
«وكالات» : استشهدت امرأتان وأصيب آخرون -بينهم راعي كنيسة دير اللاتين في قطاع غزة الأب جبرائيل رومانيللي- أمس الخميس في قصف إسرائيلي استهدف الكنيسة الكاثوليكية بمدينة غزة.
وأكد مستشفى المعمداني استشهاد امرأتين وإصابة الأب جبرائيل فضلا عن إصابة عدد آخر من النازحين في الغارة التي استهدفت كنيسة العائلة المقدسة.
وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) أن 6 أشخاص أصيبوا بجروح خطيرة، في حين أصيب كاهن الكنيسة الأب جبرائيل رومانيللي -الذي كان يُطلع البابا الراحل فرانشيسكو بانتظام على مستجدات الحرب- بجروح طفيفة في ساقه.
وألحقت الغارة أضرارا بكنيسة العائلة المقدسة، وهي الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة داخل القطاع الفلسطيني، وفق البطريركية اللاتينية في القدس.
وتعليقا على الاستهداف، قال بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر في بيان إنه يعرب عن حزنه «بعد مقتل شخصين في هجوم على كنيسة كاثوليكية في غزة»، مجددا دعوته لوقف إطلاق النار الفوري.
بدورها، أدانت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني قصف إسرائيل الكنيسة الكاثوليكية في غزة، وأكدت أن هجماتها على المدنيين «غير مقبولة ولا يمكن تبريرها».
كذلك قال جيش الاحتلال إنه «على دراية بادعاء استهداف كنيسة في مدينة غزة»، مشيرا إلى تحقيقه في ظروف الحادث.
واستهدف جيش الاحتلال سابقا كنيسة العائلة المقدسة التي تؤوي نازحين في قطاع غزة، مما أدى إلى أضرار جسيمة، كما استهدف كنيسة القديس برفيريوس التي تعد أقدم كنيسة في غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم، مما أسفر عن شهداء وجرحى.
من ناحية أخرى قالت مصادر طبية إن 22 فلسطينيا استشهدوا منذ فجر أمس الخميس جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على غزة، وسط تحذيرات أممية من خطورة الوضع الإنساني في القطاع.
وأفادت مصادر في مستشفيات غزة بأن 13 من الشهداء الذين ارتقوا منذ فجر أمس استشهدوا في مدينة غزة وسط القطاع.
كما أفاد مصدر في الإسعاف باستشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف شنته مسيّرات إسرائيلية على عناصر تأمين المساعدات بمنطقة التوام شمال قطاع غزة.
كما استشهد 4 فلسطينيين في قصف جوي استهدف شقة سكنية في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة وسط القطاع.
وفي مخيم البريج شرق المحافظة الوسطى استشهد 5 فلسطينيين -بينهم أطفال ونساء- وأصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي بالمسيّرات استهدف خياما للنازحين.
وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مدرستي أبو حلو الشرقية وأبو حلو الغربية في مخيم البريج، مما أدى إلى اندلاع حريق في خيام النازحين.
وفي جنوب القطاع، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن طائرات إسرائيلية نفذت الليلة الماضية غارات على المناطق الشمالية لمدينة خان يونس جنوبي غزة.
وبالتزامن مع تلك الغارات نسفت قوات الاحتلال منازل في منطقة بطن السمين جنوب خان يونس.
إلى ذلك، دعا منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر الأربعاء مجلس الأمن الدولي إلى تقييم مدى وفاء إسرائيل بالتزاماتها في قطاع غزة، محذرا من أن الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني أصبح كارثيا.
وقال فليتشر خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي في نيويورك لمناقشة الوضع الإنساني بغزة إن إسرائيل بصفتها القوة التي تحتل غزة ملزمة بضمان حصول الناس على الغذاء والإمدادات الطبية، لكنها لا تفعل ذلك «بل إن المدنيين في غزة يتعرضون للقتل والإصابات والتهجير القسري والتجريد من الكرامة الإنسانية».
واستعرض المسؤول الأممي جوانب من المعاناة الإنسانية في القطاع، مؤكدا أن «الكلمات تعجز عن وصف الأوضاع بغزة».
وأكد فليتشر أن «الغذاء ينفد، ومن يسعون إلى الحصول عليه يخاطرون بالتعرض لإطلاق النار، الناس يموتون وهم يحاولون إطعام عائلاتهم».
وأشار المنسق الأممي إلى بعض التصريحات الأخيرة الصادرة عن أعضاء في الحكومة الإسرائيلية بشأن حرمان الفلسطينيين من الطعام بشكل متعمد، وقال «تجويع المدنيين يعد جريمة حرب».
ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر أصدرتها محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح العديد من سكان القطاع.
من جانب آخر اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الخميس مدنا وبلدات في الضفة الغربية المحتلة، وشنت حملة اعتقال وتفتيش وفجرت منازل لعائلات شهداء.
ففي شمال الضفة، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن قوة خاصة إسرائيلية حاصرت منزلا في جبل الثور بمخيم الفارعة جنوب طوباس، وأصابت شابا في محيط المنزل.
وقالت مصادر محلية إن القوة الإسرائيلية منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى الشاب المصاب، واعتقلته قبل أن تنسحب من وادي الفارعة.
وفي شمال الضفة أيضا، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قباطية جنوب جنين وفرض حظرا للتجول في البلدة وانتشرت في عدد من حاراتها.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة صباح أمس الخميس برفقة جرافة عسكرية ودهمت عدداً من المنازل وحطمت محتوياتها.
وأضافت أن قوات الاحتلال أخلت عدداً من المنازل في حارة الزكارنة ومنطقة الجلمة بقباطية وحولتها لثكنات عسكرية، كما داهمت منزل مواطن فلسطيني واعتقلته بعد تفتيش المنزل وتخريب محتوياته، وشنت حملة احتجاز واسعة لعدد من الشبان في البلدة.
كما أفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال اعتقلت شقيقين فلسطينيين بعد الاعتداء عليهما بالضرب المبرح في بلدة قباطية.
وقالت مصاد فلسطينية إن قوات الاحتلال فجرت منزلي الشهيدين محمد وأسعد نزال كما دفعت بتعزيزات عسكرية إضافية إلى البلدة، تمهيدا لهدم منزلين آخرين للشهيدين زكارنة والشلبي، وفخخوهما بالمتفجرات تمهيداً لهدمهما، حيث كانت سلطات الاحتلال قد أخطرت بهدمهما في 20 من يونيو الماضي، وذلك على خلفية تنفيذهما عملية إطلاق النار المعروفة باسم عملية الفندق المشتركة التي أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة عدد آخر العام الماضي.
كما اعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس الخميس 4 فلسطينيين من مخيم بلاطة شرقي نابلس.
ونقلت وفا عن مصادر أمنية أن قوات إسرائيلية اقتحمت المنطقة الشرقية من المدينة، ودهمت منازل عدة في مخيم بلاطة، وفتشتها وعبثت بمحتوياتها واعتقلت منها 4 مواطنين.
وفي جنوب الضفة الغربية المحتلة، أفادت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت مواطنين فلسطينيين اثنين من قرية الولجة في بيت لحم بعد مداهمة منزليهما وتفتيشهما.
وشهدت قرية «برقة» دمارا واسعا خلّفه مستوطنون إسرائيليون عقب اقتحامها الليلة الماضية، حيث أحرقوا عشرات المركبات، وحاولوا إحراق منزلين.
ووفق مصادر محلية، تصدى الأهالي للهجوم قبل أن تقتحم قوات الاحتلال القرية، وتعرقل وصول سيارات الدفاع المدني لإخماد الحرائق التي امتدت إلى الأحراش.
ووثق مقطع فيديو استخدام المستوطنين مواد حارقة، قبل أن يصادرها جنود الاحتلال بزعم التحقيق. ورغم انسحاب المهاجمين إلى بؤرة «تسور هرئيل» الاستيطانية، أعرب السكان عن مخاوفهم من تكرار مثل هذه الهجمات، كما يحدث في قرى شمال وشرق رام الله.
من ناحية أخرى قال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الأربعاء، إن المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة تمضي بشكل جيد.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حفل توقيع قانون في واشنطن: «لدينا بعض الأخبار الجيدة بشأن غزة وبعض الأمور الأخرى التي نعمل عليها»، موجها الشكر لويتكوف.
وفي وقت سابق، عُقد اجتماع بين الوفد الإسرائيلي وكل من الوفدين القطري والمصري، قدم خلاله الجانب الإسرائيلي خرائط جديدة تعكس مرونة إضافية من طرفه، وفقا لصحيفة «جيروزاليم بوست».
ونقل موقع الصحيفة عن مصدر مطلع على المفاوضات قوله: «التركيز الآن لم يعد على ممر موراج، بل على الوجود الإسرائيلي في منطقة رفح، فهناك يتمحور النقاش حاليا».
وأضاف المصدر أن الوسطاء متفائلون، ويعتقدون أن الخرائط الجديدة تشكل تقدما كبيرا في فرص التوصل إلى اتفاق قريب.
ومن جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الوسطاء يركزون في المرحلة الحالية حول انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة خلال الهدنة بما في ذلك انسحاب ملموس من رفح.
وأشارت الهيئة إلى أن مسودة اتفاق غزة تشمل إطلاق سراح 28 محتجزا إسرائيليا على مدار هدنة تمتد لـ60 يوما، موضحة أن إسرائيل ستبدأ بانسحاب تدريجي من شمال قطاع غزة، يتبعه انسحاب من مناطق في جنوب القطاع.
وبحسب مسودة الاتفاق التي صيغت بالتعاون مع الوسطاء، فإن الإفراج عن الـ28 محتجزا إسرائيليا، سيكون على النحو التالي: 10 أحياء و18 جثمانا، وذلك مقابل وقف شامل للنشاط العسكري وتدفق مساعدات إنسانية إلى القطاع تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
ويجري تنفيذ الصفقة وفق جدول زمني محدد، إذ يُفرج عن 8 محتجزين أحياء في اليوم الأول، و5 جثامين في اليوم السابع، ثم 5 آخرين في اليوم الثلاثين، ومحتجزين اثنين حيّين في اليوم الخمسين، وفي اليوم الأخير تُسلّم جثامين 8 آخرين.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، تلتزم حركة حماس في اليوم العاشر من الهدنة بتقديم معلومات عن باقي المحتجزين، بينما تكشف إسرائيل معلومات عن أكثر من 2000 معتقل من غزة احتُجزوا إداريا منذ بدء الحرب.
ويتضمّن الاتفاق أيضا التزاما إسرائيليا بإطلاق سراح عدد كبير من السجناء الأمنيين الفلسطينيين، إلى جانب وقف كامل للعمليات العسكرية من لحظة دخول الهدنة حيّز التنفيذ، وتعليق حركة الطيران فوق القطاع لمدة 10 ساعات يوميا، ترتفع إلى 12 ساعة في أيام تسليم المحتجزين.