
«وكالات» : سقط أكثر من 80 شخصاً وأصيب العشرات، أمس السبت، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في قصف إسرائيلي لعدد من المنازل والمباني في قطاع غزة.
فقد كشفت مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية قصفت بناية سكنية مكونة من سبعة طوابق تؤوي نازحين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة بشمال القطاع، مما أدى لمقتل وإصابة العشرات.
فيما ما زال عدد كبير منهم تحت الأنقاض. كما قصفت القوات الإسرائيلية منزلا في شارع الجلاء بمدينة غزة، وهناك مفقودون، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.
وذكرت المصادر أيضاً أن خمسة على الأقل قتلوا وأصيب عدد آخر، في قصف على منزلين في حي التفاح وحي النصر بمدينة غزة.
كذلك لقي 36 شخصا آخرون حتفهم في قصف مدفعي إسرائيلي لمنزلين في مخيم النصيرات بوسط القطاع، كما أصيب عدد آخر، بحسب الوكالة الفلسطينية.
وأفادت الوكالة الرسمية بمقتل سبعة وإصابة 10 آخرين في قصف إسرائيلي آخر على منزل في مخيم النصيرات.
في جنوب القطاع، قصفت القوات الإسرائيلية منزلا في مدينة رفح، مما أدى لإصابة عدد من المواطنين.
وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته دمرت «مخزني أسلحة» تابعين لحركة حماس في خان يونس بجنوب القطاع.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية قصفت بنية تحتية للفصائل الفلسطينية في خان يونس.
وذكر الجيش أنه قتل نحو 25 مسلحا فلسطينيا خلال عمليات قصف في وسط قطاع غزة خلال اليوم الماضي.
يذكر أن وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت، الجمعة أن عدد قتلى القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي زاد إلى 31 ألفا و490 قتيلا، بينما ارتفع عدد المصابين إلى 73 ألفا و439.
من ناحية أخرى قامت القوات الإسرائيلية بتجريف الأراضي الزراعية وهدم منازل ومدارس الفلسطينيين في قطاع غزة لإنشاء «منطقة عازلة» على طول حدود القطاع مع إسرائيل، وفقا لصحيفة «وول ستريت جورنال».
وأضاف التقرير نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، بأن الجيش سيمنع دخول الفلسطينيين إلى تلك المنطقة.
وأضافوا أن المنطقة العازلة ستكون بمثابة إجراء أمني حاسم لتجريد غزة من السلاح وطمأنة الإسرائيليين بالعودة بأمان إلى البلدات والمجتمعات القريبة من الحدود التي تم إخلاؤها بعد السابع من أكتوبر.
كما تقضي الخطط بترك «منطقة عازلة» يزيد عرضها عن نصف ميل، حيث ستتمكن القوات الإسرائيلية من رؤية ومنع أي شخص يقترب من الحدود.
وتقضي بالاستيلاء على جزء كبير من الأراضي في قطاع غزة وسط قلق أميركي، حيث عبر مسؤولون أميركيون مرارا عن معارضتهم لمثل هذه الخطط.
يشار إلى أن إسرائيل كانت انسحبت عام 2005 بشكل أحادي من غزة وسحبت قواتها ومستوطنيها، وأنهت وجودها هناك الذي بدأ في عام 1967، لكنها احتفظت بسيطرة شبه كاملة على حدود القطاع الساحلي.
كما أبقت على منطقة محظورة ضيقة ذات عرض متفاوت على طول الحدود بينها وبين غزة.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس المباغت في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، وأسرت 240 آخرين.
لترد إسرائيل بحملة عنيفة تعهدت فيها بـ»القضاء على الحركة»، فقتلت 31490 فلسطينيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأصابت 73439، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.
من جهة أخرى مع استمرار الحرب في قطاع غزة المحاصر، وشح دخل المساعدات، جددت الأمم المتحدة تحذيراتها، كاشفة أرقاماً صادمة.
فقد أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس السبت، أن طفلا واحدا من بين كل 3 أطفال دون السنتين يعاني من سوء التغذية الحاد في شمال غزة.
كما نبهت في بيان نشرته على حسابها في منصة «إكس» من أن « سوء التغذية لدى الأطفال بات ينتشر بسرعة ليصل إلى مستويات غير مسبوقة في القطاع الفلسطيني».
كذلك حذرت من أن المجاعة تلوح في الأفق، لافتة إلى أنه «ليس هناك مجال لتضييع الوقت.»
وكانت الأونروا أشارت سابقاً إلى أن الجوع منتشر في كل مكان بالقطاع المكتظ بالسكان، واصفة الوضع في الشمال بالمأساوي.
أتى ذلك، بينما أفرغت، الجمعة، أول سفينة تصل ساحل غزة، حمولة 200 طن من المساعدات التي شملت الأرز والطحين فضلا عن البروتينات وغيرها.
فيما تجهز سفينة ثانية في قبرص للانطلاق نحو الشاطئ الغزاوي.
وكانت العديد من المنظمات الأممية حذرت من مجاعة في القطاع الفلسطيني المدمر وانتشار الأوبئة، لاسيما مع عرقلة إسرائيل إدخال شاحنات المساعدات عبر البر من معبر رفح حيث لا تزال مئات الشاحنات مكدسة هناك بانتظار إجراءات التفتيش الصارمة التي تفرضها القوات الإسرائيلية عند معبر كرم أبو سالم.
فيما بدأت بعض الدول تسقط الإغاثة جواً ومن ضمنها الولايات المتحدة والأردن، في عمليات إنزال اعتبرها العديد من المراقبين غير مجدية ومكلفة فضلاً عن أنها قد تكون خطرة أحياناً.
ويعاني ثلث سكان غزة، حسب تقديرات الأمم المتحدة من شح حاد في الغذاء والدواء، ويهددهم شبح الجوع لاسيما في الشمال.