
«وكالات» : تتواصل الغارات الإسرائيلية على مواقع عدة في جنوب لبنان، وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، أمس الأحد، أن إسرائيل ضربت «بالقذائف الفوسفورية» قرية الوزاني قضاء مرجعيون بجنوب لبنان. وأضافت الوكالة أن إسرائيل قصفت بالمدفعية أطراف حي المسلخ بمحافظة النبطية بالجنوب اللبناني.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الأحد، إن الحرب في غزة تلقي بظلالها القاتمة على أمن المنطقة، وحذر من أن الاضطرابات الإقليمية تتوسع بشكل مستمر، لافتاً إلى أنه لا حل للصراع القائم إلا بإقامة دولة فلسطينية.
تابع شكري بمؤتمر صحافي خلال أعمال المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والمغرب في الرياض أن «الوضع في لبنان يستدعي قلقا حقيقيا في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة هناك».
وخلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية، وسعت إسرائيل نطاق المواجهات، إذ طالت ضرباتها بلدات خارج الشريط الحدودي، وبلغت مناطق قريبة من صيدا، في اختراق لقواعد الاشتباكات التي ظلت راسية منذ أكتوبر الماضي، بعيد اشتعال الحرب في قطاع غزة.
كما استهدفت أكثر من مرة سيارات تقل عناصر ومسؤولين لحزب الله في الجنوب اللبناني، واغتالت بعض كبار ضباطه الميدانيين المسؤولين سواء عن إطلاق الصواريخ أو المسيرات.
من جهة أخرى طالب أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي بوقفٍ فوري لإطلاق النار في غزة، وإيصال المساعدات، ونقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ووقف الجرائم ضدّه.
جاء ذلك خلال اجتماع المجلس الوزاري 159 لمجلس التعاون بالرياض؛ الذي انطلق أمس الأحد لبحث عديدٍ من الملفات التي تخصُّ دول المجلس، وأبرزها ما اتفق عليه القادة في القمة 44 عام 2023.
ويعقد المجلس اجتماعات مع وزراء خارجية مصر والأردن والمغرب؛ كل على حدة؛ لبحث عديدٍ من الأمور، منها: دراسة خطة العمل المشترك مع الجانب المصري حول القضايا الشائكة.
من ناحية أخرى فيما تخطت الحرب الدائرة في قطاع غزة شهرها الخامس، قال الجيش الإسرائيلي أمس الأحد إنه شن 50 هجمة في 6 دقائق على خان يونس جنوبي القطاع، في واحدة من أعنف الهجمات التي تتعرض لها المدينة.
وأوضح الجيش في بيان أن الهجمات شاركت فيها الطائرات المقاتلة بمساعدة قوات المدفعية السبت.
وأضاف البيان أن من بين الأهداف التي تمت مهاجمتها بنى تحتية تحت الأرض ومبان عسكرية ومواقع لإطلاق النار ونقاط تجمع لمسلحين.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن العمليات تركزت في غرب خان يونس وهدفت إلى خلق ظروف مواتية للقوات البرية حيث بدأت تلك القوات هجوما مفاجئا على المنطقة وداهمت أهدافا لمسلحين، وأعلن الجيش مقتل عشرات المسلحين والعثور على أسلحة.
وكانت شبكة قدس الفلسطينية أفادت السبت بأن الطيران الإسرائيلي شن أكثر من 40 غارة على مناطق في خان يونس ودير البلح في قطاع غزة.
من جانب آخر قال وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس الأحد إن الحرب في غزة تلقي بظلالها القاتمة على أمن المنطقة، وحذر من أن الاضطرابات الإقليمية تتوسع بشكل مستمر، لافتاً إلى أنه لا حل للصراع القائم إلا بإقامة دولة فلسطينية.
وأضاف شكري في مؤتمر صحفي خلال أعمال المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والمغرب في الرياض أن هناك «تهديدات خطيرة» لسلامة وحرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وتوجه الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات متكررة على مواقع حوثية في اليمن بهدف تعطيل وإضعاف قدرة الجماعة على تهديد الملاحة في البحر الأحمر وتقويض حركة التجارة العالمية، بينما يقول الحوثيون إنهم يستهدفون سفنا إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل، ردا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتابع شكري خلال كلمته أن «الوضع في لبنان يستدعي قلقا حقيقيا في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة هناك».
وتفجر قصف متبادل شبه يومي بين حزب الله والجيش الإسرائيلي عبر الحدود مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
من جهة أخرى قالت حركة حماس، الأحد، إن الاتفاق على هدنة في غزة ممكن خلال «24 إلى 48 ساعة» بحال موافقة إسرائيل على مطالبها، فيما قال مصدر رسمي إن وفداً من حماس وصل إلى القاهرة لإجراء محادثات وقف إطلاق النار.
وأضاف أن الوفد يترأسه نائب رئيس حماس في غزة خليل الحية.
وذكر مسؤول فلسطيني مطلع على محادثات الهدنة لوكالة «رويترز» أنهم لم يقتربوا بعد من وضع اللمسات النهائية على الاتفاق، عندما سئل عما إذا كان إبرام الاتفاق وشيكاً.
هذا، ووصل أيضاً إلى القاهرة كل من وفدي قطر والولايات المتحدة للمشاركة في محادثات وقف النار.
وقالت مصادر مطلعة إن إسرائيل لن ترسل أي وفد للعاصمة المصرية من أجل التفاوض إلا بعد حصولها على قائمة كاملة بأسماء المحتجزين الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة. وأفاد الإعلام المصري بوصول وفود حماس وقطر والولايات المتحدة إلى القاهرة أمس الأحد.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية أعلنت السبت أنّ إسرائيل قبلت مبدئيًّا بنود مقترح هدنة في حربها ضدّ حماس في القطاع، فيما قالت مصادر أمنية مصرية إن الوسطاء سيجتمعون في القاهرة بحثا عن صيغة مقبولة لإسرائيل وحركة حماس.
ويسعى الوسطاء جاهدين قبل شهر رمضان الذي يبدأ في 10 أو 11 مارس، للتوصّل إلى هدنة في الحرب المستمرّة منذ خمسة أشهر تقريبًا والتي أدّت إلى تدمير قطاع غزّة المهدّد بمجاعة.
وفيما أفادت مصادر الأحد، بأن حركة حماس سترسل ردها النهائي إلى الوسطاء قريباً، مضيفة أن وفداً من الحركة سيعقد جلسة مع الوسطاء في مصر خلال الساعات المقبلة، ولم تؤكّد إسرائيل بعد قبولها خطّة التهدئة.
وقالت مصادر مطلعة إن من المتوقع اجتماع الوسطاء في القاهرة أمس الأحد بحثا عن صيغة مقبولة لإسرائيل وحركة حماس لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة، بعد أن لجأت حكومات أجنبية إلى إسقاط مساعدات جوا للمدنيين في القطاع.
وتزايدت خلال الأيام الماضية الآمال بتحقيق أول وقف للقتال منذ نوفمبر في أعقاب جولة من المحادثات بوساطة قطر ومصر في الدوحة وإشارات من الرئيس الأميركي جو بايدن بقرب التوصل إلى اتفاق.
وفي واشنطن، قال مسؤول أميركي للصحافة طالبًا عدم كشف اسمه إنّ «الإسرائيليّين قبلوا مبدئيا عناصر الاتّفاق. والكُرة الآن في ملعب حماس».
بدورها، نقلت وسائل الإعلام المصرية الرسمية عن مصدر «رفيع» أنّ محادثات التوصّل إلى الهدنة في غزّة «تُستأنف غدًا في القاهرة بمشاركة جميع الأطراف».
يأتي ذلك فيما أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن قلقهم البالغ «إزاء تقارير تُفيد بأنّ أكثر من 100 شخص فقدوا حياتهم وبأنّ مئات آخرين أصيبوا بجروح في حادثة اشتركت فيها قوّات إسرائيليّة في تجمّع كبير محيط بقافلة مساعدات إنسانيّة جنوب غرب مدينة غزّة».
وفي بيان صحافي صدر مساء السبت، جدّد أعضاء المجلس التشديد على «ضرورة أن يمتثل جميع أطراف النزاعات لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، حسب الاقتضاء».
ودعا أعضاء المجلس جميع الأطراف إلى «الامتناع عن حرمان السكّان المدنيّين في قطاع غزّة من الخدمات الأساسيّة والمساعدات الإنسانيّة الضروريّة لبقائهم، بما يتّفق مع القانون الإنساني الدولي».
وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن «قلقهم البالغ إزاء تقديرات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التي تُشير إلى أنّ جميع سكّان غزّة- البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة- سيُواجهون مستويات مثيرة للقلق من انعدام الأمن الغذائي الحادّ».
وتُواجه غزّة تراجعًا في تسليم إمدادات الإغاثة عبر الحدود البرّية، خصوصًا معبر رفح مع مصر، وتُرجع منظّمات الإغاثة ذلك إلى القيود الإسرائيليّة.
ونفّذت دول عربيّة وأوروبّية عدّة، عمليّات إنزال جوّي للمساعدات في غزّة منذ نوفمبر.
في خضمّ ذلك، أعلنت وزارة الصحّة في غزة السبت أنّ 13 طفلًا على الأقل توفّوا بسبب «سوء التغذية والجفاف»، بعد يومين على مقتل عشرات الفلسطينيّين خلال محاولتهم الحصول على مساعدات من قافلة شاحنات إغاثة في مدينة غزّة.
وارتفعت حصيلة ضحايا الحرب في غزّة إلى 30,320 قتيلًا، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحّة بالقطاع.
وبدأت الحرب في 7 أكتوبر بهجوم غير مسبوق لحماس على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل نحو 1160 شخصًا، معظمهم مدنيّون، وفق الأرقام الإسرائيليّة الرسميّة.
كذلك، احتُجز أثناء الهجوم 250 شخصًا أسرى، لا يزال 130 منهم في الأسر وفق إسرائيل التي تُرجّح مقتل 31 منهم في القطاع.
وبينما يسعى الوسطاء للتوصّل إلى اتّفاق قد يشمل مزيدًا من المساعدات لغزّة وإطلاق الأسرى، يتعرّض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لضغوط داخليّة متزايدة بشأن مصير الأسرى المتبقّين في غزّة.
في هذا الصدد، وصل متظاهرون إسرائيليّون إلى القدس السبت في ختام مسيرة استمرّت أربعة أيّام من حدود غزّة للضغط على الحكومة.
من ناحية أخرى قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأحد، إن الجيش أنهى مراجعة أولية لسقوط قتلى من المدنيين أثناء الحصول على مساعدات بغزة، الخميس، خلصت إلى أن القوات «لم تستهدف» قافلة المساعدات، وأن معظم الفلسطينيين «ماتوا نتيجة التدافع».
وذكر المتحدث باسم الجيش، الأميرال دانيال هاغاري «أنهى الجيش الإسرائيلي مراجعة أولية للواقعة المؤسفة التي تعرض فيها مدنيون في غزة للدهس حتى الموت والإصابة أثناء اندفاعهم صوب قافلة المساعدات».
وتحولت عملية توزيع مساعدات إنسانية في شمال قطاع غزة، الخميس، إلى مأساة أدت إلى مقتل أكثر من مئة شخص في ظل تصريحات متضاربة وموجة تنديد واسعة من دول غربية وعربية كرّرت الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وطالب بعضها بتحقيق دولي.
وهرع مئات الأشخاص إلى مجموعة مكونة من حوالي 30 شاحنة تحمل مساعدات، فجر الخميس، إلى الشمال. وقال الفلسطينيون إن قوات إسرائيلية قريبة أطلقت النار على الحشود، فيما قال الجيش الإسرائيلي، إن المراجعة التي جمعت معلومات من القادة والقوات في الميدان، توصلت إلى أنه لم يتم توجيه أي ضربة تجاه قافلة المساعدات.
وقال هاغاري، إن «معظم الفلسطينيين قُتلوا أو أصيبوا نتيجة التدافع».
وأردف أنه «بعد الطلقات التحذيرية التي تم إطلاقها لتفريق التدافع، وبعد أن بدأت قواتنا في التراجع، اقترب عدد من المخربين من قواتنا وشكلوا تهديدا مباشرا لها. ووفقا للمراجعة الأولية، رد الجنود تجاه عدة أفراد».
وفي المقابل، أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، أن نيران الجيش الإسرائيلي أدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص أثناء تجمعهم للحصول على المساعدات في شمال القطاع المحاصر.
وأشار المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة في بيان، السبت، إلى ارتفاع حصيلة واقعة شارع الرشيد إلى 118 قتيلا و760 إصابة».
وتابع «لا يزال عشرات المصابين في حال الخطر، ما قد يرفع عدد الشهداء في أي لحظة، نتيجة عدم توافر الإمكانات الطبية لإنقاذ حياتهم».
وقال شهود عيان، إن القوات الإسرائيلية فتحت النار، عندما هرع آلاف الفلسطينيين، الذين في أمس الحاجة إلى الغذاء، نحو شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي الواقع على شارع الرشيد في غرب المدينة.
وأكد أطباء في مستشفيات غزة وفريق تابع للأمم المتحدة زار مستشفى هناك، إن أعدادا كبيرة من الجرحى أصيبوا بالرصاص.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن فريقا من الأمم المتحدة زار مستشفى الشفاء في مدينة غزة، الجمعة، لتوصيل مستلزمات طبية والتقوا أشخاصا أُصيبوا في الواقعة.
وذكر المكتب «بحلول وقت زيارة الفريق، تسلم المستشفى أيضا جثامين أكثر من 70 قتيلا».
من جهتها، قالت الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية التابعة للاتحاد الأوروبي، السبت، إن العديد من الفلسطينيين قتلوا أو أصيبوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات بنيران الجيش الإسرائيلي، داعية إلى إجراء تحقيق دولي.
وأضافت الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية أن «المسؤولية عن هذا الحادثة تقع على عاتق القيود التي يفرضها الجيش الإسرائيلي وعرقلة المتطرفين العنيفين لإيصال المساعدات الإنسانية».
ويخضع إدخال المساعدات لموافقة إسرائيل التي شددت الحصار على غزة بعيد بدء الحرب، ولا تصل الإغاثة إلا بكميات محدودة جدا يأتي معظمها عبر معبر رفح مع مصر.
واتهمت جماعات الإغاثة والأمم المتحدة إسرائيل بمنع وصول المساعدات إلى شمال غزة، وهو ما نفته. كما أبلغت جماعات الإغاثة عن تفشي نهب شاحنات المساعدات في المنطقة.