
«وكالات» : استشهد ما لا يقل عن 50 فلسطينيا منذ فجر أمس الأحد في مجازر جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المجوّعين والنازحين في قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية بأن 22 من الشهداء من الباحثين عن الطعام، وقد جرى استهدافهم قرب مركزين للتحكم في المساعدات في جنوب القطاع ووسطه.
وفي التفاصيل، قال جهاز الإسعاف والطوارئ إن 9 فلسطينيين استشهدوا -صباح أمس- بنيران قوات الاحتلال قرب مراكز مساعدات شمالي رفح.
ووقعت هذه المجزرة بعد يومين من زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لأحد المراكز القريبة التي تديرها ما تسمى «مؤسسة غزة الإنسانية» الأمريكية.
وبالتزامن تقريبا، أفادت مصادر في مستشفيي العودة وشهداء الأقصى باستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين قرب مركز توزيع المساعدات شرق مخيم النصيرات في ما يسمى محور نتساريم (وسط قطاع غزة).
وتواترت في الآونة الأخيرة المجازر بحق المجوّعين بمحيط مراكز المساعدات التي تديرها المؤسسة الأمريكية أو خلال احتشادهم في مسار قوافل الإغاثة النادرة التي تدخل القطاع.
وكانت مصادر في مستشفيات غزة أفادت باستشهاد 38 فلسطينيا من منتظري المساعدات السبت.
ومنذ تولي مؤسسة «غزة الإنسانية» التحكم في تدفق المساعدات في مايو الماضي، استشهد أكثر من 1500 فلسطيني وأصيب أكثر من 10 آلاف آخرين بنيران جيش الاحتلال والمتعاقدين الأجانب مع المؤسسة، وفق الأمم المتحدة ووزارة الصحة بالقطاع المنكوب.
في غضون ذلك، أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد 3 مواطنين وإصابة آخرين إثر قصف قوات الاحتلال فجر أمس مدرسة فيصل التي تؤوي نازحين غرب مدينة خان يونس.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية صور مصابين -بينهم أطفال- نقلوا إلى مجمع ناصر الطبي في المدينة.
كما أفاد مصدر طبي بمستشفى الأمل في خان يونس باستشهاد أحد موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وإصابة 3 آخرين إثر قصف إسرائيلي استهدف فجر أمس مقر الجمعية في حي الأمل (غرب خان يونس).
وقال مصدر بالجمعية إن الطابق الأول في المبنى الإداري تعرض لقصف إسرائيلي مباشر -دون سابق إنذار- مما أدى إلى اشتعال النيران في الطابق المستهدف.
كما استهدف قصف إسرائيلي دراجة هوائية بالقرب جنوب خان يونس مما أدى إلى استشهاد شخص، وفقا لمصادر فلسطينية.
وفي تطورات أخرى، أفاد مصدر في المستشفى المعمداني بانتشال جثامين 5 شهداء إثر قصف إسرائيلي على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وأفاد المصدر نفسه بانتشال جثامين 22 شهيدا قضوا في قصف سابق من أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون في المناطق الشرقية للمدينة.
وفي منطقة المخابرات شمال غرب مدينة غزة، قصف الاحتلال مجموعة من عناصر تأمين المساعدات مما أسفر عن شهيدين ومصابين، وفق ما نقلته قناة الأقصى الفضائية.
ووسط القطاع المدمر، تجدد القصف المدفعي شمال مخيم النصيرات.
وكانت مصادر في مستشفيات غزة أفادت باستشهاد 62 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال السبت.
ومنذ استئناف العدوان على غزة في مارس الماضي، استشهد أكثر من 9200 فلسطيني وأصيب نحو 37 ألفا آخرين، حسب وزارة الصحة في القطاع.
من جهة أخرى قال تيد شيبان نائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن هناك مؤشرات واضحة على أن الوضع الإنساني في غزة قد دخل ما بعد عتبة المجاعة.
وأشار شيبان إلى أن واحدا من كل 3 أشخاص في القطاع يقضي أياما كاملة من دون طعام.
من جهته، أكد مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة أن مستشفيات القطاع وثقت 7 وفيات خلال الساعات الـ24 الماضية نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية وسوء التغذية بينها طفل.
وفي ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر، أعلنت وزارة الصحة أن عدد ضحايا التجويع في غزة ارتفع إلى 169، بينهم 93 طفلا.
والسبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة دخول 36 شاحنة مساعدات فقط للقطاع، مؤكدا أن أغلبها تعرض للنهب والسرقة نتيجة الفوضى الأمنية التي يكرسها الاحتلال الإسرائيلي.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بمؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا لكنها مرفوضة أمميا.
ويؤكد الفلسطينيون أن آلية توزيع مساعدات عبر مؤسسة غزة الإنسانية تهدف إلى تجميعهم وإجبارهم على التهجير من أراضيهم، تمهيدا لإعادة احتلال غزة.
وفي وقت سابق السبت، قالت وزارة الصحة بغزة إن حصيلة الضحايا المجوّعين من منتظري المساعدات بلغت 1422 شهيدا، وأكثر من 10 آلاف إصابة منذ 27 مايو الماضي.
من جهة أخرى خرجت مظاهرات واعتصامات في عدة دول عربية وغربية تندد بحرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، وتطالب بوقف الحرب وفك الحصار وفتح المعابر، بعد دعوات عالمية لتصعيد الحراك.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دعت إلى تصعيد الحراك الجماهيري العالمي يوم الأحد الثالث من أغسطس المقبل، نصرة لغزة والقدس والمسجد الأقصى والأسرى الفلسطينيين.
وشددت حماس على ضرورة استمرار التحركات الشعبية والدولية في مواجهة العدوان والإبادة والتجويع الإسرائيلي الممنهج في قطاع غزة.
واعتصم متظاهرون مغاربة أمام مقر القنصلية الأمريكية في مدينة الدار البيضاء، احتجاجا على الدعم الأمريكي العسكري لإسرائيل، والتجويع الممنهج الذي يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة.
وطالب المتظاهرون بفتح المعابر وإدخال المساعدات، معبرين عن غضبهم إزاء ما وصفوه بالعجز الدولي إزاء غزة.
كما واصل نشطاء تونسيون، لليوم الثامن، الاعتصام أمام السفارة الأمريكية بالعاصمة تونس، للتنديد بدعم واشنطن للإبادة الإسرائيلية في غزة والمطالبة بوقف الحرب والتجويع والحصار المفروض على القطاع.
وجدد المشاركون في الاعتصام، المطالبة بفك الحصار عن غزة وفتح المعابر ووقف التجويع والإبادة، ودعوا سلطات بلادهم إلى إغلاق السفارة الأمريكية وطرد سفيرها.
كما شهدت مدينة ميلانو الإيطالية مظاهرة ينظمها إسبوعيا نشطاء ومتضامنون للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ورفع المشاركون شعارات تطالب بإنهاء الحصار المفروض على القطاع، والسماح العاجل بدخول المساعدات الإنسانية، في ظل تفاقم المجاعة.
وخلال المظاهرة، وجه المتظاهرون انتقادات حادة للحكومة الإيطالية، متهمين إياها بالتواطؤ مع إسرائيل، خاصة بعد تصويت روما ضد مقترح فرض عقوبات أوروبية على تل أبيب، وذلك خلال اجتماع سفراء دول الاتحاد الأوروبي الذي عُقد الأسبوع الماضي في بروكسل.
وفي العاصمة الفرنسية باريس، ندد متظاهرون بالصمت الدولي تجاه ما يجري من إبادة في غزة، ودعا المتظاهرون إلى فتح ممرات إنسانية إلى القطاع المحاصر ومحاسبة إسرائيل أمام المحاكم الدولية، وطالبوا الوقف الفوري لجميع أشكال الدعم لإسرائيل.
وفي مدينة مانشستر البريطانية، خرج ناشطون بريطانيون في مسيرة تضامن مع فلسطين جابت الشوارع، ونددوا باستمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة المحاصر واستخدام التجويع سلاحا ضد الأطفال والمدنيين.
ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين وشعارات تدعو إلى وقف جرائم الحرب الإسرائيلية وفتح المعابر لإدخال المساعدات الانسانية الملحة. ودعا المتظاهرون الحكومة البريطانية إلى عدم الاكتفاء بالتعهد بالاعتراف بدولة فلسطينية، ووقف جميع أشكال التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك فرض حظر شامل على صادرات السلاح البريطانية إلى إسرائيل ووقف جميع أشكال التعاون معها.
وخرجت في العاصمة النرويجية أوسلو مظاهرة ندد المشاركون فيها بالتجويع والإبادة الإسرائيلية لسكان قطاع غزة.
وسار المتظاهرون وهم يقرعون الأواني الفارغة التي استخدموها بحسب وصفهم رمزا للبطون الخاوية والوعود الفارغة والواقع المرير الذي يعيشه سكان غزة.
وفي العاصمة السويدية ستوكهولم وبدعوة من منظمات المجتمع المدني، خرج المئات بتظاهرة تطالب بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي ألمانيا خرجت مسيرات جماهيرية في 10 مدن للمطالبة بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وندد المتظاهرون في العاصمة برلين بالانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وطالبوا بوقف التجويع وسياسة الإبادة الجماعية بحقهم.
واستخدمت الشرطة الألمانية العنف ضد المتظاهرين، واعتقلت عددا كبيرا منهم.
نظمت مجموعات حقوقية في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن وقفة تضامنا مع غزة، وتنديدا بالإبادة الإسرائيلية الجارية بحق سكان القطاع.
وتظاهر الناشطون تحت شعار «الجميع في الشارع من أجل فلسطين حرة» واختار المنظمون للوقفة ساحة إيسيلادن الرمزية التي تضم مقر شركة ميرسك المختصة بالنقل البحري التي يتهمها متظاهرون في الدانمارك بالمسؤولية عن نقل السلاح إلى إسرائيل.