
«وكالات» : أفادت مصادر بأنه سيتم تكليف المهندس محمد البشير رئيس حكومة الإنقاذ السورية، التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.
وجاء ذلك بعد اجتماع، لتحديد ترتيبات نقل السلطة وتجنب دخول سوريا في حالة فوضى، جرى بين القائد في إدارة عمليات المعارضة المسلحة أحمد الشرع والبشير ورئيس وزراء حكومة النظام السابق محمد الجلالي الذي كلف بتسيير أمور الحكومة.
رئيس الحكومة السورية المتوقع الإعلان عن تكليفه قريبا، هو من مواليد محافظة إدلب عام 1983، ويحمل شهادة الهندسة الكهربائية والإلكترونية من قسم الاتصالات في جامعة حلب (2007)، وشهادة الشريعة والحقوق من جامعة إدلب (2021)، وشغل منصب مدير شؤون الجمعيات، ثم عمل وزيرا للتنمية والشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ التابعة للثورة في إدلب عام 2022.
و عقدت اجتماعات مكثفة بين إدارة الشؤون السياسية للمعارضة مع البعثات الدبلوماسية الأجنبية لبحث الوضع الأمني والسياسي بسوريا في أعقاب إسقاط نظام الأسد.
وقالت إدارة الشؤون السياسية في دمشق للجزيرة إنها ستعمل على تهيئة الظروف وضمان بيئة آمنة لاستقبال السوريين العائدين، ودعت السوريين الذين أجبروا على مغادرة البلاد إلى العودة والمساهمة في بناء سوريا.
وأضافت إدارة الشؤون السياسية في دمشق أنها ستفتح صفحة جديدة في تاريخ سوريا عنوانها البناء والتنمية والعمل على معالجة آثار الماضي عبر آليات شفافة تهدف لتحقيق السلام الدائم.
وأكدت أنها ستسعى إلى دور بناء في المنطقة والعالم بما يحقق الأمن والاستقرار، وبناءِ دولة قانون تضمن الكرامة والعدالة ومؤسسات تلبي طموحات الشعب السوري.
وأشارت إدارة الشؤون السياسية في دمشق إلى أن المرحلة القادمة تتطلب مصالحة مجتمعية شاملة مبنية على العدالة والمساواة وتعزيز علاقة سوريا مع كل الدول على أساس الاحترام.
من ناحية أخرى نفذ الطيران الإسرائيلي غارات متتالية على مواقع عسكرية قرب سجن صيدنايا.
وفي السياق، قال مسؤولون أمس الاثنين إن إسرائيل ستكثف غاراتها الجوية على مخازن الأسلحة المتطورة في سوريا وتحتفظ بوجود «محدود» لقواتها على الأرض هناك على أمل درء أي تهديد قد ينشأ في أعقاب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وراقبت إسرائيل الاضطرابات في سوريا بمزيج من الأمل والقلق مع تقييم تداعيات أحد أهم التحولات الاستراتيجية في الشرق الأوسط منذ
سنوات.
وفي حين أدت الإطاحة بالأسد إلى القضاء على معقل كانت إيران، العدو اللدود لإسرائيل، تمارس من خلاله نفوذا في المنطقة فإن التقدم السريع الذي أحرزته مجموعة متباينة من فصائل معارضة لها يشكل خطرا بالنسبة لإسرائيل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش «سيدمر الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة في أنحاء سوريا، بما في ذلك صواريخ سطح-جو وأنظمة دفاع جوي وصواريخ سطح-سطح وصواريخ كروز وصواريخ بعيدة المدى وأنظمة صواريخ ساحلية».
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن الغارات الجوية ستستمر في الأيام المقبلة، فيما قال وزير الخارجية جدعون ساعر إن إسرائيل ليس لديها
مصلحة في التدخل في الشؤون الداخلية السورية بل تهتم فقط بالدفاع عن مواطنيها.
وقال ساعر للصحفيين في القدس «لذلك نهاجم أنظمة الأسلحة الاستراتيجية مثل الأسلحة الكيميائية المتبقية أو القذائف والصواريخ بعيدة المدى حتى لا تقع في أيدي المتطرفين».
وتسعى إسرائيل إلى درء أي تهديد مستقبلي من سوريا.
وكانت القوات الإسرائيلية قد أزالت بالفعل ألغاما أرضية وأقامت حواجز جديدة على الحدود بين هضبة الجولان التي تحتلها وبين قطاع منزوع السلاح على حدود سوريا في أكتوبر.
وفي وقت مبكر من صباح الأحد قال الجيش إنه أرسل قوات برية إلى المنطقة منزوعة السلاح، وهي منطقة عازلة مساحتها 400 كيلومتر مربع تم إنشاؤها بموجب اتفاقية فصل القوات لعام 1974 وتشرف عليها قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أندوف).
ونشر الجيش أمس الاثنين صورا لقوات خاصة إسرائيلية في منطقة جبل الشيخ السورية.
وقال ساعر إن الوجود العسكري محدود للغاية. وأضاف «الوجود العسكري في الأساس بالقرب من حدودنا، في بعض الأحيان على بعد مئات
الأمتار، وفي بعض الأحيان على بعد ميل أو ميلين. إنها خطوة محدودة للغاية ومؤقتة اتخذناها لأسباب أمنية».
من جهة أخرى قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الاثنين، إن عملية الانتقال السياسي في سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد يجب أن تشمل محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت خلال فترة حكمه.
وأوضح تورك في مؤتمر صحافي أن «عملية الانتقال السياسي يجب أن تضمن مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة ومحاسبة المسؤولين عنها»، مضيفا «يجب اتخاذ كل التدابير لحماية جميع الأقليات وتجنب الأعمال الانتقامية».
ودعا إلى محاسبة مرتكبي الجرائم السابقة في سوريا والحفاظ على الأدلة. وتابع قائلا إن «سوريا بحاجة إلى بناء نظام قانوني لمحاسبة أولئك الذين ربما ارتكبوا جرائم مروعة بما في ذلك (الرئيس بشار) الأسد وكبار المسؤولين.
وقال أمس الاثنين إن هناك «فرصة هائلة» لإجراء حوار يشمل كافة الأطراف بشأن الانتقال السياسي في العهد الجديد في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وأضاف تورك خلال إفادة صحافية في جنيف «آمل أن يكون هناك حوار يشمل الجميع في ظل الأوضاع الحالية». وتابع «هناك فرصة هائلة لحدوث ذلك. وما رأيناه في البداية هو تعاون حقيقي».
وذكر المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن الرئيس فلاديمير بوتين هو من قرر منح الرئيس السوري بشار الأسد حق اللجوء في روسيا.
وأضاف بيسكوف أنه «لا لقاء مجدولا بين بوتين والأسد»، رافضاً الإجابة عن سؤال حول توقيت وصول الأسد إلى روسيا.
وقال بيسكوف للصحافيين: «ليس لدي ما أقوله لكم عن تنقلات الرئيس الأسد» موضحا أن «لا اجتماع (مرتقبا بين فلاديمير بوتين والأسد) على الأجندة الرسمية للرئيس» الروسي. وأضاف «العالم بأسره فوجئ بما حصل، ونحن لسنا استثناء».
من جانبها أدانت مصر في بيان رسمي لها، أمس الاثنين، بأشد العبارات، استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع الجمهورية العربية السورية والمواقع القيادية المجاورة لها، بما يمثل احتلالًا لأراضٍ سورية، ويعد انتهاكًا صارخًا لسيادتها ومخالفة صريحة لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
وأكدت مصر في بيان لوزارة خارجيتها على أن الممارسات الإسرائيلية تخالف القانون الدولي وتنتهك وحدة وسلامة الأراضي السورية، وتعد انتهازًا لحالة السيولة والفراغ في سوريا لاحتلال مزيد من الأراضي السورية لفرض أمر واقع جديد على الأرض بما يخالف القانون الدولي.
وطالب بيان مصر مجلس الأمن والقوى الدولية بالاضطلاع بمسؤوليتها واتخاذ موقف حازم من الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، بما يضمن سيادتها على كامل أراضيها.
يذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أعلن أمس الاثنين، أن القوات المسلحة استولت على مناطق جديدة في المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا خلال الليل، حسبما ذكر موقع «واي نت»، فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن نشر القوات في سوريا «محدود وخطوة مؤقتة».
وقال كاتس: «استولى الجيش الإسرائيلي، خلال الليل، على نقاط إضافية في المنطقة العازلة مع سوريا».
وأوضح كاتس أنه أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي «بالتحرك الفوري في سوريا» بهدف «إنشاء منطقة أمنية خالية من الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة والبنية التحتية التي يمكن أن تهدد إسرائيل»، بحسب تعبيره.
من جهة أخرى قال الكرملين، أمس الاثنين، إنه من السابق لأوانه الحديث عن مستقبل القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا، مضيفا أن الموضوع قيد النقاش مع من سيتولى السلطة.
وذكر المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الرئيس فلاديمير بوتين هو من قرر منح الرئيس السوري بشار الأسد حق اللجوء في روسيا.
وأضاف بيسكوف أنه «لا لقاء مجدولا بين بوتين والأسد»، رافضاً الإجابة عن سؤال حول توقيت وصول الأسد إلى روسيا.
وقال بيسكوف للصحافيين: «ليس لدي ما أقوله لكم عن تنقلات الرئيس الأسد» موضحا أن «لا اجتماع (مرتقبا بين فلاديمير بوتين والأسد) على الأجندة الرسمية للرئيس» الروسي. وأضاف «العالم بأسره فوجئ بما حصل، ونحن لسنا استثناء».
وقال بيسكوف للصحافيين: «ليس لدي ما أقوله لكم عن تنقلات الرئيس الأسد» موضحا أن «لا اجتماع (مرتقبا بين فلاديمير بوتين والأسد) على الأجندة الرسمية للرئيس» الروسي. وأضاف «العالم بأسره فوجئ بما حصل، ونحن لسنا استثناء».
واعتبر المتحدث باسم الكرملين أن من الخطأ ربط ظروف احتجاز السجناء في سوريا بمنح اللجوء للرئيس الأسد في روسيا. وقال بيسكوف رداً على السؤال عما إذا كانت لقطات الفيديو لظروف الاحتجاز في سوريا تجبر موسكو على إعادة النظر في إمكانية منح الأسد اللجوء: «من الصعب استخلاص مثل هذه الاستنتاجات المتسرعة ذات الطبيعة العامة هنا، من الضروري الاسترشاد بمعلومات حول كل حالة على حدة، لذلك لا أعتبر مثل هذا السؤال صحيحاً».
وقال إن المرحلة المقبلة ستكون صعبة في سوريا و»سنواصل الحوار بشأنها»، مشيراً بالقول: «سنقوم بكل شيء ممكن لتأمين القواعد الروسية في سوريا».
وبشأن الحفاظ على وجود عسكري في سوريا، قال بيسكوف: «من السابق لأوانه تحديد ذلك.. سيكون هذا محل نقاش».
من جهة أخرى قال مسؤول إيراني كبير لرويترز، أمس الاثنين، إن طهران أنشأت قناة مباشرة للتواصل مع فصائل في القيادة الجديدة في سوريا، بعد الإطاحة بحليف طهران بشار الأسد.
وأضاف المسؤول أن هذا يمثل محاولة «لمنع مسار عدائي» بين البلدين.
وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين لرويترز إن الأمر لا يدعو للذعر وإن طهران ستتبع السبل الدبلوماسية للتواصل مع أشخاص وصفهم أحد المسؤولين بأنهم «داخل الجماعات الحاكمة الجديدة في سوريا الذين تقترب آراؤهم من (وجهات نظر) إيران».
وقال مسؤول إيراني ثان «القلق الرئيسي بالنسبة لإيران هو ما إذا كان خليفة الأسد سيدفع سوريا للدوران بعيدا عن فلك طهران... هذا السيناريو تحرص إيران على تجنبه».
وإذا أصبحت سوريا ما بعد الأسد دولة معادية فستحرم جماعة حزب الله اللبنانية من طريق الإمداد البري الوحيد لها وستمنع إيران من الوصول إلى البحر المتوسط و»خط المواجهة» مع إسرائيل.
وقال أحد المسؤولين الكبار إن حكام إيران من رجال الدين، الذين يواجهون الآن فقدان حليف مهم في دمشق وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير كانون الثاني، منفتحون على التعامل مع القادة السوريين الجدد. وأضاف «هذا التواصل مفتاح لاستقرار العلاقات وتجنب مزيد من التوترات الإقليمية».