
«وكالات» : قالت حركة حماس، أمس الأربعاء، إن إسرائيل أعادت اعتقال فتى فلسطيني كانت قد أفرجت عنه ضمن صفقة التبادل الأخيرة التي جرت في نوفمبر الماضي بوساطة قطرية مصرية.
وحمّلت حماس إسرائيل المسؤولية عن تداعيات إعادة اعتقال يوسف عبد الله الخطيب، ودعت الوسطاء في قطر ومصر إلى «ضرورة التدخل العاجل لإطلاق سراح الخطيب والضغط على السلطات الإسرائيلية لوقف سياسة إعادة اعتقال الأسرى المحرّرين، والالتزام بما تم الاتفاق عليه».
وكانت إسرائيل وحماس قد اتفقتا على هدنة إنسانية في نوفمبر بوساطة قطرية مصرية أميركية، أفرجت حماس بموجبها عن عشرات من النساء والأطفال كانت تحتجزهم منذ هجوم السابع من أكتوبر، مقابل إفراج إسرائيل عن 240 امرأة وقاصرا من سجونها.
ومنذ بداية القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، قتل أكثر من 25 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، فيما أصيب أكثر من 65 ألفا، حسب حصيلة حديثة لصحة غزة.
من جهة أخرى كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن قتلى هجوم المغازي وعددهم 21 جنديا إسرائيليا كانوا يشاركون في هدم جزء من حي فلسطيني من أجل إنشاء «منطقة عازلة» بين قطاع غزة وإسرائيل، وفق ما نقلت الصحيفة عن 3 مسؤولين إسرائيليين وضابط مشارك في هذه المهمة.
وأشار المسؤولون إلى أن إسرائيل تهدف إلى هدم العديد من المباني في غزة القريبة من الحدود من أجل إنشاء «منطقة أمنية».
كما أوضح اثنان من المسؤولين أن الهدف إنشاء منطقة عازلة تصل إلى 0.6 ميل على طول الحدود مع غزة، والبالغة نحو 36 ميلا.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن يوم الاثنين، مقتل 24 من جنوده في وسط قطاع غزة، بينهم 21 إثر انفجار قذيفة «آر بي جي» استهدفت دبابة كانت تحمي قوات إسرائيلية داخل مبنيين كان قد تم تفخيخهما، بهدف هدمهما وتسبب الانفجار في مقتل الجنود.
من جهته، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدوره عن أسفه لهذا الحادث.
وقال في بيان نشره على حسابه في منصة «إكس»، الثلاثاء، إن «الجيش يحقق في المأساة التي وقعت»، لافتاً إلى أن «بلاده ستتعلم منها لحماية أرواح الجنود».
كما أضاف أن «البلاد مرت بأحد أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب في غزة»، معرباً عن حزنه على سقوط الجنود.
إلى ذلك، أكد أن «الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقا في الكارثة»، مشددا على وجوب استخلاص العبر اللازمة مما حصل للحفاظ على حياة الجنود.
وختم بإعادة التأكيد على أن بلاده لن توقف القتال حتى القضاء على حركة حماس.
يشار إلى أن عملية التفجير وقعت في المنطقة العازلة على بعد حوالي 600 متر من سياج غزة بمنطقة مخيم المغازي للاجئين، وفق ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بعدما فخخ الجنود عددا من المباني على جري ما يفعلون عادة منذ اجتياح مناطق واسعة شمال ووسط القطاع.
يذكر أنه بهذا الحادث يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء الهجوم البري على القطاع في 27 أكتوبر الماضي (2023) إلى نحو 218.
أما عدد قتلاه منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، فبلغ حسب إحصاءات إسرائيلية رسمية 535 جندياً وضابطاً.
من ناحية أخرى فيما بدأ شبح المجاعة يتسلل إلى أجزاء كبيرة من غزة المحاصر بشكل خانق منذ السابع من أكتوبر الماضي، حاول مئات الإسرائيليين منع دخول المساعدات إلى القطاع.
فقد تظاهر المئات من الإسرائيليين بالقرب من معبر كرم أبو سالم على حدود غزة، أمس الأربعاء، ملوحين بأعلام إسرائيل، ومطالبين بمنع دخول الإغاثة.
وقاموا بإغلاق الطريق المؤدي، رفضا لإدخال مساعدات إنسانية للقطاع.
أتى ذلك، بعد ساعات قليلة من تحذير وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، من أن الأوضاع في غزة تشهد تدهورا سريعا جداً.
وشدد على أن ما يصل القطاع الفلسطيني الساحلي مقلق للغاية، مرجحاً وجود 400 ألف فلسطيني يواجهون خطر المجاعة.
كما أشار إلى أن إيصال الطعام لسكان غزة أصبح أمرا صعبا للغاية منذ بداية الحرب الحالية التي تشنها إسرائيل على القطاع.
وحذر غريفيث، وهو أيضا منسق الإغاثة الأممي في حالات الطوارئ مما وصفه بالتدهور السريع للأوضاع.
إلى ذلك، أكد المسؤول الأممي البارز أن نقل المساعدات في غزة أصبح مستحيلا من الناحية العملية. وقال أيضا إن الظروف التشغيلية داخل القطاع غير متوفرة لتوزيع المساعدات في ظل استمرار القتال.
ومنذ تفجر الحرب الإسرائيلية على غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، فرضت إسرائيل حصارا مطبقاً على القطاع المحاصر أصلا منذ سنوات، ومنعت دخول مئات الشاحنات الغذائية والطبية التي تكدست لأيام عند معبر رفح على الجانب المصري للحدود، قبل أن تعود لاحقا وتقبل بإدخالها تحت الضغط الدولي.
إلا أن وتيرة دخول القافلات كان ولا يزال بطيئا جداً بسبب الإجراءات الأمنية التي يفرضها الجانب الإسرائيلي، وعمليات التفتيش المضنية.
في حين نزح مئات الآلاف من أهل غزة إلى جنوب القطاع حيث تكدسوا في مخيمات غير مؤهلة، وحتى في الطرقات والحدائق والمدارس وسط شح كبير في الغذاء من الطحين والمواد الأساسية الأخرى، بالإضافة إلى مياه الشرب، ناهيك عن اللوازم الطبية.