
غزة – “وكالات”: في ظلّ استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين، من جرّاء غارات شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدرستَين تستخدمان لإيواء النازحين في مدينة غزة وجباليا البلد، شمالي القطاع، كما نسف جيش الاحتلال منازل سكنية عدّة تقع شرقي مدينة غزة.
وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر، منذ فجر الأحد، أكثر من 19 منزلاً فوق رؤوس ساكنيها في حي التفاح ومنطقتي جباليا البلد والنزلة، شمالي القطاع، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، إنذاراً إلى المدنيين الفلسطينيين بإخلاء منازلهم في 18 حياً شمالي قطاع غزة والنزوح عنها، تمهيداً لقصفها وتدميرها. وقال متحدث باسم الجيش، عبر منصة إكس: “تحذير خطير إلى كل الموجودين بمنطقة مدينة غزة وجباليا وفي أحياء الزيتون الشرقي، البلدة القديمة، التركمان، الجديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، جباليا البلد، جباليا النزلة، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام وتل الزعتر”.
أضاف: “الجيش الإسرائيلي يعمل بقوة شديدة جداً في هذه المناطق، وهذه الأعمال العسكرية ستتصاعد وستشتد، وستمتد غرباً إلى مركز المدينة لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية”، وفق ادعائه. وتابع: “قوات الجيش توجد في منطقة محور صلاح الدين (شرق مدينة غزة) ولذلك تم إغلاق المحور”. وموجهاً إنذاره إلى الفلسطينيين قال: “أخلوا فوراً غرباً وبعدها جنوباً إلى منطقة المواصي عبر طريق الرشيد”.
من جهة أخرى، كشفت جريدة “العربي الجديد”، في تحقيق نشرته أمس الاثنين، كيف عمل فيليب رايلي، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية، على خداع العالم في الأشهر الماضية عبر الإعلان عن مؤسسة غزّة الإنسانية باعتبارها مستقلة، بينما كان يعمل ويخطط بناء على مطالب إسرائيلية لتطوير نموذج لتوزيع مساعدات غزة، إضافة إلى ضمان وجود مقاولين عسكريين تابعين له يشرفون على العملية، وكيف عمل جنباً إلى جنب مع إسرائيل لتعميق معاناة سكان القطاع، وهو ما تطلب تأسيس أكثر من شركة في أوقات متقاربة والاستفادة من عمله استشارياً في شركة أخرى.
سياسياً، عادت الأنظار نحو قطاع غزّة بعد انتهاء المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية، وشكلت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتتالية حول غزة وقرب التوصل إلى اتفاق إشارة بشأن انطلاق قطار المفاوضات المتعطل، بما في ذلك قوله، الجمعة الماضي، إنه “يعتقد أن وقفاً لإطلاق النار سيتحقق خلال الأسبوع المقبل”. وعاد بعد ذلك، أمس الأحد، وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال: “أبرموا الاتفاق في غزة. أعيدوا الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)”. وتفتح التصريحات والنقاش الدائر حالياً بشأن مفاوضات غزة باب التساؤل حول مصير أي اتفاق محتمل وفرصه، في ظل الموقف الإسرائيلي المعروف سلفاً، الرافض فكرةَ إنهاء الحرب والمتمسك بتهجير الغزيين إلى خارج القطاع.
ويأتي هذا في وقت زار وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر البيت الأبيض، أمس الاثنين، لإجراء محادثات حول الحرب في غزة وإيران، فضلاً عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المُقررة إلى واشنطن، وفقاً لما نقله مراسل موقع أكسيوس الأمريكي باراك رافيد عن مصدر مُطّلع على التفاصيل، الجمعة، وأفاد رافيد في تدوينة على منصة إكس، نقلاً عن مسؤول أميركي كبير، بأن زيارة نتنياهو مُتوقعة في النصف الثاني من يوليو المقبل.
من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أمس الاثنين، أنّ هناك انخراطاً قطرياً في جهود الوصول لاتفاق حول الملف النووي الإيراني وذلك بعد انتهاء المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحديث عن وجود محادثات بشأن غزة، وذلك رغم وجود نوايا أميركية جدية للدفع باتجاه عودة المفاوضات.
وقال الأنصاري بشأن مفاوضات غزة إنّ المناقشات التي تجري حالياً لا ترتق إلى ما وصلت إليه في وقت سابق، مضيفاً “لا يمكن القول إن هناك مفاوضات تجري الآن بين الأطراف، وإنما هناك اتصالات للوصول لصيغة للعودة للمفاوضات”، معتبراً أنه من المبكر الحديث عن إطار زمني للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع.
وأشار إلى أن هناك نيات أمريكية جدية للدفع باتجاه عودة المفاوضات حول غزة لكن هناك تعقيدات في هذا الشأن، وقال “أصبح من الصعب تقبل استمرار الخسائر البشرية في قطاع غزة، والربط بين الجانبين الإنساني والعسكري في غزة، فالتعنت الإسرائيلي لا زال يمنع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وإدخال المساعدات المتكدسة على حدود قطاع غزة لا يحتاج إلى آلية جديدة فهناك منظومة جاهزة للتعامل مع هذا الوضع”.