
دخل الصراع بين إسرائيل وإيران يومه التاسع، حيث تبادل الطرفان هجمات جديدة في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت بعد يوم من إعلان طهران أنها لن تتفاوض بشأن برنامجها النووي في ظل التهديد.
وبينما شنت طهران موجة جديدة من الهجمات الصاروخية على مدن إسرائيلية، أفادت وكالات أنباء إيرانية بأن إسرائيل استهدفت منشأة أصفهان النووية، لكن لا يوجد تسرب لمواد خطيرة جراء ذلك.
كما هاجمت إسرائيل مبنى في مدينة قم، حيث أشارت تقارير أولية إلى مقتل فتى يبلغ من العمر 16 عاما وإصابة شخصين.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش قتل سعيد إيزداي القائد المخضرم في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني، في قصف استهدف شقة بمدينة قم. فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن سلسلة هجمات على مواقع تخزين وإطلاق صواريخ في إيران.
بعد قصف موقع نووي في أصفهان وسط إيران للمرة الثانية منذ بدء الحرب مع إيران في 13 يونيو، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، أنه عمق الضربة ضد المنظومة النووية الإيرانية في أصفهان.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي ديفرين، في الإحاطة الصحافية اليومية، إن «ضربتنا أضرت بالموقع النووي في أصفهان».
كما أضاف ديفرين أن الجيش الإسرائيلي يعمل بحرية في سماء غرب إيران. وأردف: «قتلنا قيادات في إيران هدفها تدمير إسرائيل».
ومضى قائلاً: «قتلنا محمد سعيد إيزَدي قائد فيلق فلسطين بالحرس الثوري بهجوم في قم». وتابع أن «إيزدي من القلة الذين عرفوا بشكل مسبق عن هجوم 7 أكتوبر 2023».
كذلك أكمل بالقول: «نحرم إيران من إعادة بناء قواتها في المستقبل».
فيما أعلن ديفرين أن الجيش الإسرائيلي اعترض 40 مسيرة إيرانية.
كما أضاف أن «أكثر من 1000 مسيرة إيرانية أطلقت نحونا منذ بدء الهجمات»، مشدداً على أن إسرائيل تعمل على اعتراض تهديد المسيرات الإيرانية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن بوقت سابق اليوم أنه قصف موقعاً نووياً في أصفهان وسط إيران، للمرة الثانية منذ 13 يونيو. وقال في بيان إن سلاح الجو هاجم الليلة الماضية «للمرة الثانية الموقع النووي في أصفهان، والذي تم استهدافه للمرة الأولى في اليوم الاول للعملية» العسكرية، مشيراً إلى استهداف منشأة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي.
كما أعلن أيضاً «القضاء» على 3 قياديين في الحرس الثوري الإيراني، بينهم محمد سعيد إيزدي قائلاً إنه كان «حلقة الوصل» بين طهران وحركة حماس. وأوضح أنه استهدف سعيد إيزدي «داخل شقة اختباء سرية» في منطقة قم جنوب طهران.
فيما أفادت وكالتا الأنباء الإيرانيتان مهر وفارس بتعرض موقعاً نووياً في أصفهان لهجوم إسرائيلي. ونقلتا عن مسؤول محلي قوله إنه «خلال الهجوم الذي وقع فجر اليوم على موقع أصفهان النووي، كانت معظم الانفجارات على ارتباط بالدفاعات الجوية»، مؤكداً «عدم رصد أي تسرب لمواد خطرة».
من جانبه أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الوضع صعب للغاية.
وقال في تصريحات صحافية من اسطنبول، حيث وصل أمس السبت من أجل حضور قمة وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، إن «أميركا منخرطة في الضغط علينا، وهذا أمر مؤسف».
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة دعمت الهجمات الإسرائيلية منذ البداية.
رغم ذلك، أكد أن طهران مستعدة للتفاوض على حل سلمي للبرنامج النووي، لكنه كرر المطالبة بضرورة وقف الحرب أولاً.
إلى ذلك، شدد على أن الشعب الإيراني يقف وراء الجيش ويدعمه.
ولفت إلى أن بلاده «تمارس حقها الشرعي في الدفاع عن النفس ضد عدوان إسرائيل غير المبرر».
وتوعد رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجئي، المتعاونين مع إسرائيل بإصدار عقوبات صارمة وفورية بشأنهم.
وقال خلال زيارة لمكان احتجاز بعض أهم المعتقلين العملاء للموساد في الأحداث الأخيرة «سيواجهون عقوبات صارمة فورا».
كما أضاف محسني إيجئي: «يجب الإسراع في استكمال ملفات العناصر الرئيسية المرتبطة بإسرائيل وإحالتها إلى المحكمة..».
وتابع «ينبغي أن تكون السرعة أولوية في استكمال ملفات العناصر الموقوفين. نحن في حالة حرب، وعلى الأجهزة الأمنية أن تحيل الملفات بسرعة إلى المحققين والقضاة»، مضيفاً «يجب أن تصل هذه الملفات إلى نتائج نهائية بأسرع وقت ممكن».
والأسبوع الماضي قال محسني إيجئي: «بدون تساهل وبحزم كامل، سوف يواجهون أقسى عقوبة وفقا للقوانين المطبقة وبأقصى سرعة»، بحسب وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية.
كما قال إن أي شخص سوف يُحتجز لوجود أي من تلك الصلات سوف يحاكم على الفور، وسوف تُصدر الأحكام بسرعة وسوف تنفذ العقوبات بشكل سريع وعلني بالوضع في الاعتبار وضع الحرب الحالي.
وأعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، عن فرصة أخيرة للمغرر بهم من إسرائيل لتسليم أنفسهم وأسلحتهم، محددا التاريخ بأنه الأول من شهر يوليو القادم.
وقال المجلس في بيان «كل من خدعهم النظام الصهيوني... يُمنحون مهلة حتى نهاية يوم الأحد، الأول من يوليو القادم، كحد أقصى، للتقدم إلى المقر الرئيسي لوزارة المخابرات، أو جهاز استخبارات الحرس الثوري، أو أحد مراكز الشرطة ومراكزها، أو قواعد الباسيج، ليستفيدوا من العفو .. بتسليم طائراتهم الصغيرة ومعداتهم وأسلحتهم والعودة».
ومنذ بدء الحرب في 13 يونيو، اعتقلت السلطات الإيرانية عشرات المتعاونين مع الجانب الإسرائيلي وتفكيك مصانع لتجهيز الطائرات المسيرة، من أجل تنفيذ هجمات في البلاد.
يشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية كانت أظهرت مدى تسلل الاستخبارات الإسرائيلية داخل إيران وقدرتها على شن هجمات من قلب الأراضي الإيرانية.
فيما كشفت مصادر مطلعة سابقا، عن تسلل عناصر من الموساد منذ أشهر إلى داخل إيران، وتدريب فرق عدة، فضلا عن إدخال قطع مسيرات عبر رجال أعمال وجهات تجارية محلية بدون علمها، في سيناريو شبيه بما حصل مع حزب الله في لبنان الصيف الماضي، عبر ما عرف بعملية «البيجر»، التي تفجرت بمئات من عناصر الحزب.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، أمس السبت، أن منشأة لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في أصفهان بإيران تعرضت لضربة بعد الهجوم الإسرائيلي على الموقع النووي.
وقالت الوكالة ومقرها فيينا في بيان لمديرها رافاييل غروسي «تم استهداف ورشة تصنيع أجهزة الطرد المركزي في أصفهان، وهي ثالث منشأة من هذا النوع تُستهدف في هجمات إسرائيلية على مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني خلال الأسبوع الماضي».
كما أضاف «نحن نعرف هذه المنشأة جيدًا. لم يكن هناك أي مواد نووية في هذا الموقع، وبالتالي فإن الهجوم عليه لن يترتب عليه أية عواقب إشعاعية»، وفق ما نقلته «فرانس برس».
وأكد أكبر صالحي، معاون الشؤون الأمنية في محافظة أصفهان، أن الهجمات الإسرائيلية ألحقت أضرارا بالمنشاة من دون أن تسفر عن خسائر بشرية.
وكشفت صور أقمار صناعية سابقا وجود أضرار مرئية في أصفهان في ما لا يقل عن هيكلين داخل الموقع، بالإضافة إلى علامة احتراق واضحة قرب أطراف المنشأة النووية، وفق ما نشرته شركة «ماكسار».