
تحظى القصة باهتمام خاص من قبل القراء والمهتمين ومن مختلف الشرائح العمرية الا أن تعزيز هذا الاهتمام لدى الاطفال يتطلب رعاية وتوجيها خاصين وصولا الى الارتقاء بثقافتهم وأفكارهم وتوسيع مداركهم وفتح شتى آفاق الثقافة أمامهم.
وانطلاقا من ذلك تأتي مبادرة المترجمة الكويتية منيرة عبدالرحمن العيدان بمشروعها نادي «قصتي» للاطفال الذي يعنى بانشاء مجموعة قرائية تحاكي الفئات العمرية بين 8 و12عاما.
وقالت العيدان لـ«كونا» أمس: ان الهدف الاول للمشروع يتمثل في محاربة سلبيات العولمة ومحاولات التغريب وصولا الى زرع هوية عربية مسلمة متأصلة لدى الطفل وترسيخ اعتزازه بعروبته وانتمائه ومجمل ذلك تحت مبدأ وشعار «القراءة هي المتعة والكتاب هو الصديق».
وأوضحت ان فكرة انشاء النادي تولدت لديها نتيجة مشاركاتها الواسعة في نواد ثقافية عبر شبكة الانترنت ومن خلال تلك المشاركات تطورت لديها الفكرة لانشاء مجموعة قرائية مع الاطفال لما من شأنه غرس هواية القراءة فيهم لترسيخ القيم والمبادئ لديهم لما يتميز به الطفل من ذكاء عال وعالم واسع الافق.
وذكرت ان نادي «قصتي» في المحصلة هو ناد كويتي أدبي وثقافي وفكري واجتماعي يشجع القراءة وباللغتين العربية والانجليزية بهدف تعزيز هواية قراءة القصة ومفهوم واسلوب التعبير لدى الاطفال المتميزين بمواهبهم وشخصياتهم وتطلعاتهم.
وبينت ان فكرة النادي «لقيت استحسان عدد من أولياء الامور وأطفالهم وبدأنا النشاط ب 15 طفلا من سن الثامنة حتى الـ13 عاما وبعد اشهر قليلة ازداد عدد الاطفال ليصل 43 طفلا وطفلة». وقالت العيدان: ان اختيار الكتب والقصص باللغة العربية والانجليزية للنادي يتم بعناية خاصة لاسيما القصص القيمة من المكتبة العربية الكلاسيكية التي ترقى بفكر الطفل وتوسع خياله ومدركاته وتفتح امامه مزيدا من الافاق بينما الكتب والقصص المختارة باللغة الانجليزية هي من كلاسيكيات الادب الانكليزي وبعض الروايات والقصص العربية المترجمة.
وكشفت عن فعاليات سابقة للنادي منها استضافة عدد من المختصين وعمل حملة صحية خاصة بتغذية الطفل وزيارة لمكتبة البابطين اضافة الى محاولات بسيطة لبعض اصدقاء النادي من الاطفال لكتابة قصص وعمل رسومات وغيرها من فعاليات.
واشارت العيدان الى دعم معنوي تلقاه النادي من قبل المجلس الوطني للشباب التابع للديوان الاميري في شهر سبتمبر الماضي متمثلا بدورة نادي «انا كويتي» الخاص بفئة الشباب والذي تتم فيه مناقشة وقراءة مقالات تعزيز الروح الوطنية للشباب وازالة الفوارق وتشجيع القراءة والمطالعة في موضوعات عن تاريخ الكويت معربة عن التقدير لذلك الدعم «الذي عزز الثقة برسالة النادي وأعطاها دفعة الى الأمام».
كما أعربت عن الامل في ان تصل رسالتها الى أكبر عدد من الأطفال من خلال المشاركة في الانشطة الخاصة بالطفل التي يقدمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب وكذلك قسم الانشطة الخاص في وزارة التربية. ودعت أولياء الامور الى اشراك أبنائهم في النادي مبينة امكانية الاشتراك عن طريق موقع النادي الالكتروني على شبكة الانترنت. وأشارت الى سعيها لزيادة الشريحة العمرية للنادي في المستقبل القريب وتسليط الضوء على اهم الكتب الادبية الغائبة اعلاميا وغيرها بما من شأنه انشاء جيل متأصل بحب القراءة والمنتمي الى لغته العربية والغيور عليها والضليع بالثقافة الادبية العربية.