
«وكالات»: تتواصل حرب الإبادة والتجويع التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، في وقت قال فيه خبراء بالأمم المتحدة في تقرير، أمس الثلاثاء، إن إسرائيل ارتكبت جريمة ضد الإنسانية تنطوي على «إبادة» بقتلها مدنيين لجأوا إلى المدارس والأماكن الدينية بالقطاع الفلسطيني في إطار «حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية». ومن المقرر أن تقدم لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل تقريرها إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف في 17 يونيو الحالي.
يأتي ذلك بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازره بحق طالبي المساعدات، إذ قال الدفاع المدني في غزة إن 15 شخصاً استشهدوا، أمس الثلاثاء، بنيران أطلقها جيش الاحتلال على أفراد كانوا يحاولون دخول مركز لتوزيع مساعدات غذائية، فيما أقرّ الجيش بإطلاق «عيارات تحذيرية». واستشهد عشرات الفلسطينيين قرب نقاط توزيع المساعدات الغذائية التي تديرها «مؤسسة غزة الإنسانية» منذ أواخر مايو الفائت بحسب الدفاع المدني والصليب الأحمر الدولي.
وفي ما يخص الحراك الدبلوماسي سعياً لوقف إطلاق النار في غزة، ذكرت قناة عبرية، أمس الثلاثاء، أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإنهاء الحرب على قطاع غزة «الآن»، وذلك وفق ما نقلته القناة 12 العبرية الخاصة عن مصادر وصفتها بالمطلعة (لم تسمها) بشأن تفاصيل جديدة عن فحوى مكالمة هاتفية جرت أول من أمس الاثنين بينهما. وقالت القناة: «ترامب قال لنتنياهو في المكالمة بعض العبارات التي لم تقلها الإدارة الأميركية سابقاً، وبدت حاسمة». وأوضحت أنه قال له بوضوح: «أريدك أن تُنهي الحرب».
من جهته، نشر نتنياهو، أمس الأول الثلاثاء، مقطع فيديو على حسابه في تطبيق تليغرام، أشار فيه إلى تحقيق تقدّم كبير في المحادثات مع حركة حماس بشأن صفقة الأسرى، لكنّه أكد أنّ «من السابق لأوانه زرع الآمال». وفي وقت سابق، أفادت القناة 12 العبرية، بتلقّي إسرائيل إشارة إيجابية من حركة حماس، حول درجة معينة من الانفتاح تجاه الصيغة الجديدة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، التي تجري مناقشتها حالياً في العاصمة القطرية الدوحة. لكن وسائل إعلام فلسطينية، نقلت عن القيادي في حركة حماس، محمود مرداوي، قوله إن نتنياهو يواصل الكذب، مضيفاً أن «كل تصريحاته مجرد وهم لتضليل الجمهور الصهيوني ومنع عقد صفقة حقيقية تُعيد الأسرى أحياء»
وقد فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الكثيرين بإعلانه «مشاركة إيران» في المفاوضات المتعثرة بشأن «هدنة غزة» بين إسرائيل وحركة «حماس». لكن مصادر عدة في الحركة نفت في تصريحات لجريدة «الشرق الأوسط» وجود دور لطهران في المسار التفاوضي الرامي إلى إيقاف حرب متواصلة منذ نحو 20 شهراً.
وقال ترمب، مساء الاثنين، بشكل مقتضب: «غزة الآن في خضم مفاوضات ضخمة بيننا وبين (حماس) وإسرائيل، وإيران مشاركة بالفعل، وسنرى ما سيحدث مع غزة. نحن نريد استعادة الرهائن». ولم يخض الرئيس الأميركي في تفاصيل بشأن إعلانه.
وسارعت مصادر إسرائيلية لنفي لعب دور إيراني في المفاوضات، وفق ما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.
وقال مصدر قيادي من «حماس»، إن «إيران لم تتدخل بأي شكل مباشر في المفاوضات، ولم تطلب من الحركة تقديم أي تنازلات أو تمارس عليها الضغوط».
وبيّن المصدر أن علاقة إيران بالمفاوضات «مرتبطة بشكل أساسي بمتابعة ملف المفاوضات، عبر الاطلاع عما إذا كان هناك اتفاق قريب دون الانخراط في تفاصيل أكبر».
وشرح المصدر أن «هذا (الاطلاع) يأتي في إطار علاقتها (إيران) المتينة مع الحركة وقيادتها، وليس بهدف انخراطها في المفاوضات».
المصدر شدد كذلك على أن ما يتم إطلاع إيران عليه تتم مشاركته كذلك مع «بعض الدول والفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة (فتح) في بعض الأحيان، وذلك بشأن تفاصيل المفاوضات، خاصةً عندما يكون هناك حراك جدي يمكن أن يفضي إلى اتفاق قريب».
وذهبت مصادر أخرى من «حماس» إلى النفي ذاته للدور الإيراني، مستشهدة بأن «طهران لا تملك علاقات مع إسرائيل أو الولايات المتحدة بشكل وثيق حتى تتدخل، وذلك رغم المفاوضات (بشأن الملف النووي) التي تجري بينها وبين الإدارة الأميركية».
وبشأن تقييم أو تفسير «حماس» تصريحات ترمب اكتفى المصدر القيادي بالقول إنها «لا تمت إلى الواقع بصلة، رغم تقدير وعلاقة (حماس) وقيادتها بإيران ودورها المساند لفلسطين منذ سنوات طويلة، وخلال الحرب الحالية أيضاً».
وقدّر مصدر قيادي في «حماس» بغزة أن تصريحات ترمب ربما «تغريد خارج السرب، وليس أكثر من ذلك».
وفي الضفة الغربية، استشهد فلسطيني في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية، عقب تسلل وحدات إسرائيلية خاصة إلى بلدة طمون جنوب طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة، وإطلاقها النار عليه واحتجاز جثمانه، في وقت كثفت فيه قوات الاحتلال من اقتحاماتها لمختلف أنحاء الضفة، بما في ذلك جنين وطولكرم اللتان تشهدان منذ أشهر عدوانا مستمرًا تخلله تهجير السكان وهدم منازلهم بشكل ممنهج في مخيمات المدينتين، لإعادة تصميم المكان وهندسته بما يتلاءم مع التصور العسكري الإسرائيلي.
يأتي ذلك فيما تتواصل اعتداءات المستوطنين في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وخصوصاً على الطرقات والمنازل القريبة من المستوطنات، والتجمعات البدوية ورعاة الأغنام. وفيما قالت صحيفة ذا تايمز البريطانية، إن بريطانيا ستفرض رسمياً عقوبات على وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالإضافة إلى فرض حظر سفر عليهما، أعلن سموتريتش أنه سيرد بالاستيطان على العقوبات البريطانية.