
«وكالات» : قالت مصادر في القدس إن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اقتحم المسجد الأقصى المبارك صباح أمس الخميس على رأس مجموعة من المستوطنين، ودانت وزارتا الخارجية الفلسطينية والأردنية بهذا الاقتحام، واعتبرته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصعيد للحرب الدينية.
وذكرت مصادر أن اقتحام بن غفير للحرم القدسي جاء في مناسبة ما يسمى ذكرى خراب الهيكل، حيث يصوم اليهود فيه ويؤدون «صلوات» عند حائط البراق.
وذكر المراسل أن أكثر من ألف مستوطن اقتحموا الحرم القدسي، وقاموا عدد منهم بأداء طقوس تلمودية في باحات المسجد الأقصى.
وأحيط اقتحام بن غفير بحماية أمنية مشددة من جيش وشرطة الاحتلال، وهو ثالث اقتحام للوزير اليميني المتطرف منذ توليه بداية العام 2023 منصبه في حكومة بنيامين نتنياهو.
وقال بن غفير تعليقا على اقتحام للمسجد الأقصى «هذا المكان هو الأهم لشعب إسرائيل وإليه يجب أن نعود ونظهر سيادتنا عليه».
من جهة أخرى طالبت منظمة «أطباء بلا حدود» الأربعاء المجتمع الدولي بحماية الفلسطينيين في منطقة «مسافر يطا» جنوب الضفة الغربية المحتلة من خطر التهجير القسري الذي تمارسه إسرائيل، فيما طالبت واشنطن الثلاثاء بالحد من عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين.
وحضت مديرة المكتب الإعلامي الإقليمي للمنظمة إيناس أبو خلف المجتمع الدولي -خلال مؤتمر صحفي في الأردن- على اتخاذ تدابير عاجلة لحماية سكان «مسافر يطا» وحماية حقوقهم.
وقالت أبو خلف إن الفلسطينيين القاطنين في «مسافر يطا» يعيشون في خوف دائم من الإجلاء، والتعرض لهدم منازلهم ومنع المياه عنهم وتقييد تحركاتهم، بالإضافة إلى تعرضهم للعنف من قبل المستوطنين.
وأشارت إلى أن إسرائيل «فرضت ضغوطا هائلة على سكان المنطقة ليغادروها، مما قد يرقى إلى كونه تهجيرا قسريا، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي».
ووفقا لـ»أطباء بلا حدود» كثفت إسرائيل ممارساتها في التهجير القسري منذ مايو 2022 بعد حكم صدر عن المحكمة العليا الإسرائيلية أزال الحواجز القانونية التي كانت تحول دون تهجير الفلسطينيين من «مسافر يطا»، وذلك لإفساح المجال أمام إقامة منطقة عسكرية.
من جهته، قال رئيس بعثة المنظمة في الأراضي الفلسطينية ديفيد كانتيرو بيريز إن قرابة 1100 شخص من سكان «مسافر يطا» يعيشون تحت خطر التهجير القسري.
وأضاف رئيس البعثة أنه «يمكن اعتبار الإخلاء القسري خرقا جسيما لاتفاقية جنيف الرابعة، وبالتالي يصبح جريمة حرب»، مؤكدا على ضرورة احترام إسرائيل القانون الدولي الإنساني.
ويعيش نحو 1144 فلسطينيا في 12 تجمعا في «مسافر يطا» -بينهم 569 طفلا- بحسب إحصائيات المنظمة.
يذكر أن سلطات الاحتلال أعلنت في ثمانينيات القرن الماضي «مسافر يطا» منطقة عسكرية مغلقة، مما أدى إلى اعتبار أن آلاف الفلسطينيين يقطنون في المنطقة بشكل غير قانوني، وبالتالي يواجهون خطر الإخلاء القسري.
وفي سياق متصل، طالبت الولايات المتحدة الثلاثاء إسرائيل بالحد من عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي يوآف غالانت.
وجاء في بيان أن أوستن حث إسرائيل على التصدي لعنف المستوطنين المتطرفين ضد المدنيين الفلسطينيين، ومواصلة جهود وزارة الدفاع الإسرائيلية لتحسين الفرص الاقتصادية للفلسطينيين في الضفة الغربية.
ودعا أوستن القادة الفلسطينيين إلى إدانة الإرهاب واتخاذ خطوات فعالة لمنع العنف، مشددا على الحاجة الملحة للقادة الإسرائيليين والفلسطينيين للعمل على ضمان الاستقرار في الضفة الغربية.
يشار إلى أن الضفة الغربية المحتلة تشهد بشكل متكرر توترات أمنية على خلفية اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
من ناحية أخرى توقفت المظاهرات المناهضة والمؤيدة للتعديلات القضائية في إسرائيل بسبب مناسبة دينية يهودية أمس الخميس، وذلك في الوقت الذي يدعو فيه قادة التيار القومي إلى المصالحة، بينما تعهد نشطاء بالعودة إلى الشوارع وتكثيف الضغط على الحكومة.
تصاعدت حدة الأزمة الدستورية، التي دخلت شهرها السابع، يوم الاثنين بعد أن أقر البرلمان أول التعديلات القضائية التي يتبناها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي تحد من سلطات المحكمة العليا.
وناشدت جماعات مراقبة المحكمة إلغاء القانون الجديد. وستبدأ المواجهة القانونية الخميس المقبل عندما تنظر المحكمة العليا في استئناف ضد مشروع قانون للائتلاف الحاكم تم التصديق عليه في مارس ويحد من شروط عزل رئيس الوزراء من منصبه.
وفي ظل عطلة تشهدها الدولة بمناسبة «ذكرى خراب الهيكل»، وهو يوم صيام وحداد على تدمير معبدين يهوديين قديمين عزاه البعض آنذاك إلى اقتتال داخلي، أوصى قادة إسرائيليون بأن يدرس الجميع تصرفاته.
وقال الرئيس إسحق هرتسوغ، الذي يحاول منذ مارس التوسط للوصول إلى تسوية، على فيسبوك: «أناشد الجميع: حتى مع وصول الألم إلى ذروته، لابد أن نحافظ على الحدود في الخلاف ونمتنع عن العنف والإجراءات التي لا رجعة فيها».
وأضاف: «يجب أن نتخيل حياتنا معاً هنا بعد 40 و50 و100 عام أخرى، وكيف سيؤثر كل إجراء على أطفالنا وأحفادنا وعلى الجسور بيننا».
وقال متظاهرون إنهم سيخرجون بقوة مرة أخرى بمجرد انتهاء فترة الصيام عند غروب الشمس. ويتهمون نتنياهو بالعمل على الحد من استقلالية المحكمة في الوقت الذي يدفع فيه ببراءته في محاكمة فساد.
ونشرت شيكما بريسلر، وهي من قادة الاحتجاجات، ملصقاً في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يقول «الحكومة غير شرعية».
وأضافت: «الاحتجاجات ستستمر كما هو مقرر لها في نفس الوقت الذي يتم فيه تكثيف الإجراءات واستخدام أدوات لم تستخدم من قبل».
من جهته، يدافع نتنياهو عن التعديلات بالقول إنها ضرورية لتحقيق التوازن بين دوائر الحكم. ووصف الاحتجاجات، التي شملت إعلان الآلاف من جنود الاحتياط في الجيش أنهم لن يمتثلوا للاستدعاء، بأنها محاولة لإفشال التفويض الذي حصل عليه بشكل ديمقراطي.