
«وكالات» : أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام مساء الأربعاء بمقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في بلدة بيت ليف بجنوب البلاد.
وقالت الوكالة إن مواطناً من آل حمود قُتل في الغارة التي استهدفت منزلاً في بلدة بيت ليف.
من جهتها أعلنت جماعة حزب الله مقتل أحد عناصرها في بيت ليف، وقالت إنه يدعى محمد نايف حمود.
في سياق متصل، ذكرت الوكالة اللبنانية أن المدفعية الإسرائيلية تواصل قصف أطراف بلدة علما الشعب ويارين والضهيرة.
وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية وجماعة حزب الله وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من جهة أخرى مع بدء الحرب في غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وأفاد الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، بإطلاق صفارات الإنذار في شمال إسرائيل، قرب الحدود مع جنوب لبنان.
ولم يذكر الجيش تفاصيل على الفور. لكن جماعة حزب الله أعلنت في بيان أن مقاتليها استهدفوا موقع جل العلام بصاروخ (فلق 1) «وحققوا فيه إصابة مباشرة».
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في وقت سابق إن الجيش قصف أهدافاً لحزب الله في جنوب لبنان.
من ناحية أخرى ذكرت مصادر في الفصائل الفلسطينية أن حركة حماس لم ترد بالموافقة المطلقة على الورقة المطروحة (ورقة باريس) بشأن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين مع إسرائيل، والتي تم نقاشها في القاهرة، الأربعاء.
وقال مصدر لوكالة أنباء العالم العربي: «رغم موافقة الحركة على التنفيذ المتدرج على ثلاثة مراحل للصفقة، فإنها طالبت بتفاصيل تتعلق بمناطق انسحاب الجيش الإسرائيلي وطلبت انسحابه نحو الحدود».
وأضاف المصدر أن الحركة «وضعت معتقلي غزة بعد 7 أكتوبر على طاولة النقاش مقابل عدم مطالبتها بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية والقدامى في المرحلة الأولى من الصفقة».
وأكد المصدر الموجود في القاهرة أن حركتي حماس والجهاد اتفقتا على إبلاغ الوسيطين المصري والقطري على «الاستدراكات والنقاط المذكورة بشكل مشترك وموقف موحد».
واستضافت العاصمة الفرنسية باريس يوم الأحد الماضي اجتماعاً شاركت فيه مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل لاستكمال مفاوضات بهدف الوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين بين حركة حماس وإسرائيل.
وذكر بيان لحماس، الثلاثاء، أن الحركة تسلّمت مقترح اجتماع باريس، وأنها بصدد دراسته وتقديم ردها عليه، وشدد على أن حماس منفتحة على مناقشة أي مبادرات جدية وعملية «بشرط أن تفضي إلى وقف الحرب وتأمين النازحين».
في السياق نفسه، قالت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، إن حركة حماس طلبت إطلاق سراح جميع المشاركين في هجمات السابع من أكتوبر من السجون الإسرائيلية بموجب صفقة محتملة لتبادل الأسرى مع إسرائيل يتم بموجبها تحرير محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة.
ونقلت الهيئة عن مسؤولين إسرائيليين أن هذا الطلب تم طرحه بالفعل في اجتماع باريس من قبل قطر ومصر، وتكرر مرة أخرى في اجتماعات تالية لقمة باريس.
وقالت الهيئة إن مناقشات تجري في إسرائيل حالياً بشأن مطلب حركة حماس، وإنه لم يتم اتخاذ قرار حتى الآن بالموافقة أو الرفض. لكن مسؤولين قالوا «هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق، ولكن لا يزال الطريق طويلاً».
من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إن «جهداً حقيقياً» يبذل لإعادة المحتجزين في غزة لكن من السابق لأوانه الحديث عن كيفية تنفيذ مثل هذه الخطوة.
وقال نتنياهو خلال اجتماع مع عائلات الأسرى، بحسب بيان أصدره مكتبه «هذا جهد حقيقي». وأضاف «من السابق لأوانه القول كيف سيحدث ذلك، لكن الجهود تبذل في هذه الأيام، في هذه اللحظات، في هذه الساعات تحديداً».
من جانب آخر بعد تهديدات إسرائيلية حول احتلال محور صلاح الدين الحدودي بين مصر وغزة، أفادت صحيفة (تايمز اوف إسرائيل) أمس الخميس بأن مصر وإسرائيل تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن الترتيبات الحدودية مع قطاع غزة بعد الحرب.
ونقلت الصحيفة عن إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن المحادثات مستمرة منذ أسابيع مع القاهرة وسط خلافات حول مدى السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا على الحدود المصرية مع غزة.
كما أفادت الإذاعة نقلا عن مصادر لم تسمها بأن إسرائيل وعدت مصر بعدم إجراء عمليات عسكرية في رفح قبل منح السكان وقتا كافيا للإخلاء والانتقال إلى مناطق أخرى من غزة.
في حين تخشى القاهرة من أن الفلسطينيين، إذا لم يحصلوا على فرصة للاتجاه إلى مكان آخر، قد يتدفقوا على مصر ما يخلق وضعا كارثيا للبلاد.
وذكرت إذاعة الجيش أنه من المحتمل إنشاء جدار تحت الأرض لمنع حفر أنفاق تحت الحدود، وذلك في حال موافقة مصر على الخطة برمتها.
يذكر أن صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، نقلت يوم السبت الماضي، عن مسؤولين مصريين قولهم إن القاهرة وجهت تحذيراتها إلى تل أبيب من أي هجمات على محور صلاح الدين، ومن حدوث أي موجات نزوح للفلسطينيين.
وأفادت بأن القاهرة بحثت بشكل جدي سحب سفيرها من تل أبيب، كما أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفض عدة محاولات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتحدث معه.
في السياق، نفت مصادر مصرية رفيعة المستوى، تقارير إعلامية إسرائيلية تحدثت عن موافقة مصر على مقترح يسمح لإسرائيل باحتلال محور صلاح الدين المعروف بـ»فيلادلفي» على الحدود.
وذكرت المصادر أن مثل هذه الأكاذيب الإعلامية أصبحت طقساً يومياً، يستهدف صرف الانتباه عن المواقف المصرية المعلنة بضرورة الوقف الفوري لهذا العدوان، ومن قبل نفت مصر وجود تنسيق أمني جديد مع إسرائيل على محور صلاح الدين.
من جهة أخرى بعد تعليق عدد من الدول مساهماتها في تمويلها، جراء الاتهامات الإسرائيلية التي سيقت ضد 12 من موظفيها في قطاع غزة المحاصر، رفعت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مجدداً تحذيراتها.
وأكدت أنه من الصعب «تصور أن ينجو سكان غزة من هذه الأزمة من دون عمل الوكالة ومساعداتها»
كما أشارت في بيان نشر أمس الخميس على حسابها في تويتر إلى أنها ستضطر على الأغلب أن توقف عملياتها بحلول نهاية فبراير الحالي في غزة، بل وفي المنطقة بأكملها إذا ظل التمويل معلقاً.
أتت تلك التحذيرات، بعدما وجدت المنظمة التي أنشئت في العام 1949 من أجل اغاثة اللاجئين الفلسطينيين الذين هجرتهم إسرائيل من منازلهم، خلال الأيام الماضي نفسها في عين العاصفة، جراء اتهام تل أبيب لعدد من موظفيها بالقطاع بالمشاركة في هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية في غلاف غزة، وأدى إلى استعال حرب ضاربة على القطاع الفلسطيني الساحلي المكتظ بالسكان.
فيما زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الاثنين الماضي أن بلاده تملك ملفاً استخباراتياً يكشف مشاركة بعض موظفي الوكالة في ذلك الهجوم، متهماً الأونروا بأنها خترقة من قبل حماس، وأن مدارسها تروج للإرهاب.
يذكر أن الأمم المحتدة كانت أعلنت الاسبوع الماضي فصل 9 موظفين وتعليق عملهم بانتظار اكتمال التحقيقات بشأن تلك المزاعم الإسرائيلية
فيما أثارت تلك القضية ريبة عدة دول أعلنت تباعا خلال الفترة الماضية تعليق دعمها ومساهماتها المالية للوكالة، من بينها الولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان، فضلا عن ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، بالإضافة إلى سويسرا وهولندا وفنلندا وغيرها.
من ناحية أخرى قالت صحف عالمية إن إسرائيل بدأت تخسر حربها على أكثر من جهة وإن عليها القبول بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيرة إلى أن هذا الأمر لا يمكن فصله عن التوصل لاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وقال الكاتب توماس فريدمان -في مقاله بصحيفة «نيويورك تايمز»- إن إسرائيل تخسر الآن على عدة جبهات، مشيرا إلى أنها خسرت حرب السرد على غزة ووقفت أمام محكمة العدل الدولية.
وأضاف أنها «تفقد أيضا القدرة على الحفاظ على أمنها، وتخسر على جبهة الاستقرار الإقليمي حيث باتت هدفا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله وجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن والمليشيات الشيعية في العراق».
وأكد الكاتب أن إسرائيل «لا تستطيع كسب الحلفاء العرب أو حلف شمال الأطلسي (الناتو) للانتصار في الحرب لأنها ترفض اعتماد أي مبادرة لرعاية شريك فلسطيني شرعي وذي مصداقية».
وفي موقع «ذا هيل» طالب مقال الديمقراطيين في الولايات المتحدة بالضغط من أجل إقامة دولة فلسطينية واتفاق نووي مع إيران.
وأشار المقال إلى ضرورة أن يصاحب التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران تحرك أميركي حازم بشأن المفاوضات التي تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية، «لأن أحدهما لا يعمل دون الآخر».
أما «هآرتس» الإسرائيلية، فقالت في افتتاحيتها إنه يجب على إسرائيل الانضمام إلى أميركا وبريطانيا في قول: نعم للدولة الفلسطينية، في ظل انضمام المزيد من الدول الداعمة لهذا التوجه.
وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة «فشلا في استيعاب هذه الصحوة السياسية» مضيفة «يبدو أن واشنطن ولندن تدركان أن من المستحيل العودة إلى المماطلة الدبلوماسية بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني».
وفي صحيفة يديعوت أحرونوت، قال الكاتب أورلي أزولاي إن نتنياهو يلجأ إلى التسويف والمماطلة في الوقت، على أمل عودة دونالد ترامب لرئاسة أميركا وهو ما يمثل بالتالي مفتاح بقائه السياسي.
ويرى الكاتب أن ترامب يتمتع بالإعجاب بإسرائيل لأنه نقل السفارة الأميركية إلى القدس، لكنها خطوة ثبت أنها جوفاء، وفق قوله.
وفي مجلة «فورين أفيرز» تحدث مقال عن أن الشرق الأوسط يواجه لحظة عصيبة بسبب إراقة الدماء المروعة في غزة، وقد ينزلق إلى مزيد من الأزمات.
ولفت المقال إلى أن الدول الكبيرة بالشرق الأوسط وحدها القادرة على إصلاح وصياغة نظام إقليمي للمنطقة، وبناء مستقبل مختلف، لأن النشاط العسكري والدبلوماسي الأميركي لم يغرس الثقة، حسب تعبيره.