
«وكالات» : مرة جديدة جاء الاتهام الأميركي لإيران بتحريك المجموعات المسلحة الموالية لها في المنطقة، لاسيما في العراق وسوريا واليمن صريحا ومباشرا.
فقد أكدت القيادة المركزية الأميركية أمس الاثنين وقوع أربع هجمات على ثلاث سفن تجارية في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر، ملقية باللائمة على إيران.
كما شددت على أن تلك الهجمات لم تكن لتحصل لولا وقوف طهران وراءها. وقالت في بيانها حرفياً: «نرى أن إيران وراء تلك الهجمات رغم أن الحوثيين هم من نفذوها». وأردفت أن أميركا تدرس رد الفعل المناسب بالتشاور مع حلفائها وشركائها.
لكن الرد حتى الساعة جاء «متواضعاً» ومحصورا في إسقاط بعض المسيرات الحوثية فوق البحر الأحمر، فضلا عن ضرب مجموعات موالية لإيران في سوريا والعراق.
وقد أدت سلسة ضربات شنتها الولايات المتحدة على مجموعات مدعومة إيرانيا في نوفمبر الماضي إلى مقتل أكثر من 20 مسلحاً من كتائب حزب الله في العراق، وفق ما نقلت رويترز.
أما آخر الردود الأميركية، فطال جماعة مسلحة قرب مدينة كركوك الشمالية في العراق، حيث تعرضت لضرية جوية خلال استعدادها لإطلاق صواريخ نحو قواعد أميركية، ما أدى إلى مقتل 5 من عناصرها.
فيما أكد مسؤول عسكري أميركي تنفيذ «ضربة للدفاع عن النفس ضد تهديد وشيك» استهدفت موقعا يستخدم لإطلاق طائرات مسيرة بالقرب من مدينة كركوك بعد ظهر الأحد
وفي وقت سابق، قال مسؤول عسكري أميركي إن قوات أميركية ودولية تعرضت لهجوم بعدة صواريخ في منطقة إنزال رومالين في شمال شرق سوريا، لكن لم يقع قتلى أو جرحى أو تلحق أضرار بالبنية التحتية.
فيما تبنت ما يعرف بـ»المقاومة الإسلامية في العراق» وهي مظلة تمثل عدة فصائل عراقية مسلحة لها صلات وثيقة بطهران تلك الهجمات
ومنذ 17 أكتوبر، أعلنت جماعات مسلحة عراقية مسؤوليتها عن أكثر من 70 هجوما مماثلا على قوات أميركية على خلفية دعم واشنطن لإسرائيل في قصفها على قطاع غزة. إلا أن تلك الهجمات توقفت فقط خلال الهدنة القصيرة التي استمرت أسبوعا واحدا بين إسرائيل وحركة حماس، قبل أن تستأنف عقب انهيارها.
يشار إلى أنه للحرب بين إسرائيل وحماس عواقب على الولايات المتحدة التي لاحظت زيادة في الهجمات ضد جنودها وقواعدها وحلفائها في الشرق الأوسط.
ويتمركز 900 جندي أميركي في سوريا و2500 في العراق في مهمة تقول الولايات المتحدة إنها تهدف إلى تقديم المشورة لقوات محلية ومساعدتها في محاولة منع تنظيم داعش من معاودة الظهور، بعد أن استولى في 2014 على مساحات شاسعة في البلدين قبل دحره.
من ناحية أخرى بعد تكرار القصف الإسرائيلي، توعّدت إيران بالرد على كل من يتسهدف مصالحها في سوريا.
فقد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أمس الاثنين ردا على سؤال حول قيام إسرائيل بقتل اثنين من الحرس الثوري الإيراني في سوريا الأسبوع الماضي، أن طهران سترد على أي هجمات على مصالحها.
وذكر كنعاني أن لا شيء سيمر دون عقاب، مؤكداً أن أي عمل ضد مصالح إيران وقواتها الاستشارية في سوريا لن يجري دون رد.
أتى ذلك بعدما أكدت إيران في الثاني من نوفمبر، مقتل اثنين من أعضاء الحرس الثوري كانا يعملان كمستشارين عسكريين في سوريا في هجوم إسرائيلي، في أول خسائر بشرية إيرانية يتم الإعلان عنها خلال الحرب في غزة.
وقضى المقاتلان في ضربات إسرائيلية طالت مواقع تابعة لحزب الله قرب دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري في حينه.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية وقتها مستودعاً تابعاً لحزب الله اللبناني في منطقة البحدلية على طريق دمشق الدولي، فضلاً عن نقاط ومواقع أخرى في منطقة السيدة زينب القريبة في جنوب شرق العاصمة ما أدى لسقوط القتلى.
يشار إلى أن الضربات الإسرائيلية في سوريا، كانت تكررت إلى حدّ كبير منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقد سلطت الضوء على المخاطر من توسع الحرب التي تفجرت في السابع من أكتوبر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، ودخول مجموعات مسلحة جديدة مدعومة إيرانياً على الخط.
لا سيما مع تصاعد الهجمات أيضا في العراق وسوريا ضد قواعد عسكرية أميركية، واستمرار حزب الله في المواجهات ضد القوات الإسرائيلية جنوب لبنان.
ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذها ضربات في سوريا، لكنها تكرر أنها عازمة على التصدي لما تصفها بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في هذا البلد.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وأيضاً مواقع للجيش السوري.