
«وكالات» : أعلنت أجهزة الإسعاف الإسرائيلية، السبت، أن 12 شخصاً قتلوا وأصيب 34 آخرون في قصف صاروخي على الجولان المحتل بشمال إسرائيل، فيما اتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله بتنفيذه.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن استهداف مجدل شمس تم من مجمع لحزب الله لإطلاق القذائف في شبعا.
وأفاد أن علي محمد يحيى، القائد بحزب الله، مسؤول عن استهداف مجدل شمس.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن قصف الجولان هو الأكثر دموية على مدنيين إسرائيليين منذ هجوم حماس يوم 7 أكتوبر على مستوطنات إسرائيلية.
وأورد موقع «أكسيوس» الأمريكي أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قلقة من أن هجوم مجدل شمس قد يؤدي لحرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.
وصرح متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي قائلا: «ندين هذا الهجوم.. الذي أودى بحياة عدد من المراهقين والأطفال أثناء لعبهم لكرة القدم مساء يوم السبت في قرية مجدل شمس في شمال إسرائيل.... لا تزال إسرائيل تواجه تهديدات خطيرة لأمنها، كما رأى العالم اليوم، وستواصل الولايات المتحدة دعم الجهود الرامية إلى إنهاء هذه الهجمات الرهيبة على طول الخط الأزرق، والتي يجب أن تكون على رأس الأولويات. إن دعمنا لأمن إسرائيل قوي وثابت ضد جميع الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله اللبناني».
وإلى ذلك، دان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، «حمام الدم» الذي وقع السبت في بلدة مجدل شمس بهضبة الجولان المحتلة، مطالباً بإجراء تحقيق دولي مستقلّ.
وقال بوريل على منصة «إكس»: «صور صادمة من ملعب كرة القدم في بلدة مجدل شمس الدرزية. أدين بشدّة حمّام الدم هذا. نحن بحاجة إلى تحقيق دولي مستقلّ في هذه الواقعة غير المقبولة. نحضّ جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنّب مزيد من التصعيد».
وأكد إيلي بين المدير العام لجهاز الإسعاف الإسرائيلي أن 12 شخصا قتلوا في ضربة على مجدل شمس، لافتاً إلى أن 17 من 34 جريحا هم في حالة حرجة، وثمة 10 أطفال بينهم.
وحمّل الجيش الإسرائيلي حزب الله المسؤولية، في حين نفى الأخير إطلاق الصواريخ.
ومن جانبها، دعت الحكومة اللبنانية إلى «وقف فوري للأعمال العدائية على كل الجبهات». وقالت: «ندين كل أعمال العنف ضد جميع المدنيين».
وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه تم نشر مروحيات وسيارات إسعاف ووحدات عناية مركزة متنقلة في المنطقة.
وقال المسعف عيدان أفشالوم في بيان نشره الإسعاف الإسرائيلي: «وصلنا إلى ملعب كرة قدم ورأينا دمارا وأغراضا تحترق وكان الجرحى ممددين على العشب».
وأفاد مراسل لفرانس برس أن مسعفين كانوا ينقلون جرحى على نقالات من موقع سقوط الصاروخ في مجدل شمس، مضيفا أن عددا من عناصر قوات الأمن الإسرائيلية انتشروا بسرعة في المنطقة.
جاء الهجوم الصاروخي بعد أن أعلن مصدر أمني لبناني أن 4 مقاتلين من حزب الله اللبناني قتلوا، السبت، في غارة إسرائيلية في جنوب لبنان.
ويتبادل الحزب القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي مع الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر.
من جانب اخر رغم نفي جماعة حزب الله في لبنان السبت، أي ضلوع لها في استهداف بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل بصاروخ قتل 12 شخصاً حتى الآن، لا يزال السيناريو الإسرئيلي واحداً.
فقد شدد وزير الدفاع يواف غالانت على أن الحزب هو المسؤول عن الهجوم، متوعداً إياه بدفع الثمن.
كما أكد في زيارة له لمجدل شمس مكان الهجوم، أمس الأحد، أن كل المؤشرات تدل على أن الهجوم من تنفيذ حزب الله، ثم عاد وذكر بمواصفات الصاروخ المستهدف.
كذلك أجرى تقييماً للوضع العملياتي في القيادة الشمالية، حيث عُرضت خيارات العمل ضد حزب الله في ضوء هجوم مجدل شمس.
ووجه غالانت الجيش بضرورة الاستعداد التام لأي تطور محتمل، مؤكداً أن «حزب الله سيدفع ثمناً باهظاً».
جاء هذا بينما رأت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن حزب الله مسؤول «بشكل لا شك فيه» عن هجوم مجدل شمس، وذلك في بيان أمس.
بدوره، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي أمس الأحد، الدخول بما سماها المرحلة التالية من الحرب شمالاً.
وأضاف أثناء زيارته لمكان الهجوم أن قواته باتت ترفع جاهزيتها إلى المرحلة التالية من القتال في الشمال، موضحاً أنها تعرف تحديدا من أين أطلقت القذيفة الصاروخية على مجدل شمس.
كما أكد أن القذيفة الصاروخية التي استهدفت مجدل شمس حملت رأسا حربية تزن 53 كيلوغراما.
وشدد على أن جيشه يعرف كيف يشن الغارات بعيدا جدا عن إسرائيل، معلناً العمل بكل الوسائل لإعادة سكان كل الشمال في الجليل والجولان، في إشارة منه إلى آلاف النازحين ممن تركو مناطق شمال إسرائيل هرباً من التصعيد مع حزب الله منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل 9 أشهر.
ومنذ الهجوم، يتبادل الطرفان إطلاق النار على الحدود بينما ضربت إسرائيل أهدافاً في قلب لبنان على ما أعلن الجيش.
في حين انهالت التحذيرات الدولية من خطورة التصعيد وإمكانبة تحوّله إلى حرب شاملة شديدة الخطورة، وسط دعوات لضبط النفس.
وكانت إسرائيل كانت هددت برد قوي و»ثمن باهظ»، على الهجوم الصاروخي الذي أسفر عن مقتل 12 شخصاً حتى الآن، السبت.
وقال الجيش الاسرائيلي إنه «يستعد للرد» على حزب الله الذي نفى من جهته أي مسؤولية له عن الهجوم على قرية مجدل شمس.
في حين أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنه قرر العودة من زيارة للولايات المتحدة في أسرع وقت، بعدما التقى الرئيس الأمريكي، جو بايدن في وقت سابق هذا الأسبوع.
من جهته شدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأحد، على أنه لا يريد رؤية تصعيد في الصراع بعد الهجوم الصاروخي على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، واتهمت حزب الله بالمسؤولية عنه.
وقال بلينكن إن واشنطن تجري محادثات مع إسرائيل حول هجوم الجولان، وإن المؤشرات تدل على أن حزب الله هو من أطلق الصاروخ، وفق رويترز.
كما أضاف خلال مؤتمر صحافي في طوكيو: «أشدد على حق (إسرائيل) في الدفاع عن مواطنيها وإصرارنا على ضمان أنهم قادرون على فعل ذلك»، مردفاً: «لكننا أيضاً لا نريد رؤية تصاعد الصراع. لا نريد رؤيته يمتد».
فيما ذكر أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حرب غزة من شأنه الإسهام في تهدئة الوضع على حدود إسرائيل مع لبنان.
وختم قائلاً: «من المهم للغاية أن نساعد في تهدئة الصراع، ليس لتجنب تصاعده ولتجنب امتداده فحسب، وإنما لتهدئته لأنكم لديكم الكثير من الناس في البلدين، في إسرائيل ولبنان، نزحوا من ديارهم».
من جانبه صرح وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، الأحد، أن الحكومة طلبت من الولايات المتحدة حث إسرائيل على ضبط النفس.
وقال بوحبيب لرويترز إن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة اللبنانية نقل رسالة إلى حزب الله تطالبه بالتحلي بضبط النفس أيضاً.
من جهة أخرى مع تصاعد حدّة التهديدات الإسرائيلية حول نية لرد قوي بعد اتهام حزب الله في لبنان باستهداف بلدة مجدل شمس بصاروخ قتل 12 شخصا السبت، جاء الرد الإيراني.
فقد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان أمس الأحد، أن بلاده تحذر إسرائيل من أي مجازفة جديدة في لبنان.
وأضاف أن إيران تحذر إسرائيل من أي مغامرات عسكرية جديدة في لبنان مما قد يؤدي إلى «تداعيات غير متوقعة».
كذلك تابع أن أي خطوة تنمّ عن «جهل إسرائيلي» قد تؤدي إلى توسيع عدم الاستقرار وعدم الأمن والحرب في المنطقة، وفق قوله.
وشدد على أن إسرائيل ستتحمل مسؤولية التداعيات غير المتوقعة وردود الفعل على تصرف «أحمق كهذا»، بحسب تعبيره.
يأتي التحذير على خلفية واقعة مرتفعات الجولان، حيث ذكرت السلطات الإسرائيلية أن 12 شخصا من بينهم أطفال قُتلوا السبت في هجوم صاروخي على ملعب لكرة القدم في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
من ناحية أخرى لم تتوقف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ أدت موجة جديدة من الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت وسط وجنوب القطاع المحاصر إلى مقتل 50 شخصا على الأقل وإصابة ما يقدر بنحو 200 آخرين.
وأكدت وزارة الصحة في القطاع أن الغارات الجديدة أصابت مدرسة كان يلجأ إليها الآلاف بحثًا عن مأوى، موضحة أن 30 شخصا على الأقل قتلوا في غارة جوية على مدرسة خديجة في دير البلح وسط قطاع غزة.
كما تدفق الجرحى على مستشفى الأقصى القريب، في حين أظهرت الصور من دير البلح عائلات تحمل أطفالاً مصابين لتلقي العلاج.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الناس قاموا بتفتيش الفصول الدراسية المدمرة بحثا عن بقايا الضحايا.
وقالت إن مراسليها شاهدوا أشخاصا يفرون من المستشفى الذي نقل إليه القتلى في الغارة بينما كانت سيارة إسعاف تسير في الاتجاه المعاكس.
وأضافت أن داخل سيارة الإسعاف كان يرقد طفل رضيع ميت بالإضافة إلى جثة أخرى ملفوفة ببطانية.
كما نفذت القوات الإسرائيلية غارات خارج غزة، بما في ذلك غارة بطائرة بدون طيار على مخيم بلاطة للاجئين بالقرب من نابلس في الضفة الغربية، ما أسفر عن مقتل شخص، بعد إصابة جندي إسرائيلي عند نقطة تفتيش قريبة.
واعترفت القوات الإسرائيلية بأنها استهدفت مدرسة خديجة في دير البلح في غزة، زاعمة أن المنطقة كانت تستخدم «كمجمع قيادة وسيطرة» من قبل مقاتلي حركة حماس.
يشار إلى أنه من المتوقع أن يعقد وسطاء من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي محادثات يوم الأحد في روما مع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وأعضاء من أجهزة الاستخبارات المصرية ومسؤولين قطريين في محاولة للتوصل إلى اتفاق لإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وكذلك الاتفاق على وقف إطلاق النار.
من جهة أخرى عم إضراب احتجاجي مدينة نابلس بالضفة الغربية حدادا على استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي واصل اقتحاماته لمخيم بلاطة، واعتقل 6 فلسطينيين من مناطق متفرقة بالضفة، تزامنا مع اقتحام عشرات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك.
وأعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس الإضراب الشامل لكافة مناحي الحياة حدادا على أرواح «الشهداء». وقالت اللجنة إن «اليوم هو إضراب شامل، ويوم تصعيد على جميع مواقع التماس»، داعية للمشاركة الواسعة في جنازة الشهداء.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد شابين جراء اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة، مضيفة أن الطواقم الطبية في مستشفى رفيديا الحكومي تعاملت مع 22 إصابة، بينها 3 بحالة خطيرة.