
«وكالات» : فيما ارتفع عدد المصابين جراء الانفجار الضخم الذي وقع في ميناء رجائي في مدينة بندر عباس جنوب إيران، إلى 516، مع سقوط 4 قتلى، كلف الرئيس الإيراني، مسعود بيزشكيان وزير الداخلية إسكندر مؤمني بالتوجه إلى الموقع وإجراء تحقيق دقيق.
في حين كشفت الحكومة الإيرانية أن عددا من الحاويات كانت مكدسة في المبناء، وقد تحتوي على مواد كيمياوية.
وأوضحت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، في تصريحات لوكالة أنباء فارس، أمس السبت، أن تحديد سبب الانفجار سيستغرق بعض الوقت.
كما أضافت أن المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن عدداً من الحاويات التي كانت مكدسة في أحد أطراف الميناء، يُحتمل أنها كانت تحتوي على مواد كيمياوية انفجرت. وأشارت إلى أنه «ما لم يتم إخماد الحريق بشكل كامل، فإن إصدار بيان دقيق وتخصصي حول سبب الحادث وطبيعته سيكون أمراً صعباً».
وأفادت وسائل إعلام إيرانية أن انفجارا هائلا هز ميناء الشهيد رجائي في مدينة بندر عباس بجنوب إيران أمس السبت، أسفر عن إصابة 516 شخصا.
وقال مسؤول محلي معني بإدارة الأزمات للتلفزيون الرسمي «سبب الواقعة هو انفجار عدة حاويات مخزنة في منطقة رصيف ميناء الشهيد رجائي. نجلي حاليا المصابين وننقلهم إلى المراكز الطبية».
ووقع الانفجار بالتزامن مع انطلاق جولة ثالثة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان.
ولا تزال جهود إخماد الحريق مستمرة، وقالت إدارة الجمارك بالميناء إنه يجري إخلاء الشاحنات من المنطقة وأن ساحة الحاويات التي وقع فيها الانفجار تحتوي على الأرجح على «بضائع خطرة ومواد كيميائية».
وقال التلفزيون الرسمي إن «التقصير في التعامل مع المواد القابلة للاشتعال كان عاملا مساهما» في الانفجار.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الانفجار تسبب في تحطيم نوافذ على بعد عدة كيلومترات، وجرى تداول لقطات على الإنترنت تظهر سحابة دخان ترتفع عقب الانفجار.
وقالت وكالة أنباء فارس إن دوي الانفجار سمع في جزيرة قشم التي تبعد 26 كيلومترا إلى الجنوب من بندر عباس.
وفي تطور لاحق، أعلنت مؤسسة الجمارك الإيرانية وقف كافة الأنشطة حتى إشعار آخر في ميناء مدينة بندر عباس بعد الانفجار العنيف الذي هز الميناء.
وأضافت في بيان، أنه تم تعليق كافة عمليات التصدير من ميناء رجائي شهر في بندر عباس بمحافظة هرمزغان، حتى إشعار آخر.
يُذكر أن رجائي شهر يعد أحد الموانئ الإستراتيجية التي يعبر منها جزء كبير من الصادرات الإيرانية إلى دول العالم.
بدورها، أعلنت الشركة الوطنية لتكرير وتوزيع المشتقات النفطية بيانا قالت فيه إن منشآت النفط لم تتأثر بالانفجار، وأن أعمالها مستمرة دون انقطاع.
ونقل التلفزيون الإيراني عن بيان للمصفاة وشركة توزيع النفط في البلاد، أنه لا ارتباط بين الانفجار والمصافي التابعة للشركة أو خزانات الوقود أو مراكز التوزيع أو خطوط الأنابيب.
وأشار البيان إلى أن منشآت مصفاة النفط الوطنية في مدينة بندر عباس تواصل العمل دون انقطاع.
من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أنه أوفد وزير الداخلية إسكندر مؤمني لإجراء تحقيقات دقيقة في ملابسات حادث انفجار ميناء رجائي في بندر عباس.
وكان وزير الداخلية الإيراني قد أصدر في وقت سابق تعليمات ببدء تحقيق فوري في ملابسات الانفجار، ليتوجه بموجب ذلك رئيس هيئة إدارة الأزمات في البلاد إلى منطقة الحدث.
وذكر التلفزيون الإيراني أن مؤمني أجرى اتصالا هاتفيا مع محافظ هرمزغان محمد عاشوري، اطلع خلاله على معلومات عن الحدث.
ويعد ميناء الشهيد رجائي، الواقع بالقرب من مدينة بندر عباس الساحلية الرئيسية، أكبر ميناء تجاري في إيران، وتمر عبره أكثر من 70 في المئة من البضائع الإيرانية، وفق البيانات الرسمية.
ويقع الميناء على مضيق هرمز الذي يمر عبره خُمس إنتاج النفط العالمي.
ورغم أن إيران لم تكشف حتى الآن عن أي نتائج بشأن التحقيق الذي بدأته على الفور في حادثة الانفجار بميناء رجائي في مدينة بندر عباس؛ فإن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، قال إن الحديث عن عمل إرهابي وراء انفجار ميناء رجائي، هو تكهنات إعلامية.
وقد نقلت القناة 12 عن مسؤولين تأكيدهم أن إسرائيل غير مسؤولة عن انفجار ميناء رجائي في إيران، ولكن ولم يصدر تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي أو مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عندما سئلا عما إذا كان لإسرائيل أي صلة بأي شكل من الأشكال بالانفجار.
وتعرضت أجهزة الكمبيوتر في الميناء نفسه لهجوم إلكتروني عام 2020 تسبب في اضطرابات كبيرة في المسارات المائية والطرق المؤدية إلى المنشأة. وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت أن إسرائيل، تقف على ما يبدو وراء ذلك الهجوم ردا على هجوم إلكتروني إيراني سابق.