
«وكالات» : مع تعالي التحذيرات الأممية من تدهور الأوضاع الصحية في السودان، الذي يعيش نزاعا داميا منذ أبريل الماضي، دق وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، ناقوس الخطر.
فقد أعلن في مؤتمر صحافي، أمس الاثنين، أن الإصابات بالكوليرا وصلت إلى 5692 مسجلة في 7 ولايات.
كما شدد على أن «مرض الكوليرا بات يمثل قلقاً، لاسيما أن الوفيات بسببه بلغت 185».
كذلك نبه إلى تزايد حالات الإصابة بمرض الملاريا».
إلا أنه أعلن في الوقت عينه أنه الوزارة تسلمت 71 طنا من الأدوية مقدمة من منظمة الصحة العالمية.
لكنه أشار إلى صعوبة إيصال الأدوية إلى بعض المناطق في دارفور والنيل الأبيض وغيرهما بسبب الدعم السريع. وأضاف أن الوزارة قررت نقل بعض الأدوية عبر الجو إلى النيل الأبيض والفاشر والنيل الأزرق.
أما في ما يتعلق بالمستشفيات، فأوضح أن 65% منها تعمل لكن بعضها بشكل جزئي.
كما أشار إلى أن 27 مستشفى تعمل في العاصمة الخرطوم، وهو أكبر عدد يعمل من المستشفيات في كامل السودان.
تأتي تلك التصريحات مع انتشار حالات الكوليرا والمالاريا أيضا في العديد من المناطق السودانية، فيما فاقمت السيول الوضع سوءاً.
كما حالت الاشتباكات المسلحة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو دون وصول المساعدات الغذائية والطبية إلى كافة المناطق.
فيما نزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
كما تسببت المعارك بدمار واسع في البنية التحتية، وحصدت نحو 20 ألف قتيل، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.
من ناحية أخرى أعلنت القوة المشتركة لـ»حركات الكفاح المسلح» في دارفور عن تنفيذ قوات الدعم السريع هجوما جويا على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، مساء الأحد، حيث أطلقت خلالها حوالي 30 طائرة مسيرة بعيدة المدى. وفي المقابل، تمكنت القوات المشتركة والجيش السوداني من إسقاط 26 من هذه المسيرات.
وقال المتحدث العسكري للقوة المشتركة، الرائد أحمد حسين مصطفى، في تغريدة على حسابه في فيسبوك، إن الجيش السوداني والقوة المشتركة أحبطا «أكبر هجوم» بالطائرات المسيرة على المدينة، مشيرا إلى أن الدفاعات تصدت لهذا الهجوم بكفاءة.
ومنذ عدة أشهر، تفرض قوات الدعم السريع حصارا على المدينة التاريخية. وفي مايو الماضي، تصاعدت المعارك بشكل حاد في محاولة للسيطرة على الفاشر، ولكنها واجهت صمودا قويا من الجيش وحلفائه.
وبحسب شهود عيان، واصلت الطائرات الحربية للجيش السوداني استهداف مواقع قوات الدعم السريع في الأجزاء الشرقية والشمالية والجنوبية من المدينة. وقد سمع السكان دوي انفجارات قوية وتصاعد أعمدة الدخان نتيجة القصف الذي استهدف أهدافا ثابتة ومتحركة في المنطقة الشرقية، حيث توجد قوات الدعم السريع.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، زادت الغارات الجوية على المدن التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في دارفور، بالإضافة إلى مناطق في مناطق الجزيرة وسنار وولاية الخرطوم، مما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى.
ولا تزال الأوضاع في دارفور وخاصة مدينة الفاشر آخذة في التدهور، مما يثير القلق بشأن تأثير الصراع المتزايد على المدنيين في المنطقة.
وطبقًا لشهود عيان، تحدثوا للجزيرة نت، حاصرت مجموعة من قوات الدعم السريع، تستقل 13 سيارة دفع رباعي مجهزة بكامل عتادها العسكري، مساء السبت والأحد، مدينة دار السلام على بعد 68 كيلومترا جنوب مدينة الفاشر.
وقال الشهود إن هذه القوة أثارت حالة من الذعر بين المدنيين في سوق المدينة، حيث قامت بنهب 23 جهاز نت فضائي من نوع ستارلنك، و36 برميلا من الوقود (كاز وبنزين) بالإضافة إلى كميات من السكر والدقيق والصابون وبعض المواد الاستهلاكية.
كما أشاروا إلى اعتداء القوات على المدنيين في أحد مراكز الإيواء، حيث تمت سرقة 7 هواتف ذكية، وعدد من الألواح الشمسية وبطاريات الشحن والملابس، قبل أن تغادر المنطقة متجهة نحو الجنوب.