العدد 4741 Sunday 03, December 2023
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
ملاحقة مروجي الشائعات و «المرجفين» بشأن بيت الحكم سالم الصباح لكاميرون : كفانا ازدواجية معايير في التعاطي مع «فلسطين» إسرائيل استأنفت حرب الإبادة ضد المدنيين الغملاس : الكويت من أكثر دول العالم تميزا في مجال تشخيص وعلاج «الإيدز» الأمير هنأ رئيس الإمارات بالعيد الوطني لبلاده: حققتم إنجازات تنموية وحضارية بارزة إقليميا ودوليا وزير الديوان الأميري : الحالة الصحية لأمير البلاد مستقرة بفضل الله ممثل الأمير : حريصون على تنفيذ التزامات الكويت الدولية الخاصة بـ «التغير المناخي» المرض الغامض ينتشر .. والصين: لم نجد أمراضاً معدية جديدة خلال التحقيقات أكبر بركان نشط في أوروبا ينفث حمماً مجدداً هليكوبتر تسقط على طريق سريع وتصطدم بسيارة الزعيم والعميد..مواجهة شرسة لاستعادة الهيبة القادسية يرافق خيطان إلى ربع نهائي كأس ولي العهد اليوفي يسرق 3 نقاط مستحيلة في مواجهة جنونية أمام مونزا «الشال»: النظرة المتفائلة لمستقبل البلاد تحتاج إلى «عقل ومنهج» مختلفين «الوطني» يجري تطويراً شاملاً لبرنامج «شهادات ائتمان موديز» «التجاري» يوزع كسوة الشتاء على عمال التنظيف والبناء معارك مشتعلة بأفدييفكا.. ومظليون روس يهاجمون قوات أوكرانية بضفة نهر دنيبر خشية عملية أمريكية لاستعادتها.. «الحوثي» تعزز تحصين «غالاكسي» وتغير موقعها الحكومة الإسرائيلية : الحـــرب مستمرة حتى تدمير «حماس» نجوم الغناء العربي يطربون الجمهور في حفل «روائع السنباطي» عبد الله الرويشد يطرح «إمارات الوفا» حسين الجسمي يطرب جمهوره في العيد الوطني للإمارات

دولي

الحكومة الإسرائيلية : الحـــرب مستمرة حتى تدمير «حماس»

«وكالات» : عادت غزة إلى إحصاء ضحاياها من القتلى والجرحى، السبت، بعد أن بدّد القصف الإسرائيلي سبعة أيام من الهدوء في القطاع، وأعاد إليه مشاهد الركام والمنازل المدمرة وسيارات الإسعاف التي تهرع لنجدة المصابين ونقل القتلى الذين سقطوا خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى بعد انهيار الهدنة بين حماس وإسرائيل.
وأعلن متحدث صحة غزة ارتفاع عدد ضحايا الحرب على القطاع منذ 7 أكتوبر إلى 15207 قتلى و40,652 مصابا. وقال أشرف القدرة، خلال مؤتمر صحافي، إن 280 من الكوادر الطبية قتلوا وجُرح مئات آخرون منذ اندلاع الحرب، مشيرا إلى اعتقال 31 آخرين. وأوضح أنه تم استهداف 130 مؤسسة صحية، وإخراج 20 مستشفى عن الخدمة، واستهداف وتدمير 56 سيارة إسعاف.
وفي آخر التطورات، أعلنت كتائب القسام استهداف قوات إسرائيلية شرق بلدة ماغين في غلاف غزة برشقة صاروخية، فيما شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على خان يونس جنوب القطاع، وأفاد إعلام إسرائيلي بأن الغارات الإسرائيلية استهدفت مدينة حمد في خان يونس جنوب قطاع غزة.
ونقلت وسائل الإعلام الفلسطينية عن السلطات الصحية في غزة، إفادتها بارتفاع عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلي منذ صباح الجمعة إلى 240، والجرحى إلى نحو 650، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي قصف «أكثر من 400 هدف» منذ انتهاء الهدنة في غزة.
وقال الدفاع المدني بغزة، إنه يحتاج بشكل عاجل لآليات للاستمرار في انتشال الجثث من تحت الأنقاض، مضيفاً: «لم نستطع انتشال جثث في محيط مستشفيات القدس والرنتيسي والنصر بمدينة غزة». ومن جهته، أكد مدير مستشفى العودة بشمال غزة أن لديهم عجزا كبيرا في توافر وحدات الدم لإنقاذ الجرحى.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر، صباح السبت، بتجدد القصف الصاروخي تجاه مستوطنات غلاف غزة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار انطلقت قرب الغلاف دون إعطاء تفاصيل.
وبالتزامن، أفاد إعلام فلسطيني بأن زوارق حربية إسرائيلية تكثف قصفها لساحل خان يونس، كما أشار إلى أن الغارات الإسرائيلية تستهدف شرقي المغازي ودير البلح وسط القطاع.
ولم يترك الطيران الحربي الإسرائيلي ولا المدفعية منطقة في قطاع غزة دون قصف، لكن النصيب الأكبر منذ إعلان إسرائيل عودتها لقصف القطاع كان لخان يونس ورفح، محافظتي الجنوب اللتين تطالب إسرائيل سكانهما - وجلهم نازحون - بالنزوح مجددا.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية، أمس السبت، إن الطائرات الإسرائيلية واصلت شن سلسلة غارات وصفتها بالعنيفة على منازل المواطنين في منطقتي الشيخ نصر وبني سهيلا. وأضافت أن الشظايا وصلت إلى مدرسة تابعة لوكالة الأونروا تؤوي مئات النازحين.
وبحسب الوكالة، فإن المدفعية الإسرائيلية قصفت المناطق الزراعية الشرقية لمدينة خان يونس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب أكثر من 200 هدف في قطاع غزة في اليوم الأول للمرحلة الجديدة من الحرب على غزة.
وأضاف الجيش في بيان أن قواته البرية والجوية والبحرية ضربت أمس أهدافا في شمال قطاع غزة وجنوبه بما في ذلك خان يونس ورفح، وذلك «في أعقاب انتهاك حماس لوقف العمليات».
كما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى تفعيل صفارات الإنذار في عدة بلدات إسرائيلية منها اللد والرملة.
في المقابل، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، إنها قصفت، الجمعة، تجمعات للقوات الإسرائيلية في مدينة غزة، في حين أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية بالمدينة.
وبسقوط مئتي قتيل ونحو 600 جريح في اليوم الأول من المرحلة الثانية للحرب في غزة، تبدو إسرائيل في غير عجلة من أمرها لإنهاء المهمة المطلوبة في قطاع غزة، الذي بدأت قصفه من البر والبحر والجو في السابع من أكتوبر الماضي، حين شنت حماس هجوما مباغتا على مدن ومعسكرات ومستوطنات إسرائيلية في يوم انتهى بإعلان إسرائيل مقتل 1200 شخص، إضافة إلى أكثر من 240 اصطحبهم مقاتلو حماس وشركاؤها أسرى في القطاع.
وتوعّدت إسرائيل بـ»القضاء» على حماس. وأوقع القصف المكثف على غزة والذي ترافق اعتبارا من 27 أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، قرابة 15 ألف قتيل، معظمهم مدنيون، وبينهم أكثر من 6 آلاف طفل، وفق السلطات الصحية في غزة.
وبعد 48 يوما من القتال، بدأ الطرفان بوساطة قطرية مصرية أميركية هدنة امتدت لسبعة أيام حصلت خلالها إسرائيل على أكثر من 100 من المحتجزين في غزة، وأفرجت في المقابل عن مئات السجناء الفلسطينيين لديها.
وانهارت الهدنة فجأة صباح الجمعة مثلما بدأت فجأة، وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن انهيارها.
من جهة أخرى أعلنت الحكومة الإسرائيلية، السبت، أن الحرب مستمرة في غزة حتى تدمير حماس، وأن القطاع يجب ألا يشكل تهديدا على إسرائيل بعد انتهاء الحرب، مشيرة إلى أن الجيش على أهبة الاستعداد في الجنوب والشمال. وأضافت أن «نهاية الحرب تعني القضاء على حماس».
وأضاف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أن حماس رفضت الإفراج عن مزيد من المختطفين و»لذلك استكملنا الحرب»، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية «تسيطر على أجزاء كبيرة من شمال قطاع غزة».
كما أكدت الحكومة الإسرائيلية أن حزب الله يعرّض لبنان لخطر غير مسبوق.
طالب الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، سكان جباليا والشجاعية والزيتون والبلدة القديمة في غزة بإخلاء منازلهم فورا.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة «إكس» (تويتر سابقا): «ندعوكم لإخلاء منازلكم فورا عبر محوريْ حيفا وخليل الوزير والتوجه إلى مراكز الإيواء المعروفة والمدارس في حيي الدرج وتفاح وغرب مدينة غزة».
وأشار أدرعي إلى أن الجيش استأنف «العمل بقوة» ضد حماس وباقي الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
هذا وأعلنت سرايا القدس، التابعة لحماس، أنها تخوض اشتباكات ضارية مع قوات إسرائيلية في حي الشيخ رضوان ومحاور شمال غرب وجنوب غزة منذ ساعات الفجر الأولى.
كما أعلنت السرايا أنها لا تزال تقصف بالصواريخ مدنا ومواقع وقواعد عسكرية وبلدات إسرائيلية برشقات صاروخية مكثفة.
وتقصف إسرائيل أهدافا في جنوب قطاع غزة أمس السبت، في تكثيف لهجوم متجدد أعقب هدنة استمرت أسبوعا مع حركة حماس، وأثار تجدد المخاوف بشأن سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.
وكان الجيش الإسرائيلي نشر، الجمعة، خارطة لقطاع غزة تحدد مواقع مختلفة سيطلب من أهالي القطاع إخلاءها في وقت لاحق، معتبراً مناطق شرق خان يونس «منطقة قتال خطيرة».
وقال أدرعي في منشور على «أكس» (تويتر سابقا): «تمهيدا للمراحل المقبلة من الحرب ينشر جيش الدفاع خريطة مناطق الإخلاء (البلوكات) في قطاع غزة».
وأوضح أدرعي أنه تم تقسيم أرض القطاع إلى مناطق بحسب الأحياء المعروفة «من أجل السماح لسكان غزة بالتوجه» لها عندما يطلب منهم ذلك.
وغرّد: «تمهيدًا للمراحل المقبلة من الحرب ينشر جيش الدفاع خريطة مناطق الإخلاء (البلوكات) في قطاع غزة: تقسيم أرض القطاع إلى مناطق حسب التقسيم على الأحياء المعروفة من أجل السماح لسكان غزة بالتوجه وفهم التعليمات والانتقال من أماكن معيّنة في حال طلب منهم القيام بذلك حفاظًا على سلامتهم. تابعوا الخارطة بعناية».
من جانب آخر أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، السبت، استدعاء فريق الموساد من قطر بسبب الجمود في المفاوضات بشأن غزة.
وقال مكتب نتنياهو إن حماس لم تفِ بالتزامها بإطلاق سراح جميع الأطفال والنساء الرهائن المدرجين على القائمة التي وافقت عليها.
وأضاف مكتب نتنياهو: «رئيس الموساد يشكر مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ورئيس المخابرات المصرية ورئيس الوزراء القطري على مساعدتهم».
وأشار إلى أن محادثات قطر أدت إلى استعادة 84 من النساء والأطفال الإسرائيليين و24 أجنبيا من غزة.
وفي وقت سابق، قال مصدر مطلع لـ»رويترز» إن فريقا من جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) موجود بالدوحة أمس السبت لعقد مباحثات مع الوسطاء القطريين حول هدنة أخرى في القتال في غزة.
وركزت المحادثات على احتمال إطلاق سراح فئات جديدة من الأسرى الإسرائيليين بخلاف النساء والأطفال ومعايير هدنة قال المصدر إنها مختلفة عن اتفاق الهدنة التي انهارت، الجمعة.
من ناحية أخرى كشف تقرير في صحيفة وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بـ100 قنبلة خارقة للتحصينات، وعشرات الآلاف من الأسلحة الأخرى لاستخدامها في الحرب ضد حركة حماس في غزة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وأفادت الصحيفة، الجمعة، نقلا عن مسؤولين أميركيين أنه تم تزويد إسرائيل بقنابل خارقة للتحصينات برأس حربي «بي إل يو-109» مصمم لاختراق الخرسانة قبل أن ينفجر.
وقد بدأت عملية تزويد إسرائيل بأسلحة وذخائر إضافية، تشمل 15 ألف قنبلة و57 ألف قذيفة مدفعية، بعد وقت قصير من هجوم حماس على إسرائيل، ولا تزال العملية مستمرة.
وذكرت وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة التي زودت أهم حلفائها في المنطقة بأسلحة حتى قبل حرب غزة، لم تفصح من قبل عن عدد الأسلحة المقدمة لإسرائيل أو عدد القنابل الخارقة للتحصينات.
ويُظهر الجسر الجوي للذخائر بمئات الملايين من الدولارات، خاصة على متن طائرات شحن عسكرية من طراز C-17 تحلق من الولايات المتحدة إلى تل أبيب، التحدي الدبلوماسي الذي يواجه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. وتحث الولايات المتحدة حليفها الأكبر في المنطقة على النظر في منع وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين أثناء إمدادها بالعديد من الذخائر.
وصرح وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الجمعة: لقد أوضحت أنه بعد فترة توقف، كان من الضروري أن توفر إسرائيل حماية واضحة للمدنيين، ولاستدامة المساعدات الإنسانية في المستقبل.
من جملة الذخائر التي نقلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل أكثر من 5 آلاف قنبلة غير موجهة من طراز Mk82، وأكثر من 5400 قنبلة ذات رؤوس حربية من طراز Mk84 تزن ألفي رطل، وحوالي ألف قنبلة ذات قطر صغير من طراز GBU-39، وحوالي 3 آلاف قنبلة JDAM، التي تحوّل القنابل غير الموجهة إلى قنابل موجهة «ذكية»، وفقًا لقائمة داخلية للحكومة الأميركية للأسلحة التي وصفها المسؤولون الأميركيون لصحيفة وول ستريت جورنال.
ويفيد المسؤولون الأميركيون أن إسرائيل استخدمت قنبلة قدمتها أميركا بحمولة كبيرة في واحدة من أكثر الضربات دموية في الحرب بأكملها، وهو الهجوم الذي أدى إلى تسوية مبنى سكني في مخيم جباليا للاجئين في غزة بالأرض، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص. وتحدثت إسرائيل عن أن الغارة قتلت أحد قادة حماس.
ولفت مستشار قانوني سابق في وزارة الخارجية الأميركية إلى أنه «من المحتمل أن يكون هناك استخدام مشروع لهذه الأشياء، لتدمير المخابئ تحت الأرض.. المشكلة هي أن هناك مخيمًا ضخمًا للاجئين يضم مئات الآلاف من المدنيين فوق تلك الأنفاق عندما تسقط القنبلة. عليك أن تأخذ في الاعتبار الضرر الذي يلحق بالمدنيين».
وعادت غزة إلى إحصاء ضحاياها من القتلى والجرحى، السبت، بعد أن بدّد القصف الإسرائيلي سبعة أيام من الهدوء في القطاع، وأعاد إليه مشاهد الركام والمنازل المدمرة وسيارات الإسعاف التي تهرع لنجدة المصابين ونقل القتلى الذين سقطوا خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى بعد انهيار الهدنة بين حماس وإسرائيل.
من ناحية أخرى قال تلفزيون فلسطين إن قوة إسرائيلية اقتحمت مدينة جنين بالضفة الغربية في الساعات الأولى أمس السبت.
ولم يذكر التلفزيون تفاصيل إضافية عن الاقتحام الذي تكرر مرارا منذ بدء الحرب في غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وفي وقت لاحق، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت، فجر أمس، مخيمي بلاطة وعسكر الجديد جنوب شرق نابلس، وأحياء غرب المدينة.
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن مواجهات عنيفة اندلعت إثر اقتحام مخيمي بلاطة وعسكر، كما جرفت القوات الإسرائيلية عدة شوارع ودمرت البنية التحتية فيها، وداهمت عدة منازل في المخيمين.
وأضاقت المصادر ذاتها، أن قوات الاحتلال اعتقلت شاباً من منزله في شارع تل غربي نابلس، واقتحمت حي المخفية وشارعي التعاون والطور غربي المدينة.
من جهة أخرى أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه قصف مواقع في لبنان ردا على هجمات استهدفت إسرائيل. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش استهدف الليلة الماضية خلية يتهمها بإطلاق قذائف نحو إسرائيل من لبنان.
وقبلها، أفادت الوكالة اللبنانية للإعلام بأن المدفعية الإسرائيلية استهدفت بلدتي خراج كونين وعيترون في جنوب لبنان بأكثر من 50 قذيفة، فجر أمس السبت.
ويأتي هذا القصف غداة استئناف القتال بين حزب الله وإسرائيل بعد توقف لأسبوع.
هذا وقتل ثلاثة أشخاص بينهم عنصران في حزب الله، الجمعة، بقصف إسرائيلي في جنوب لبنان، مع تجدد تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله الذي تبنى هجمات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية.
وأتى تبادل إطلاق النار على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بعد ساعات من انتهاء هدنة استمرت سبعة أيام بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أفادت، الجمعة، بأن «قصفاً معادياً» استهدف مناطق عدة في جنوب لبنان.
وأعلن حزب الله بعد ظهر الجمعة شنّ هجمات على مواقع إسرائيلية حدودية، في عمليات هي الأولى منذ انتهاء الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس. وتبادلت إسرائيل وحزب الله القصف عبر الحدود بشكل يومي في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
إلا أن الهدوء خيّم في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر، مع بدء سريان اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس في غزة.
وفي لبنان، خلّفت عمليات تبادل إطلاق أكثر من 110 قتلى، معظمهم مقاتلون من حزب الله وعدد من المدنيين، من بينهم ثلاثة صحافيين. وقُتل ستة جنود إسرائيليين وثلاثة مدنيين في إسرائيل في هجمات نفذت من لبنان، بحسب السلطات.
من جانب آخر نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر لم تسمها تأكيدها أن إسرائيل أبلغت عدة دول برغبتها في إقامة منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة لمنع أي هجمات مستقبلية عليها في إطار مقترحات بشأن القطاع في مرحلة ما بعد الحرب.
ولا تشير المبادرة إلى قرب نهاية الهجوم الإسرائيلي الذي استؤنف، الجمعة، بعد هدنة استمرت سبعة أيام لكنها تظهر أن إسرائيل تتواصل مع عدة دول، في سعيها لتحديد الوضع في غزة في فترة ما بعد الحرب.
ولم تعبر أي دولة عربية عن استعدادها لإدارة غزة في المستقبل، وندد معظمها بشدة بالهجوم الإسرائيلي الذي أودى بحياة أكثر من 15 ألفا، ودمر مساحات واسعة من المناطق الحضرية في القطاع.
ونقلت «رويترز» عن «مسؤول أمني إقليمي كبير» قوله: «إسرائيل تريد إقامة هذه المنطقة العازلة بين غزة وإسرائيل شمالاً إلى الجنوب لمنع أي تسلل أو هجوم عليها من جانب حماس أو أي مسلحين آخرين».
ورداً على سؤال عن فكرة إقامة منطقة عازلة، قال أوفير فولك، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسياسة الخارجية في تصريحات لـ»رويترز»: «الخطة تحمل تفاصيل أكثر من ذلك. إنها تقوم على عملية من ثلاثة مستويات لليوم التالي (للقضاء على) حماس».
وفي معرض توضيحه لموقف الحكومة الإسرائيلية، قال إن المستويات الثلاثة تشمل «تدمير حماس» و»نزع سلاح غزة» و»القضاء على التطرف» في القطاع. وأضاف: «المنطقة العازلة قد تكون جزءا من عملية نزع السلاح».
وأشارت إسرائيل في الماضي إلى أنها تدرس إقامة منطقة عازلة داخل غزة، لكن المصادر قالت إنها تعرضها الآن على دول عدة في إطار خططها الأمنية المستقبلية لغزة. وانسحبت القوات الإسرائيلية من القطاع في عام 2005.
وقال مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن هويته، إن إسرائيل «طرحت» فكرة المنطقة العازلة دون أن يحدد الجهة التي طرحتها عليها، لكن المسؤول أكد مجدداً معارضة واشنطن لأي خطة من شأنها تقليص مساحة الأراضي الفلسطينية.
وعبر الأردن ومصر ودول عربية أخرى عن مخاوفها من طرد إسرائيل للفلسطينيين من غزة في تكرار لمصادرة الأراضي من الفلسطينيين عند إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948. وتنفي الحكومة الإسرائيلية أي هدف من هذا القبيل.
وقال مصدر أمني إسرائيلي كبير إن فكرة المنطقة العازلة «تجري دراستها»، مضيفاً «ليس من الواضح في الوقت الحالي مدى عمقها (المنطقة العازلة) وما إذا كانت قد تصل إلى كيلومتر واحد أو كيلومترين أو مئات الأمتار (داخل غزة)».
ومن شأن أي توغل في قطاع غزة الذي يبلغ طوله نحو 40 كيلومتراً ويتراوح عرضه بين 5 كيلومترات و12 كيلومتراً أن يؤدي لمحاصرة سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في منطقة أصغر.
وشبهت المصادر الإقليمية فكرة المنطقة العازلة في غزة «بالمنطقة الأمنية» التي أقامتها إسرائيل في جنوب لبنان. وأخلت إسرائيل تلك المنطقة التي كانت بعمق نحو 15 كيلومتراً في عام 2000 بعد سنوات من القتال.
وأضافت المصادر أن خطة إسرائيل لغزة في فترة ما بعد الحرب تتضمن طرد قادة حماس، وهو إجراء يشبه الحملة الإسرائيلية في لبنان في الثمانينيات عندما طردت قيادات منظمة التحرير الفلسطينية.
وقال أحد المسؤولين الإقليميين المطلعين على المحادثات، إن إسرائيل مستعدة لدفع ثمن باهظ لطرد حماس نهائياً من غزة مثلما فعلت في لبنان، لكنه أشار إلى أن الأمر ليس مماثلاً، مضيفاً أن التخلص من حماس صعب وغير مؤكد.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير، إن إسرائيل لا تعتبر حماس مثل منظمة التحرير الفلسطينية ولا تعتقد أنها ستتصرف مثلها.

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق