
"وكالات": فيما لا يزال فيروس كورونا يثير القلق حول العالم، مواصلاً الظهور في سلالات جديدة مخلفاً ملايين الإصابات عالمياً، أعلن علماء عن العثور على سلالات غير معروفة لكوفيد 19 في مياه الصرف الصحي في مدينة نيويورك الأمريكية، وفقا لما نشره موقع Live Science.
ولا يبدو أن السلالات التي تم اكتشافها مهيأة للانتشار مسببة طفرة جديدة في هذه المرحلة، فقد ارتفعت نسبة تلك السلالات وانخفضت جنبا إلى جنب مع معدلات الحالات في نيويورك.
من جانبه، قال جون دينيهي، عالم الفيروسات في مركز الدراسات العليا بجامعة سيتي - نيويورك، والباحث الرئيسي في الدراسة، إن الطفرات ذات الأنساب الغامضة، التي تم العثور عليها، تشبه المتغيرات التي تسمح لمتغير أوميكرون بالقدرة على الهروب بشكل جزئي من المناعة سواء بين من تم تطعيمهم أو من سبق لهم الإصابة بعدوى كوفيد-19.
وتابع "متغير أوميكرون جاء من مكان غير معروف، وبالتالي هو يشارك عددا قليلاً من طفراته مع المتغير المجهول الذي ظهر في مدينة نيويورك، وهذا يمثل قلقا خطيرا للغاية من أن كل ما نراه يمكن أن يجد التركيبة الصحيحة من الطفرات التي من شأنها أن تجعله قابلاً للانتقال بشكل كبير".
وتوجد السلالات الجديدة من فيروس كورونا فقط في مناطق محدودة من مدينة نيويورك، ولا يبدو أنها تنتشر من حي إلى آخر. وربما تنشأ من البشر المصابين بالعدوى المزمنة أو يمكن أن يكون مصدرها مستودع حيواني، لكنها مازالت مجهولة المصدر ولا يوجد دليل قاطع على أي خيار، وبحسب ما ذكره مارك جونسون، عالم الفيروسات في كلية الطب بجامعة ميسوري، لا يوجد مبررات منطقية، لكن من المعروف أن العدوى يمكن أن تنتقل في مادة البراز قبل أن يشعر الشخص بالمرض أو أن يخضع للاختبار، لذا فإن ارتفاع مستويات انتشار الفيروس في مياه الصرف الصحي تسبق ارتفاع الحالات المرضية، التي تظهر قبل حوالي 3 أسابيع من الاختبار.
ودرس الباحثون أربعة من السلالات الغامضة، أُطلق عليها اسم WNY1 وWNY2 وWNY3 وWNY4. ووجدوا أن جميعها تتميز بالقدرة على التهرب جزئيا أو كليا من الأجسام المضادة لفيروس كورونا الأصلي.
في حين أن بلازما الدم المأخوذة من الأشخاص، الذين تم تطعيمهم أو الأشخاص المصابين بعدوى سابقة، يمكن أن تحيد جزئيًا جميع السلالات الأربعة، إلا أن مستوى التحييد يقل بشكل جزئي مقارنة بالفيروس الأصلي.
ومن أجل التوصل إلى مصدر تلك السلالات الغامضة، قام الباحثون بفحص 5000 عينة أخرى من مياه الصرف الصحي من جميع أنحاء العالم وتمكنوا من رصد تلك "المتغيرات" في سبع عينات فقط، كلها من ولاية نيويورك.