
«وكالات» : أفادت وسائل إعلام رسمية أمس الثلاثاء بأن استخبارات الحرس الثوري الإيراني حذرت المواطنين الإيرانيين من تزايد محاولات التجنيد من جانب أجهزة مخابرات دول معادية.
ويتزايد قلق إيران حيال التعرض لاختراق من جانب جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في ظل خوضها لحرب غير مباشرة لعقود مع إسرائيل، التي تمكنت من اغتيال عدد كبير من القادة العسكريين والعلماء النوويين في حربها الجوية التي استمرت 12 يوما على إيران الشهر الماضي.
وخلال 9 أيام من الحرب غير المسبوقة بين إسرائيل وإيران، ركزت المخابرات الإسرائيلية عمليتها على استهداف أبرز القادة العسكريين، لا سيما ضمن الحرس الثوري، فضلا عن «العلماء النوويين».
ومنذ 13 يونيو الماضي، اغتالت إسرائيل، سواء عبر الغارات أو المسيرات، والسيارات المفخخة، حوالي 17 عالماً من أبرز عقول إيران النووية، وفق ما نقلت القناة الـ 12 الإسرائيلية في تقرير سابق لها في يونيو الماضي.
فيما دأب الأمن الإيراني منذ بدء الحرب على الإعلان بشكل شبه يومي عن القبض على عشرات «العملاء والجواسيس» الذين تواصلوا مع الجانب الإسرائيلي.
في حين أكد الجانب الإسرائيلي أنه حضر لعمليته هذه، ومن ضمنها التوغل في الداخل الإيراني عبر العملاء منذ سنوات.
وكشفت مصادر إسرائيلية في هذا السياق، أن فرقاً من الموساد انتشرت على الأراضي الإيرانية قبل فترة ودربت عدة مجموعات.
كما استقدمت أجهزة من الخارج عبر شركات تجارية محلية دون علمها في سيناريو شبيه بتفجيرات البيجر التي طالت الصيف الماضي المئات من عناصر حزب الله في لبنان.
يشار إلى أن عمليات الاغتيال تلك تأتي ضمن سلسلة طويلة من المساعي الإسرائيلية السابقة من أجل تعطيل البرنامج النووي الإيراني، سواء عبر التصفيات أو عمليات التخريب السيبرانية التي طالت أكثر من مرة منشآت نووية حساسة في إيران.
من ناحية أخرى أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن شروط بلاده لعقد مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، تعتمد بالدرجة الأولى على رفع العقوبات، واحترام حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وذلك قبل بحث مسألة تفعيل آلية «سناب باك» المقررة في أكتوبر.
ونقل عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، يعقوب رضا زاده، عن عراقجي قوله إن المفاوضات مع روسيا حول القضايا النووية تم التخطيط لها.
كما أضاف أنه ستُعقد محادثات بين إيران والترويكا الأوروبية يوم الجمعة المقبل في إسطنبول، على مستوى نواب وزراء الخارجية، وفق وكالة إرنا الإيرانية.
وذكر رضا زاده أن نواب البرلمان أكدوا على أهمية الحفاظ على قوة البلاد، وعلى ضرورة أن يعكس الفريق الدبلوماسي في المحادثات الجارية القدرات الدفاعية والرادعة لإيران.
جاء ذلك خلال اجتماع لجنة الأمن القومي الذي عُقد أمس الثلاثاء، واستضاف وزير الخارجية عباس عراقجي، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، حيث بحث مسار المفاوضات النووية ودور القوة الصاروخية الإيرانية كورقة ضغط، إضافة إلى التأكيد على أهمية القدرات الدفاعية للبلاد.
يذكر أن باريس أعلنت أن وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي أبلغوا الخميس الماضي نظيرهم الإيراني عزمهم على إعادة تفعيل عقوبات الأمم المتحدة على بلاده إذا لم تُحرز تقدما على صعيد التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن الوزراء الأوروبيين أكّدوا للوزير الإيراني عباس عراقجي «تصميمهم على استخدام آلية (سناب باك) التي تسمح بإعادة فرض كل العقوبات الدولية على إيران، في حال عدم إحراز تقدّم ملموس» على طريق التوصّل «بحلول نهاية الصيف» إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قال الاثنين، إنه «لا موعد محددا أو موقعا محددا الآن»، لعقد أي لقاء جديد بين وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
وشدد بقائي خلال مؤتمر صحافي على أن طهران لن تدخل في أي عملية دبلوماسية إذا لم تكن نتائجها مضمونة سلفاً.
ورداً على سؤال بشأن شروط طهران لاستئناف التفاوض، قال بقائي إن طهران دخلت المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة بجدية، ولكن إسرائيل «ارتكبت جريمة ضد إيران»، قبل الجولة السادسة من التفاوض، في إشارة إلى الحرب التي شنتها إسرائيل على إيران في 13 يونيو.
وتابع: «ما لم نطمئن إلى جدوى وفعالية الدبلوماسية، فلن ندخل في مثل هذا المسار».
وعقد عراقجي وويتكوف 5 جولات من المحادثات حول النووي الإيراني منذ أبريل الماضي، قبل أن تشن إسرائيل ضربات على إيران في 13 يونيو أدت إلى اندلاع حرب استمرت 12 يوما، وذلك قبل الجولة السادسة من التفاوض.