
«وكالات» : بعدما أعلنت واشنطن فرض عقوبات على نائب قائد قوات الدعم السريع في السودان، عبد الرحيم حمدان دقلو، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس الأربعاء أن عبد الرحيم دقلو متهم بارتكاب جرائم من بينها القتل بدوافع عرقية.
كما قال إن قوات الدعم السريع ارتكبت فظائع وعمليات قتل جماعي في دارفور بدوافع عرقية».
وتابع قائلاً أن قائد غرب دارفور بالدعم السريع عبد الرحمن جمعة ارتكب انتهاكات جسيمة، وأن جمعة هو المسؤول عن مقتل والي غرب دارفور خميس عبدالله أبكر، وشقيقه.
وتابع «سنستخدم كل الوسائل لإعاقة قدرة الدعم السريع والجيش على إطالة الحرب بالسودان».
ودعا الوزير الأميركي جميع الجهات الخارجية تجنب تأجيج الصراع في السودان.
أتت هذه التصريحات بعدما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على نائب قائد قوات الدعم السريع في السودان، عبد الرحيم حمدان دقلو.
وأوضحت وزارة الخزانة في بيان أمس الأربعاء بأنها فرضت عقوبات على عبد الرحيم، لقيادته الدعم السريع، وهي «كيان شارك أعضاؤه في أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك مذابح ضد المدنيين والقتل العرقي واستخدام العنف الجنسي».
كما أشارت إلى أنه سيتم حظر وصول دقلو إلى جميع الممتلكات والمصالح المدرجة تحت اسمه في الولايات المتحدة.
ويشكل قرار معاقبة شقيق قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي، من أبرز العقوبات التي فرضت حتى الآن منذ تفجر الصراع بين الدعم السريع والجيش منتصف أبريل الماضي.
لاسيما أنها أول مرة تفرض فيها الإدارة الأميركية عقوبة على مسؤول من القوتين المتنازعتين، منذ بداية الحرب، فالعقوبات السابقة طالت شركات وقطاعات عسكرية، وليس أفرادا.
كما يعتبر رداً واضحاً على أعمال العنف الرهيبة التي شهدها غرب دارفور، والتي اتُهمت قوات الدعم السريع مع الميليشيات المتحالفة معها، بارتكابها، وفق ما نقلت رويترز.
يذكر أنه منذ اندلاع القتال بين الطرفين قبل 5 أشهر تصاعدت المخاوف من انزلاق إقليم دارفور في أتون حرب أهلية وقبلية مريرة، لا سيما أن المنطقة تحفل بذكريات أليمة.
إذ يزخر هذا الإقليم الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريبا، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى، فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.
من ناحية أخرى أعلن الجيش السوداني الاثنين، أنه سيسلم اللجنة الدولية للصليب الأحمر 230 أسيرا من قوات الدعم السريع بينهم 30 قاصرا.
وقال الجيش في بيان «تواصلت القوات المسلحة السودانية مع ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالبلاد لتسليم ثلاثين فردا من عناصر الميليشيا المتمردة (من القصر) الذين تم أسرهم بواسطة قواتنا خلال المعارك».
وأضاف أن تسليم الأسرى القاصرين سيتم في أم درمان فور تلقي الرد من ممثلي المنظمة.
وتابع أنه «سيتم أيضا تسليم مجموعة أخرى تتكون من مئتي متمرد (من غير القصر) عند اكتمال الترتيبات اللازمة مع ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر».
وفي وقت سابق، نفى قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو المعروف بـ»حميدتي»، في تسجيل صوتي، أن تكون قواته تعدم الأسرى معتبرا أن هذا الأمر مجرد «خدعة».
من جهته قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) مساء الاثنين، إن المعركة التي تخوضها قواته ضد الجيش «ستنتهي قريبا جدا»، نافيا الاتهامات لقواته بقتل أسرى.
ودعا حميدتي في تسجيل صوتي ضباط وجنود الجيش للانضمام إلى ما سماه «خيار الشعب»، وقال «نقول للمتواجدين من الجيش السوداني في القيادة العامة وسلاح المهندسين اطلعوا، ونحن سنرحب بكم».
وأشار حميدتي إلى أن قواته ليس لديها سلاح ثقيل كالدبابات والمدافع وأنها لا تملك طائرات حربية، وإنما حصلت على بعض هذه الأسلحة من الجيش. وقال «سندافع عن السودان وعن نفسنا حتى آخر جندي وحتى نأتي بالديمقراطية لكل السودانيين». وأضاف: «لا نسعى للاستيلاء على السلطة في السودان».
وقبل أيام، نفى إبراهيم مخير، عضو المكتب الاستشاري لقائد الدعم السريع مساء الخميس الأنباء والشائعات التي تحدثت خلال الفترة الماضية عن اغتيال قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو «حميدتي»، قائلا: «قائد الدعم السريع يقود المعارك ويقود كذلك عملا دبلوماسيا».