
«وكالات» : وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس الثلاثاء طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال بحقه وبحق رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأنه محاولة «مشينة» للتأثير على حرب غزة.
وكتب غالانت على موقع إكس «محاولة المدعي العام كريم خان حرمان دولة إسرائيل من الحق في الدفاع عن النفس وإطلاق سراح رهائنها يتعين رفضها جملة وتفصيلاً».
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي أن «مقاربة المدعي العام للجنائية الدولية بين حماس الإرهابية وإسرائيل أمر مثير للاشمئزاز».
وأعلن كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الاثنين، أن المحكمة تسعى لإصدار مذكرات اعتقال بحق 3 قادة في حركة حماس هم اسماعيل هنية، يحيى السنوار ومحمد ضيف، بالإضافة إلى رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وغالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب.
من ناحية أخرى أعلن الجيش الإسرائيلي القضاء على قائد القوات الصاروخية لحزب الله في «القطاع الساحلي» في لبنان، في غارة جوية استهدفته الاثنين، في مدينة صور اللبنانية.
وجاء في بيان صدر عن المكتب الصحافي للجيش الإسرائيلي: «يوم الاثنين، في مدينة صور بلبنان، قصفت طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وقتلت.. قاسم سقلاوي، قائد القوات الصاروخية لحزب الله في القطاع الساحلي، والذي كان مسؤولاً عن تخطيط وتنفيذ العديد من الهجمات الصاروخية على إسرائيل».
وأضاف بيان الجيش «خلال الليل، سقطت عدة صواريخ أطلقها حزب الله باتجاه الجليل الغربي في مناطق غير مأهولة»، ورداً على ذلك، هاجمت مقاتلات الجيش الإسرائيلي منصة إطلاق لحزب الله في منطقة رامية في جنوب لبنان.
هذا وكان حزب الله قد أعلن أنه استهدف جنوداً إسرائيليين خلال تحركهم في محيط موقع الراهب العسكري فجر أمس الثلاثاء على الحدود مع لبنان.
والاثنين، قتل خمسة أشخاص، أربعة منهم مقاتلون نعاهم حزب الله، في ضربات إسرائيلية استهدفت مناطق عدة في جنوب لبنان، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام، على وقع ارتفاع منسوب التوتر على الحدود بين البلدين.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
وأسفر التصعيد بين جانبي الحدود اللبنانية والإسرائيلية عن مقتل 426 شخصاً على الأقلّ في لبنان، بينهم 274 مقاتلاً على الأقل من حزب الله و82 مدنياً. وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته عن مقتل 14 عسكرياً و11 مدنياً. ودفع التصعيد عشرات آلاف السكان على جانبي الحدود إلى النزوح.
من جهته دافع الرئيس الأمريكي جو بايدن بقوة عن إسرائيل، مؤكدا أن القوات الإسرائيلية لا ترتكب إبادة جماعية في حملتها العسكرية على قطاع غزة.
وقال بايدن خلال فعالية شهر التراث اليهودي الأمريكي في البيت الأبيض، «ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية.. نحن نرفض ذلك».
وواجه بايدن في العديد من المناسبات بأنحاء شتى من البلاد احتجاجات من مدافعين مؤيدين للفلسطينيين وصفوه «بجو الإبادة الجماعية» لدعمه الثابت لإسرائيل.
وفي تصريحاته بالبيت الأبيض، أكد بايدن إيمانه بأن إسرائيل كانت الضحية منذ هجوم السابع من أكتوبر الماضي والذي شنته المقاومة الفلسطينية.
وقال بايدن إن الدعم الأمريكي لسلامة وأمن الإسرائيليين «ثابت».
وأضاف «نحن نقف مع إسرائيل للقضاء على (القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى) السنوار»، وتابع «نريد هزيمة حماس.. ونحن نعمل مع إسرائيل لتحقيق ذلك».
وتعثرت المفاوضات بين إسرائيل وحماس الرامية لإطلاق سراح الأسرى، لكن بايدن تعهد بعدم التخلي عن السعي لإطلاق سراحهم.
وقال الرئيس الأمريكي «سنعيدهم إلى منازلهم، سنعيدهم إلى منازلهم، مهما كانت المصاعب».
كما دعا بايدن إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وهو الأمر الذي كرره في خطابه في حفل التخرج في كلية مورهاوس يوم الأحد.
وجدّد بايدن إدانته لطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكّرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، علما بأن المدعي العام نفسه طلب بالتزامن إصدار مذكّرات توقيف بحق 3 من قادة حماس.
من جهة أخرى سقط عشرات الشهداء والجرحى في غارات للاحتلال الإسرائيلي على جباليا وبيت لاهيا شمال قطاع غزة وعلى رفح جنوبيه، وذلك وسط اشتباكات عنيفة بين المقاومة والاحتلال في مخيم جباليا.
وأفادت مصادر بسقوط 3 شهداء وعدد من المصابين صباح أمس إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلا في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، كما استشهد 13 فلسطينيا وجرح آخرون جراء غارات استهدفت مدنيين شرق جباليا شمالي غزة.
كما أفادت مصادر بأن قوات الاحتلال استهدفت بقصف مدفعي الطابق الخامس لمستشفى العودة بمخيم جباليا شمالي القطاع مع استمرار حصاره، في حين استشهدت طفلة داخل قسم الحضانات في مستشفى الشهيد كمال عدوان بسبب توقف جهاز الأكسجين.
وأفادت مصادر كذلك بوقوع اشتباكات عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال في مخيم جباليا، وقد بثت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشاهد قنص جندي إسرائيلي في محور التقدم شمال شرقي مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
كما بثت كتائب القسام مشاهد استهداف مروحية من نوع أباتشي بصاروخ سام 7 شرق مخيم جباليا.
وقصفت قوات الاحتلال منزلا وسط مخيم البريج، مما أسفر عن عدد كبير من المصابين، نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع.
وشنت قوات الاحتلال كذلك قصفا استهدف عدة منازل في منطقة خزاعة شرقي خان يونس صباح أمس. وقالت مصادر إن القصف استهدف مدنين، واستقبل مستشفى غزة الأوروبي عددا كبيرا من المصابين جراء القصف من بينهم عدد من الأطفال.
كما أفادت مصادر باستشهاد 4 فلسطينيين وجرح آخرين إثر غارة إسرائيلية على منزل في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة. وقالت مصادر إن قوات الاحتلال قصفت بالمدفعية محيط مسجد حسن البنا بحي الزيتون جنوب شرقي المدينة.
وفي رفح جنوب قطاع غزة، قالت مصادر إن طائرات الاحتلال شنت 3 غارات على وسط المدينة، وأفاد ت المصادر بأن شخصين استشهدا في قصف استهدف منزلا بمنطقة مْصَبِّح شمالي رفح، وتم نقل الشهيدين إلى مستشفى الكويت في المدينة.
وفي وقت سابق، قالت مصادر إن 6 شهداء وعددا من المصابين وصلوا إلى مستشفى الكويت التخصصي في رفح، جراء قصف عدد من المنازل وتجمعات للمواطنين ولجان تأمين البضائع بمدينة رفح.
من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس إن جنديين في قوات الاحتياط من وحدتي غفعاتي والدعم اللوجستي أصيبا بجروح خطيرة خلال معارك في جنوب قطاع غزة.
من ناحيتها أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قوات الجيش تقدمت في عمق رفح، واحتلت ثلثي محور فيلادلفيا ووصلت إلى حي البرازيل.
وأضافت الإذاعة أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن 950 ألف فلسطيني غادروا محاور القتال في رفح.
وفي الإطار ذاته، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن العمليات العسكرية في رفح مستمرة ولا تبدو محدودة، مشيرا إلى نزوح نحو 900 ألف شخص من محافظة رفح ومن شمالي غزة أيضا، أي حوالي 40 في المئة من سكان غزة، خلال الأسبوعين الماضيين. وأضاف أن 75 في المئة من مساحة القطاع تخضع لأوامر إخلاء إسرائيلية.
واعتبر دوجاريك أن العمليات العسكرية في رفح مستمرة بأشكال مختلفة والناس يضطرون إلى الفرار باستمرار ولا يوجد مكان آمن، مؤكدا أن لهذا الأمر «تأثيرا كارثيا على المدنيين، كما يعقد عملياتنا الإنسانية».
وقد عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مفتوحة لمناقشة الوضع في رفح، حيث علت التحذيرات من تداعيات أي عملية عسكرية إسرائيلية هناك. وخلال الجلسة أعرب المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند عن خشيته من حدوث الأسوأ إن لم تستأنف المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس.
من جانبها، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن أكثر من 810 آلاف شخص أجبروا على الفرار من رفح خلال الأسبوعين الماضيين، مشيرة إلى أنه لا مكان آمنا في غزة، وفي كل مرة يُشرَّد فيها الأهالي بحثا عن الأمن تكون حياتهم في خطر.
من ناحية أخرى أعلن رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، أن المشرعين الأمريكيين يدرسون إمكانية فرض عقوبات ضد المحكمة الجنائية الدولية حال إصدار أمر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وبحسب بيان جونسون، فإن مطالبة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ناجمة عن «حملة الضغط على إسرائيل»، التي تقوم بها إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن.
وقال جونسون: «في غياب قيادة البيت الأبيض، يدرس الكونغرس جميع الخيارات، بما في ذلك العقوبات، لمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية والتأكد من أن قيادتها ستواجه عواقب إذا مضت قدما [بمذكرة الاعتقال]».
وفي وقت سابق، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، من الدائرة التمهيدية إصدار مذكرات اعتقال بحق ثلاثة من قادة حماس، وكذلك بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت.
وجاء في بيان خان: «إن النيابة العامة لديها «أسباب منطقية للاعتقاد» بأن زعيم حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، وقائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف، ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، مسؤولون عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت في أراضي إسرائيل وفلسطين (في قطاع غزة)، اعتباراً من 8 أكتوبر 2023».
من جهة أخرى نقلت وسائل إعلام مصرية عن مندوب مصر بمجلس الأمن الدولي، أسامة عبدالخالق، قوله إن إسرائيل تهدف إلى «التلاعب» بالحقائق وتحميل مصر والأمم المتحدة مسؤولية عدم وصول المساعدات إلى غزة.
ووفقاً لتلفزيون القاهرة الإخبارية وإكسترا نيوز، وصف عبد الخالق ما يحدث في رفح الفلسطينية، الاثنين، بأنه «جريمة إنسانية»، وحمل المجتمع الدولي المسؤولية عنها.
وأضاف أمام جلسة للمجلس عن الأوضاع في فلسطين أن سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح جعلت من المستحيل استئناف العمل الإنساني.
وأكد مندوب مصر الدائم أن الاستمرار في العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة «أمر مرفوض».
وأشار عبد الخالق خلال كلمته إلى أن الوضع في غزة «وصل إلى حد المجاعة».
من ناحية أخرى، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، أمس الثلاثاء، تسليم أكثر من 569 طنا متريا من المساعدات الإنسانية حتى الآن عبر الرصيف البحري المؤقت لقطاع غزة.
وأضافت في بيان على «فيسبوك» أن المساعدات تهدف إلى «زيادة عمليات التوزيع من قبل الشركاء في المجال الإنساني».
وأشار البيان إلى أن المساعدات مقدمة من الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات والاتحاد الأوروبي «والعديد من الشركاء الآخرين».