
نقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء، أمس الأحد، عن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية عبد الرحيم موسوي قوله لوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إن لدى طهران شكوكا كبيرة في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار.
وقال موسوي «بما أن لدينا شكوكا تامة في وفاء العدو بالتزاماته، بما في ذلك وقف إطلاق النار، فإننا مستعدون لمنحه ردا قويا إذا كرر العدوان».
أتى ذلك بعدما تلقى وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، اتصالاً هاتفياً من رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء عبدالرحيم موسوي، طبقاً لما ذكره عبر حسابه على «إكس».
وبحث وزير الدفاع السعودي مع رئيس الأركان الإيراني، العلاقات الثنائية في المجال الدفاعي، كما ناقشا تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة للحفاظ على الأمن والاستقرار.
جاءت هذه التطورات بعدما أنهى وقف إطلاق النار حربا جوية استمرت 12 يوما بين الجانبين.
إذ اندلعت مواجهات متبادلة غير مسبوقة بين الجانبين، فيما أدت الحرب إلى تدخل أميركي في الصراع، إذ شنت الولايات المتحدة غارات وهجمات على 3 منشآت نووية، مساء السبت الماضي، طالت منشأة فوردو ونطنز وأصفهان.
لترد طهران مستهدفة قواعد عسكرية في قطر والعراق، من دون تسجيل أية إصابات، قبل أن يعلن ترامب بعد ساعات وبشكل مفاجئ وقف إطلاق النار.
من جانب أخر أعلنت السلطة القضائية في إيران، أمس الأحد، أن الهجوم الذي شنته إسرائيل في 23 يونيو على سجن إيفين بالعاصمة طهران أودى بحياة 71 شخصا على الأقل.
وقال الناطق باسم السلطة القضائية أصغر جهانكير إنه «بحسب الأرقام الرسمية، قتل 71 شخصا في الهجوم على سجن إيفين»، في إشارة إلى الضربة التي استهدفت، الاثنين، المجمّع شديد التحصين والواقع شمال طهران في إطار الحرب بين إسرائيل وإيران التي بدأت في 13 يونيو واستمرت 12 يوما.
وأضاف جهانكير في تصريحات نقلتها وكالة «ميزان للأنباء» التابعة للسلطة القضائية «في الهجوم على سجن إيفين، قتل 71 شخصا من بينهم موظفون إداريون وشبان يؤدون خدمتهم العسكرية وسجناء وأفراد من عائلات السجناء كانوا يزورونهم، وجيران يسكنون في محيط السجن».
وفي وقت سابق، ذكر جهانجير أن أجزاء من المبنى الإداري لسجن إيفين في العاصمة طهران تضررت جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفته.
وسجن إيفين يقع في شمال غرب طهران، وهو عبارة عن مجمع ضخم محصن بشدة ومعروف بين الناشطين المختصين بحقوق الإنسان.
بدوره، وجّه وزير خارجية الإيراني، عباس عراقجي، رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وإلى رئيس مجلس الأمن الدولي، أكّد فيها على مسؤوليات إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب الهجوم على إيران.
وأكد عراقجي في رسالته أن مجلس الأمن، بموجب المادة 39 من ميثاق الأمم المتحدة، «مُلزم بالتحقق من وقوع عمل عدواني من قِبل إسرائيل ضد سيادة إيران وسلامة أراضيها».
كما تابع: «بناءً على ذلك، نطلب رسمياً من مجلس الأمن أن يعترف بالكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية كجهات بادئة بالعدوان، وأن يحمّلهما المسؤوليات المترتبة على ذلك، بما في ذلك دفع التعويضات وجبر الأضرار»، وفق لوكالة تسنيم الإيرانية.
وشدد عراقجي على أنه في الوقت الذي تُعد فيه هذه المواقف بمثابة الحد الأدنى المطلوب لضمان سيادة القانون على المستوى الدولي – ولا سيما بالنظر إلى الالتزامات العامة الملقاة على عاتق الدول بعدم الاعتراف بانتهاكات القواعد الآمرة في القانون الدولي – فإن قيام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بمهامه الأساسية في حفظ السلم والأمن الدوليين، كما هو منصوص عليه في الفقرة الأولى من المادة الرابعة والعشرين من الميثاق، يُعتبر ضرورة لا يمكن التغاضي عنها أو إنكارها، وفق الرسالة.
إلى ذلك، أكد معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، تعليقاً على ما أعلنه المسؤولون الأميركيون بشأن موعد المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، أنه «لم يُحدَّد أي موعد للتفاوض، وما يُقال في هذا الصدد غير صحيح».
أتى ذلك بعدما شدد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن على المجتمع الدولي اتخاذ الخطوات اللازمة للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني.
وقال خلال زيارة قام بها وزير الداخلية الألماني، ألكسندر دوبريندت، لموقع الهجوم الصاروخي الإيراني في بات يام، على مشارف تل أبيب، الأحد، إن «نتائج استراتيجية النظام الإيراني الهمجية في قصف المراكز السكانية المدنية، بلا خجل وبصورة متعمدة، بالصواريخ الباليستية، واضحة».
كما تابع أن هذه «جريمة حرب واضحة، ورأى أن المرشد الأعلى لإيران خامنئي نفسه، اعترف قبل أيام قليلة بأن هذا هو ما كانوا يهدفون إليه»، بحسب تعبيره.
ورأى أن على المجتمع الدولي الآن اتخاذ الخطوات اللازمة، معتبراً قرار إيران بوقف الرقابة والتفتيش من قِبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على برنامجها النووي مواصلة للخداع والاستهزاء بالمجتمع الدولي، وفق كلامه.
وقال «إن الوقت الآن حان بعد أن رأينا ما يستطيعون فعله، أن يتعامل المجتمع الدولي بجدية مع برنامج إيران النووي»، بحسب وكالة «فرانس برس».
يذكر أن على مدة 12 يوماً، اندلعت مواجهات متبادلة غير مسبوقة بين الجانبين، فيما أدت الحرب إلى تدخل أميركي في الصراع، إذ شنت الولايات المتحدة غارات وهجمات على 3 منشآت نووية، مساء السبت الماضي، طالت منشأة فوردو ونطنز وأصفهان.
لترد طهران مستهدفة قواعد عسكرية في قطر والعراق، من دون تسجيل أية إصابات، قبل أن يعلن ترامب بعد ساعات وبشكل مفاجئ وقف إطلاق النار.
بدوره، أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الخميس، أن الأضرار التي لحقت بمنشآت بلاده النووية بعد 12 يوما من الحرب مع إسرائيل «كبيرة»، في حين أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن البرنامج النووي الإيراني تراجع «عقودا».
إلى ذلك، أوضح خبراء نوويون أن الضربات الأميركية دمرت مصانع التعدين الإيرانية، وبالتالي حطمت قدرة طهران على صنع نواة القنبلة النووية على المدى القريب، مشيرين إلى أن إعادة بناء المواقع الحيوية قد تستغرق سنوات.