«وكالات» : بعد الغزو الأوكراني لمنطقة كورسك الروسية قبل أسابيع، وقبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، جاهرت أوكرانيا بتجاوز كل الخطوط الحمراء الروسية.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، أمس الخميس إن بلاده تجاوزت الخطوط الحمراء التي حددتها روسيا و سفهت الأدلة التي زعمت انتصارها.
كما دعا الحلفاء إلى تزويد بلاده بالصواريخ، ورفع القيود المفروضة على ضرب أهداف عسكرية في العمق الروسي، وفق ما أفاد مصادر.
بدوره، رحّب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بوجود القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك، واصفاً الهجوم بـ»الشجاعة الاستراتيجية».
كما دعا لدى وصوله إلى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بمرافقة كوليبا إلى منح كييف المزيد من وسائل الدفاع الجوي، فضلاً عن رفع جميع القيود المفروضة على مهاجمة روسيا بالأسلحة الغربية. وقال: «تحتاج أوكرانيا إلى منظومات دفاع جوي أكثر من أي وقت مضى، وهذا سيكون البند الأول على جدول أعمالنا».
كذلك اعتبر أن كييف أظهرت شجاعة استراتيجية كبيرة عندما بدأت الهجوم في عمق الأراضي الروسية.
إلى ذلك، اتهم موسكو بشن ضربات انتقامية على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا
وأعلن أن الاتحاد حول فوائد الأصول الروسية المجمدة( 1،4 مليار يورو) لتمويل الصناعات العسكرية في أوكرانيا
وكانت كييف أشارت الأربعاء إلى تحقيق تقدم جديد في منطقة كورسك الحدودية وأسر 594 جنديا منذ بدء هجومها المباغت قبل ثلاثة أسابيع.
فيما جدد الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي طلب مساعدة القوات الجوية للدول الأوروبية المجاورة من أجل التصدي للهجمات الروسية المكثفة بالصواريخ والمسيرات.
يذكر أن القوات الأوكرانية كانت شنت قبل 3 أسابيع هجوما مباغتاً على كوروسك مستغلة عنصر المفاجأة، فضلا عن عدم تركيز القوات الروسية على تلك المنطقة والاكتفاء بنشر بعض نقاط التفتيش فقط، بالإضافة إلى طبيعة تلك المنطقة التي تملك حدوداً طويلة. إذ تشترك مناطق كورسك وبريانسك وبيلغورود الروسية في حدود يبلغ طولها 1160 كيلومترًا (720 ميلًا) مع أوكرانيا. ويشمل ذلك قسمًا بطول 245 كيلومترًا (152 ميلًا) في كورسك.
في حين اتهمت روسيا دولا غربية بدعم كييف في التحضير لهذا الهجوم، كما جددت اتهاماتها للدول الأوروبية وحلف شمال الأطلسي بتشجيع كييف على ضرب العمق الروسي.
لاسيما أن بعض الدول الأوروبية بينها بريطانيا وهولندا كانت أعلنت صراحة رفع بعض القيود التي كانت فرضتها سابقا على استعمال أسلحة قدمتها للأوكراني في الداخل الروسية.
من جهة أخرى طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب برفع القيود عن الضربات بعيدة المدى.
هذا وقال زيلينسكي إن الوضع قرب مدينة بوكروفسك الواقعة في شرق أوكرانيا، والتي تعد مركزاً لوجستياً مهما في منطقة دونيتسك حيث تواصل القوات الروسية تقدمها، أصبح «بالغ الصعوبة».
ولفت الرئيس الأوكراني في مداخلته المسائية إلى أن الوضع في «بوكروفسك وغيرها من أنحاء منطقة دونيتسك بالغ الصعوبة. تتركز هناك الجهود الأساسية لروسيا والعديد الأكبر».
يأتي هذا بينما قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أمس، إن أكبر مشكلة تواجهها كييف في معركتها ضد روسيا هي أن حلفاءها يخشون من الموافقة على سياسات جديدة لدعم أوكرانيا تجنبا التصعيد.
جاءت تصريحات وزير الخارجية بعد يوم من تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الغرب «يلعب بالنار» بالتفكير في السماح لكييف بضرب العمق الروسي وتحذيره من مخاطر نشوب حرب عالمية ثالثة.
وقال كوليبا إنه منذ اندلاع الحرب «كانت أكبر مشكلة تواجهها أوكرانيا هي هيمنة مفهوم التصعيد في عمليات صنع القرار بين شركائنا».
وبعد أكثر من عامين ونصف العام من اندلاع الحرب، تضغط كييف على الغرب لمنحها أسلحة بعيدة المدى والتفويض لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية. كما تريد المساعدة في إسقاط الصواريخ القادمة.
وأدلى كوليبا بهذه التعليقات خلال محادثة مع وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي تم بثها مباشرة من بولندا.
من ناحية أخرى أعلنت روسيا، أمس الخميس، أنها سيطرت على قريتين إضافيتَين في منطقتَي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا، فيما تواصل قواتها تقدمها في عمق البلاد.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تحديث هذا الصباح إن القوات الأوكرانية صدت هجمات في منطقة ستيلماكيفكا.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيانها أن وحدات تجمع قوات «زاباد» (الغرب)، تمكنت من تحرير بلدة ستيلماخوفكا في جمهورية لوغانسك الشعبية، وكبدت القوات الأوكرانية خسائر كبيرة في الأرواح.
وأضافت الوزارة في بيانها أنه خلال الـ 24 ساعة الماضية، تكبدت القوات المسلحة الأوكرانية خسائر بلغت نحو 520 عسكريا، و6 سيارات، ومدفع هاوتزر «إم 198» عيار 155 ملم أمريكي الصنع، ومدفع هاوتزر «مستا-بي» عيار 152 ملم، ومدفعين هاوتزر طراز «دي-30» عيار 122 ملم، ومحطتين حرب إلكترونية «انكلاف-إن»، بالإضافة إلى تدمير 3 مستودعات للذخيرة».
وخلال الأشهر القليلة الماضية، حقّقت القوات الروسية تقدما نحو بوكروفسك التي تعد مركزاً لوجستيا، وكانت في السابق موطناً لحوالي 60 ألف شخص.
من جانب آخر قالت القوات المسلحة الأوكرانية، أمس الخميس، إنها هاجمت منشأة لتخزين النفط في منطقة روستوف الروسية، مما تسبب في اندلاع حريق.
وذكر الجيش الأوكراني أنه هاجم أيضاً منشأة زينيت النفطية في منطقة كيروف الروسية على بعد نحو 1500 كيلومتر شمال شرقي الحدود مع أوكرانيا، الأربعاء.
وأضافت في الرسالة ذاتها على تطبيق «تليغرام»، أن مستودعاً للمدفعية الميدانية في منطقة فورونيج الروسية تعرض أيضاً للهجوم.
وقالت السلطات الروسية إن طائرات بدون طيار أوكرانية تسببت في حريق في مستودع للنفط في روستوف، ولم تبلغ عن وقوع إصابات.
وفي حين أن حاكم منطقة كيروف ألكسندر سوكولوف، قال إن «هجوماً بطائرة بدون طيار على مستودع للمنتجات النفطية في بلدة كوتيلنيخ لم يتسبب في حريق أو أي شيء».
وفي فورونيج المتاخمة لأوكرانيا، قال حاكم الولاية ألكسندر جوسيف إن «حطام طائرة أوكرانية بدون طيار تسبب في اندلاع حريق بالقرب من أجسام متفجرة، لكنها لم تنفجر».
كما قالت القوات الجوية الأوكرانية إنها «أسقطت صاروخين و60 طائرة مسيرة خلال الهجوم الليلي الروسي».
وتقول كييف إن «هجماتها تهدف إلى تدمير البنية التحتية للطاقة والنقل والعسكرية الأساسية للمجهود الحربي لموسكو».
وينفي الجانبان استهداف المدنيين في الحرب المستمرة منذ 30 شهراً، والتي شنتها روسيا بحرب واسعة النطاق لجارتها.
من ناحية أخرى كشف نائب أوكراني أن مسؤولين رفيعي المستوى من بلاده سيقدمون لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قائمة أهداف في روسيا، في اجتماعات وجهاً لوجه هذا الأسبوع، في محاولة للضغط على الولايات المتحدة لرفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الأمريكية ضد موسكو.
وقال النائب الأوكراني لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، إن مدير مكتب رئيس أوكرانيا، أندريه يرماك، ووزير الدفاع، رستم عمروف، سيجتمعان مع مسؤولين أمريكيين «لمحاولة إقناع البيت الأبيض بشكل ملموس برفع القيود المفروضة على الضربات بالأسلحة بعيدة المدى على الأراضي الروسية».
وأوضح النائب قائلاً «سيقدمون قائمة بالأهداف ذات الأولوية، والتي بدونها سيكون من الصعب تغيير مسار الحرب لصالح أوكرانيا».
ومن المقرر أن يلتقي وزير الدفاع الأوكراني عمروف نظيره الأمريكي لويد أوستن، غداً الجمعة، ومن غير الواضح من سيلتقي يرماك. إذ أنه وفي زيارات سابقة لواشنطن، التقى وزير الخارجية أنتوني بلينكين ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
من جهة أخرى أعلن رئيس الإدارة العسكرية في كييف سيرغي بوبكو، أمس الخميس، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت أكثر من 10 طائرات مسيرة روسية، في ثالث هجوم على العاصمة الأوكرانية خلال 4 أيام.
وفي المقابل قال حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف أمس الخميس إن مدنياً قتل وأصيب اثنان آخران في قصف أوكراني على بلدة شيبيكينو.
كما أعلنت وزارة الدفاع في موسكو، في بيان أمس الخميس، أن منظومات الدفاع الجوي الروسية دمرت 6 طائرات مسيرة أوكرانية فوق جمهورية القرم ومقاطعتي بريانسك وبيلغورود خلال الليلة الماضية.
وقالت الوزارة: «خلال الليلة الماضية، حاول نظام كييف تنفيذ هجوم إرهابي باستخدام طائرات مسيرة على أهداف في أراضي روسيا الاتحادية»، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأضافت «تم تدمير 6 طائرات مسيرة أوكرانية بواسطة أنظمة الدفاع الجوي المناوبة، إذ تم إسقاط 3 مسيرات فوق أراضي جمهورية القرم، واثنتين فوق أراضي مقاطعة بريانسك، وواحدة فوق أراضي مقاطعة بيلغورود».