
«وكالات» : أعلن وزير الداخلية السوري محمد عبد الرحمن، القضاء على أحد الكبار التابعين لنظام الأسد، والذي كان متورطاً في عدة جرائم، من خلال كمين محكم في منطقة حي القدم بالعاصمة دمشق.
وأوضح أن ذلك حصل خلال الاشتباك مع إحدى الفرق في العاصمة، حيث انفجرت سيارته نتيجة احتوائها مواد متفجرة.
إلى ذلك، دعا عناصر النظام السابق أو المواطنين الذين عثروا على أسلحة من مخلفات النظام السابق في مناطق متفرقة إلى ضرورة تسليمها فوراً إلى السلطات المختصة.
وأضاف أن الحكومة حددت مهلة زمنية لتسليم الأسلحة التي بحوزة عناصر النظام والأهالي، مشيرا إلى أنه في حالة عدم التسليم قبل انتهاء المدة المحددة ستتخذ الجهات المختصة إجراءات قانونية رادعة بحق من يمتلكون الأسلحة.
يذكر أن المراكز التي فتحتها إدارة العمليات العسكرية لتسوية أوضاع عناصر النظام السوري السابق، من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية في العاصمة دمشق، شهدت إقبالاً كبيراً بعد ساعات من بدء عملها يوم السبت الماضي.
وكانت إدارة العمليات العسكرية قد أعلنت، الجمعة الماضي، افتتاح مراكز تسوية لعناصر النظام في محافظة دمشق.
ودعت في بلاغ نشرته على قناتها الرسمية في منصة «تلغرام»، «جميع عناصر النظام السابق لمراجعة المراكز بدمشق في شعبة تجنيد المزة ومبنى حزب (البعث) بالمزرعة لاستكمال إجراءات التسوية واستلام البطاقة المؤقتة».
وفتحت إدارة العمليات العسكرية مراكز تسوية في محافظات حلب وحماة وحمص وطرطوس ودير الزور لتسوية أوضاع العسكريين والأمنيين من النظام السابق.
من جهة أخرى أعلنت الإدارة السورية الجديدة، أن قائدها أحمد الشرع توصل إلى اتفاق أمس الثلاثاء مع قادة الفصائل أسفر عن حل جميع الفصائل ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع.
فقد أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) التي أصبحت تنشر الأخبار نقلا عن غرفة العمليات العسكرية «اجتماع قادة الفصائل مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع يسفر عن اتفاق لحل جميع الفصائل ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع».
إلى ذلك، أعلن قائد «جيش سوريا الحرة»، سالم تركي العنتري «للعربية/الحدث»، «لا مشكلة لدينا مع إدارة سوريا الجديدة».
وتابع: «لا مانع من اندماجنا ضمن وزارة الدفاع الجديدة، مضيفاً «مهامنا الحالية محاربة تنظيم داعش والحفاظ على سلامة المدنيين في المنطقة».
كما قال العنتري «ستواصل قوات جيش سوريا الحرة متابعة أعمالها في ضبط أمن المنطقة».
وتابع «سنواصل عملياتنا وحملاتنا ضد تجار ومروجي ومهربي المخدرات».
ويوم السبت، كان الشرع التقى الفصائل العسكرية وناقش شكل المؤسسة العسكرية، مشيرة إلى أن الشرع قال إن الفصائل ستدمج بمؤسسة واحدة تحت إدارة وزارة الدفاع في الجيش الجديد.
ولاحقاً، أعلن عن تعيين المهندس مرهف أبو قصرة بأعمال وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة. وكان قصرة مشاركا في اجتماع أمس بين أحمد الشرع والفصائل العسكرية لمناقشة شكل المؤسسة العسكرية الجديد.
وفي وقت سابق أكد الشرع، أنه سيتم حل كل الفصائل، ولن يكون هناك سلاح إلا بأيدي الدولة السورية. وأضاف أنه لن يكون هناك تجنيد إجباري في سوريا بعد الآن.
كما قال رئيس الوزراء محمد البشير الأسبوع الماضي إن وزارة الدفاع سيعاد تشكيلها لتشمل الفصائل التي كانت جزءا من المعارضة في السابق والضباط المنشقين عن الجيش خلال حكم بشار الأسد.
يذكر أن فصائل مسلحة كانت شنت منذ نحو أسبوعين هجوماً على مناطق عدة في سوريا، ثم سيطرت على حلب وحماة وحمص، ولاحقاً العاصمة دمشق.
لتعلن في الثامن من ديسمبر سقوط الأسد، الذي فر إلى روسيا، حيث منح حق اللجوء الإنساني.
من جهته قال مدير تنسيق شؤون المطارات السورية أشهد الصليبي إن الإدارة الجديدة في سوريا تعمل جاهدة لفتح مطار دمشق الدولي في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن هناك العديد من التحديات الأمنية التي يجب التغلب عليها لتحقيق ذلك.
وأوضح لقناة الجزيرة أن العمل مستمر على مدار الساعة لتحقيق هذا الهدف، مضيفا أن الإجراءات الأمنية تتطلب تطوير بروتوكولات متقدمة بما يتناسب مع المعايير العالمية.
وتوقع الصليبي الانتهاء من إعداد البروتوكول الأمني لتشغيل المطارات خلال الأيام المقبلة، مؤكدا أن الأوضاع الأمنية الحالية تتطلب عملا دؤوبا لتوفير بيئة آمنة للطيران الدولي.
وقال «نحتاج إلى العمل ضمن معايير أمنية عالية في ظل انتشار السلاح، ونحن نعمل جاهدين لتوفير تلك المعايير حتى يصبح المطار والمناطق المحيطة به آمنة تماما».
وأشار إلى أن الفترة التي سبقت وصولهم إلى المطارات كانت مليئة بالتحديات، إذ تم العثور على «فراغ سلطوي» دام حوالي 12 ساعة، مما أدى إلى بعض التخريب في أنظمة التشغيل.
وقال الصليبي إن النظام السابق حاول تخريب المرافق قدر الإمكان، مما استدعى جهودا كبيرة لإعادة تأهيل هذه الأنظمة.
وبالرغم من ذلك، أضاف أنه تم الوصول إلى مرحلة فتح الأجواء بشكل جزئي، مع اختبار رحلات داخلية بين دمشق وحلب، وأنه من المتوقع أن يتم فتح الطيران الدولي قريبا.
وفيما يخص التعاون مع الدول الأخرى، أكد الصليبي أن هناك تنسيقا مع قطر وتركيا لتشغيل مطار دمشق بشكل كامل.
وأوضح أن الوفد القطري الذي زار سوريا قام بجولة تفقدية في مطار دمشق، حيث قدم بعض الملاحظات التقنية التي تم البدء في تعديلها.
كما أشار إلى أن القطريين وعدوا بتقديم الدعم السريع في هذا المجال، مؤكدا أن الخطوط الجوية القطرية والتركية ستكونان من أولى الشركات التي تستأنف رحلاتها إلى سوريا.
وتطرق الصليبي إلى الوضع الأمني في سوريا، حيث قال إن النظام الأمني السابق كان غير مطابق للمعايير الدولية، وكان يعاني من ضعف شديد، مضيفا أن جهودا مكثفة تبذل الآن لتطوير هذا النظام وفقا لمعايير منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو»، بما يضمن تأمين المطار والرحلات الجوية بشكل كامل.
وأوضح الصليبي أن الضغط كبير في هذا المجال، خاصة من السوريين في الخارج الذين يرغبون بشدة في العودة إلى وطنهم بعد سنوات من الغياب، وهو ما يضاعف أهمية فتح المطار.
وقال «نحن نصل الليل بالنهار من أجل فتح المطار، لكن في الوقت نفسه، المطار حساس جدا ويجب أن نأخذ كل الإجراءات الأمنية بعين الاعتبار لضمان سلامة الطيران».
من جهة أخرى بعد أسبوعين من إعلانها، سقطت الهدنة بين «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) وتركيا نهائياً، حيث قصفت المدفعية التركية مواقع لـ«قسد» قرب سد تشرين في منطقة منبج.
وأضافت مصادر أن اشتباكات عنيفة شهدها ريف مدينة منبج بين «قسد» والفصائل المسلحة، مشيرا إلى أن «قسد» وصلت إلى بلدة قلقل ولم تدخلها ما يعني أنها بعيدة حوالي 15 كيلومترا من منبج.
من جانبها، أعلنت قسد مقتل 16 من عناصرها منذ بدء المعارك والاشتباكات قبل نحو أسبوعين.
وتتصاعد حدة الأعمال القتالية في شمال سوريا منذ الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد يوم 8 ديسمبر الجاري، وتوسطت الولايات المتحدة في وقف إطلاق نار هش في المنطقة بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية «قسد».
وتعهدت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة، الخميس، بقتال تركيا والجماعات التي تدعمها في مدينة عين العرب (كوباني) بشمال سوريا.
وكانت كوباني مسرحا لمعركة كبرى بين القوات الكردية وتنظيم داعش في أوج قوته عام 2014.
في حين شهد الشمال السوري بين 2016 و2019، ثلاث عمليات واسعة النطاق، أطلقتها تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مستهدفة داعش ووحدات حماية الشعب الكردية على السواء، وفق فرانس برس.
ومنذ تلك العمليات، نشرت أنقرة جنودها في تلك المناطق، بحيث يقدّر عددهم اليوم ما بين 16 و18 ألف عنصر، بحسب ما أفاد، الثلاثاء، عمر جليك، الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم للرئيس رجب طيب أردوغان.
إلا أن المشهد في سوريا شهد تطورات متسارعة خلال الأسبوعين الماضيين، بسقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، وتقدم الفصائل المسلحة إلى دمشق بعد سيطرتها على مجمل المدن السورية الكبرى، وبعضها متحالف مع تركيا.
ما أدى لتقوية موقع أنقرة في المعادلة السورية، وسط تراجع النفوذ الإيراني والروسي، ودفعها إلى مطالبة السلطات الجديدة في دمشق بحل ملف «القوات الكردية» نهائياً قبل أن تتصرف، في تلميح إلى شنها هجوماً وشيكاً.
من ناحية أخرى بعد سقوط الهدنة بين «قوات سوريا الديمقراطية» وتركيا وقصف الأخيرة لمواقع لـ»قسد» قرب سد تشرين في منطقة منبج، هز انفجار سيارة مفخخة مدينة منبج شرقي حلب.
فقد أفاد الدفاع المدني السوري، أمس الثلاثاء، بمقتل شخصين وإصابة 4 آخرين في حصيلة أولية بانـفجار عبوة ناسفة مزروعة بسيارة مدنية في شارع التجنيد في مدينة منبج شرقي حلب.
وأدى الانفجار لاندلاع حرائق في السيارات المجاورة وتضرر بعض المنازل في مكان الانفجار.
وأظهرت مشاهد فيديو تداولتها منصات التواصل النيران مشتعلة في عدد من السيارات، حيث يقوم أفراد في زي عسكري بمحاولة إطفائها، كما سمع دوي إطلاق نار في موقع الانفجار.