
«وكالات» : ناقش مرشحا الرئاسة في إيران، الثلاثاء، تأثير العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى على الجمهورية الإسلامية، وقدما مقترحاتهما لإحياء الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية.
كانت هذه هي المناظرة الثانية والأخيرة التي يبثها التلفزيون الرسمي بين الإصلاحي غير المعروف مسعود بزشكيان وسعيد جليلي، المفاوض النووي السابق المتشدد، قبل جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة المقررة يوم الجمعة والتي سيختار فيها الناخبون خليفة للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، الذي توفي الشهر الماضي في حادث تحطم مروحية.
وقال بزشكيان، وهو جراح قلب، إن العقوبات التي فرضها الغرب ألحقت أضراراً كبيرة بالاقتصاد الإيراني، مشيرا إلى أن معدل التضخم بلغ 40% خلال السنوات الأربع الماضية مقترنا بتزايد معدلات الفقر.
كما قال «إننا نعيش في مجتمع يتسول فيه الكثيرون في الشوارع»، مضيفاً أن إدارته ستعمل «على الفور» لمحاولة رفع العقوبات، وتعهد «بإصلاح» الاقتصاد.
وكما فعل في اليوم السابق، قال بزشكيان إنه سيجد حلا لإحياء الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية من خلال بحث الخطة مع برلمان البلاد والتوصل لبدائل ممكنة.
وتابع «لم تتمكن حكومة على مدى التاريخ من الازدهار داخل قفص»، في إشارة إلى أثر العقوبات على اقتصاد إيران المتداعي.
كان الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، وهو معتدل بشكل نسبي، أبرم اتفاقا نوويا مع القوى العالمية عام 2015 والذي فرض قيودا على تخصيب اليورانيوم الإيراني في مقابل رفع العقوبات. لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعلن عام 2018، انسحاب بلاده من الاتفاق التاريخي وأعاد بشكل مفاجئ فرض العقوبات القاسية على إيران.
جليلي المتشدد، منافس بزشكيان، الذي عارض بشدة اتفاق 2015، قال خلال مناظرة الثلاثاء، إن الولايات المتحدة يجب أن تحترم التزاماتها بنفس قدر «الالتزامات التي أوفينا بها».
ودان جليلي منافسه بزشكيان لعدم طرحه أي خطط لرفع العقوبات، وقال إنه سيستأنف المحادثات بشأن الاتفاق النووي.
جليلي، المعروف باسم «الشهيد الحي» بعد أن فقد ساقه في الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي- ويشتهر بين الدبلوماسيين الغربيين بمحاضراته الطويلة القوية ومواقفه المتشددة- تعهد أيضا بدعم سوق الأوراق المالية في إيران من خلال توفير التأمين للأسهم وكذلك الدعم المالي للصناعات المحلية.
تعهد المرشحان بإنعاش الاقتصاد وتوفير دعم الطاقة للفقراء وتسهيل استيراد السيارات مع دعم صناعة السيارات المحلية. غير أنهما لم يوضحا مصادر التمويل اللازم للوفاء بوعودهما تلك.
وفي المناظرة الأولى يوم الاثنين، تبادل مرشحا الرئاسة في إيران الاتهامات، بعدم امتلاك حلول لمشكلات البلاد، وذلك قبل جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية والمقررة يوم الجمعة، والتي تهدف إلى اختيار خليفة للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي الذي توفي الشهر الماضي إثر حادث تحطم مروحية.
خلال مناظرة استمرت أكثر من ساعتين على شاشة التلفزيون العام، انتقد المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان منافسه سعيد جليلي، المفاوض النووي السابق المتشدد، بزعم افتقاره إلى الخبرة، وسأله «أخبرني، ما هي الشركة الوحيدة التي أدرتها على الإطلاق لتجعلك قادرا على إدارة البلاد؟».
تجري إيران جولة إعادة للانتخابات الرئاسية يوم الجمعة، وهي المرة الثانية منذ الثورة الإسلامية عام 1979، التي تشهد فيها البلاد جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية، بعد عجز كل المرشحين عن تحقيق فوز صريح خلال الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي.
يشترط القانون الإيراني حصول الفائز على نسبة تأييد تتجاوز 50 في المئة من مجموع الأصوات التي شاركت في الانتخابات.
شارك 39.9 في المئة فقط من الناخبين في الاقتراع بأصواتهم. ورفضت مفوضية الانتخابات أصوات أكثر من مليون ناخب من أصل 24.5 مليون بطاقة اقتراع في وقت لاحق، وهي عادة ما تكون دلالة على شعور المواطنين بضرورة المشاركة مع رفضهم جميع المرشحين.