«وكالات» : حثت حركة حماس، إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب على مواصلة جهودها لإنهاء الحرب في غزة، مشيرة إلى أنها أبدت إيجابية ومرونة عالية خلال الاتصالات مع الوسطاء لوقف النار بغزة.
وقالت حماس في بيان «نؤكد الجاهزية للشروع فورا في مفاوضات للوصول لاتفاق شامل لوقف النار».
ولفتت حركة حماس إلى أنها أفرجت عن الأسير الامريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر بعد اتصالات مع أمريكا.
وأعلنت حماس في وقت سابق الاثنين أن كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، سلّمت عصر الاثنين الأسير الامريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان «أفرجت كتائب القسام قبل قليل عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية الأسير عيدان ألكسندر»، وقد تمّ تسليمه إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وغادرت مركبات الصليب الأحمر بعد تسلمه باتجاه نقطة كيسوفيم العسكرية الإسرائيلية شرق بلدة القرارة في خان يونس، لتسليمه إلى الجانب الإسرائيلي.
إلى ذلك، أكدت حماس في البيان أنها «جاهزة للشروع فوراً في مفاوضات للوصول إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بشكل مستدام، وانسحاب جيش الاحتلال، وإنهاء الحصار، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار قطاع غزَّة».
وحثت الحركة إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب على «مواصلة جهودها لإنهاء هذه الحرب الوحشية التي يشنّها مجرم الحرب نتنياهو على الأطفال والنساء والمدنيين العزّل في قطاع غزة».
وشددت أن «المفاوضات الجادة والمسؤولة تحقق نتائج في الإفراج عن الأسرى، أما مواصلة العدوان فإنه يطيل معاناتهم وقد يقتلهم».
من جهة أخرى بعد وقف إطلاق النار لفترة وجيزة من أجل تسليم الجندي الإسرائيلي-الامريكي عيدان ألكسندر إلى الصليب الأحمر، أفادت مصادر بأن إسرائيل قصفت، أمس الثلاثاء، مبنى ناصر الطبي في خان يونس جنوب غزة بغارة جوية قتل فيها الصحافي حسن أصليح، الذي كان يتلقى العلاج في المستشفى إثر إصابة سابقة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن سابقا محاولة اغتيال أصليح في استهداف خيمة للصحافيين، أسفرت عن مقتل اثنين من زملائه، وإصابته مع عدد آخر من الصحافيين.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي فجرا أنه قصف «مركز قيادة وسيطرة لحماس داخل المستشفى كانت تستخدمه للقيام بأنشطة إرهابية»، وفق تعبيره. وقال الجيش في منشور عبر تطبيق «تيليغرام» إنه «قصف بدقة مركز قيادة وسيطرة يقع داخل مستشفى ناصر في خان يونس».
كما أضاف أن «كبار مسؤولي حماس يواصلون استخدام المستشفى للقيام بأنشطة إرهابية، ويستغلون السكان المدنيين داخل المستشفى وحوله بشكل سافر».
أتت هذه الضربة بعيد هدنة قصيرة سرت في القطاع، الاثنين، عقب إطلاق حماس سراح الجندي الإسرائيلي-الامريكي عيدان ألكسندر.
وأفرجت حماس عن ألكسندر، البالغ من العمر 21 عاما، وهو آخر الأسرى الأحياء ممن يحملون الجنسية الامريكية، والذي كان محتجزا في غزة منذ أكتوبر 2023 عشية جولة خليجية للرئيس الامريكي دونالد ترامب.
في حين لا يزال 57 إسرائيليا محتجزين في غزة، بينهم 34 لقوا مصرعهم، وفق إحصاءات الجيش الإسرائيلي.
كما تحتجز حماس منذ العام 2014، رفات جندي إسرائيلي.
فيما قُتل ما لا يقل عن 52862 فلسطينيا منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، معظمهم من المدنيين، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس، بينهم 2749 منذ استئناف إسرائيل ضرباتها في 18 مارس بعد هدنة هشة لنحو شهرين.
من ناحية أخرى فيما كررت إسرائيل أكثر من مرة خلال الأيام الماضية أنها ماضية في توسيع «عمليتها العسكرية» في قطاع غزة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء أن «الجيش سيدخل غزة بكل قوته» في الأيام المقبلة.
كما أضاف في تصريحات مصورة أمس الثلاثاء أن «إسرائيل تعمل لإيجاد بلدان تستقبل سكان غزة»، وفق ما نقلت فرانس برس.
وأشار إلى أنه «لا يرى سيناريو توقف فيه القوات الإسرائيلية الحرب» على القطاع الفلسطيني المدمر.
وكان نتنياهو شدد مساء الاثنين على أن الإفراج عن الجندي الامريكي عيدان ألكسندر لن يقابل بوقف لإطلاق النار في غزة أو الإفراج عن أسرى فلسطينيين معتقلين في السجون الإسرائيلية.
أتت تلك التصريحات بينما توجه في وقت سابق وفد إسرائيلي إلى الدوحة لبحث إمكانية التوصل إلى صفقة مع حماس تفضي إلى إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين.
كما جاءت بعدما كشف مسؤولان من حماس أن المحادثات ما زالت جارية مع واشنطن في الدوحة، وأشارا إلى إحراز «تقدم».
يشار إلى أن إسرائيل كانت أعلنت سابقا، بينما المفاوضات غير المباشرة متوقفة مع حماس، خطة «للسيطرة» على غزة تتضمن ترحيل السكان إلى دول أخرى، وتشجيعهم على الخروج «طوعا»، وفق زعمها، ما عرضها لانتقادات دولية.
كما أطلقت مؤخرا عملية عسكرية أسمتها «عربات جدعون» من أجل السيطرة على مناطق إضافية في القطاع المحاصر، والبقاء فيها، والتوسع براً.
من جهة أخرى قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس الثلاثاء، إن سكان قطاع غزة بأكملهم لا يزالون يواجهون خطرًا شديدًا من المجاعة بعد 19 شهرا من الصراع والتشريد الجماعي، والقيود الشديدة على المساعدات الإنسانية.
وقالت الأونروا في منشور على صفحتها بموقع «فيسبوك» أمس، إن «عائلات نزحت عدة مرات ولم يعد بإمكانها تلبية احتياجاتها الأساسية».
وشددت على ضرورة رفع الحصار للسماح للمساعدات بالوصول إلى المحتاجين.
ويوم الأحد، أفادت (الأونروا) بأن لديها آلاف الشاحنات جاهزة للدخول وفرقها في غزة مستعدة لزيادة التسليم.
وقالت الأونروا، في منشور على «فيسبوك»: «لقد مر أكثر من تسعة أسابيع من الحصار على غزة، مع منع دولة إسرائيل دخول كافة المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والتجارية».
كما أضاف: «كلما استمر هذا الحصار حدث الضرر الذي لا رجعة فيه لأرواح لا حصر لها».
ويواجه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، نتيجة القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات منذ مطلع مارس الماضي، عقب انهيار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة الذي تم توقيعه برعاية مصرية وقطرية وأميركية في يناير الماضي.
فيما تنفي إسرائيل وجود أزمة إنسانية في غزة وتقول إن فيها ما يكفي من غذاء رغم الحصار المطبق الذي فرضته على القطاع منذ مطلع مارس ومنعت بموجبه دخول أي شكل من المساعدات.
من ناحية أخرى بعد لقاء عقده المبعوث الامريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتوجه وفد إسرائيلي مفاوض، أمس الثلاثاء، إلى الدوحة لاستئناف المحادثات حول تبادل الأسرى بين حماس والجانب الإسرائيلي.
ويضم الوفد منسق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش، ونائب مدير الشاباك، ومستشار رئيس الوزراء للشؤون السياسية، أوفير فالك.
أما الهدف فبحث خطة ويتكوف من أجل إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والمحتجزين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، مقابل وقف إطلاق النار لمدة تزيد عن 40 يوماً، والسماح بإدخال مساعدات إنسانية، والدخول في مفاوضات على المرحلة المتعلقة بإنهاء الحرب، بحسب ما أفادت مصادر إسرائيلية للقناة الـ12 الإسرائيلية.
كما أشارت إلى أنه «بعد إطلاق سراح الجندي الامريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، يسعى الامريكيون إلى استغلال هذا الزخم من أجل التوصل إلى اتفاق».
فيما أبدت المصادر أملها بحصول اختراق والتوصل إلى مفاوضات بين الجانبين مع نهاية زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب إلى المنطقة.
أما في حال لم توافق حماس على مقترح ويتكوف، فيرتقب، بحسب المصادر، أن «تبدأ إسرائيل في تعميق العملية العسكرية بشكل كبير».
