
«وكالات» : قالت وزارة الصحة في غزة، أمس الاثنين، إن حصيلة القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية ارتفعت إلى 29,092 منذ بدء الحرب، وفيما يستمر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ نحو أربعة أشهر ونصف الشهر، حذّر الوزير الإسرائيلي، بيني غانتس، الأحد، من أنّه إذا لم تُفرج حماس بحلول شهر رمضان عن كلّ الأسرى المحتجزين لديها فإنّ الجيش الإسرائيلي سيشنّ هجوماً برّياً على رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، والتي يتكدّس فيها 1.4 مليون فلسطيني غالبيتهم نازحون.
وقال غانتس، العضو في حكومة الحرب، إنّه «ينبغي على العالم أن يعرف، وينبغي على قادة حماس أن يعرفوا، أنّه إذا لم يعد المحتجزون إلى منازلهم بحلول شهر رمضان، فإنّ القتال سيتواصل في كلّ مكان ليشمل منطقة رفح».
ويأتي هذا التهديد قبل حوالي ثلاثة أسابيع من بدء شهر الصوم لدى المسلمين.
وأضاف غانتس في خطاب ألقاه في القدس خلال مؤتمر رؤساء كبريات المنظمات اليهودية الأميركية: «سنفعل هذا الأمر بطريقة منسّقة، عبر تسهيل إجلاء المدنيين وبالحوار مع الشركاء الأميركيين والمصريين لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين قدر الإمكان».
وتابع: «لأولئك الذين يقولون إنّ الثمن باهظ للغاية، أقول بكلّ وضوح: أمام (مقاتلي) حماس خيار، يمكنهم الاستسلام، وإطلاق سراح الأسرى، وبهذه الطريقة يمكن للمدنيين في غزة الاحتفال بأعياد شهر رمضان».
ولا ينفكّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤكّد عزمه على تنفيذ هجوم بري في رفح، حيث يتجمع 1.4 مليون فلسطيني، رغم الدعوات التي يوجّهها إليه جزء من المجتمع الدولي للتراجع عن هذه الخطة.
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما شن مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل قُتل خلاله أكثر من 1160 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفق بيانات إسرائيلية رسمية.
وردت إسرائيل على الهجوم متوعّدة بـ»القضاء» على حماس وهي تنفّذ مذاك حملة قصف مكثّف على قطاع غزة أتبعتها بهجوم بري، ما أسفر عن مقتل مقتل 28,985 شخصا في غزة حتى الآن، معظمهم نساء وقصّر، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس
من جهة أخرى قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الاثنين إنه اتخذ «قراراً متوازناً» يسمح بـ»حرية العبادة» في المسجد الأقصى بالقدس خلال شهر رمضان، لكن دخول المسجد سيخضع لقيود حسب الظروف الأمنية، حسب ما قاله.
ورداً على سؤال حول احتمال منع دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى قال مكتب نتنياهو: «اتخذ رئيس الوزراء قراراً متوازناً يسمح بحرية العبادة حسب الظروف الأمنية حسبما يراها المختصون».
وعادة ما تضع إسرائيل قيوداً على دخول المصلين، على سبيل المثال على أساس العمر، وتتحجج بأن هذا الإجراء يهدف لتجنب اندلاع اشتباكات.
في سياق آخر، هدّدت إسرائيل بمواصلة هجومها في قطاع غزة بما فيه منطقة رفح في شهر رمضان الذي يحل في مارس، إذا لم تطلق حركة حماس بحلول ذلك الوقت سراح المحتجزين.
ومع تلاشي الأمل بالتوصل إلى هدنة، يشعر المجتمع الدولي بالقلق إزاء تداعيات أي هجوم برّي على رفح في أقصى جنوب قطاع غزة حيث يتكدّس 1.4 مليون شخص معظمهم من النازحين ويعيشون في ظروف قاسية جداً.
وتهدّد إسرائيل باجتياح رفح منذ أسابيع بعد دخول جنودها إلى مناطق واسعة من قطاع غزة وبينها خان يونس على بعد بضع كيلومترات من رفح. وتقول إسرائيل إن رفح هي «المعقل الأخير» لحماس وتتحدث عن خطط «لإجلاء المدنيين» منها ما زالت غير واضحة.
وحذّر الوزير الإسرائيلي بيني غانتس، عضو حكومة الحرب برئاسة بنيامين نتنياهو، الأحد من أن «العالم يجب أن يعرف وعلى قادة حماس أن يعرفوا أنه إذا لم يعد السرى إلى ديارهم بحلول شهر رمضان، فإن القتال سيستمر في كل مكان، بما في ذلك في منطقة رفح».
وقال غانتس «لدى حماس الخيار. يمكنهم الاستسلام وتحرير الأسرى وسيتمكن المدنيون في غزة من الاحتفال برمضان» الذي يتوقع أن يحلّ في 10 مارس تقريباً.
من ناحية أخرى بدأت محكمة العدل الدولية، أمس الاثنين، جلسات استماع لمرافعات حول الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، لتصدر في نهاية المطاف رأياً استشارياً غير ملزم بهذا الشأن.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أمس أمام محكمة العدل الدولية إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة وتطبق سياسة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين منذ سنوات.
جاء ذلك في مستهل جلسات الاستماع التي تعقدها المحكمة التابعة للأمم المتحدة في لاهاي لمدة أسبوع حول الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وقال المالكي أيضاً إن «السماح باستمرار هذا أمر غير مقبول.. هناك التزام أخلاقي وقانوني بوضع نهاية سريعة له». وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي من دون شروط.
ومن المقرر أن يستمع قضاة المحكمة لمرافعات من أكثر من 50 دولة، بناء على طلب قدمته الجمعية العامة للأمم المتحدة للمحكمة في عام 2022 لإصدار رأي استشاري، أي غير ملزم، بشأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والتداعيات القانونية له.
وعلى الرغم من تجاهل إسرائيل لمثل هذه الآراء في الماضي، فإن هذه الآراء يمكن أن تزيد من الضغوط السياسية المرتبطة بحربها المستمرة في غزة، والتي يقول مسؤولو الصحة في القطاع إنها أسفرت عن مقتل حوالي 29 ألف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر.
وقال المالكي أمس إن إسرائيل تتحدى أمراً أصدرته المحكمة لها مؤخراً باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية في غزة.
كما قال المالكي إن الشعب الفلسطيني يعاني من «الاستعمار والفصل العنصري» في ظل الاحتلال الإسرائيلي. وتابع المالكي: «يعاني الفلسطينيون من الاستعمار والفصل العنصري.. هناك من يغضب من هذه الكلمات. عليهم أن يغضبوا جراء الواقع الذي نعانيه».
يذكر أن هذه الجلسات منفصلة تماما عن قضية أخرى رفعتها جنوب إفريقيا، تقول فيها إنّ إسرائيل ترتكب أعمال إبادة جماعية خلال الهجوم الحالي على غزة.
وقضت محكمة العدل الدولية في هذه القضية في 26 يناير بأنّ على إسرائيل أن تفعل كلّ ما في وسعها لمنع الإبادة الجماعية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكنّها لم تصل إلى حدّ الأمر بوقف إطلاق النار.
ورفضت الجمعة طلب جنوب إفريقيا فرض إجراءات إضافية على إسرائيل، لكنّها كرّرت التأكيد على ضرورة تنفيذ الحكم بالكامل.
من جهة أخرى كشفت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية في تقرير لها أن ميليشيا حزب الله اللبناني تمتلك شبكة أنفاق سرية أكثر تطورا من تلك التي لدى حماس في غزة.
وبحسب الصحيفة فإن الميليشيا اللبنانية تمتلك أنفاقا يبلغ طولها مئات الكيلومترات ولها تشعبات تصل إلى إسرائيل وربما أبعد من ذلك وصولا إلى سوريا.
ونقلت الصحيفة عن باحثين ومواقع إسرائيلية قولهم إن الحزب أنشأ خطة دفاعية مع عشرات من مراكز العمليات المجهزة بشبكات محلية تحت الأرض تربط ما بين بيروت والبقاع والجنوب اللبناني.
وفي ظلّ التصاعد المُستمِّر بين حزب الله وإسرائيل والتهديدات المتبادلة بينهما ارتفعت الخشية في تل أبيب من وجود أنفاقٍ لحزب الله عند الحدود الشمالية وصلت إلى مستشفى الجليل، في مدينة نهاريا الواقعة على الساحل الشمالي الإسرائيليّ.
وقبل أشهر، وبعد شكاوى استلمتها إدارة المركز الطبيّ في نهاريا عن ضجيج حفر، قرّر الجيش الإسرائيليّ القيام بسلسلة اختبارات أرضية لاستبعاد الخشية من وجود نفق يصل من لبنان إلى المستشفى المذكور.
وكشفت صحيفة (إسرائيل هيوم) الإسرائيلية، عن أنّ السلطات الإسرائيليّة أجرت قبل أكثر من شهر أكثر من 40 عملية حفر بغرض الاختبار، لكن هذه الاختبارات لم تسفر عن أيّ شيءٍ، وفقًا للصحيفة، وبموجب ذلك، فقد اُستبعدت شبهة وجود أنفاق في منطقة المستشفى، ومن أجل السلامة تقرر ترك أعمال الحفر بعدما بدأ العمل فيها.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ مستشفى الجليل في نهاريا يُعدّ المستشفى الأقرب من الناحية الجغرافيّة إلى الحدود الشمالية مع لبنان، أيْ نحو 10 كلم فقط، مشيرةً إلى أنّ التقارير الأوليّة عن موضوع شبهة الأنفاق وردت في شهر ديسمبر من العام الماضي.
وأردفت قائلةً إنّ: «الحديث يدور عن منشأةٍ موجودةٍ حتى قبل حرب لبنان الثانية (حرب تموز 2006) وكانت الأولى في إسرائيل بهذا المخطط.. إضافة لذلك، سيُعزز التحصين في أجزاء أخرى من المستشفى وفي مهبط المروحيات. وهذا جزء من الاستعداد، حيث يعمل المستشفى في مناطق محصّنةٍ، ولذلك تبلغ نسبة الإشغال فيه نحو 30 في المئة فقط.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي أعلن قبل خمس سنوات عن اكتشاف خمسة أنفاق حفرها «حزب الله» اللبناني، داخل الحدود الإسرائيلية.
ومع اندلاع الحرب على غزة، قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، إن هناك مخاوف بشأن تهديد أنفاق «حزب الله» مرة أخرى. ولفتت، إلى أن «حزب الله يتمتع بخبرة واسعة في حفر الأنفاق تحت الأرض»، مشيرة إلى أنه «تم اكتشاف أن أنفاق (حماس) أكبر بكثير وأكثر اتساعاً مما كان يعتقد سابقاً. فهل من الممكن أن يكون تهديد أنفاق حزب الله أكبر مما كان يعتقد سابقاً؟».
وأشار مركز «ألما» للأبحاث والتعليم، الذي يركز على التهديدات الشمالية فإنه «بعد حرب لبنان الثانية عام 2006، أنشأ حزب الله، بمساعدة الكوريين الشماليين والإيرانيين، مشروعاً لتشكيل شبكة من الأنفاق الإقليمية في لبنان، وهي شبكة أكبر بكثير من مترو حماس».
وجنوب لبنان ليس مثل غزة، حيث لديه نوع مختلف من التضاريس، بما في ذلك التلال الصخرية والوديان وبالتالي التقديرات الإسرائيلية لا تتقبل مجرد فكرة أن «حزب الله» نجح في حفر أنفاق حتى 10 كيلومترات في العمق الإسرائيلي، إذ إن مثل هذا الأمر يحتاج إلى جهود خارقة. فالحديث هنا عن أرض صخرية صلبة وجبال، والنجاح في حفرها سيكون «فضيحة» عسكرية وليس إخفاقاً عادياً، بحسب المركز.