
«وكالات» : دعا نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، الليبيين إلى العمل معاً من أجل بناء نظام عصري جديد يجمع الجميع.
وأكد الساعدي القذافي في تغريدة نشرها الأحد على صفحته بمنصة «إكس»، أن «النظام السابق لن يعود»، مطالباً بالاستفادة من إيجابياته وأخطائه وتجنب سلبياته من أجل العمل على بناء نظام عصري جديد يجمع كل الليبيين.
يشار إلى أن نجل القذافي برز مؤخراً وأصبح كثير الظهور من خلال تدوينات على «إكس»، علق فيها على الحالة السياسية في بلاده ودعا إلى المصالحة الشاملة وعدم اللجوء إلى الانتقام من أجل تجاوز الخلافات.
وهو ما طرح تساؤلات بشأن نيته الدخول للساحة السياسية خلال الفترة المقبلة.
يذكر أن السلطات الليبية كانت أفرجت عن الساعدي القذافي في سبتمبر 2021، عقب 7 سنوات من حبسه في أحد سجون العاصمة طرابلس، وذلك بعدما حكمت المحكمة ببراءته من التهم الموجهة إليه.
وفور إطلاق سراحه، غادر الساعدي إلى تركيا بعدما حصل على لجوء سياسي، ليقيم هناك ويختفي عن الأنظار تماماً حتى ظهوره خلال الأيام الماضية عبر «إكس».
وكان الساعدي قائداً للقوات الخاصة الليبية، غير أنه اشتهر أيضاً بمحاولة احتراف كرة القدم في إيطاليا.
من جهة أخرى تسود حالة من التوتر الأمني داخل المدن الواقعة غرب ليبيا، نتيجة تصعيد بين مكوّنات الأمازيع والقوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، عقب إعلان الأخيرة عن عدّة قرارات للسيطرة على معبر راس جدير الحدودي مع تونس.
ولوّح المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، بالتصعيد العسكري في حال قيام قوات الدبيبة بالهجوم على مدن الأمازيغ، محذّرا من أيّ تحركات مسلّحة قد تجرّ المنطقة إلى أحداث لا يمكن توّقع نتائجها.
جاء التحذير، بعد قرار الدبيبة قبل أيام، تشكيل غرفة أمنية مشتركة وتكليفها بالسيطرة على المعبر الخاضع لسيطرة قوات أمنية من مكوّن الأمازيغ تابعة لمدينة زوارة الواقعة غرب الساحل الليبي.
وقالت حكومة الدبيبة، إنّ مهمّة غرفة العمليات المشتركة تتمثل في الدفاع عن المنطقة الغربية والجنوب الغربي ومكافحة التهريب وفرض الأمن، و مواجهة وردع المجموعات الخارجة عن القانون والمعتدين على مدينة غريان، نافية نيتّها استهداف الأمازيغ.
لكن المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، يرفض أيّ تواجد لقوات الحكومة بالقرب من حدود مدينة زوارة أو في معبر راس جدير، ودعا إلى حل الغرفة الأمنية المشتركة وسحبها بسبب عدم مشاركة المكون الأمازيغي فيها.
وتحسبّا لاندلاع نزاع مسلّح، أمر المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش، السبت، كافة الوحدات العسكرية بعدم القيام بأي تحركات عسكرية مهما كانت الأسباب إلا بعد الحصول على إذن مسبق.
ونبه الرئاسي كافة آمري الوحدات العسكرية إلى ضرورة التقيد بالتعليمات وعودة الآليات والأسلحة والأفراد إلى معسكراتهم، كما أمر المجلس رئاسة الأركان العامة وإدارة الاستخبارات العسكرية بالإبلاغ عن أية وحدة عسكرية مخالفة لهذه التعليمات لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدّها.
يعد معبر راس جدير الحدودي مع تونس أهمّ معبر برّي لغرب ليبيا ويربطها بتونس، لكنّه أيضا منفذ للتهريب تتنافس الميليشيات المسلّحة الليبية على السيطرة عليه.
ويقدم التوّتــــــر الأمني الحاصل في غرب ليبيا، دليلا حيّا على وجود علامات للتصعيد المسلّح في أيّ وقت ممكن بين الفصائل المتنافسة، في ظلّ استمرار حالة الجمود السياسي وتعثّر الوصول إلى حلّ ينهي أزمة البلاد.