخرطوم والولايات يوجد 59 مستشفى متوقفة عن الخدمة و30 مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي، وهي مهددة بالإغلاق أيضا نتيجة نقص الفرق الطبية والإمدادات الطبية والماء والكهرباء.
وقالت نقابة أطباء السودان إن 17 مستشفى تم قصفها و21 تعرضت للإخلاء القسري منذ اندلاع القتال منتصف أبريل الماضي، مشيرة إلى تعرض 11 عربة إسعاف للاعتداء من قوات عسكرية.
وأضاف البيان أن جميع المرافق الصحية في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور لا تزال خارج الخدمة بعد أن تم الاعتداء عليها ونهبها.
وبالتزامن، نشرت نقابة أطباء السودان قائمة تضم أسماء 19 من الأطباء وأفراد الفرق الطبية وطلاب الطب الذين قتلوا جراء الاشتباكات.
على صعيد آخر، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) إنه ناقش مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان هاتفيا الأوضاع بالسودان، في ظل الجهود المبذولة من الوساطة السعودية الأميركية.
وأضاف حميدتي -عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك- أنه أكد لوزير الخارجية السعودي التزام قواته بإعلان حماية المدنيين ومواصلة العمل على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
كما رحب قائد الدعم السريع بالبيان المشترك السعودي الأميركي حول استمرار المباحثات غير المباشرة.
وفي بيان نشر الأحد، دعت السعودية والولايات المتحدة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق نار وتنفيذه بشكل فعال بهدف بناء وقف دائم للعمليات العسكرية.
وقال بيان للخارجية السعودية إن الرياض وواشنطن حريصتان على استئناف المحادثات السودانية التي انطلقت أواخر الشهر الماضي في مدينة جدة قبل أن تُعلق.
وتسبب الصراع المستمر منذ 7 أسابيع في مقتل المئات وإصابة الآلاف من المدنيين، بالإضافة إلى نزوح ما يقرب من 1.2 مليون شخص داخل البلاد، وفرار 400 ألف آخرين إلى البلدان المجاورة.