
«وكالات» : استشهد 9 فلسطينيين منذ فجر أمس الثلاثاء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة للشهر الـ19 على التوالي، في حين ذكرت وزارة الصحة في القطاع أن 48 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 142 آخرون بنيران الاحتلال خلال الـ24 ساعة الماضية.
وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على غزة منذ السابع من أكتوبر2023 إلى 52 ألفا و615 شهيدا و118 ألفا و752 مصابا.
وأعلن جيش الاحتلال اعتزامه توسيع عملياته العسكرية في رفح جنوبي القطاع بعد تطويقها لعدة أسابيع.
وقال في بيان: «بعد استكمال تطويق رفح قبل عدة أسابيع، لا تزال قوات الجيش تواصل نشاطها في المنطقة، ومن المتوقع أن تتوسع رقعته لتشمل عدة مواقع وأحياءً إضافية».
وادعى أنه «حتى الآن، تمكنت قوات مجموعة الجنود التابعة للواء 188 بقيادة الفرقة 36، من رصد وتدمير عشرات الوسائل القتالية والبُنى التحتية المعادية، ومن تصفية عشرات المسلحين في رفح».
وقال مصدر طبي إن فلسطينيين استشهدا وأصيب آخران في قصف إسرائيلي على بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
وأضاف المصدر أن فلسطينيا استشهد وأصيب آخر في قصف إسرائيلي على منطقة قيزان رشوان جنوب غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وأوضح أن فلسطينيين آخرين استشهدا، الأول بقصف استهدف حي السلاطين غرب بلدة بيت لاهيا بمحافظة الشمال، والثاني برصاص مسيرة إسرائيلية في منطقة الشعف بحي التفاح شرق غزة.
وذكر المصدر أن فلسطينيين اثنين استشهدا متأثرين بجروح أصيبا بها في قصف إسرائيلي سابق على قطاع غزة خلال الأيام الماضية.
وقال مصدر طبي في مستشفى الكويت التخصصي الميداني -فجر أمس- إن طفلة استشهدت وأصيب مواطنون بقصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين غرب مدينة خان يونس.
وأوضح أن فلسطينيا استشهد بقصف إسرائيلي استهدف حي العمور في بلدة الفخاري جنوب شرق خان يونس، في حين أُصيب آخر في قصف شقة سكنية وسط خان يونس.
وأفاد شهود عيان بأن المدفعية الإسرائيلية قصفت منزلا شمال عبسان الكبيرة شرق خان يونس دون الإبلاغ عن إصابات.
ووسط القطاع، قال مستشفى العودة الأهلي -في بيان- إن فلسطينيين اثنين، من بينهما سيدة، استشهدا فجر أمس بقصف إسرائيلي على منزل بجوار مدرسة السوارحة في مخيم النصيرات، في حين وصل جثمانهما إلى المشفى.
وحسب شهود عيان، فإن القصف المدفعي الإسرائيلي استهدف المناطق الشرقية من مدينة غزة، في حين واصل الجيش نسف الأحياء السكنية في محافظة الشمال، حيث فجر روبوتا في منطقة الشيماء شمال بلدة بيت لاهيا.
يشار إلى أن إسرائيل، المدعومة أميركيا، ترتكب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 171 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مجاعة وأزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة، وفق تقارير دولية وأممية.
من جهة أخرى قال المقرر الأممي المعني بحقوق الإنسان في الحصول على مياه شرب وخدمات الصرف الصحي بيدرو أروخو-أغودو، أمس الثلاثاء، إن تدمير إسرائيل البنية التحتية للمياه في قطاع غزة ومنع الوصول إلى المياه النظيفة بمثابة قنبلة صامتة لكنها مميتة.
ونقلت وكالة الأناضول عن أغودو قوله إن 2.1 مليون شخص في غزة يواجهون أزمة مياه، وأن نحو 70 في المئة من البنية التحتية للمياه في المنطقة دُمرت على يد إسرائيل.
وأكد أن الغالبية العظمى من سكان القطاع إما لا تصلهم المياه إلا بكميات محدودة جدا، أو أن المياه التي تصلهم ملوثة بشكل خطير.
وأضاف أن الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكتوبر2023 شمل الغذاء والماء والكهرباء وسلعا أساسية أخرى.
ولفت إلى أن الأزمة خرجت عن السيطرة بعد قطع إسرائيل الوصول إلى الوقود اللازم لتشغيل محطات تنقية المياه والآبار.
وأكد أن التدمير المتعمد لأنظمة المياه يعني استخدام المياه كسلاح في الحرب على غزة، متابعا أن «المياه تُستخدم كسلاح، لكن ليس ضد جيش أو مليشيا، بل ضد المدنيين». وقال «قطع مياه الشرب عن الناس يشبه إلقاء قنبلة صامتة عليهم، وهذه القنبلة صامتة، لكنها مميتة».
وأشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية على بنية المياه في غزة خفّضت نصيب الفرد من المياه يوميا إلى 5 لترات فقط، وهو غير كافٍ لحياة طبيعية.
واستنادا إلى بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، قال أغودو إن حالات الإسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة ارتفعت من 40 ألفا إلى أكثر من 70 ألفا خلال أول أسبوع من ديسمبر 2024.
وخلال العدوان المستمر على القطاع، دمرت إسرائيل 64 بئرا من أصل 86 كانت تغذي مدينة غزة، بالإضافة إلى تدمير محطة التحلية المركزية.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 171 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
من ناحية أخرى وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -أمس الثلاثاء- اتهامات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لها، بالسيطرة على المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، بأنها ترديد لأكاذيب الحكومة الإسرائيلية.
وفي بيان لها، أوضحت حماس أن اتهامات ترامب لها بالسيطرة على المساعدات تتناقض مع التقارير الأممية وشهادات المنظمات الإنسانية بالقطاع، مشيرة إلى أن تلك الاتهامات «ترديد مستغرب لأكاذيب حكومة بنيامين نتنياهو الإرهابية».
كما حثت حماس الإدارة الأمريكية على تصحيح موقفها «وعدم توفير غطاء لجريمة الإبادة الجماعية وسياسة التجويع في غزة» داعية إلى موقف مسؤول يحترم القانون الإنساني الدولي، ويطالب بفتح فوري للمعابر وضمان تدفق المساعدات.
وكان الرئيس الأمريكي ذكر –في تصريحات بالبيت الأبيض- أن بلاده ستعمل على إيصال المساعدات الغذائية إلى سكان قطاع غزة، قائلا إن «العديد من الأطراف تساهم في تفاقم الأوضاع، وإن حماس تستولي على كل ما يتم إدخاله للقطاع».
ويأتي ذلك في وقت تواصل إسرائيل -بدعم أميركي- حربها المدمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر2023، مخّلفة أكثر من 52 ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى، إلى جانب تهجير وتجويع الفلسطينيين في القطاع المحاصر.
من جانب آخر أعربت فرنسا وأيرلندا أمس الثلاثاء عن إدانتهما وقلقهما بشأن خطة إسرائيل للسيطرة على غزة وحملتها العسكرية الجديدة على القطاع الفلسطيني المحاصر.
وأوضح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في تصريح لإذاعة «آر تي إل» الفرنسية أن الخطة الإسرائيلية «أمر غير مقبول»، معتبرا أن الحكومة الإسرائيلية تنتهك القانون الإنساني.
وأضاف أن «الحاجة الأكثر إلحاحا هي وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأيرلندي سيمون هاريس إن بلاده تشعر بالقلق من خطط إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في غزة، داعيا إلى «ضبط النفس».
ونقل هاريس عن برنامج الغذاء العالمي تأكيده نفاد الإمدادات، وأن المجاعة أصبحت خطرا حقيقيا في غزة قائلا «نشعر بفزع واشمئزاز عميقين من استمرار منع إسرائيل دخول مساعدات إنسانية إلى القطاع».
وكان وزير الخارجية الأيرلندي قال في وقت سابق إن توسيع العمليات الإسرائيلية في غزة سيسفر عن مزيد من الوفيات ومعاناة لا توصف للفلسطينيين.
وجاءت هذه التصريحات بعدما أفادت تقارير إسرائيلية الاثنين بأن الحكومة صدقت على خطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل.
وتزامن هذا مع قرار جيش الاحتلال استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لتوسيع القتال في القطاع، إلى جانب الدفع الإسرائيلي المتكرر بفكرة «الهجرة الطوعية» للفلسطينيين.
ووفق تسريبات إسرائيلية، أوضح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الخطة تختلف عن سابقاتها، من حيث «أننا ننتقل من أسلوب الاقتحامات إلى احتلال الأراضي والبقاء فيها».
وتأتي الخطة الإسرائيلية، في حين تحذر الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة من كارثة إنسانية، مع عودة شبح المجاعة بعد أكثر من شهرين من الحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة على غزة، خلفت أكثر من 52 ألف شهيد، وعشرات الآلاف من الجرحى وتدمير القطاع وتهجير وتجويع الفلسطينيين.
من ناحية أخرى قال تقرير نشرته صحيفة تايمز البريطانية إن فرص التوصل إلى سلام دائم في غزة لا تزال ضئيلة بسبب تمسك الأطراف المعنية بمواقفها المتشددة.
وأضاف أنه نظرا لغياب الثقة المتبادلة واستمرار القتال فإن احتمالات نجاح أي مبادرة لحل الأزمة في القطاع مرتبطة بمستوى الضغوط الدولية، خاصة من جانب الولايات المتحدة.
وأكد التقرير، بقلم مراسل الصحيفة بالشرق الأوسط سامر الأطرش، أن الحكومة الإسرائيلية غيّرت إستراتيجيتها من العمليات المؤقتة في غزة إلى احتلال طويل الأمد، مع نية فرض واقع أمني جديد يشمل إنشاء منطقة عازلة وتشريد سكان شمال القطاع، مما عده عقبة كبيرة أمام أي حل سياسي.
وذكر التقرير أن الهدف المعلن للجيش الإسرائيلي هو الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خاصة بعد أن بدأت الحركة «تواجه تحديات داخلية بسبب تزايد الاستياء الشعبي وسط الجوع والتشرد»، مما قد يضعف قدرتها على الصمود.
ولفت إلى أن الحركة بدورها ترفض إطلاق سراح الأسرى دون تعهد إسرائيلي بإنهاء الحرب، بينما تصر إسرائيل على خطتها باحتلال القطاع وتولي توزيع المساعدات الإنسانية في المنطقة وسط انتقادات منظمات إغاثية.
ويزيد الأمر تعقيدا، حسب التقرير، انقسام المجتمع الدولي حول الحل الأمثل للقضية، إذ يدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة الاحتلال، بينما ترفضها مصر والأردن بوصفها «تطهيرا عرقيا»، وتدعم دول عربية عدة -مثل قطر والسعودية- موقف مصر الرافض لسياسات التهجير القسري.