
«وكالات» : أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن ما حدث في مصر في الفترة من العام 2011 إلى العام 2014 كان فوضى هددت وجود البلاد.
وقال في كلمته في الذكرى الـ 71 لقيام ثورة يوليو، أمس الأحد، إن مصر شهدت خلال السنوات الثلاث هذه، فترة عصيبة من الفوضى وعدم الاستقرار هددت وجود الدولة ذاته، ومقدرات شعب مصر، مضيفا أنه كان لزاما لذلك أن يتم التفكير بجدية في المستقبل وفي الجمهورية الجديدة وإعادتها لمكانها المستحق بين الأمم.
وتابع السيسي أن المصريين تأكدوا بعين اليقين أن الوطن الآمن المستقر يعلو ولا يعلى عليه، كما أن التطوير والتحديث الاجتماعي والاقتصادي أصبح ضرورة للحياة والمستقبل وليس ترفا ورفاهية، مشيرا إلى أن الواقع الديموغرافي والاقتصادي يحتم الحديث ليس عن التنمية بالمفهوم التقليدي، وإنما عن الانطلاق بمعدلات نمو مرتفعة ومتلاحقة.
وأضاف أن أسس وقيم الجمهورية الجديدة تقوم على أولوية الحفاظ على الوطن وحمايته، وسط واقع دولي وإقليمي، يتزايد تعقيده واضطرابه على نحو غير مسبوق، مشددا على ضرورة وحدة الجبهة الداخلية، بالنظر إلى تغير طبيعة التهديدات التي أصبح جزء كبير منها يستهدف الداخل حصرا.
وقال الرئيس السيسي إن أهداف بلاده حاليا هي: تحقيق تنمية مستدامة متسارعة، وتوفير فرص متكافئة للعمل، والحياة الكريمة، وبناء القدرة الوطنية في جميع المجالات، لتصل مصر إلى الموضع الذي يطمح إليه شعبها، مضيفاً أن تحقيق كل ما سبق، والحفاظ عليه وتنميته يتطلب، بالتوازي مع مسيرة البناء والتعمير تطوير الخصائص الإنسانية في المجتمع وبناء الإنسان المصري والارتقاء بأحواله تعليميا وصحيا وثقافيا.
من ناحية أخرى أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الري المصري، أنه لا ضمان للوصول لاتفاق في مفاوضات سد النهضة خلال 4 شهور.
وقال خلال مقابلة مع فضائية «أون»، المصرية، مساء السبت، إن الجميع يسعى للوصول إلى حل نهائي يحمي حقوق الدول الثلاث، معتبرا أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الأخيرة مبشرة، ومعربا عن أمنيته أن يكون هناك تغيير حقيقي في موقف أديس أبابا.
وكشف الوزير المصري عن أصعب اللحظات التي واجهها الفريق المصري خلال مفاوضات سد النهضة، وكانت في نقطة الوصول لصيغة ترضي جميع الأطراف، وذلك في تقاسم المنفعة وفترات الجفاف، مؤكدا أن الإجراءات الأحادية في فترات الجفاف والجفاف الممتد لا يقبلها أحد ولا يمكن التغاضي عنها.
وأشار إلى أنه من الصعب بل من المستحيل أن يكون هناك دولتان كبيرتان على نهر مشترك ولديهما سدود ضخمة ولا يكون هناك تعاونًا مشتركًا بينهما، مؤكدا أن العمل بشكل أحادي على نهر النيل لا يمكن أن يؤدي لاستقرار في المنطقة.
وقال سويلم: لابد أن نصل إلى اتفاق قانوني ملزم بين الدول الثلاث يحمي حقوق الجميع ويحقق التنمية للدول الثلاث، مشددا على أن الحقوق المائية لمصر خطر أحمر، وأن التفاوض ليس على مستوى الحقوق المائية لمصر، ولكن على طريقة ملء وتشغيل السد بما يخدم إثيوبيا، ويحافظ على مصالح السودان ومصر.
وأضاف أن مصر استثمرت منذ العام 2014 في مجال المياه بعشرات المليارات من الجنيهات، وقامت بإعادة استخدام 21 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعي وهذا رقم غير موجود في إفريقيا والشرق الأوسط، موضحا أن نصيب الفرد المصري من المياه محدد بنصف الكمية العالمية.
وكانت مصر وإثيوبيا قد اتفقتا على الشروع في مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق على ملء سد النهضة وقواعد تشغيله خلال أربعة أشهر.
وخلال استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لرئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد، قبل أيام في القاهرة خلال مؤتمر دول جوار السودان، تم استئناف المناقشات بينهما حيث جدد الزعيمان تأكيد إرادتهما السياسية المتبادلة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وناقش الزعيمان سبل تجاوز الجمود الحالي في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، فيما تم الاتفاق على أنه وخلال فترة المفاوضات، توضح إثيوبيا التزامها، أثناء ملء السد خلال العام الهيدرولوجي 2023-2024، بعدم إلحاق ضرر ذي شأن بمصر والسودان، بما يوفر الاحتياجات المائية لكلا البلدين.