العدد 5201 Friday 13, June 2025
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الكويت : توسيع آفاق الشراكة الإستراتيجية مع الصين ترامب : الخطر قائم لنشوب نزاع هائل في الشرق الأوسط (الداخلية): 705 مخالفات مرورية و20 مخالفاً للإقامة في حملة أمنية بخيطان الهند : 290 قتيلاً في حادث تحطم طائرة.. وناجٍ وحيد الأمير هنأ رئيس روسيا بمناسبة العيد الوطني لبلاده العبدالله : تعزيز التنسيق مع الصين لإنجاز المشاريع التنموية الكبرى بأسرع وقت (القوى العاملة): إطلاق خدمة طلب إذن مغادرة للعاملين في القطاع الأهلي عبر (سهل) وكيل (الداخلية): فتح التأشيرات للعمالة المنزلية الإثيوبية قريباً التهديدات الإسرائيلية لإيران تضع المنطقة فوق بركان الإبادة في غزة لم تتوقف رغم كل نداءات السلام الملك سلمان وولي العهد: نجاح موسم الحج بفضل الخطط الأمنية والوقائية وزارة النفط تنظم مؤتمرين إقليميين لدفع التحول الرقمي وتعزيز السلامة في سبتمبر المقبل (التجارة) : تعزيز مبدأ الشفافية والامتثال للمعايير الدولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب (المركزي): 38.3 مليار دينار ودائع القطاع الخاص في البنوك المحلية وبالعملات الأجنبية 1.9مليار منتخب الكويت للإسكواش يغادر إلى ماليزيا للمشاركة في البطولة الآسيوية الـ 23 إحالة مسودة قانون الرياضة الجديد للفتوى والتشريع واللجنة الأولمبية الكويتية نبيل معلول مدرباً للقادسية خلفاً للمونتنيغري زيليكو بتروفيتش (كاسل) تتصدر قائمة أسعد سكان المدن الألمانية تحطم طائرة في مدينة هندية على متنها 242 شخصاً ومتجهة إلى لندن بريطانيا على موعد مع أشد أيام العام حرارة في 2025 (روتانا) تحتفل بيوم ميلاد فنان العرب في ليلة ساحرة من الطرب والسلطنة الجامعة العربية تعيد إطلاق (صالون طه حسين الثقافي) ومناقشة دور السينما في التقارب بين الشعوب (البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو) لعصام عمر ينافس في مهرجان عمّان السينمائي

دولي

التهديدات الإسرائيلية لإيران تضع المنطقة فوق بركان

“وكالات”: لم تكن الساعات الماضية هادئة في المنطقة، فقد تصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بسبب اختلاف وجهات النظر بشأن الملف النووي، واستغلت إسرائيل الفرصة لتأكيد استعدادها لتنفيذ هجمة على طهران.
ورغم إعلان مسقط صباح أمس الخميس، على لسان وزير خارجيتها، بدر البوسعيدي تأكيده أن الجولة السادسة من المحادثات النووية الأميركية الإيرانية ستعقَد الأحد المقبل في العاصمة العمانية، إلا أن حرب التصريحات لا تزال مستمرة، وسط تشبّث طهران بحقها في تخصيب اليورانيوم واستعدادها لمواجهة أي حروب.
في هذا السياق، تستعد الولايات المتحدة لإخلاء سفارتها في العراق جزئياً بسبب تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة، وفق ما نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمريكية وعراقية أمس الأول الأربعاء.
وصرّح مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لـ “بي بي سي”: “نُقيّم باستمرار الوضع الأمني المناسب في جميع سفاراتنا. وبناءً على آخر تحليلاتنا، قرّرنا تقليص حجم بعثتنا في العراق”.
وأفادت مصادر حكومية أمريكية، ببدء إجلاء موظفي السفارة الأمريكية غير الأساسيين وعائلاتهم من العراق، دون أن تحدد المصادر المخاطر الأمنية وراء قرار الإجلاء، لكن على ما يبدو أن المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني تعثرت مؤخراً.
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مراراً بضرب إيران إذا فشلت المحادثات بشأن برنامجها النووي. وقال يوم الأربعاء إن ثقته في موافقة طهران على وقف تخصيب اليورانيوم تتراجع. ووقف التخصيب مطلب أمريكي رئيسي.
وقال خلال حضوره عرضاً لفيلم “البؤساء” في مركز كينيدي بواشنطن، إنّ إدارته تقوم بنقل موظفين أمريكيين من الشرق الأوسط لأنه “قد يكون مكاناً خطراً” في ظلّ التوتّرات الراهنة مع إيران، مشدّداً على أنّ الجمهورية الإسلامية “لا يمكنها امتلاك سلاح نووي”.
وكان وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده قال في وقت سابق من يوم الأربعاء، إن طهران ستهاجم القواعد الأمريكية في المنطقة إذا فشلت المحادثات النووية وتعرضت لضربات.
وفي بغداد، أكّد مسؤول أمني عراقي لفرانس برس قرار “إجلاء موظفين غير أساسيين في السفارة الأمريكية”.
وقال “سنعمل بقوّة لمنع أي استهداف” للبعثة الدبلوماسية في العاصمة العراقية، مشيراً إلى “تواصلٍ مع الفصائل المسلّحة - الموالية لإيران - لإقناعها بعدم القصف والاستهداف”.
وأكد مسؤول أمني عراقي آخر، أن تقليص عدد موظفي سفارة واشنطن “غير الضروريين” هو “إجراء أمني احترازي”.
في المقابل، نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن مصدر حكومي قوله، إن بغداد لم تسجل أي مؤشرات أمنية تستدعي الإجلاء.
وبحسب وزارة الدفاع الأمريكية، يتمركز نحو 2500 جندي أمريكي في العراق.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس، أن وزارة الخارجية الأمريكية تستعد لإصدار أوامر لموظفي سفارتي واشنطن غير الأساسيين في البحرين والكويت وأفراد عائلاتهم بمغادرة البلدين.
وقال مسؤول أمريكي إن وزير الدفاع بيت هيغسيث أذن بالمغادرة الطوعية لأفراد أسر العسكريين الأمريكيين من مواقع أخرى في أنحاء الشرق الأوسط. علماً بأن للولايات المتحدة وجوداً عسكرياً في العراق والكويت وقطر والبحرين والإمارات.
وقال مسؤول أمريكي آخر، إن هذا الأمر يتعلق في الغالب بأفراد العائلات الموجودين في البحرين، التي يقيم فيها الجزء الأكبر منهم، وفق “رويترز”.
في حين، وأوضح مسؤول أمريكي ثالث، أنه لم يطرأ أي تغيير على العمليات في قاعدة العديد الجوية في قطر، أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وأنه لم يصدر أي أمر إخلاء للموظفين أو العائلات المرتبطة بالسفارة الأمريكية في قطر، والتي تعمل كالمعتاد.
وارتفع سعر النفط بأكثر من أربعة في المئة عند ورود نبأ إجلاء القوات الأمريكية، تحسباً لانعدام الأمن الإقليمي الذي قد يؤدي إلى مشاكل في الإمدادات.
وارتفعت الأسعار الآجلة بمقدار ثلاثة دولارات، حيث بلغ سعر خام برنت الآجل 69.18 دولاراً للبرميل.
كما حذّرت وكالة الملاحة البحرية البريطانية من أن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى تصعيد في النشاط العسكري، مما قد يؤثر على حركة الملاحة في الممرات المائية الحيوية.
ونصحت السفن بتوخي الحذر أثناء الإبحار عبر الخليج وخليج عُمان ومضيق هرمز، وجميعها تقع على الحدود مع إيران.
ويثير تسارع الأحداث تساؤلات المراقبين حول مآلاتها المحتملة، خاصة مع تأكيد مسؤول أمريكي أن وزير الدفاع بيت هيغسيث أذن بالمغادرة الطوعية لأفراد عائلات العسكريين بجميع أنحاء الشرق الأوسط.
وخلال الأيام الأخيرة، كررت إيران تمسكها بـ “حقها السيادي” في تخصيب اليورانيوم، في حين صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من لهجته، مطالبًا طهران بتقديم تنازلات، ومحذرًا من أن البديل عن الاتفاق سيكون المواجهة.
أما إسرائيل، فقد شكّكت علنا في حدوث أي تقدم في المفاوضات، وواصلت الضغط على إدارة ترامب لِثنْيه عن المسار الدبلوماسي، مؤكدة عدم استبعادها الخيار العسكري لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وبهذا يتضح المشهد الإستراتيجي الراهن وفق 3 محاور:
إيران: تتمسك بحقها في تخصيب اليورانيوم وتؤكد استعدادها لأي مواجهة.
الولايات المتحدة: تواصل دعم الخيار الدبلوماسي، مع استعدادات ميدانية تحسبا لاندلاع صراع.
إسرائيل: تدفع باتجاه التصعيد وتحرض على ضربة عسكرية محتملة لمنشآت إيران النووية.
ومع ما سبق، يبدو أن هامش المناورة بدأ يضيق بشكل ملحوظ، مما يطرح تساؤلات جدّية حول المسارات المحتملة التي قد تتخذها الأزمة في الأيام القليلة المقبلة.
فقد زاد دخول الوكالة الدولية للطاقة الذرية على خط الأزمة من تعقيد المشهد، بعدما تبنّى مجلس محافظيها قرارًا يتهم إيران بعدم الامتثال لالتزاماتها بموجب اتفاق الضمانات النووية. وردّت طهران بتشغيل مركز جديد لتخصيب اليورانيوم، في تصعيد مباشر يعكس حدة التوتر.
وقد وصفت “الخارجية” وهيئة الطاقة الذرية الإيرانيتان قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه “سياسي ويكشف طبيعتها”، مشيرة إلى أن “سياسة التعاون مع الوكالة أدت لنتائج عكسية بسبب التعامل السياسي”.
وفي المقابل، استغلت إسرائيل تصريحات المدير العام للوكالة رافائيل غروسي، الذي لم يتمكن من الجزم بأن البرنامج النووي الإيراني مدني بالكامل، بسبب نقص المعلومات الواردة من طهران، إضافة إلى تحديد الوكالة لـ3 مواقع شهدت أنشطة تخصيب مشبوهة.
وسارعت وزارة الخارجية الإسرائيلية لإطلاق سيل من الاتهامات، معتبرة أن إيران “متورطة في برنامج أسلحة نووية سري ومنهجي”، وأنها “تراكم بسرعة كميات من اليورانيوم المخصب بدرجات عالية، بما يثبت أن برنامجها لا يمكن أن يكون سلميًا”.
ويُعتقد أن هذه التصريحات جاءت في إطار تمهيد إسرائيلي لتبرير أي عمل عسكري محتمل ضد طهران، خصوصًا في أعقاب تقرير شبكة “سي بي إس” الأميركية، الذي نقل عن مصادر مطلعة أن واشنطن تبلّغت رسميًا بأن إسرائيل باتت مستعدة تمامًا لتنفيذ ضربة ضد إيران، وأن الإدارة الأميركية تتوقع ردًا إيرانيًا يشمل استهداف قواعد أميركية في العراق.
في المقابل، نقلت وسائل إعلام عن مسؤول إيراني رفيع قوله إن دولة صديقة في المنطقة حذّرت طهران من هجوم إسرائيلي محتمل، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد المتسارع هو جزء من “حرب نفسية تهدف للتأثير على مسار المفاوضات النووية”.
في خضم التصعيد القائم، تواصل طهران التأكيد على أن ما يُمارس ضدها من ضغوط لا يعدو كونه “جزءًا من تكتيكات تفاوضية” أو حربًا نفسية تهدف إلى دفعها لتقديم تنازلات قبيل انطلاق جولة جديدة من المفاوضات، المقررة الأحد المقبل في مسقط، وفق ما أكده وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي.ورغم تمسكها بخيار الحوار، لم تتخلَّ إيران عن التلويح بالتصعيد، مؤكدة استعدادها لمواجهة جميع السيناريوهات، ومحذرة في الوقت نفسه من “أي خطأ في الحسابات قد يُشعل المنطقة”.

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق