
«وكالات» : قال مصدر حكومي سوري، أمس الاثنين، إن الوضع في محافظة السويداء (جنوبي البلاد) يزداد خطورة وتعقيدا، بسبب انتشار مجموعات مسلحة غير منضبطة تمنع دخول مؤسسات الدولة، وتعرقل الخدمات العامة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية.
وأفاد المصدر بأن معلومات استخباراتية تشير إلى وقوع حالات إعدام في السويداء، مع منع المجموعات المسلحة وزارة الصحة من توثيق هذه الحالات، مؤكدا صعوبة تحديد مناطق آمنة تتيح للمنظمات الدولية تقديم المساعدة، بسبب سيطرة هذه المجموعات على مناطق واسعة.
وكشف المصدر ذاته عن قيام مسلحين باختطاف أحد متطوعي الخوذ البيضاء في أثناء محاولته إجلاء موظفين تابعين لمنظمات دولية من السويداء، إضافة إلى رفض المجموعات المسلحة إدخال بعض المساعدات الإنسانية إلى المحافظة، مشيرا إلى عجز الشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ الدروز البارزين، عن حماية القائمين على تقديم المساعدات.
وأضاف المصدر أن السلطات السورية تمكنت من إجلاء نحو ألف عائلة من البدو والعشائر ومكونات سورية أخرى كانت محاصرة في منطقتي كفرة وشهبا إلى محافظة درعا المجاورة، كما تم إجلاء موظفين تابعين لمنظمات دولية وبعض المرضى، في الوقت الذي تواصل فيه المجموعات المسلحة منع عشرات العائلات من مغادرة السويداء.
وأكد المصدر وجود تقصير واضح من قبل المنظمات الدولية في دعم النازحين في 21 مركز إيواء في درعا، تضم نحو 150 ألف نازح، داعيا هذه المنظمات إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية بشكل كامل.
وشدد المصدر الحكومي السوري على رفض الحكومة أي تسييس للمساعدات الإنسانية من أي طرف، مؤكدا ضرورة تقديم تدخلات إنسانية عاجلة نظرا للحاجة الماسة للسوريين في ظل الأوضاع الحالية.
وكان الدفاع المدني السوري أعلن -السبت- إجلاء نحو 300 مدني، بالإضافة إلى 20 جريحا و8 جثامين لضحايا من السويداء باتجاه العاصمة دمشق عبر معبر بصرى الشام.
وتأتي هذه التطورات في ظل وقف هش لإطلاق النار في السويداء، بعد اشتباكات دامية استمرت أسبوعا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلفت مئات القتلى حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، رغم إعلان الحكومة السورية 4 اتفاقات متتالية لوقف إطلاق النار في المنطقة، لم تصمد 3 منها طويلا.
وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لاحتواء الأزمة الأمنية المتصاعدة في البلاد، وذلك بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر 2024.
من ناحية أخرى أعلنت وزارة الداخلية السورية، أن قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية ألقت القبض على مالك علي أبو صالح، متزعم «غرفة عمليات الساحل» الخارجة عن القانون في منطقة الساحل السوري، في حين جددت إسرائيل التزامها بحماية الدروز في سوريا.
وأضافت الداخلية السورية في حسابها على منصة «إكس» أن قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية تمكنت من إلقاء القبض على «وضاح سهيل إبراهيم، أحد قادة المجموعات الخارجة عن القانون، المتورطين في تنفيذ اعتداءات على حواجز أمنية ونقاط عسكرية خلال شهر مارس الماضي».
وذكرت أيضا أن مديرية الأمن الداخلي في منطقة جبلة، ألقت القبض «على أحد قادة المجموعات الخارجة عن القانون، المجرم إبراهيم نضال عثمان، بالإضافة إلى المجرمَين ماهر نضال عثمان وماهر حسين أحمد علي من المجموعة نفسها».
من جهة أخرى جدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس التزام إسرائيل للدروز في إسرائيل بمواصلة العمل لحماية من وصفهم بإخوانهم الدروز في سوريا.
وأضاف كاتس خلال زيارته لمنزل زعيم الطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف أن مساعدات طبية وإنسانية عاجلة إضافية في طريقها إلى سكان جبل الدروز.
وأكد أنه التقى بعشرات الجنود وضباط الاحتياط الدروز الذين يديرون خطًّا ساخنا لجمع المعلومات بشأن ما يحدث في السويداء ومحيطها.
وتحت ذريعة «حماية الدروز» استغلت إسرائيل الاضطرابات الأخيرة في السويداء وصعّدت عدوانها على سوريا وشنت غارات مكثفة على 4 محافظات ومقرَّي وزارة الدفاع وهيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.