
«وكالات» : ناشد وزير الطوارئ والكوارث السوري رائد الصالح، الاتحاد الأوروبي الثلاثاء تقديم المساعدة لإخماد حرائق الغابات المستعرة لليوم السادس في غرب البلاد، والتي أتت على نحو 100 كيلومتر مربع من الغابات بحسب تقديرات أولية للأمم المتحدة.
وقال الصالح: «طلبنا من الاتحاد الأوروبي المساعدة في إخماد الحرائق» في ريف اللاذقية، موضحاً أن طائرات إطفاء قادمة من قبرص من المقرر أن تتدخل الثلاثاء للمساهمة في إطفاء النيران، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
فيما أضاف أن «الرياح القوية تسببت الليلة الماضية بتوسع الحرائق إلى قرية الغسانية بريف اللاذقية»، مبيناً أن فرق الدفاع المدني تمكنت من إجلاء النساء والأطفال، وأخمدت النار بمشاركة شباب القرية، حسب التلفزيون الرسمي.
وسبق وأن طلبت السلطات مساعدة دول الجوار، ووصلت طائرات وسيارات إطفاء قادمة من تركيا والأردن ولبنان. ولفت الصالح إلى أن فرقاً تركية وأردنية تشارك في عمليات إخماد الحرائق إلى جانب الطيران التركي والأردني واللبناني والطيران السوري، متوقعاً أن يصل عدد الطائرات المشاركة إلى 20.
كذلك شدد على أن «الظروف الجوية تسهم بشكل كبير في امتداد الحرائق، إضافة إلى عدم وجود خطوط نار في الجبل، وعدم تأهيل الغابات ووجود الكثير من الأخشاب اليابسة، إضافة إلى انفجار مخلفات الحرب».
يشار إلى أنه بالتزامن مع موجة حر تضرب المنطقة منذ مطلع يوليو 2025، تجتاح حرائق ضخمة غابات ومناطق حرجية في تركيا وسوريا تسببت بخسائر مادية وبشرية كبيرة، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة وصعوبات في عمليات الإخماد في سوريا بسبب وجود ألغام من مخلفات الحرب ووعورة التضاريس وضعف الإمكانيات والموارد.
وتظهر التقديرات الأولية إلى أن حرائق الغابات في اللاذقية «أثرت على نحو 5 آلاف شخص، بينهم نازحون، في أكثر من 60 تجمعاً سكانياً»، وفق ما كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا لفرانس برس.
كما أردفت الأمم المتحدة أن الحرائق «حولت نحو 100 كيلومتر مربع من الغابات والأراضي الزراعية إلى رماد، أي ما يعادل أكثر من 3 في المئة من مجمل الغطاء الحرجي في سوريا».
كذلك أفادت بأنه «تم إخلاء ما لا يقل عن 7 بلدات في ريف اللاذقية كإجراء احترازي».
وامتدت سلسلة الحرائق التي اندلعت في ريف اللاذقية الشمالي إلى مناطق مأهولة ما أجبر السلطات على إخلاء بعض البلدات والقرى المحاذية للمناطق المشتعلة، من دون تسجيل ضحايا بشرية بين صفوف المدنيين أو فرق الإطفاء.
يذكر أنه بعد 7 أشهر على إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد، لا تزال سوريا تعاني تداعيات نزاع استمر أكثر من عقد، ومنها مخلفات متفجرة منتشرة في مناطق واسعة من البلاد.
ومع ارتفاع نسبة الجفاف وحرائق الغابات في العالم نتيجة التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري، تعرضت سوريا في السنوات الأخيرة لموجات الحر شديد وتراجع حاد في الأمطار وحرائق حرجية متكررة.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) قد أفادت في يونيو بأن سوريا «لم تشهد ظروفاً مناخية بهذا السوء منذ 60 عاماً»، محذرة من أن الجفاف غير المسبوق يهدد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي.