
«وكالات» : شن الجيش الإسرائيلي أمس السبت سلسلة غارات على جنوب لبنان ومنطقة البقاع الغربي.
وأكدت مراسلة قناتي «العربية» و»الحدث» أن عدد الغارات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني تخطى الـ70، بينما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن سلاح الجو شن 100 غارة جوية على مناطق جنوبي لبنان.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي شن ضربات جوية جديدة ضد مواقع لحزب الله في لبنان السبت، بعد يوم من الغارة التي استهدفت قادة للحزب قرب العاصمة بيروت. وجاء في بيان أن «الجيش الإسرائيلي يقصف حالياً مواقع تابعة لمنظمة حزب الله.. في لبنان»، مضيفاً أن 16 مقاتلا على الأقل من حزب الله قتلوا في غارة الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
هذا وصدرت تعليمات لسكان صفد وشمال الجولان المحتل بالبقاء قرب الملاجئ، بينما أفادت مصادر بإطلاق 25 صاروخا من جنوبي لبنان تجاه إسرائيل، بعضها تسبب في حرائق.
وقد أعلن حزب الله السبت قصف ثكنتين عسكريتين في شمال إسرائيل «بصواريخ الكاتيوشا». وقال حزب الله في بيانين منفصلين إنه قصف «بصلية من صواريخ الكاتيوشا» ثكنتين عسكريتين إسرائيليتين في شمال إسرائيل رداً على «الاعتداءات.. على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية».
كما قرر الجيش الإسرائيلي السبت إغلاق المجال الجوي في مناطق شمالي البلاد لمدة 24 ساعة على خلفية التوتر الأمني بعد اغتياله، الجمعة، قائداً عسكرياً بارزاً في حزب الله بغارة على بيروت. وقالت هيئة البث الرسمية: «بسبب الوضع الأمني قرر الجيش الإسرائيلي إغلاق المجال الجوي من الخضيرة باتجاه الشمال لمدة 24 ساعة». وأضافت: «سيسمح بالرحلات الجوية المصرح لها فقط»، دون مزيد من التفاصيل.
من جانبها، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي «قرار إغلاق المجال الجوي من الخضيرة (في منطقة حيفا شمالا) باتجاه الشمال حتى الحدود مع لبنان اعتبارا من صباح أمس». وأوضحت أن قرار الجيش يأتي «من أجل تقليل خطر قيام نظام الدفاع الجوي بالتعرف عن طريق الخطأ على الطائرات الإسرائيلية على أنها معادية ومن ثم اعتراضها». غير أنها لفتت إلى أن «الإغلاق مخصص للطيران الرياضي المدني فقط دون أي تأثير على الطيران الدولي».
في سياق متصل، قالت القناة «12» الإسرائيلية الخاصة إن عملية الاغتيال التي وقعت في بيروت الجمعة، أثارت حالة اليقظة في جميع أنحاء إسرائيل. وأضافت: «لم تتغير تعليمات الجبهة الداخلية (التابعة للجيش الإسرائيلي)، لكن قوات الطوارئ قررت رفع حالة التأهب».
وأشارت القناة إلى أن الجيش «قرر وضع 100 سائق من شركة إيغد (أكبر شركة نقل عام في إسرائيل) من فرع حيفا في وضع الاستعداد بهدف تقصير وقت الوصول إلى النقاط المختلفة، حتى يكونوا جاهزين لأي مهمة». وقالت إن خدمة الإسعاف الإسرائيلية قررت أيضاً «رفع التأهب إلى المستوى 4 وهو أعلى مستوى». وأضافت: «تم تجهيز جميع فرق الإسعاف وهي على استعداد للانتشار حسب الحاجة في جميع أنحاء البلاد».
ومنذ 8 أكتوبر الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصف يومياً عبر «الخط الأزرق» الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني. لكن منسوب التوتر ارتفع بشكل ملحوظ هذا الأسبوع بعد عدة عملياتها شنتها إسرائيل واستهدفت الآلاف من عناصر الحزب وقياديه في بيروت وعدة مناطق لبنانية أخرى.
من جهة أخرى قال بريت ماكجورك، مبعوث الشرق الأوسط في البيت الأبيض، إن إدارة بايدن لا تذرف دمعة واحدة على مقتل القائد الكبير لحزب الله إبراهيم عقيل، لكنه يشير إلى أن الولايات المتحدة قد لا توافق على هذه الخطوة نظرًا للمخاطر التي تحملها للتصعيد الإقليمي.
وقال ماكجورك أثناء مخاطبته مؤتمر المجلس الإسرائيلي الأمريكي في واشنطن: «كان إبراهيم عقيل، الذي قُتل اليوم، مسؤولاً عن تفجير السفارة في بيروت قبل 40 عامًا. لذلك لا أحد يذرف دمعة عليه». ويضيف: «ومع ذلك، لدينا خلافات مع الإسرائيليين بشأن التكتيكات وكيفية قياس مخاطر التصعيد. إنه وضع مقلق للغاية. أنا واثق جدًا من أنه من خلال الدبلوماسية والردع والوسائل الأخرى سنعمل على الخروج منه».
ويتابع ماكجورك: «لا نعتقد أن الحرب في لبنان هي السبيل لتحقيق الهدف، وإعادة الناس إلى ديارهم. كما نقف تمامًا مع إسرائيل في دفاعها عن شعبها وأراضيها ضد حزب الله». «نريد تسوية دبلوماسية في الشمال. «هذا هو الهدف، وهذا ما نعمل من أجله» وفقا لما أوردته تايمز أوف إسرائيل.
وقال مسؤولون أميركيون وخبراء آخرون مطلعون على التفكير الداخلي في الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية إن الهجمات الأخيرة تمثل بداية حملة عسكرية إسرائيلية أوسع نطاقاً لتقليص قدرات حزب الله القتالية في جنوب لبنان وفقا لموقع بوليتكو الأمريكي.
ومن المرجح أن تشمل هذه الحملة المزيد من الضربات ضد مستودعات ذخيرة حزب الله، واغتيالات مستهدفة لقادة حزب الله، واستهداف البنية التحتية المتبقية للاتصالات لدى حزب الله.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل بالفعل حوالي 10 من كبار قادة حزب الله في ضرباته حتى الآن، ويتفق المسؤولون على نطاق واسع على أن المزيد من الضربات وشيكة في الساعات والأيام القادمة وفقا للتقرير.
من جانب اخر كشف موقع «أكسيوس» Axios الأمريكي، على لسان محلله الإسرائيلي، باراك رافيد، نقلا عن مسؤول إسرائيلي، أن الغارة الجوية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الجمعة، وأدت إلى مقتل إبراهيم عقيل، القائم بأعمال رئيس وحدة الرضوان التابعة لحزب الله، تمكنت فيها إسرائيل من القضاء على كامل القيادة العليا لقوة الرضوان التابعة لحزب الله في تلك الضربة والبالغ عددهم 20 عنصرا، مؤكداً أن جميعهم قتلوا في هذه الغارة.
ونعى حزب الله، السبت، 16 عنصرا قتلوا بالضربة الاسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية بينهم قياديان على الأقل.
وبعد نعيه قائد قوة الرضوان قوة النخبة في حزب الله إبراهيم عقيل، نعى الحزب في بيانات متتالية 15 عنصرا، بينهم القيادي أحمد محمود وهبي الذي «تولى مسؤوليّة وحدة التدريب المركزي»، وفق بيان للحزب.
وكان مصدر آخر مقرب من حزب الله أفاد، الجمعة، أن الاستهداف حصل خلال اجتماع عقيل مع «قادة» ميدانيين في الحزب.
هذا وفي مكالمة هاتفية سادسة خلال أقل من أسبوع عبر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت عن قلقه من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.
وفي بيان عقب إشارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى بداية مرحلة جديدة من الحرب، حث أوستن على ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة.
وفيما تحدث الجيش الإسرائيلي عن تطورات ستحدث على جبهة الشمال خلال الأيام القادمة، قال مستشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الخطوط الحمراء السابقة في المواجهة مع حزب الله لم تعد موجودة، وإن إسرائيل رفعت مستوى المواجهة مع حزب الله.
وحذر مستشار في مكتب نتنياهو من أن إسرائيل قد توسع أهدافها في الشمال للقضاء فعليا على حزب الله إذا لم يتخل عن هجماته.
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، على منصة «إكس» «سيستمر تسلسل الإجراءات في المرحلة الجديدة حتى نحقق هدفنا، وهو العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم».
وقد أكد مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون أن تل أبيب لا تريد توسيع الصراع بالمنطقة، لكنه عاد وهدد بأنها ستستخدم كل الوسائل للدفاع عن مواطنيها إذا لم ينسحب حزب الله اللبناني من الحدود إلى شمال الليطاني.
من جهتها، نقلت صحيفة «بوليتيكو» Politico عن مسؤولين أميركيين قولهما إن الإدارة الأمريكية تتوقع زيادة حدة القتال بين إسرائيل وحزب الله بشكل كبير في الأيام المقبلة، وإنه سيكون من الصعب على الجانبين تهدئة التوتر بعد الهجمات الإسرائيلية المتتالية على مواقع لحزب الله.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلت عن حكومة نتنياهو قولها إنها نقلت رسالة إلى حزب الله عبر المبعوث الأمريكي، مفادها أن «حيفا تقابلها الضاحية وتل أبيب يقابلها تحويل لبنان إلى غزة ثانية».
وشكلت الغارة ضربة جديدة لحزب الله بعد يومين من تعرض الجماعة لهجوم بتفجير أجهزة اتصال لاسلكي تعرف باسم (البيجر) وأجهزة لاسلكي (الوكي توكي) التي يستخدمها أعضاؤها مما أسفر عن مقتل 37 وإصابة الآلاف.
من ناحية أخرى تتواصل عمليات القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ اندلاعها قبل أكثر من 11 أشهرا. وفي آخر التطورات الميدانية مقتل 13 على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين جنوب مدينة غزة. على بحسب ما أورته الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، أمس السبت.
وأضافت وفا أن عدداً آخر من الأشخاص أصيبوا في غارة منفصلة استهدفت مدرسة في الحي نفسه.
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة في القطاع، السبت، ارتفاع حصيلة الحرب إلى 41391 قتيلا.
وقالت الوزارة في بيان إن 119 شخصا قتلوا خلال 72 ساعة حتى صباح السبت، مضيفة أن عدد الإصابات ارتفع إلى 95760 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر.
ودبلوماسيا، قالت مصادر ومسؤولون مطلعون إن المسؤولين الأمريكيين لم يفقدوا الأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتحرير المحتجزين لكنهم غير متفائلين بتحقيق تقدم ملموس في أي وقت قريب.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الجمعة أن مسؤولين أميركيين كبارا يقرون حاليا في مناسبات خاصة بأن الاتفاق قد لا يتحقق قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن في يناير.
وأشار العديد من المسؤولين الأمريكيين إلى ضآلة الاحتمالات لكنهم أوضحوا أن ذلك التقدير لا يتشاركه الجميع في الإدارة الأمريكية.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين عند سؤاله عن إمكانية التوصل إلى اتفاق قبل نهاية ولاية بايدن «لا أستبعد ذلك»، مضيفا أن الإدارة تواصل العمل على سد الفجوات المتبقية. وقال المسؤول «هذا لا يعني أنه سيتحقق».
ومنذ أغسطس آب رفع مسؤولون أميركيون كبار منهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن سقف التوقعات بشأن وقف إطلاق النار قائلين إن هناك توافقا على 90 في المئة من الاتفاق وإنهم يعملون على تسوية خلافات قليلة ولكنها صعبة.
وقال أحد المصادر المطلعة إن التعديل المتكرر في مطالب إسرائيل وحركة حماس تطلب بذل المزيد من الجهد لوقف إراقة الدماء المتواصلة منذ قرابة عام، مضيفا أن ذلك كان مصدر إحباط كبير لإدارة بايدن.
وبدا أن احتمالات التوصل إلى حل في وقت قريب تراجعت بعد استهداف اجتماع قيادة «الرضوان» في حزب الله والهجوم غير المسبوق على جماعة الحزب بانفجار أجهزة اتصال لاسلكية تعرف باسم (البيجر) وأجهزة لاسلكي (ووكي توكي) والذي أسفر عن مقتل 37 شخصا وإصابة الآلاف.
وقتلت إسرائيل الجمعة قائدا كبيرا في حزب الله في غارة جوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مطالب جديدة على مقترح الاتفاق في يوليو، كما فعلت حماس نفس الشيء بشأن السجناء الذين تريد إطلاق سراحهم.