
«وكالات» : أعلن مسؤول في حركة حماس، السبت، بدء مفاوضات غير مباشرة مع وفد إسرائيلي في الدوحة «بدون شروط مسبقة» بوساطة مصرية قطرية.
وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس لوكالة فرانس برس (أ ف ب) إن «جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة قد بدأت أمس بالفعل بالدوحة بدون شروط مسبقة».
وأوضح أن «المفاوضات ستكون مفتوحة حول كل القضايا بدون أي تحفظ أو شروط مسبقة».
وقال النونو إن حماس «سوف تعرض وجهة نظرها حول كل القضايا، خصوصا المتعلق بإنهاء الحرب، والانسحاب الإسرائيلي، وتبادل الأسرى».
وقال قيادي آخر في حماس يقيم في غزة طلب عدم ذكر اسمه لفرانس برس، إن هذه الجولة من المفاوضات «لا تستند إلى أي مقترحات سابقة ولا أي مقترح إسرائيلي ومن دون شروط مسبقة سواء إسرائيلية أو من المقاومة».
ولم يستبعد القيادي إمكانية الوصول إلى اتفاق لوقف النار «إذا كان لدى إسرائيل إرادة سياسية للحل ولم تعطل»، مشددا على أن الاتفاق «بحاجة إلى ضغط كاف من الجانب الأمريكي ومن الوسطاء (في مصر وقطر)».
وقال «مازال من المبكر الحديث عن تفاؤل لتحقيق تقدم».
بينما أكد مصدر فلسطيني مطلع أنه «لا توجد في هذه المفاوضات أي ورقة أو مقترح محدد، بما في ذلك ورقة (من المبعوث الأمريكي ستيف) ويتكوف»، في إشارة ضمنية إلى أن المفاوضات تبدأ من نقطة الصفر.
وتقول السلطات الصحية في غزة، إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أدت إلى تدمير القطاع المزدحم بالسكان، ونزوح ما يقرب من مليوني نسمة، ومقتل أكثر من 53 ألف شخص.
واتهمت إسرائيل حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة، ومنعت دخول جميع المساعدات إلى غزة منذ 2 مارس، مطالبة حماس بالإفراج عن جميع الأسرى المتبقين.
وحذر مرصد عالمي لمراقبة الجوع، الاثنين، من أن نصف مليون شخص يواجهون المجاعة، أي نحو ربع سكان القطاع.
وقال الرئيس الأمريكي ترامب، الجمعة، إن «كثيرين من الناس يتضورون جوعا في غزة».
من ناحية أخرى كشفت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عن عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، في حين ارتفعت حصيلة شهداء الغارات الإسرائيلية إلى 63 منذ فجر أمس.
وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها اشتبكت بأسلحة رشاشة مع قوة إسرائيلية تحصنت بمنزل في حي الشجاعية، مما أدى لمقتل وإصابة جنديين قبل 5 أيام.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية من طراز «سوبر هيرون» الإستراتيجية المذخرة، باستخدام الوسائط النارية المناسبة أثناء تحليقها في سماء مدينة غزة.
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه إسرائيل قصفها المكثف على القطاع، وذكرت مصادر طبية أن 63 فلسطينيا استشهدوا في غارات للاحتلال على قطاع غزة منذ فجر أمس.
وقالت المصادر إن 34 من الشهداء بمدينة غزة وشمالي القطاع. كما قالت وزارة الصحة في غزة إن مستشفيات القطاع استقبلت 153 شهيدا و459 مصابا خلال 24 ساعة.
وأفادت مصادر باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية على منزل في محيط مستشفى العودة بتل الزعتر شمال القطاع.
وأفادت المصادر بسقوط مصابين في غارة على منزل وخيمة تؤوي نازحين في محيط مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع.
كما أفادت المصادر باستشهاد 5 فلسطينيين، وإصابة آخرين بينهم أطفال، في قصف على محيط مدرسة صلاح الدين التي تؤوي نازحين غربي مدينة غزة. ونقل الشهداء والمصابون إلى «مجمع الشفاء الطبي» في حين وصف أطباء حالة بعضهم بالخطيرة.
واستقبل المجمع جثامين 5 شهداء على الأقل، إثر قصف استهدف فجرا منازل في منطقتي، السلاطين والكرامة.
وفي مدينة غزة، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في غارة على منطقة الكرامة شمالي غربي المدينة. كما أفاد المراسل باستشهاد فلسطيني آخر في قصف من مسيّرة إسرائيلية على حي الزيتون جنوبي المدينة.
وقالت المصادر إن عددا من الجرحى سقطوا كذلك في قصف استهدف منزلا سكنيا في حي الشجاعية بمدينة غزة. وشيع فلسطينيون صباح أمس جثمان شهيد إثر قصف لعدد من المواطنين في الحي.
وفي جنوب القطاع، أفاد مراسل الجزيرة بتوغل آليات إسرائيلية في منطقتي أبو العجين والجعفراوي جنوب شرق دير البلح، كما قالت مصادر فلسطينية إن آليات الاحتلال أطلقت النار بكثافة غرب بيت لاهيا شمالي القطاع.
وفي خان يونس، شيّع فلسطينيون جثامين 4 فلسطينيين، استشهدوا في غارات على مناطق عدة في جنوب قطاع غزة. وقال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال صعدت من قصفها لمناطق متعددة في جنوب القطاع، خصوصا في شرق وغرب المدينة.
وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن معدل غارات الاحتلال على قطاع غزة أمس بلغ غارة كل 4 دقائق. وأشارت إلى أن وتيرة الغارات أعلى حتى من تلك التي سجلت عشية العملية البرية في أكتوبر 2023.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية وحرب تجويع في قطاع غزة خلفت نحو 173 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.