
أشاد وزير النفط السابق المحامي علي البغلي بخطاب أمير الحكمة سمو الشيخ صباح الاحمد الذي دعا من خلاله أبناء الشعب الكويتي إلى وأد الفتنة ونبذ الكراهية التي يسعى البعض لنشرها بين شرائح المجتمع الكويتي وتفويت الفرصة على كل من يضمر الضغينة للكويت والكويتيين.
وقال البغلي خلال الندوة التي أقامتها كتلة الوحدة الدستورية – كود – في مقر الكتلة أمس الأول والتي جاءت بعنوان « انتو راضين «؟!، لا قول يعلو فوق قول أبو السلطات الدستورية الذي أعاد إلينا الطمأنينة في خطابه التاريخي بعد ليل حالك طويل وأشهر عصيبة عاشها الشعب الكويتي وهو يتجرع المرارة على ما آلت إليه الأمور في البلاد بسبب نواب التأزيم الذين عطلوا عجلة التنمية وشلوا حال البلد.
وأضاف البغلي: قلوبنا تنفطر كل يوم على جسد الكويت الذي تنهشه هذه الضواري الكاسرة التي دأبت على الصراخ في الساحات وأزعجتنا بسخيف القول والخطب وشوهت تاريخنا السياسي بعبارات تخدش الحياء وتثير الاشمئزاز.
ومضى البغلي في حديثه قائلا، نواب التأزيم يريدوننا أن ننجر خلف مخططاتهم ونسير وراء أهوائهم، ولكن نجوم السماء أقرب إليهم فالشعب الكويتي ليس مطية لكي يركبها أصحاب الأجندات الخاصة بل أنهم يجددون البيعة لسمو الأمير ولسموه نقول السمع والطاعة.
وقلل البغلي من أهمية مقاطعة نواب الأغلبية للانتخابات المقبلة ترشيحا وانتخابا كما أعلنوا عن ذلك قائلا، هم ليسوا أول من قاطع الانتخابات وبالطبع فإنهم لن يكونوا آخر من يقاطعها، ومقاطعتهم للانتخابات ستكون لصالح البلد ولصالح الشعب الذي كشف زيف نواياهم، موضحا أن سبب خشية هؤلاء النواب من خوض الانتخابات المقبلة هو لأنهم قد حرموا من تبادل الأصوات فيما بينهم عبر نظام الصوت الواحد ولم يعد الوضع كما هو في نظام الأصوات الأربعة خلال المجالس السابقة.
من جهتها انتقدت الناشطة الاجتماعية رائفة العسكر الخطاب الطائفي لبعض النواب ممن يعزفون على الأوتار المذهبية والقبلية والفئوية لتحقيق مصالح شخصية بعيدة كل البعد عن مصلحة البلاد مؤكدة أنه لا فرق لدى الشعب الكويتي بين البدو والحضر أو بين السنة والشيعية فجميعنا كويتيون، داعية الجميع إلى الاقتداء بالمقام السامي في فن الحوار والخطابة الذي يبتعد في جميع خطاباته عن لغة التهديد والوعيد وهكذا تكون أخلاق العقلاء والحكماء، غير أن ما نسمعه من خطب نواب الساحات لا يعدو كونه إسفافا وسقوطا لآداب الحوار، مبينة أنه رغم الاختلافات والخلافات بين نواب الأمة في المجالس السابقة إلا أننا لم نكن نسمع كلمات مبتذلة كتلك التي سمعناها في مجلس 2012وفي ساحة الإرادة.
وحذرت العسكر الشباب الكويتي من مغبة الانجرار خلف الإخوان المسلمين، مشيرة إلى أن تاريخ هذا الحزب مخز سواء في الكويت أو في البلدان العربية الأخرى ويحمل من الكراهية الشيء الكثير للطرف الآخر وابحثوا عنهم في كتب التاريخ وستجدون سجلاتهم العريقة في تمزيق أوصال الأوطان وشق صفوف الشعوب.
وعلى صعيد ذي صلة أعرب الناشط السياسي في قوى 11-11 ناصر الشليمي عن قلقه إزاء التطورات الخطيرة ولاسيما الفوضى السياسية التي يشهدها الشارع الكويتي في الوقت الحالي، ملقيا في الوقت ذاته اللوم على الشباب الذين يتبعون النواب في الساحات وفي الطرقات ظنا منهم أن الإصلاح السياسي سيأتي من الشارع، لافتا إلى أن قضية الإصلاح السياسي أصبحت ورقة ضغط بيد نواب مؤزمين لا إصلاحيين.
وأضاف: عندما طالبنا نواب الأغلبية بتعديل المادة 44 من قانون النظام الانتخابي قبل أربعة سنوات لأنه نظام ظالم لم يستجب نواب الأغلبية لمطالبنا بل أنهم كانوا يضربون عرض الحائط كل فكر يختلف مع أفكارهم ويقمعون كل صوت معارض لهم حتى وصل بهم الأمر للتطاول على المقام السامي والتدخل في صلاحيات الأمير وهذا الأمر نرفضه رفضا قاطعا ولا نقبل به على الإطلاق.
وفي السياق ذاته استهل أمين عام – كود – المحامي يعقوب الصانع حديثه قائلا: باسم الوطن الذي يسعى البعض أن يفتك به ويمزق أوصاله وباسم الحكمة التي جبل عليها أهل الكويت أتساءل أين نحن ذاهبون ؟
ومضى: يجب أن نضع حدا لقوى الشر التي أشاعت الهرج والمرج في كل زاوية وزقاق فإذا سكتنا على ما يحدث في البلاد اليوم فإن « الفئة الضالة « سوف تدخل كل البيوت الكويتية غدا.
ووصف الصانع جماعة الإخوان المسلمين في الكويت بأنهم شياطين ترتدي ثياب الواعظين، يتحدثون عن الوحدة الوطنية في حين أنهم يوقدون فتيل الفتنة الطائفية، مؤكدا أن ما أسماهم « الفئة الضالة « يحاولون تقويض سمو الأمير والنظام الدستوري في البلاد، قائلا أنهم لايؤمنون بالدولة الديمقراطية ولو كانوا كذلك لذهبوا إلى المحكمة الدستورية لا النزول إلى الشارع.
وشن الصانع هجوما عنيفا على رئيس مجلس الأمة المبطل بقوله أن أحمد السعدون يسيل لعابه على كرسي فيما تحدى النائب مسلم البراك أن يكشف أسماء النواب القبيضة إن كان جادا ويمتلك بالفعل معلومات عن القبيضة.
واختتم الصانع حديثه مخاطبا الحضور، الأمير يراهن عليكم وعلى المخلصين من أبناء الشعب فإما أن نضع أيدينا بيده وننأى بالكويت عن المخططات الهدامة التي تتبناها الشياطين أو أننا نخذله ونخذل الوطن.
من ناحيته أكد رئيس لجنة الشؤون العامة بكود الدكتور حيدر بهبهاني أن المقام السامي خط أحمر لن نسمح لأحد بالتطاول عليه، مبينا أنه لوحظ في الفترة الأخيرة ارتفاع السقف إلى حد مؤذ إضافة إلى أن لغة الحوار بلغت أدنى مستوياتها حتى أصبح البعض يتعاملون مع من يعارضونهم بمبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي.
وأضاف بهبهاني أن خطاب سمو الأمير قد وضع النقاط على الحروف وكل كلمة ذكرها سموه كانت في نطاق الأطر الدستورية الواضحة، موضحا أن المادة 71 من الدستور تجيز لسمو الأمير أن يصدر مراسيم ضرورة بقوانين يصادق عليها المجلس القادم ونحن لا نرى بدا من إصدار هذه المراسيم فلما هذا التصعيد غير المبرر من جانب نواب المعارضة.
من جهته قال رئيس تكتل كود المحامي عبدالله الأيوب أن الشعب الكويتي كان كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، أما الآن فقد اختلف الوضع وأصبح البعض يزرع بذور الكراهية في نفوس الشعب، ولكن الشعب الكويتي أثبت ولائه لقيادته والتفافه حول أسرة آل الصباح والغزو الغاشم خير دليل على ذلك.
وأضاف: الذين يخرجون إلى الشارع يتصرفون وكأنهم صفوة القوم في حين أن خطاباتهم المتدنية تكشف عورة نواياهم وتجلى ذلك أثناء نزولهم إلى الشارع في الوقت الذي كان سمو الأمير يستقبل الرؤساء والوفود في قمة الحوار الآسيوي التي أقيمت قبل أيام في البلاد، فلم يضعوا اعتبارا لاحترام سمو الأمير ولا لضيوفه بل كانوا يعاندون سموه ويتعمدون إحراجه أمام ضيوفه، لافتا إلى أن المرحلة وصلت إلى قلة الحياء فإن لم تستح فافعل ماشئت وهذا ما يفعله حاليا نواب المعارضة.
وانتقد الأيوب ضعف الحكومة التي ترتعد خوفا من نواب المعارضة وتنحني أمام الأصوات العالية، مؤكدا أن البلد ليس بحاجة إلى حكومة هشة بل أننا أحوج ما نكون اليوم إلى حكومة قوية ووزراء أقوياء لا يخضعون للنواب ولاسيما أصحاب المعاملات الخاصة.