
رحب رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية د.عبدالله المعتوق بالتنسيق والشراكة مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين «UNHCR»، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «OCHA»، في مجال إغاثة الشعب السوري المنكوب، مشيرا إلى أن الكويت – أميرا وحكومة وشعبا- تدعم الشعب السوري في محنته، وأن الهيئة الخيرية وغيرها من المنظمات والجمعيات الخيرية الكويتية لم ولن تدخر جهدا في تقديم المساعدات الإنسانية لللاجئين السوريين في دول تركيا ولبنان والأردن.
جاء ذلك في كلمة د.المعتوق لدى استقباله بمكتبه في مقر الهيئة بجنوب السرة المنسق الإقليمي بمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بانوس مومزيس ومنسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا رضوان نويصر، ومديرة مكتب المفوضية في الكويت د.حنان حمدان، بحضور رئيس الهيئة الفخري ورئيس الجمعية الكويتية للإغاثة يوسف الحجي، ونائب المدير العام اياد الشارخ ومستشار الرئيس لتقنية المعلومات ورئيس فريق الاغاثة د.عثمان الحجي، ومدير المكتب الفني للرئيس آدم إسماعيل، وممثل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية OCHA زينب قاسم.
وقال د.المعتوق: إن الهيئة لديها خط واضح يتمثل في عدم التدخل في الشأن السياسي، والمحافظة على سمعة المؤسسة، والانفتاح على المنظمات الإقليمية والدولية وخاصة الأمم المتحدة، موضحا أن الهيئة تحركت منذ بداية أحداث سورية، وقدمت حملات إنسانية متتالية للنازحين إلى الأردن وتركيا ولبنان، بعد تدشين حملة «النخوة يا أهل الكويت..سوريا تناديكم»، ومازلنا مستمرين في تقديم الدعم والمساعدة، والهيئة على استعداد لتنظيم حملة ثانية وثالثة ورابعة و...حتى يرفع الله الكرب عن الشعب السوري.
وتابع المعتوق قائلا إن الشعب الكويتي الذي جرب اللجوء والتشريد إبان الغزو العراقي الغاشم يستشعر معاناة الشعب السوري، وانطلاقا من إحساسنا في الهيئة بالمسؤولية تجاه هذا الشعب الشقيق التقيت سمو الأمير بعد اندلاع المظاهرات السلمية ومواجهتها بالرصاص، واضطرار بعض السوريين إلى الفرار إلى تركيا لكي ينجو بأنفسهم، وعرضت على سموه أن يكون للكويت كعادتها دور إنساني، فأعرب سمو الأمير على الفور دعمه ومباركته لحملة إعلامية وشعبية واسعة لإغاثة الشعب السوري، وسخر للحملة المخازن والمساجد والإعلام ووسائل النقل، وتبرع من جيبه الخاص بـ 5ملايين دولار، ومع تدفق التبرعات على الهيئة شكلنا ثلاثة فرق لإغاثة اللاجئين في الأردن ولبنان وتركيا، وأنا شخصيا ذهبت إلى تركيا ولبنان وتفقدت أوضاع اللاجئين، وقمنا بتوزيع المساعدات الإنسانية، وقد أثار إعجابي توحد اللجان العاملة في لبنان ضمن ائتلاف واحد، وقد بحثت مع المسؤولين اللبنانيين امكانية إقامة مخيمات للاجئين غير أنهم رفضوا مستدعين تجربة المخيمات الفلسطينية.
وتناول د.المعتوق تجربة مكتب الإنماء الاجتماعي ودورها في معالجة الأوضاع النفسية والاجتماعية والتربوية للأطفال الكويتيين بعد اندحار الغزو العراقي، حيث أمر سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد بإنشاء هذه المؤسسة لتخفيف معاناة المتضررين من جراء تداعيات الغزو الغاشم، وما ترتب عليه من تسرب في التعليم وارتفاع معدلات الطلاق وغير ذلك من الظواهر السلبية، مشيرا إلى أن المكتب استقطب متخصصين في مجالات متعددة، وقام هؤلاء بإعداد الأبحاث والدراسات وتقديم العلاج العلمي الناجع للمتضررين.
وأردف قائلا: وكنت وقتها مستشارا بالمكتب وهذا لم يغب عن الهيئة في تنفيذها للبرامج الاغاثية والنفسية للاجئين السوريين وخاصة الأطفال، وقد نفذنا بعض البرامج في هذا الإطار، وهناك حاجة ماسة لخطة عملية لإنقاذ المتضررين نفسيا واجتماعيا خاصة الأطفال، مجددا التأكيد على ترحيبه بالتنسيق والمشاركة مع كافة المنظمات الإقليمية والدولية.
ومن جانبهما، ألقى السيدان نويصر ومومزيس الضوء على المعاناة الإنسانية للنازحين داخل سوريا واللاجئين في دول تركيا والأردن ولبنان والعراق، كاشفين عن خطة عمل تتطلب توفير 487 مليون دولار لمساعدة 700 ألف لاجئ حتى نهاية العام الحالي للخارج وتلبية احتياجات أكثر من 341 ألف نازح في الداخل، ومؤكدين أن اللاجئين السوريين في الداخل والخارج يعيشون أوضاعا بالغة الصعوبة من جراء استمرار القتل والتشريد وارتفاع أعداد المصابين.
من جهته، قال السيد نويصر: إن الهدف من الزيارة هو اطلاع الجمعيات الخيرية في الكويت على الوضع الإنساني داخل سوريا، وما آلت إليه أوضاع اللاجئين السوريين في الخارج، وبحث سبل الشراكة والتعاون، لاسيما أنني منذ 7 شهور وأنا أقيم في دمشق، مشيرا إلى أن الأوضاع الإنسانية في ترد مستمر بسبب ضراوة القتل والعنف داخل سوريا، والمواطن السوري هو الذي يدفع الثمن من جوانب عديدة إما بالنزوح الداخلي أو اللجوء للخارج بسبب القصف المتواصل وربما يتنقل لأكثر من موقع، هذا بالإضافة إلى الخسائر المستمرة في الأرواح وما تسفر عنه العمليات العسكرية من إصابات وإعاقات، هناك أيضا الخسائر المادية فأعمال الزراعة تتدهور وكذلك السياحة والصناعة، فضلا عن ارتفاع الأسعار.
وأضاف: ان الاحداث في سورية أسفرت عن تدمير40 في المئة من المستشفيات السورية، و2000 مدرسة جزئيا وكليا، وهناك أكثر من 300 ألف طالب سوري لم يذهبوا إلى مدارسهم وجامعاتهم، واللافت أن الطبقة الوسطى أصبحت فقيرة، والفقيرة أصبحت معدمة وتحت خط الفقر.
وتابع: وعلى الجانب النفسي والاجتماعي، هناك صدمة نفسية عميقة للأسر والأطفال من هول ما يشاهدونه من قصف وقتل ونزوح من مساكنهم فبعد أن كانوا آمنين أصبحوا ينامون على القصف، ويمسون على أصوات الانفجارات.
وأشار إلى أنه استجابة لهذا الوضع قامت الأمم المتحدة حسب الاختصاص بخطط إقليمية للاجئين السوريين في الداخل و الخارج بالتنسيق مع الدول المضيفة للاجئين وتم الإعلان عن هذه الخطط في أواخر شهر يونيو 2012، وكانت تقدر ب180 مليون دولار لكن سرعان ما راجعنا تلك الخطط لأن الأرقام زادت والاحتياجات زادت، فقمنا بعمل خطة ثانية في أوائل شهر 9 – 2012 بحيث وصلت المبالغ إلى 347 مليون دولار، ومن المفترض أن تغطي احتياجات مليون ونصف متضرر، ومنهم من هو بحاجة إلى مساعدة عاجلة، وهذه الخطة تغطي الأشياء الأساسية من غذاء وماء ومأوى وتعليم وصحة، ولكن للأسف بدأنا في تنفيذ الخطةـ ولم يصلنا إلا ما يقارب 35 في المئة من الأموال المطلوبة، ولا زلنا في حالة عجز مالي لمواصلة تنفيذ هذه الخطة، ومن هنا قرر زيارة إخواننا في منطقة الخليج العربي لكي يسهموا في تخفيف هذا الأضرار، وأملنا أن نتمكن من إقامة شراكة لمساعدة المواطن السوري، ودعم برامج المستقبل، خاصة أننا على أعتاب فصل الشتاء، والشتاء في سورية يكون قارسا، والناس فرت من بيوتها بملابس صيفية.
وفي كلمته قال السيد بانوس: نعمل مع عشرات المنظمات الحكومية وغير الحكومية، وقد قمنا بوضع خطة للعمل الإنساني، ونستقبل يوميا ما بين 2000 إلى 3000 لاجئ، يعبرون الحدود فرارا من القصف.
وأوضح أن زيارته للكويت تأتي من منطلق الإحساس بمعاناة الشعب السوري المشرد في عدد من دول الجوار، وإن 75 في المئة من اللاجئين نساء وأطفال، من بينهم 50 في المئة ، وهؤلاء بحاجة إلى سكن وغذاء وملابس وكشف صحي دوري نظرا لعدم كفاية تغطية هذا التمويل لمتطلبات اللاجئين.
وأضاف: نخطط الآن لاستقبال 700 ألف لاجئ، وهؤلاء يحتاجون إلى مأوى وغذاء وخدمة صحية وغيرها بمعدل 487 مليون دولار، خاصة مع دخول فصل الشتاء وما يفرضه الطقس من احتياجات ضرورية.
800 بيت للنازحين
وعن جهود الهيئة في إغاثة اللاجئين السوريين تحدث نائب المدير العام في الهيئة اياد الشارخ قائلا: إن الهيئة دشنت عدة حملات اغاثية إلى الأردن ولبنان وتركيا، بالتعاون مع جمعية الـ ihh التركية ومنظمات أخرى سورية وأردنية ولبنانية، وقدمت برامج اغاثية وتعليمية وصحية وغيرها، فضلا عن أنها وقعت اتفاقا لبناء 400 بيت للنازحين السوريين إلى تركيا وستكون جاهزة في نوفمبر المقبل للسكن خاصة أنه من المتوقع أن يطول أمد الأزمة، وأن تتزايد تداعياتها الإنسانية، كما وقعنا اتفاقا آخر لبناء 400 بيت في مخيم الزعتري بالأردن من خلال مكتب الهيئة في عمان، هذا بالإضافة إلى استمرار فرقنا الاغاثية في تقديم برامج متنوعة لاخواننا المنكوبين.
وقدم المعتوق العم يوسف الحجي لوفد الأمم المتحدة بأنه أحد أبرز رموز العمل الخيري في الكويت والعالم العربي والإسلامي، وأنه أحد مؤسسي الهيئة الخيرية ورئيسها لمدة ربع قرن، وانه قد سلم الأمانة له، آملا أن يسير على خطاه في دعم مسيرة العمل الإنساني في العالم.
وأشار إلى أن الحجي كان قد وقع اتفاقية تعاون مع الأمم المتحدة انطلاقا من سياسة الهيئة في الانفتاح على المنظمات الإقليمية والدولية، وإيمانها بالعمل المؤسسي القائم على الشفافية.