
«وكالات» : بعد تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هدف المفاوضات مع إيران منعها من امتلاك قنبلة نووية، علق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
فقد اعتبر في منشور على حسابه بمنصة إكس، أمس الاثنين، أنه «إذا كان الهدف كما قال ترامب هو عدم امتلاك بلادنا سلاحا نوويا فالتوصل لاتفاق ممكن».
كما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة جر الإدارة الأمريكية إلى كارثة جديدة في المنطقة.
وشدد الوزير الإيراني على أن هناك «طريقا واحدا فقط لتحقيق الاتفاق ألا وهو الدبلوماسية القائمة على الاحترام والمصالح المتبادلة».
إلى ذلك، رأى أن «دعم الإبادة الجماعية التي يرتكبها نتنياهو في غزة عبر إرسال الأسلحة الفتاكة، وشن الحروب بالوكالة عنه في اليمن، لم يحقق أي مكسب للشعب الأمريكي». واعتبر أن «العالم أدرك كيف يتدخل نتنياهو بشكل مباشر في شؤون الإدارة الأمريكية من أجل جرّها نحو كارثة جديدة في المنطقة»، وفق قوله.
بدوره، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في وقت سابق أمس أنه «إذا كان مطلب واشنطن هو ألّا تمتلك إيران قنبلة نووية، فإن كثيراً من القضايا قابل للحل».
أتت تلك التصريحات بعدما شدد ترامب على أن الهدف وراء المحادثات هو التفكيك الكامل لبرنامج طهران النووي. إلا أنه أضاف في مقابلة مع شبكة «أن بي سي» أنه منفتح على سماع أي حديث عن امتلاك السلطات الإيرانية برنامجا نوويا مدنيا. وشدد على أنه لن يسمح لإيران بامتلاك قنبلة نووية.
وكانت 3 جولات من المباحثات غير المباشرة عقدت بين الوفدين الإيراني برئاسة عراقجي، والأمريكي بقيادة المبعوث ستيف ويتكوف، منذ 12 أبريل الماضي، 2 في مسقط وواحدة في روما.
فيما كان من المقرر أن تعقد الجولة الرابعة في الثالث من مايو الحالي، لكنها تأجلت لأسباب تقنية ولوجستية، وفق ما أعلن حينها الوسيط العماني.
من ناحية أخرى بينما لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة تفاصيل الانفجار الهائل، الذي وقع، السبت الماضي، في ميناء رجائي، بمدينة بندر عباس، جنوب إيران، كشفت السلطات عن حجم الخسائر.
فقد أفادت تقديرات لرئيس منظمة تكنولوجيا المعلومات الإيرانية، محمد حسن صدر، الاثنين، بشأن الخسائر التي لحقت بالتجار جراء حادثة ميناء رجائي في بندر عباس، بأنها بلغت نحو 3 إلى 4 مليارات دولار، نتيجة ما وصفه بالقصور في أنظمة إدارة البضائع والتخليص الجمركي.
كما صرّح خلال فعالية متخصصة في الاقتصاد الرقمي قائلاً إن ما حدث من تكديس لـ130 ألف حاوية، دون استخدام أدوات دقيقة للتخليص، أدى إلى كارثة بهذا الحجم، وفقاً لوكالة «إيلنا» الإيرانية.
وركّز المسؤول الإيراني في تصريحاته على الأضرار التي لحقت بالتجار، دون الإشارة إلى الخسائر الهائلة التي تعرضت لها البنية التحتية والمنشآت في الميناء الذي يُعد الأكبر في البلاد من حيث حجم التبادل التجاري.
كذلك أشار إلى أن غياب الشفافية في إدارة البيانات وعدم تبادلها بين الجهات المختلفة، ساهم في تفاقم الأزمة، داعياً إلى حوكمة رقمية فعالة وتوفير بيئة آمنة لتبادل البيانات الاقتصادية.
أما بشأن ملابسات الحادثة، فلا تزال التحقيقات جارية حتى الآن لتحديد السبب الرئيسي للانفجار. وبينما تحدثت بعض التقارير الأولية عن احتمال حدوث تفاعل كيميائي بين المواد المخزّنة، نسبت أطراف مختلفة، من بينها عضو في البرلمان الإيراني، الحادثة إلى «ضلوع إسرائيلي»، في حين تعتبر جهات رسمية أخرى أن ما حدث يعود إلى «أسباب داخلية عرضية تتعلق بسوء إدارة الحاويات».
وقد أسفرت الحادثة، التي وقعت أواخر أبريل 2025، عن مقتل 70 شخصاً، وإصابة أكثر من 1200 آخرين، إلى جانب تدمير واسع في مرافق الميناء ومستودعاته، مما ألقى بظلاله على سلاسل التوريد الداخلية والتصدير الخارجي.
يذكر أن الميناء يقع في محافظة هرمزغان جنوبي إيران على مضيق هرمز، ويشكل نقطة محورية في حركة الشحن البحري الإيراني.
ووقع الانفجار الهائل الذي سمع دويّه على بعد عشرات الكيلومترات، قرب الممر الذي يمر عبره خُمس إنتاج النفط العالمي، على بعد نحو ألف كيلومتر من طهران.
كما أكدت السلطات أن الانفجار خلف أضرارا مادية كبيرة، ونحو 70 قتيلاً ومئات الجرحى.