
«وكالات» : نقلت وكالة الإعلام الروسية عن خدمات الطوارئ المحلية قولها إن طائرة مسيرة أوكرانية أسقطت ذخائر في محيط محطة زابوريجيا للطاقة النووية، أمس الأربعاء، إلا أن هذا لم يسفر عن حدوث أضرار.
وتسيطر قوات روسية على محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا منذ مارس 2022، وتظل أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا قريبة من خط المواجهة بين البلدين.
في سياق آخر، أعلن الجيش الروسي الأربعاء أنه سيطر على قريتين أخريين في شرق أوكرانيا، حيث تتقدّم قواته.
أعلن الجنود الروس تحقيق سلسلة مكاسب ميدانية في المنطقة خلال العام 2024، في وقت تشن كييف هجوماً عبر الحدود في الأراضي الروسية.
وأفادت وزارة الدفاع في موسكو في بيان على تليغرام أن قواتها «حررت منطقتي» غوستري وغريغوروفكا في منطقة دونيتسك.
وغوستري قرية صغيرة تقع على بعد 30 كيلومتراً غرب مدينة دونيتسك، عاصمة منطقة أعلنت موسكو ضمّها.
وتقع غريغوريفكا على مقربة من بلدة تشاسيف يار، وهي هدف روسي مهم آخر.
وذكر مراسلون عسكريون أيضاً أن أوكرانيا تواجه وضعاً خطيراً في فوغليدار، وهي بلدة لتعدين الفحم سابقاً تقع جنوباً في منطقة دونيتسك حيث تدور معارك عنيفة.
وقالت وحدة الاستخبارات العسكرية البريطانية، الأربعاء، «يرجّح إلى حد كبير أن القوات الروسية تهدد الآن البلدة من ثلاثة محاور».
وأفاد «معهد دراسات الحرب» الثلاثاء بأنه «من المستبعد بأن تعطي السيطرة على فوغليدار القوات الروسية أي تفوق محدد لتنفيذ عمليات هجومية إضافية».
هذا وقال الكرملين أمس الأربعاء إن ما يحدث على ساحة المعركة في شرق أوكرانيا إيجابي بالنسبة للقوات الروسية.
وفي أغسطس، تقدمت القوات الروسية في شرق أوكرانيا بأسرع وتيرة في عامين رغم توغل أوكراني مباغت في منطقة كورسك الروسية في محاولة لدفع موسكو لتغيير انتشار قواتها.
ولدى سؤاله عن تقارير أفادت بأن القوات الروسية طوّقت بلدة فوليدار المحصنة التي تعزز الدفاعات الأوكرانية في منطقة دونيتسك جنوب البلاد منذ 2022، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «ديناميكيات المعركة إيجابية».
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن دينيس بوشيلين، حاكم منطقة دونيتسك الذي عينته روسيا، قوله إن المعارك دائرة داخل فوليدار. وعدد سكان تلك البلدة قبل الحرب كان نحو 14 ألف نسمة.
ولم يشر الجيش الأوكراني الثلاثاء إلى المكاسب التي حققتها روسيا حول البلدة لكنه اعترف بأن قتالاً يدور في المنطقة. وقال مدونون روس يكتبون عن الحرب ووسائل إعلام روسية رسمية إن قوات موسكو بدأت بالفعل اقتحام البلدة.
كما أكد بوشيلين أن القوات الروسية سيطرت على بلدة أوكراينسك التي تبعد نحو 50 كيلومترا شمال فوليدار.
من جهة أخرى أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب لن يسمح للقيادة الأوكرانية بإجراء مفاوضات عادلة مع روسيا على أساس ميثاق الأمم المتحدة، معتبراً أن السلطات الحالية في كييف «لا تمثل الشعب الأوكراني بأكمله».
وقال لافروف، في مقابلة مع وكالة «تاس» قبيل مشاركته في الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة :»مثلما لم تمثل القوى الاستعمارية شعوب دول إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، بنفس الطريقة لا يمثل أولئك الذين وصلوا إلى السلطة في أوكرانيا نتيجة الانقلاب، وأعلنوا في أول إجراء لهم أنهم سيحظرون اللغة الروسية، شعب شبه جزيرة القرم ولا دونباس ولا نوفوروسيا، وهذه الأسباب بالضبط هي التي تمنع الغرب من السماح للقيادة الأوكرانية بإجراء مفاوضات عادلة مع مراعاة مبادئ الميثاق»، مضيفاً أن الميثاق يتضمن ضرورة احترام حقوق الإنسان بغض النظر عن الجنس أو العرق أو اللغة أو الدين.
وتابع الوزير الروسي: «والآن، عندما يقولون لنا أن ضمان السلامة الإقليمية لأوكرانيا هو الشيء الأهم اليوم، فإن هذا تفسير ماكر للميثاق»، مبيناً أنه تم ذكر حق الشعوب في تقرير المصير في الميثاق قبل ذكر السلامة الإقليمية، وبعد ذلك قررت الجمعية العامة ضرورة احترام السلامة الإقليمية لجميع تلك البلدان التي تمثل حكوماتها الشعوب التي تعيش على أراضيها.
وأشار لافروف إلى أن حقوق الإنسان، بما في ذلك الحريات اللغوية والدينية، كانت بمثابة «راية الغرب» في الشؤون الدولية. وتابع: «عندما قام نظام (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي النازي، الذي يغذيه الغرب، بحظر الحقوق اللغوية والدينية لجزء كبير من سكانه، اختفت هذه الرايات التي رفعها الغرب لعقود عديدة بشكل كامل، وقالوا شيئاً واحداً فقط: نحن ملزمون بضمان النصر لأوكرانيا، لأنها تناضل من أجل القيم الأوروبية». وتابع: «برأيي حتى التعليقات هنا غير ضرورية، فإلى أي مدى تتوافق هذه القيم مع ميثاق الأمم المتحدة؟».
في سياق آخر، قال لافروف إن موسكو تدعم انضمام الهند والبرازيل وإحدى الدول الأفريقية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كأعضاء دائمين.
وقال وزير الخارجية الروسي: «تمثَّل الدول النامية تمثيلاً غير كامل في مجلس الأمن الدولي، لذلك، كما أكدنا دائماً، ندعم المساعي والرغبة المشروعة للهند والبرازيل في الحصول على مقعد في مجلس الأمن، ولكن في الوقت نفسه نحن بحاجة إلى تلبية التطلعات الإفريقية، وهناك مواقف جماعية مشتركة في إفريقيا نحترمها، ونقتصر على هذا في مسألة التوسيع».
وبحسب لافروف، يفترض الموقف الروسي وجود مقاعد إضافية لآسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية. واختتم بقوله: «نحن على استعداد لأن تشمل هذه المقاعد الإضافية الأعضاء الدائمين، ولكن من الضروري التوصل إلى اتفاق مشترك، العملية ليست سهلة ولا أرى أي آفاق لإتمامها بشكل عاجل ومسرّع».
من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء إن موسكو لا يمكن أن تقبل بالسلام إلا مرغمة، متهما كلا من إيران وكوريا الشمالية بأنهما «متواطئتان» في الحرب التي تخوضها بلاده ضد روسيا.
وفي كلمة ألقاها خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي وحضرها ممثل لروسيا، وصف زيلينسكي موسكو بأنها غير صادقة في دعواتها للحوار.
وقال الرئيس الأوكراني «نحن نعلم أنّ البعض في العالم يريدون التحدث إلى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين»، وأضاف «ربما نسمع منه أنه مستاء لأننا نمارس حقنا في الدفاع عن شعبنا».
وخلال الجلسة، قال الرئيس الأوكراني إن «روسيا لن تقبل بالسلام إلا مرغمة، وهذا بالضبط ما نحن بحاجة إليه، إرغام روسيا على (القبول بـ) السلام».
ووجّه أيضا انتقادات لإيران وكوريا الشمالية اللتين اتهمتهما أجهزة استخبارات غربية بالانخراط على نطاق واسع في تزويد روسيا بالأسلحة، وقد أشير مؤخرا إلى أن طهران زوّدت روسيا صواريخ قصيرة المدى.
وقال زيلينسكي «ليس لدى روسيا سبب مشروع - على الإطلاق - لجعل إيران وكوريا الشمالية متواطئتين بحكم الأمر الواقع في حربها الإجرامية في أوروبا، حيث تقتلنا أسلحتهما».
من جهة أخرى دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، ضد الذين يدعمون روسيا في حربها في أوكرانيا.
وقال بلينكن، خلال اجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، على هامش مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: «الطريقة الأسرع للمضي قدماً هي ببساطة إيقاف الذين يمكنون ويغذون عدوان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين»، حسب قوله.
ودعا بلينكن إلى «سلام عادل يحترم مبادئ ميثاق الأمم المتحدة»، مشيراً إلى دعم روسيا لكوريا الشمالية وإيران.
وقال بلينكن: «كلما زادت روسيا اعتمادها على دعمهما، زاد ما تستخرجه إيران وكوريا الشمالية في المقابل، وكلما أعطى بوتين لبيونغ يانغ وطهران، زادت تهديدات السلام والأمن، ليس فقط في أوروبا، ولكن في منطقة الهند والهادئ، وفي الشرق الأوسط، وفي جميع أنحاء العالم، حيث تعزز كوريا الشمالية دعمها العسكري لروسيا».
وذكر وزير الخارجية الأمريكي أيضاً الصين، التي قال إنها تساعد روسيا في الحفاظ على عمل آلة الحرب الأوكرانية.
وذكر بلينكن مجلس الأمن بمهمته الأساسية وهي «السعي لحل النزاعات بطرق سلمية». وأضاف أن ميثاق الأمم المتحدة «واضح تماماً» في هذا الصدد، مضيفاً «يجب علينا السعي من أجل سلام يعزز، بدلاً من تقويض، المبادئ الأساسية للأمم المتحدة».
من جانب آخر أكد الكرملين الأربعاء أن «إرغام» روسيا على السلام مع أوكرانيا سيكون «خطأ قاتلاً»، رافضاً التصريحات الصادرة عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأمم المتحدة.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن «موقفاً كهذا هو خطأ قاتل، خطأ بنيوي. إنه مفهوم خاطئ بشكل بالغ ستكون له بالتأكيد تداعيات على نظام كييف».
وأضاف أن «إجبار روسيا على السلام أمر مستحيل، روسيا مؤيدة للسلام، ولكن بشرط ضمان أسس أمنها وتنفيذ مهام العملية العسكرية الخاصة. لكن دون تحقيق هذه الأهداف لا يمكن إجبارها».
وجاء تصريح بيسكوف تعليقاً على قول زيلينسكي إن «روسيا لن تقبل بالسلام إلا مرغمة».