
«وكالات» : شهدت غزة، أمس الثلاثاء، يوماً جديداً من التصعيد والاقتتال، فيما توشك الحرب في القطاع على إتمام شهرها الثالث، بينما العنوان الأبرز هو المعاناة الإنسانية والأوضاع الكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت وطأة القصف الإسرائيلي، والنزوح ونقص الطعام والشراب والإمدادات الطبية. هذا ويواصل الوسطاء الدوليون جهودهم سعيا إلى وقف جديد لإطلاق النار.
وفي آخر التطورات، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس الثلاثاء، إن عدد القتلى بالقطاع منذ السابع من أكتوبر ارتفع إلى 22 ألفا و185 قتيلا، بينما بلغ عدد الإصابات حوالي 57 ألفا. وأضافت الوزارة في بيان مقتضب على «تليغرام» أن 207 أشخاص قتلوا، وأصيب 338 آخرون جراء القصف الإسرائيلي على القطاع في آخر 24 ساعة.
ونقلت صحيفة «هاآرتس» عن الجيش الإسرائيلي القول، إن 31 جنديا أصيبوا في العمليات بالأراضي الفلسطينية في الأربع والعشرين ساعة الماضية، بينهم 5 في حالة حرجة.
وبالتزامن، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي «سيبقى في غزة فترة من الزمن إذا اقتضت الحاجة».
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني أمس الثلاثاء إن «عدداً» من الأشخاص سقطوا بين قتيل ومصاب في تجدد القصف الإسرائيلي على مقر الجمعية في خان يونس.
هذا وأفاد إعلام فلسطيني، صباح أمس، أن طائرات إسرائيلية شنت حزاما ناريا شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة، من دون ذكر أي تفاصيل عن ضحايا. وقال إن غارات وُصفت بالعنيفة تستهدف المدينة التي حولت إسرائيل إليها جُل عمليتها البرية منذ انتهاء هدن متتالية استمرت لأسبوع واحد في نوفمبر الماضي.
وأضاف أن المدفعية الإسرائيلية قصفت أيضا مخيم المغازي وسط قطاع غزة، مشيراً أيضا إلى اشتباكات وصفها بالعنيفة بين مسلحين فلسطينيين وعناصر الجيش الإسرائيلي في منطقتي التفاح والدرج شمال شرقي مدينة غزة.
يأتي ذلك فيما قال تلفزيون فلسطين، أمس الثلاثاء، إن زوارق حربية إسرائيلية تطلق قذائفها بكثافة باتجاه المحافظة الوسطى في قطاع غزة. ولم يذكر التلفزيون مزيداً من التفاصيل عن القصف الذي يأتي في مطلع اليوم 88 من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وبدأ قطاع غزة العام الجديد تحت القصف، وأعلنت إسرائيل أن الحرب مع حركة حماس ستستمر «طيلة» العام 2024.
وشهدت ليلة رأس سنة عمليات قصف متواصلة على القطاع المحاصر وهجمات صاروخية على تل أبيب.
ودعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، الاثنين، إلى عودة المستوطنين اليهود إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وإلى «تشجيع» السكان الفلسطينيين على الهجرة، غداة دعوة مماثلة صدرت عن وزير المال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش.
وبعد حوالي ثلاثة أشهر على بدء الحرب التي اندلعت نتيجة الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، قال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي، دانيال هاغاري، مساء الأحد، إن بعض جنود الاحتياط سيأخذون فترة استراحة من الحرب للاستعداد «لعمليات قتالية مطوّلة».
وأعلن وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي زار جنوداً في قطاع غزة، الاثنين، أن سكان البلدات الأقرب إلى القطاع والذين نزحوا منذ هجوم 7 أكتوبر، سيتمكّنون من العودة «قريباً» إلى ديارهم.
واندلعت الحرب بعدما شنّت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر أودى بحياة نحو 1140 شخصا معظمهم مدنيّون وفق حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى بيانات رسميّة.
وردّا على ذلك، تعهّدت إسرائيل بالقضاء على الحركة الفلسطينيّة، وهي تقصف بلا هوادة قطاع غزّة، حيث لا يزال هناك 129 أسيرا من بين حوالي 250 اختُطفوا في 7 أكتوبر من داخل إسرائيل.
وأسفر القصف الإسرائيلي على قطاع غزّة والذي يترافق منذ 27 أكتوبر مع عمليّات برّية، عن سقوط 22 ألفا و185 قتيلا، وهي أعلى حصيلة لأي عملية إسرائيلية في قطاع غزة حتى الآن.
وأكدت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 85 في المئة من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
وتسبّبت الحرب بدمار هائل وكارثة إنسانية في القطاع الذي تهدد المجاعة سكانه وسط حصار مطبق تفرضه إسرائيل عليه منذ اندلاع النزاع.
من جهته أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي «سيبقى في غزة فترة من الزمن إذا اقتضت الحاجة».
وقال غالانت إن «الحرب ستنتهي عندما لا تصبح حماس هي الحاكم في غزة».
وأضاف أن «المعركة في خان يونس تختلف عن شمال غزة، وتتطلب مراحل عملياتية».
من ناحية أخرى ردت الهيئة العليا للعشائر الفلسطينية في قطاع غزة، على ما ورد في تقارير إسرائيلية بشأن إمكانية تعزيز دورها العشائر للسيطرة على القطاع.
وقال عاكف المصري المفوض العام للهيئة العليا للعشائر الفلسطينية في قطاع غزة، إن «مثل هذه التصريحات المرفوضة والمشبوهة والتي تسعى من خلالها دولة الاحتلال للتغطية على فشلها في غزة، إلى خلق البلبلة والفتنة في المجتمع الفلسطيني».
ونقلت وكالة «معا» الفلسطينية عن المفوض العام للعشائر الفلسطينية، تأكيده أن العشائر والعائلات الفلسطينية تمثل الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية التي «مرغت أنف الاحتلال في رمال غزة».
وطالب المصري «بقرار وطني يرتقي إلى مستوى التضحيات والإسراع في إنهاء الانقسام وتشكيل قيادة وطنية موحدة وحكومة موحدة لتفويت الفرص على كل مخططات الاحتلال».
كما دعا المسؤول العشائري كل الأطراف الفلسطينية والعربية والدولية إلى التحرك العاجل لوقف حرب الإبادة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والإغاثية، وضمان إيواء المواطنين لحين إعادة الإعمار وإجراء انتخابات عامة تعيد بناء المؤسسات الفلسطينية، وتضمن استمرار النضال الوطني الفلسطيني لحين تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وفي وقت سابق من أمس الثلاثاء، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الجيش أعد خطة لتوزيع المعونات الإنسانية على سكان قطاع غزة تتولى بموجبها عائلات كبيرة تعرف محليا باسم «الحمائل» إدارة وتوزيع هذه المساعدات الإنسانية في القطاع.
ووفقا للهيئة، فإنها ستعرض الخطة على مجلس الوزراء الأمني للمصادقة عليها.
ووصفت الهيئة تلك الحمائل بأنها «معروفة لدى جهاز الأمن العام (الشاباك) ولدى الأهالي في القطاع». وذكرت الهيئة أن القطاع سيقسم إلى محافظات ومحافظات فرعية تسيطر كل عشيرة أو عائلة كبيرة على إحداها.
وأشار أيضا إلى أن العائلات الكبيرة ستدير الحياة المدنية في القطاع خلال الفترة الانتقالية التي ستلي الحرب لحين ترتيب إدارة دائمة للقطاع.
وقبل أيام، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المسؤولين الأمنيين فحص ما إذا كانت هناك قوى محلية في قطاع غزة يمكن التعاون معها واستخدامها في إدارة شؤون القطاع بعد الحرب. وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، الجمعة، إن نتنياهو الذي يرفض إجراء مناقشات بشأن «اليوم التالي» للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، سأل عما إذا كان بالإمكان تعزيز مكانة عشائر مسلحة وجهات محلية ودعمها، بحيث يمكنها السيطرة على أجزاء من قطاع غزة.
وجاء توجه نتنياهو في الوقت الذي أعلن فيه أنه يرفض تسلم السلطة الفلسطينية قطاع غزة بعد الحرب، رافعاً شعاره الشهير «لا حماسستان ولا فتحستان».
ويسعى نتنياهو إلى إيجاد جهة تتولى إدارة الشؤون المدنية، بحيث يحتفظ الجيش بالسيطرة الأمنية، وهو تصور يثير خلافاً مع الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل في الحرب، والتي ترفض إعادة احتلال أي جزء من قطاع غزة أو تقليص مساحته، وتدعم تولي سلطة فلسطينية واحدة «مؤهلة»، الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتدفع الولايات المتحدة إسرائيل للبدء في المرحلة الثالثة والأخيرة من الحرب القائمة على عمليات دقيقة أكثر، وصولاً إلى اليوم التالي للحرب، لكن نتنياهو يؤجل ذلك. وألغى نتنياهو مناقشة المجلس الوزاري الحربي لتفاصيل «اليوم التالي من الحرب» على قطاع غزة، بفعل «ضغوطات مارسها شركاء في الائتلاف الحكومي».
وذكرت «يديعوت أحرونوت» أنه لم يُعرض على المستوى الإسرائيلي أي طرح بديل حتى الآن، لأن نتنياهو يصد كل شيء. وطلب نتنياهو المتعلق بكيفية معالجة الوضع في قطاع غزة بعد اليوم التالي للحرب جاء في وقت عمقت فيه إسرائيل توغلها البري في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، وهي المنطقة التي تعتقد إسرائيل أنها قد تصل فيها إلى زعيم حركة «حماس»، يحيى السنوار.
من ناحية أخرى أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بورود أنباء وصفتها بأنها أولية عن مقتل 5 شبان في بلدة عزون شرق قلقيلية بالضفة الغربية.
واندلعت مواجهات عنيفة في مدينة جنين وضواحيها بين الجيش الإسرائيلي ومقاومين فلسطينيين عقب دخول القوات الإسرائيلية للمدينة. وكانت قوات من الجيش الإسرائيلي قد اقتحمت في وقت سابق، مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين جنوب غربي مدينة جنين، ثم غادرته عقب مواجهات مع مسلحين فلسطينيين.
ولم تذكر الوكالة أي تفاصيل إضافية، لكن الإذاعة الفلسطينية أفادت بانسحاب الجيش الإسرائيلي من البلدة.
كان تلفزيون فلسطين قد ذكر أن القوات الإسرائيلية مستمرة في اقتحام عزون ما يزيد على ست ساعات.
وأشارت الإذاعة إلى توافد عدد من المواطنين على المنزل الذي حاصره الجيش، وأعلنت عن إضراب شامل في عزون حدادا على أرواح الضحايا.