
«العربية نت» : بعد أشهر مرّت على جريمة قتل المهندس والأستاذ الجامعي أحمد صبح، في منزله الكائن بقرية الشيخ بدر التابعة لمحافظة طرطوس الساحلية السورية، تكشّفت، منذ ساعات قليلة، خيوط الجريمة التي هزت المحافظة، بعدما ظهر أن ولدي الدكتور القتيل، هما اللذان قاما بالتخطيط والتنفيذ بمعونة من أحد الأشخاص.
وعثر على جثة الدكتور صبح في شهر ابريل الماضي، غارقة بدمائها. ولم تستطع أي جهة تحديد الفاعلين لغياب أي دليل يمكن أن يقود التحقيقات الى خيوط تفضي الى توجيه التهمة بالقتل لأي طرف. بالاضافة الى أن التمويه الذي حصل على مكان الجريمة، والمتمثل بإحداث تلفيات وبعثرة محتويات البيت، للايهام بأن القتل تم بقصد السرقة، أثّر على مجمل التحقيقات التي كانت انتهت دون توجيه تهمة لأحد ، مما أدى بدوره الى استغلال أنصار النظام السوري، للجريمة.
وتصويرها على أنها «جريمة داعشية» بحق أحد الكوادر الجامعية الموالية للرئيس السوري. هذا بالاضافة الى إخضاع الجريمة الى «التجاذبات الطائفية والدينية» التي تغلي بها المنطقة، خصوصا أن القتيل من البيئة الحاضنة للنظام السوري في الساحل ، ليتبين منذ أيام، أن الأستاذ الجامعي قتل على يد ولديه، يامن وحازم، بالاشتراك مع طرف ثالث ساعدهما على التخطيط وارتكاب جريمة يشيب لها الولدان.
بعد أن قرر ولدا الأستاذ الجامعي، قتل والدهما، اتفقا مع طرف ثالث واسمه أحمد عقول، على تنفيذ جريمتهما مقابل إعطائه مبلغاً ماليا ثمناً لاشتراكه بالتخطيط والتنفيذ. ثم قام الأطراف الثلاثة باتباع أقصى درجات التمويه والحذر، وعبر ارتداء قفازات لمنع ترك أي بصمات في مكان الجريمة.
ورغم امتلاك الثلاثة لأسلحة حربية، كالقنابل والديناميت والمسدسات، إلا أنهم آثروا قتل الأستاذ الجامعي من خلال الذبح، بعد أن كمنوا له في بيته في طرطوس، وقاموا بتعطيل جهاز تسجيل التصوير الموجود أصلا في بيت القتيل للحماية.
وماان دخل الى البيت، بعد عودته من محافظة حلب الشمالية، والتي يعمل في جامعتها أستاذاً في هندسة الميكانيك، حتى بادره الثلاثة بالضرب العنيف بقصد السيطرة عليه وإفقاده وعيه.
وبالاعترافات تبين أن الثلاثة قاموا بتثبيت القتيل من يديه ورجليه، وطلب ولداه من شريكهما الثالث أن ينفذ الذبح بعد أن أحضرا له سكينا للقيام بذلك، فقام بغرز السكين في فم الأب، وأخرجها من رقبته، عبر الدّوس بقدمه على مقبض السكين ليسهل اختراقها للرقبة وخروجها من الجهة الأخرى، وقام بتكرار العملية مرة ثانية «ومن نفس مكان الطعن الأول» للتأكد من قتل الضحية.