
«وكالات» : أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد 33 شهيدا وإصابة 94 آخرين بنيران الاحتلال خلال الساعات الـ24 الماضية، في حين أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني ارتفاع حصيلة شهداء العمل الإنساني والطبي بالقطاع إلى 1400.
وأوضحت وزارة الصحة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 52 ألفا و862 شهيدا و119 ألفا و648 مصابا منذ أكتوبر2023.
كما حذرت الوزارة من أن النقص الحاد بالأجهزة واللوازم الطبية يضاعف الأزمة المركبة التي تعاني منها مستشفيات القطاع وتعيق عمل الفرق الطبية.
وفي وقت سابق أمس الاثنين، أفادت مصادر طبية باستشهاد 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر أمس، وذلك بعد أن ارتكب الاحتلال مجزرة باستهدافه مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمالي القطاع.
وقد أفادت مصادر بأن الطائرات الإسرائيلية قصفت المدرسة مرتين، مما خلّف شهداء، بينهم أطفال ونساء، في حين أفاد شهود عيان بتنفيذ الجيش الإسرائيلي عمليات نسف منازل سكنية شرق حي التفاح شرقي مدينة غزة، وسط إطلاق نار مكثف من الآليات المتمركزة شرقي المدينة.
وفي وسط قطاع غزة، استشهدت طفلة فلسطينية في قصف طائرة مسيرة إسرائيلية محيط مسجد حماد الحسنات بمخيم النصيرات، وفق مصدر طبي لوكالة الأناضول.
وأضاف المصدر أن فلسطينيا توفي متأثرا بجروح أصيب بها في قصف إسرائيلي استهدف قبل أيام مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج وسط القطاع.
من جانب آخر، قالت وزارة الصحة في غزة، في بيان، إن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ تعمل بمعدات وأدوات طبية مستهلكة، وإن أصنافا مهمة غير متوفرة.
وبيّنت أن الأقسام بحاجة عاجلة إلى أجهزة الأشعة المتنقلة وأجهزة التخدير وأجهزة طبية تساعد الطواقم الطبية في التدخلات الطارئة للجرحى.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن جراحات تخصصية كالعظام والأوعية الدموية والعيون والجراحة العامة لا يتوفر لها أرصدة من الآلات الجراحية وصواني العمليات.
كما ذكرت أن أقسام المبيت تعاني من عجز كبير في الأسرّة الطبية والأدوات المساعدة، وعدم توفر أماكن مبيت للجرحى والمرضى، مؤكدة أن لا رصيد لديها من الغازات الطبية والأقمشة الخاصة بالعمليات وأغطية الأسرّة والأكفان.
وختمت الوزارة بيانها بالتشديد على أن النقص الحاد في الأجهزة الطبية واللوازم العامة يزيد من مضاعفة الأزمة المُركّبة التي تعاني منها المستشفيات، وتعيق عمل الفرق الطبية.
من جهته، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بارتفاع عدد شهداء العمل الإنساني والطواقم الطبية في قطاع غزة إلى أكثر من 1400.
وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني أنه فقد منذ بداية العام 8 مسعفين في رفح، ليرتفع عدد شهدائه منذ بدء العدوان إلى 48.
وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة بغزة خلفت 52 ألفا و862 شهيدا علاوة على 119 ألفا و648 مصابا وسط مجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.
من جهة أخرى نكلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعجوز فلسطيني من ذوي الإعاقة في مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة الغربية، ولجأت إلى هدم منزل لفلسطيني في جنوبي الضفة الغربية، بدعوى البناء دون ترخيص.
وقال شهود عيان لوكالة الأناضول إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتدت بالضرب على عجوز فلسطيني من ذوي الإعاقة بعد أن دخلت مخيم جنين.
وأوضحوا أن القوات أطلقت الرصاص الحي في الهواء، واعتدت بالضرب على الفلسطيني قبل أن تفرج عنه.
ولليوم الـ113 على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على مدينة ومخيم جنين، وسط استمرار هدم منازل في المخيم وتهجير المواطنين الفلسطينيين.
من جانب آخر، قال شهود عيان إن قوة إسرائيلية اقتحمت بلدة إذنا غربي الخليل، وشرعت بعملية هدم منزل.
وأوضح الشهود أن المنزل مأهول، وتم هدمه بدعوى البناء دون ترخيص.
ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، هدم الجيش الإسرائيلي 152 منشأة ومنزلا فلسطينيا في الضفة، خلال أبريل الماضي.
من جانب آخر، أفادت مصادر بأن مستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من الشبان الفلسطينيين خلال مداهمات في مناطق متفرقة في الضفة الغربية فجر وصباح أمس.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت شابا في مخيم بلاطة شرقي نابلس قبل أن تنسحب، كما اعتقلت شابين فلسطينيين خلال اقتحام بلدة قفين شمال طولكرم. وفي مدينة القدس دهمت قوات الاحتلال منطقة الضاحية وشارع المطار شمالي المدينة واعتقلت مجموعة من الشبان الفلسطينيين. وفي بيت لحم اقتحمت قوات الاحتلال مناطق عدة واعتقلت عددا من الفلسطينيين.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، مما أدى لاستشهاد أكثر من 962 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال أكثر من 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
من ناحية أخرى أعلن المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن الحركة ستفرج أمس الاثنين عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر الذي يُعتقد أنه آخر محتجز أميركي على قيد الحياة لدى الحركة في غزة.
وقال أبو عبيدة على منصة تليغرام «إن كتائب القسام قررت الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر»، دون تفاصيل إضافية.
وألكسندر (21 عاما) جندي في الجيش الإسرائيلي ولد ونشأ في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، وسينضم إلى 38 أسيرا أطلق سراحهم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ في 19 يناير الماضي، وانهار بعد استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي في مارس الماضي هجومه البري والجوي على غزة.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الحرب على غزة ستستمر حتى تحرير باقي الأسرى وعددهم 59، ونزع السلاح من قطاع غزة، بينما تصرّ حماس على أنها لن تفرج عن الأسرى إلا في إطار اتفاق لإنهاء الحرب التي أودت بأكثر من 52 ألف شهيد.
من جهة أخرى قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع، أمس الاثنين، إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد، وإن نصف مليون شخص يواجهون الموت جوعاً، ووصف هذا بأنه «تدهور كبير» منذ أحدث تقرير أصدره في أكتوبر الماضي.
وحلل أحدث تقييم صادر عن «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» الفترة من أول أبريل إلى العاشر من مايو من هذا العام، وأعطى توقعات للوضع حتى نهاية سبتمبر.
وتعتبر المجاعة التامة هي السيناريو الأكثر ترجيحاً ما لم تتغير الظروف، بحسب نتائج «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي»، وهو مرجع دولي رائد لتقييم حدة أزمات الجوع.
وأشار التقرير إلى أن ما يقرب من نصف مليون فلسطيني يعانون من مستويات «كارثية» من الجوع، وهو ما يعني أنهم يواجهون خطر الموت جوعاً، بينما يعاني مليون شخص آخرون من مستويات جوع «طارئة».
وخلص التحليل إلى أن 1.95 مليون شخص، أو 93 بالمئة من سكان القطاع، يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بما في ذلك 244 ألف شخص يعانون من أشد مستويات انعدام الأمن الغذائي، أو ما يصنف مستويات «كارثية». وأشار التحليل إلى أن 133 ألف شخص يندرجون ضمن فئة «الوضع الكارثي».
وتوقع تحليل المركز أن 470 ألف شخص، أي 22 بالمئة من السكان، سيندرجون ضمن فئة «الوضع الكارثي» بحلول نهاية سبتمبر، مع وجود أكثر من مليون شخص آخرين في مستويات «الحاجة الملحة».
وأضاف «هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الأرواح وتجنب المزيد من المجاعة والوفيات والانزلاق إلى المجاعة».
وأشار المركز، في موجز مرفق بتحليله الأخير، إلى أن الخطة التي أعلنتها السلطات الإسرائيلية في الخامس من مايو لإيصال المساعدات «تقدر بأنها غير كافية إلى حد كبير لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان». وأضاف «من المرجح أن تشكل آليات التوزيع المقترحة عوائق كبيرة أمام وصول شرائح كبيرة من السكان».
وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة لرفع حصار المساعدات الذي فرضته في مارس بعد انهيار وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة والذي أوقف القتال لمدة شهرين.
وتتهم إسرائيل وكالات، بما في ذلك الأمم المتحدة، بالسماح لكميات كبيرة من المساعدات بالوقوع في أيدي حركة حماس. وتنفي حماس هذا الادعاء وتتهم إسرائيل باستخدام المجاعة كسلاح ضد السكان.
وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة قد قال الأسبوع الماضي، إن أكثر من مليوني شخص، أي معظم سكان غزة، يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء، إذ اختفت المواد الغذائية في أسواق غزة.
وارتفعت الأسعار إلى ما يتجاوز إمكانيات غالبية السكان خاصة أسعار الدقيق، الذي أصبح شحيحاً ويباع بحوالي 500 دولار للعبوة التي تزن 25 كيلوغراماً، مقارنة بسبعة دولارات في الماضي.
من ناحية أخرى ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الاثنين، أن شاحنات محمّلة بالمساعدات بدأت بالدخول إلى قطاع غزة.
يأتي هذا بينما دعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ المجتمع الدولي إلى دعم الخطة الإسرائيلية الجديدة بشأن توزيع المساعدات على سكان غزة مباشرة.
وقال هرتسوغ خلال فعالية في برلين «تعرض إسرائيل آلية جديدة تسمح بتوزيع المساعدات على سكان غزة مباشرة وتمنع حماس من التحكم في توزيعها».
وأضاف وهو بجانب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي دعا إلى استئناف إيصال المساعدات إلى غزة على الفور، «ندعو المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية الدولية والأمم المتحدة إلى دراسة الخطة بتأن ومشاركتنا».
وكان السفير الأمريكي في إسرائيل قد أعلن يوم الجمعة الماضي، إنشاء مؤسسة جديدة ستتولى توزيع مساعدات إنسانية في قطاع غزة الذي يشهد حرباً مدمرة وحيث تسبب حصار إسرائيلي مطبق منذ أكثر من شهرين في نقص حاد في كافة المواد، من الغذاء والمياه النظيفة إلى الوقود والأدوية.
وقوبلت المبادرة الأمريكية بانتقادات دولية، إذ يبدو أنها تُغيّب دور الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، وستُجري تغييرات واسعة على الهيئات الإنسانية الموجودة حالياً في غزة.
ومنذ الثاني من مارس لم تسمح إسرائيل بدخول أي مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر، وسط جمود في المحادثات مع حماس واستئناف هجومها في 18 مارس، منهيةً بذلك هدنة استمرت شهرين في الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023.
وشهدت الهدنة زيادة في المساعدات التي دخلت القطاع، وأُطلق سراح أسرى إسرائيليين مقابل إطلاق سراح فلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل.
ورغم المخاوف من مجاعة وشيكة، تنفي إسرائيل وجود أزمة إنسانية تلوح في الأفق، وتتهم حماس بنهب المساعدات.