
لندن- «كونا»: أقيمت صباح أمس في قصر وندسور مراسم التوديع الرسمية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وذلك بمناسبة زيارة دولة للمملكة المتحدة الصديقة.
وكان في وداع سموه صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة الصديقة ودوق أدنبرة الأمير فيليب وعدد من كبار المسؤولين.
وقام سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ظهر أمس بزيارة الى مقر البرلمان البريطاني بقصر وستمنستر في العاصمة البريطانية لندن حيث كان في استقبال سموه رئيس البرلمان سعادة جون بيركو ورئيسة مجلس اللوردات البارونة دي سوزا وعدد من اعضاء مجلس النواب ومجلس اللوردات.
هذا والقى رئيس البرلمان جون بيركو كلمة قال فيها أن الروابط الوثيقة العديدة القائمة بين دولتينا وشعبينا محفورة في التاريخ وجرى اختبارها في وقت الازمة في اعقاب الغزو الغاشم لدولتكم في عام 1990 وهي مستمرة حتى هذا اليوم في دوائر الدبلوماسية والتجارة والتبادل الثقافي.
وأضاف: كانت الكويت منذ وقت طويل دولة ابداع في منطقتها وهي موقع أقدم برلمان منتخب بشكل مباشر في منطقتها وهي قوة فعالة وقائمة منذ وقت طويل داخل الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ومجلس التعاون الخليجي وهي رائدة في مجال التمثيل السياسي للمرأة.
وتابع: ياسمو الأمير انكم احد اكثر رجالات الدولة المتمرسين في الشرق الاوسط بخدمتكم في منصب وزير الخارجية لمدة اربعين عاما مثيرة للاعجاب تليها ثلاثة أعوام كرئيس للوزراء قبل ان ترتقي الى منصب الأمير وهذا سجل لمدة استثنائية قد يرغب العديد من الزملاء في محاكاتها ولكنهم لن يستطيعوا على الارجح.
واضاف: زيارتكم تأتي بعد عامين من اضطرابات استثنائية في انحاء العالم العربي والتغيير كما اشرتم علنا هو امر ضروري اذا طلب الشعب توفير التمثيل له وتحصين حقوق الانسان وتعزيز الازدهار ودولتانا موقعتان على مجموعة من اتفاقيات حقوق الانسان الدولية والالتزام بنصها وروحها امر حيوي كما ان المساواة امام القانون بغض النظر عن العرق او الجنس او العجز او التوجه هو امر ضروري لمجتمعنا هنا في المملكة المتحدة ونتوقع التمسك بهذا المستوى ومن الطبيعي ان نأمل ان مبدأ المساواة ذاك سيتم ممارسته ومناصرته في جميع انحاء العالم.
وأردف: اطمئنكم صاحب السمو على ان هناك العديد والعديد من الاصدقاء لدولتكم سواء داخل هذا البرلمان او بريطانيا بشكل اوسع ونحن جميعا مستعدون لدعم الكويت في ممارسة القيادة باتجاه عصري ومنفتح وتقدمي ووجودكم هنا يؤدي بالتأكيد الى تشجيع الحوار بيننا.
والقى سمو امير البلاد كلمة سموه التي أكد فيها لقد احتفلت دولة الكويت قبل أسابيع بالذكرى الخمسين للمصادقة على الدستور والذي جاء تتويجا لمراحل التطور السياسي خلال أربعة قرون من الزمن وترسيخا للعلاقة المتنامية بين الحاكم والمحكوم وصولا إلى الممارسة الديمقراطية المؤسسية الفاعلة.
وتابع سموه: إننا في دولة الكويت نتقاسم معكم روح الديمقراطية فلدينا دستور يعد بمنزلة المنارة التي تسترشد بها الدولة حكومة وشعبا كطريق للحياة الكريمة القائمة على تبيان الحقوق والواجبات وتنظيم العلاقات بين السلطات الرئيسية الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وضمان الحريات الأساسية ورسم السياسات العامة للدولة وكذلك تنظيم علاقاتها الخارجية من منطلق الحرص على استقلال وسيادة وحرمة التراب الكويتي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وذلك ترجمة لرؤية دولة الكويت السياسية المرتكزة على الإيمان بالسلام والعمل من أجله وحرصها على تطوير علاقاتها القائمة مع كافة الدول على الصعيدين الإقليمي والدولي وفقا لمبدأي الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وزاد سموه: وخلاصة فإن الدستور الكويتي يجسد حقوق وواجبات وتطلعات الشعب الكويتي من أجل تحقيق مستقبل يعم فيه السلام والتطور والازدهار.
وأضاف سموه ان العلاقات بين كلا البرلمانين الكويتي والبريطاني مع اختلاف أعمارهما تمثل رافدا من روافد العمل والتعاون المشترك بين البلدين الصديقين من أجل تحقيق الديمقراطية لشعبينا الصديقين تلك العلاقة التي نسعى دائما وبدون كلل إلى تطويرها والتي تأتي تأكيدا على رؤيتنا الاستراتيجية الموحدة تجاه تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك والتي تعكس مدى قوة ومتانة العلاقات بين المملكة المتحدة ودولة الكويت.
وأردف سموه في هذا الصدد أود أن أشيد بما حققته جمعية الصداقة البرلمانية الكويتية البريطانية في كلا البلدين من إنجازات عبر مواصلة اللقاءات وتبادل الزيارات التي تصب في مصلحة تطوير العلاقات الكويتية البريطانية المشتركة والتي تذكرنا بأن العلاقات بين الدول يجب أن تخدم مصالح الشعوب كما تخدم مصالح الدول.
وأخيرا فإننا في دولة الكويت نؤمن بأهمية العمل وفق المبادئ الديمقراطية المستوحاة من واقع الكويت وتاريخها نحو تعزيز الحرية والمساواة والعدالة الإجتماعية سعيا إلى ضمان مستقبل أفضل للأجيال الحالية والقادمة ينعم به الوطن والمواطن ويقوم على إرساء دعائم الرفاهية وتحقيق المكانة الدولية المرموقة لدولة الكويت.
وختم كلمته قائلا: «أود ان اقول للسيد جون بيركو ردا على كلمته على استعداد البرلمان البريطاني ليكون عونا للكويت اقول له شكرا وشكرا لكل عضو في هذا البرلمان وشكرا للحكومة البريطانية وشكرا لجلالة الملكة».
كما القت رئيسة مجلس اللوردات البارونة دي سوزا كلمة قالت فيها «لقد تطورت العلاقة بين دولة الكويت والمملكة المتحدة على مدى التاريخ المشترك الذي يعود الى أكثر من 250 سنة وتسمح لنا زيارتكم بجني المزيد من ثمار هذه العلاقة والآن ربما أكثر من أي وقت مضى وفي ضوء الاضطرابات السياسية والاجتماعية المثيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نقدر قيمة الروابط بين بلدينا.
وأضافت: نحن نرى ان الجمعية الوطنية المنتخبة في الكويت والتي أنشئت قبل نصف قرن لديها الأسبقية في المنطقة بما يمكنها من المساعدة على تشجيع الحكم الديمقراطي بالازدهار في العالم العربي ونحن نأمل ذلك من خلال الاتصالات المعززة بين بلدينا وبين برلماناتنا فإنه يمكن للكويت أن تستمر في التقدم بوصفها تمثل بوصلة سياسية لبقية دول المنطقة.
وزادت: صاحب السمو لهذا السبب وغيره نحن نعلق أهمية خاصة على زيارتكم هذا الاسبوع اذ ان تبادل الأفكار وتبادل الخبرات واقامة الروابط الشخصية من خلال هذه الزيارات أمر حيوي لتطوير علاقات وثيقة وطويلة بين بلدينا.
وتابعت: صاحب السمو آمل بأن وقتكم القصير في برلماننا كان قيما كما كانت بقية زيارتكم وأنا متأكد من ذلك وقد كان بالتأكيد لشرف لنا أن تكونوا هنا بيننا
وكانت اقيمت مأدبة عشاء على شرف صاحب السمو امير البلاد والوفد الرسمي المرافق لسموه اقامها اللورد روجر غيفورد عمدة مدينة لندن مساء أمس الأول وذلك بمناسبة زيارة دولة للمملكة المتحدة الصديقة.
وأكد عمدة لندن ان جذور شراكتنا الاقتصادية والتجارية تعود الى القرن الثامن عشر عندما كنا نستورد الزعفران والحرير والتوابل من خلال الكويت كمركز تجاري رئيسي، مؤكدا أن للكويت وبريطانيا العديد من الصفات المشتركة فكلاهما بلدان صغيران بحثا خارج حدودهما عن تحقيق التنمية التي تعتمد على التجارة ولدى البلدان تاريخ بحري..الكويت كبوابة للخليج ولندن كبوابة لأوروبا.
وأضاف: واليوم لدى كلا البلدين ديناميكية في القطاع الخاص مع التركيز على الخبرة المالية وكلاهما يقومان على أسس ترسيخ الديمقراطية.، مستدركا ففي زمننا الحاضر لعبت الكويت دورا كبيرا في حياة وعمل مدينة لندن لاسيما مع اختياركم انشاء مكتب الاستثمار الكويتي هنا منذ ستين عاما واستثماركم على المدى الطويل في لندن والمملكة المتحدة - بل في العالم من خلال لندن وليس آخرا من خلال حيازتكم للممتلكات الخاصة وتشييده على الشارع التاريخي في مدينة لندن «شيبسايد».
وقال «في خطاب سموك الأخير تحدثت عن أن كل كويتي يشكل «لبنة هامة في بناء صرحنا الوطني المتماسك».. انها مشاعر نبيلة نشيد بها وتعكس صدى كلمات واحد من شعراء انكلترا الكبار من مدينة لندن جون دون «لا يوجد انسان هو جزيرة كاملة بحد ذاته انه قطعة من القارة وجزء منها».
هذا صحيح بالنسبة لعلاقاتنا الشخصية وصحيح أيضا لمدينة لندن نفسها.. نحن جزء لا يتجزأ من المجتمع على نطاق أوسع في المملكة المتحدة ونحن جزء من أوروبا.
وتابع: اننا نعلق أهمية كبرى أيضا على دورنا في الاقتصاد العالمي والاسهام في السلام الدولي والاستقرار والتجارة.. لأن الأمن والتجارة هو عملنا جميعا.
وألقى صاحب السموأمير البلاد كلمة أكد فيها سموه «ان مدينة لندن تعد من أعظم مدن العالم بمبانيها وحدائقها وساحاتها التاريخية الجميلة والتي تروي حكاية مدينة تعود الى 2000 سنة وفي قلب تلك القصة يقع «سكوير مايل» والذي يساهم في جعل مدينة لندن منبعا لحيوية البلاد وقوتها الاقتصادية.
وأضاف سموه: كما أنها تعد من أكثر المدن التي يقصدها الزوار من مختلف بقاع العالم وبالأخص شعب بلدي الكويت الذي اعتاد على زيارة هذه المدينة الرائعة منذ عقود طويلة لما تتمتع به من مقومات أساسية وبنية تحتية مؤهلة لتقديم ما يحتاجه الزائر من خدمات وتسهيلات مهما كان هدفهم سواء السياحة أو التعليم أو الرعاية الطبية.
وتابع سموه «لقد جمعت مدينتكم الرائعة بين عراقة الماضي وابهار الحاضر فبالاضافة الى كونها أحد أهم مراكز المال والأعمال في العالم فهي تحتوي على معالم أثرية عريقة ومنتجعات سياحية رائعة وخبرات طبية متقدمة ومؤسسات علمية رائدة تحظى بمكانة وسمعة دولية مرموقة.
وزاد صاحب السمو «لقد أبهرتني بل وأبهرت العالم أجمع الامكانات الضخمة التي قدمها بلدكم الصديق وكانت سببا في انجاح دورة الألعاب الأولمبية في صيف 2012 والتي تابعتها باعجاب ولا يفوتني أن أتقدم لكم بخالص التهنئة على نجاح هذه الدورة وعلى ما حققه أبطالكم الرياضيون من نتائج حيث حصدوا العديد من الميداليات محققين بذلك رقما قياسيا من النجاح.
وأردف سموه «اننا نتطلع الى توطيد علاقات الصداقة مع بلدكم ويسعدنا أن نساهم في تعزيزها عبر نشاط مكتب الاستثمار الكويتي الذي أنشىء في عام 1953 منطلقا من العاصمة لندن الى بقية دول القارة الأوروبية والذي نتطلع خلال هذه الزيارة للاحتفال سويا بمرور ستة عقود على انشائه لما لهذا المكتب من دور بارز فعال ومهم في تطوير العلاقات الكويتية البريطانية.
وختم سمو الأمير كلمته قائلا «أتمنى لشخصكم الكريم موفور الصحة والسعادة ولمدينة لندن وقاطنيها تحقيق ما يتطلعون اليه لتبقى مدينة لندن عاصمة للتميز والابداع على كافة الأصعدة.
وقام سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ظهر أمس بزيارة الى كنيسة وستمنستر في العاصمة البريطانية لندن حيث كان في استقباله كبير قساوسة كنيسة وستمنستر القس جون هول وعدد من القساوسة. كما قام سموه رعاه الله بوضع اكليل من الزهور على الضريح لقبر الجندي المجهول.
بعدها تفضل سموه رعاه الله بلقاء عدد من قدامى العسكريين المشاركين في حرب تحرير الكويت كما قام سموه بجولة في انحاء الكنيسة التاريخية ثم تفضل سموه بالتوقيع في سجل الشرف.
وقامت صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة الصديقة بتقليد الوفد الرسمي المرافق لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد أوسمة ملكية.
وعلى شرف سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه اقام سفيرنا لدى المملكة المتحدة الصديقة خالد الدويسان مأدبة غداء وذلك بمناسبة زيارة دولة للمملكة المتحدة الصديقة.
وتكتسب زيارة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد للملكة المتحدة أهمية عظمى في إطار الوضع الحالي للمنطقة وسعي الدول لتأمين مكانة مناسبة بين الأمم من حيث تعزيز القدرات الأمنية والاقتصادية والتجارية فبالرغم من البعد الجغرافي الكبير بين الدولتين واختلاف الدين واللغة والعادات والتقاليد بين الشعبين الا أن تلك العوامل جميعها لم تمنع قيام علاقة متميزة واستثنائية بين دولة الكويت والمملكة المتحدة.
تلك العلاقة المتجذرة منذ عشرات السنين تشعبت لتشمل مختلف مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي والسياحي بين البلدين الصديقين حتى غدت العلاقة شبيهة بالقلب والأضلاع التي تحيط به فالكويت هي قلب الخليج النابض وبريطانيا هي الأضلاع التي تحيط بهذا القلب وتحميه من أي اعتداء.
ولعل مرحلة حكم المغفور له بإذن الله الشيخ مبارك الصباح تعتبر البداية الحقيقية في العلاقات الكويتية البريطانية وذلك عندما استشعر الشيخ مبارك آنذاك حجم الأطماع الخارجية التي تهدد الكويت خصوصا من الدولة العثمانية التي كانت تسعى بالتعاون مع دول أخرى كروسيا الى انشاء خط حديد من الأناضول الى الكويت.
هذه الأطماع العثمانية دفعت بالشيخ مبارك الصباح الى التفكير الجدي في ضرورة عقد معاهدة حماية مع بريطانيا وتمت بالفعل في يناير عام 1899 بحضور المعتمد السياسي البريطاني في الخليج العربي آنذاك الكولونيل ميد الذي وقع على الاتفاقية باعتباره ممثلا للحكومة البريطانية.
وبهذه الاتفاقية دخلت الكويت تحت مظلة حماية الامبراطورية الانكليزية التي تعهدت فيها بالدفاع عن الكويت ضد أي خطر خارجي أو عدوان تتعرض له فيما أعطت الاتفاقية من الجانب الآخر حرية التصرف في الشؤون الداخلية للبلاد لحاكم الكويت دون تدخل من بريطانيا.
واستمرت العلاقات الكويتية البريطانية في النمو والتقدم بعد ذلك في عهد الشيخ سالم المبارك ثم في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح الذي ازدهرت في أيامه العلاقات بين البلدين الصديقين وترسخت لاسيما في المجال الاقتصادي بعد اكتشاف النفط في الكويت.
واستمرت العلاقات الثنائية في ظل اتفاقية 1899 حتى جاء عام 1961 ليبدأ المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح خطوات باتجاه مرحلة جديدة أكثر عدالة وعمقا في العلاقات بين البلدين الصديقين وذلك عندما خطا سموه بالكويت الخطوات الأولى نحو الاستقلال.
وكانت اولى هذه الخطوات في 19 يونيو 1961 عندما أعلن الشيخ عبدالله السالم استقلال الكويت والغاء معاهدة 1899 مع بريطانيا التي تفهمت رغبة الكويتيين بالاستقلال وقدرتهم على حماية بلادهم والحفاظ على استقرارها بالكفاءة نفسها التي أداروا بها شؤونهم الداخلية طوال عشرات السنين.
وشكلت هذه الأزمة والتعاطي الكويتي البريطاني معها علامة فارقة في العلاقة بين الدولتين الصديقتين بأن رسختها وزادت من عمقها وفتحت أمام الدولتين آفاقا جديدة في التعامل خصوصا على المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية التي ازدهرت طوال 29 عاما بعد الاستقلال الى أن حدثت كارثة الغزو العراقي للكويت عام 1990.
هذه الكارثة التي قام بها النظام الصدامي تجاه الكويت أرضا وحكومة وشعبا أعادت الدور البريطاني في حماية الكويت الى الواجهة مرة أخرى حيث شكلت المملكة المتحدة الحليف الأول للولايات المتحدة الأمريكية في موقفها الرافض للعدوان العراقي وفي تحركها العسكري نحو تحرير الكويت.
فمنذ الساعات الأولى لغزو الكويت في الثاني من أغسطس 1990 أعلنت بريطانيا على لسان رئيسة وزرائها آنذاك مارجريت تاتشر رفضها الاحتلال العراقي وطالبت بسحب القوات العراقية من الاراضي الكويتية على وجه السرعة ودون شروط الى جانب تأييدها مبدأ الخيار العسكري في حال فشلت المساعي الدبلوماسية.
ولم يقتصر الموقف البريطاني على التصريحات أو الشجب والتنديد بل ترجمت أقوالها الى أفعال حقيقية فكانت الحليف العسكري الأول للولايات المتحدة في حرب تحرير الكويت بقوة بلغ قوامها أكثر من 45 ألف جندي و69 طائرة مقاتلة واعتراضية وتكبدت بريطانيا من الخسائر البشرية في عملية عاصفة الصحراء 47 جنديا قتلوا في سبيل تحرير الكويت.
وكان سمو الأمير واستشعارا من سموه لأهمية مثل هذا الزيارات التي تعود بالنفع على العلاقات الكويتية مع الدول العظمى وتعزيزها قد بدأ زيارة رسمية في يوم 26 الجاري زيارته لبريطانيا إذ وصل سموه إلى مطار هيثرو الدولي والوفد الرسمي المرافق وكان باستقبال سموه على ارض المطار الفيكونت هود هنري هود رئيس بعثة الشرف نيابة عن صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة الصديقة والسير دافيد برور اللورد الملازم عن مدينة لندن الكبرى وبيل هندرسون الممثل الرسمي لوزير الدولة للشؤون الخارجية والكومنولث وبرنارد هوغن هاوي مفوض شرطة العاصمة وسفير دولة الكويت لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان ورؤساء المكاتب الكويتية المعتمدة لدى المملكة المتحدة واعضاء السفارة.
وفور وصول صاحب السمو والوفد المرافق إلى مقر اقامته استقبل سموه عضو العائلة المالكة صاحب السمو الملكي الامير تشارلز امير ويلز ولي عهد المملكة المتحدة نيابة عن صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة الصديقة، واقيمت عقب ذلك في قصر وندسور مراسم الاستقبال الرسمية لسمو أمير البلاد.
وكان في استقبال سموه صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة الصديقة ودوق أدنبره الأمير فيليب وعدد من كبار المسؤولين حيث تفضل سموه بمصافحتهم ثم تم اطلاق واحد وعشرين طلقة مدفعية ترحيبية لسموه بعدها تم عزف النشيد الوطني لدولة الكويت ثم قام سموه وصاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة الصديقة ودوق أدنبرة الأمير فيليب بالصعود الى العربة الملكية محاطة بفرسان من الحرس الملكي البريطاني كما صعد اعضاء الوفد الرسمي المرافق في العربات المرافقة حيث قام وجلالتها بالتوجه نحو الطريق المؤدي الى قصر وندسور.
وعند وصول سموه والوفد الرسمي المرافق الى قصر وندسور قام حرس الشرف بتحية سموه حيث تم عزف السلام الوطني لكلا البلدين ثم قام سموه يرافقه دوق أدنبره الأمير فيليب باستعراض حرس الشرف بعدها قامت القوات الملكية باستعراض عسكري امام سموه حفظه الله.
ثم قامت صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة الصديقة بمصافحة أعضاء الوفد الرسمي المرافق.
وإلى الزيارة التاريخية على صعيد الاستقبال الرسمي فقد أقامت صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة الصديقة مأدبة غداء خاصة في قصر وندسور على شرف سمو أمير البلاد والوفد الرسمي المرافق لسموه.
عقب ذلك وبوقت قصير وفي دلالة على الاهتمام بزيارة سموه قام سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد والملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة الصديقة بجولة لعرض التذكارات المتعلقة بدولة الكويت من مجموعة التذكارات الملكية وذلك بقصر وندسور، والتي تعبر عن عمق العلاقات بين البلدين وتبادل صاحب السمو وصاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة الصديقة بقصر وندسور في العاصمة البريطانية لندن الاوسمة حيث قلد سموه جلالتها قلادة مبارك الكبير في حين قلدت جلالتها سمو امير البلاد الوسام الاعظم من طبقة باث الذي يمنح للملوك ورؤساء الدول تكريما خاصا من صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة الصديقة وتقديرا للروابط والعلاقات المتينة بين البلدين الصديقين.
وفي اطار تعزيز العلاقات الأمنية العسكرية قام صاحب السمو بزيارة الى الاكاديمية العسكرية الملكية «ساندهيرست» إذ كان في استقبال سموه مدير الاكاديمية اللواء تيموثي ايفانس وكبار القادة في الكلية بعدها استمع سموه والوفد الرسمي المرافق الى شرح عن تاريخ الاكاديمية العسكرية الملكية.
وفي لفتة أبوية كريمة التقى صاحب السمو اثناء الزيارة الطلبة الضباط الدارسين في الكلية من الكويت ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتفضل سموه رعاه الله بالتوقيع على سجل الشرف.
وفي دلالة على اهمية الزيارة اعرب مدير الاكاديمية الملكية العسكرية البريطانية «ساندهيرست» اللواء تيموتي ايفنس عن سعادته الكبيرة باستقبال صاحب السمو، مؤكدا أهمية الزيارة في تعزيز علاقات الصداقة بين الكويت والمملكة المتحدة.
وأشار الى أن الاكاديمية العسكرية لديها تقاليد عريقة في استقبال وتدريب ضباط من الدول الصديقة مضيفا ان دولة الكويت تعد احدى اهم الدول الحليفة للمملكة المتحدة في هذا المجال.
واعرب الطالبان الكويتيان علي عدنان الصراف وفيصل يوسف العوضي عن اعتزازهما البالغ بلقاء صاحب السمو لدى زيارته مقر الاكاديمية العسكرية.
وأكدا ان هذه الزيارة تمثل مناسبة سعيدة جدا لهما وجاءت قبل اقل من ثلاثة أسابيع على حفل تخرجهما بعد قضائهما مدة أكثر من عام في الدراسة والتدريب.
وفي اطار تعزيز العلاقات مع الاحزاب السياسية البريطانية استقبل صاحب السمو زعيم حزب العمال المعارض اد ميليباند وذلك بمقر اقامة سموه في قصر وندسور، كما استقبل سموه زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين في مجلس اللوردات الدي رايس.
وفي اليوم المشهود لحدث مهم في الزيارة تمثل في مأدبة العشاء الملكي الفاخر في قصر وندسور على شرف حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه والتي اقامتها الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة الصديقةإذ ألقت الملكة إليزبيث كلمتها التي أكدت فيها ان دولة الكويت والمملكة المتحدة صديقان منذ الازل عندما افرغت سفينة تابعة لشركة الهند الشرقية البريطانية حمولتها في الكويت في عام 1775 ان بلدينا وعوائلنا يتشاركون في تاريخ طويل وعريق.
وقالت بعد 20 عاما من التوقيع على معاهدة الصداقة في عام 1899 استقبل جدي الملك جورج الخامس مرحبا بوالدكم الراحل سمو الشيخ احمد الجابر الصباح في اول زيارة رسمية لمسؤول كويتي لبريطانيا.
وأضافت لقد كانت هناك العديد من الزيارات المتبادلة بيننا منذ ذلك الوقت ولكن انا سعيدة بتذكير سموكم بالزيارة التي لا تنسى التي قمت بها مع الامير فيليب لدولة الكويت في عام 1979 والسرور الذي شعرنا به باستقبال شقيقكم «الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه» في زيارته هنا في عام 1995.
وتابعت: ان علاقاتنا عميقة جدا والمملكة المتحدة فخورة لانها لعبت دورا في تاريخ الكويت الحديث والمستقبل ينبىء لنا بامور واعدة، مضيفة ان زيارتكم لهذا البلد تاتي تتويجا لاتساع وقوة شراكتنا ونحن نرحب بعمق بالالاف من الكويتيين الذين يزورون المملكة المتحدة سنويا وفي طليعتهم زيارات سموكم والعديد من مواطنيكم الذين اختاروا ان يجعلوا من بلدنا موطنا ثانيا لاقامتهم.
واردفت الملكة إليزابيث لقد شعرنا في عام 1991 بالسرور لوقوفنا الى جانبكم في ساعة الحاجة وسنواصل تقديم هذا الدعم لمواجهة التحديات التي تشهدها منطقتكم والمجتمع الدولي.
وبينت ان تعاوننا الوثيق في قضايا الدفاع والامن سيساهم في استتباب الامن والاستقرار في بلدينا.. ان البعثة العسكرية البريطانية في الكويت اضافة الى العديد من الطلبة الكويتيين الذين يتدربون مع القوات البريطانية في هذا البلد يعزز هذه الروابط العميقة ونضع امالا كبيرة في الاوقات الصعبة على هذه العلاقات الدائمة.
وأشادت الملكة بمساهمة الكويت الرائدة في تعزيز ديمقراطية نابضة بالحياة وجهودها نحو مستقبل من الانفتاح والتسامح.
ثم ألقى صاحب السمو كلمة بهذه المناسبة أكد خلالها أن الزيارة تأتي لتجسد الحرص المشترك على توطيد أواصر الصداقة والمودة والتفاهم التي تربط بلدينا وشعبينا والتي تؤكد سعينا الى بذل كل ما من شأنه الارتقاء بعلاقاتنا والعمل على اكتشاف آفاق جديدة من التعاون والشراكة.
وتابع سموه القول «قبل عدة أيام فقط قامت جلالتكم بالمشاركة بحفل ذكرى شهداء الحرب الذين دفعوا ثمنا باهظا من أجل الحرية أما نحن في الكويت فلا يمكننا أن ننسى أبدا كيف استجاب بلدكم الصديق وغيره من بلدان العالم لدحر الاحتلال العراقي الغاشم لبلادي في العام 1990 وما قدمه الشعب البريطاني من تضحيات في سبيل تحرير الكويت والتي ستبقى راسخة في قلوب وذاكرة الشعب الكويتي.
وأضاف سموه إننا نتابع عن كثب مستويات التعاون الثنائي بين بلدينا في كافة الميادين والتي شهدت نموا ملحوظا في مجالات عدة أبرزها المجال التجاري والاستثماري بما يتناسب وعمق مصالحنا المشتركة ونتطلع الى تعزيزها من خلال استثمار الفرص الواعدة بما يسمو بعلاقاتنا ويرتقي بها الى مستوى الطموح ويحقق لبلدينا وشعبيهما الصديقين التقدم والازدهار.
وبعد انتهاء مأدبة العشاء اصطحبت الملكة ضيفها الكبير لتناول القهوة وتبادل الاحاديث الودية في صالون مجاور لهذه القاعة.
وتأخذ مأدبة الطعام التي اقامتها الملكة اليزابيث الثانية على شرف سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد في قلعة وندسور التاريخية طابعا مميزا لما لقاعة الطعام من تاريخ عريق امتد لحقبة من الزمن.
وتصدرت الملكة اليزابيث مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد مائدة الطعام التي صنعت من الخشب النادر وتضم 170 مقعدا.
يذكر انه تم اجراء عدة بروفات على ترتيب القاعة والخدمة المقدمة خلال المائدة الكبيرة.واصطف الى جانب مائدة الطعام عدد من الجنود بالزي الملكي الخاص باللون الاحمر وهم من حرس الملكة الخاص.
وقامت فرقة من العازفين المهرة من احدى فرق الحراسة في الجيش بعزف مقطوعات موسيقية كلاسيكية طيلة المأدبة.
وقد أكدت عدد من وسائل الاعلام البريطانية المرئية والمقروءة أهمية زيارة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد لبريطانيا في تعزيز الروابط والعلاقات بين البلدين الصديقين.
وأولت معظم الصحف حيزا كبيرا لتغطية زيارة صاحب السمو أمير البلاد التي بدأها أمس بدعوة من الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة الصديقة.
ووصفت هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» في تقرير مصور الكويت بأنها حليف قوي لبريطانيا واكدت صحيفة «دايلي تلغراف» ان زيارة سموه تبرز تاريخية العلاقات بين دولة الكويت وبريطانيا وذكرت صحيفة «ديلي إكسبريس» ان الابتسامة التي لم تغادر محيا الملكة إليزابيث الثانية لدى استقبالها حضرة صاحب السمو أمير البلاد تعكس المكانة التي تحظى بها دولة الكويت وأوضحت صحيفة «ديلي ستار» ان برنامج زيارة سمو الأمير الحافل باللقاءات على أعلى المستويات وبمشاركة كبار العائلة المالكة والقيادات السياسية يتقدمهم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون يكشف عن توجه البلدين إلى تحقيق مستوى جديد من الشراكة والتعاون السياسي والاقتصادي الكبير.
وفي اطار تعزيز العلاقات قام سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بزيارة الامير تشارلز امير ويلز وولي عهد المملكة المتحدة وذلك في كلارنكس هاوس في العاصمة البريطانية لندن.وقد اطلع سموه على عرض لتذكارات اسلامية قديمة، كما قام سموه بزيارة الامير اندرو دوق يورك وذلك في لانكستر هاوس في العاصمة البريطانية لندن.
وفي إطار التقاء سمو الأمير بالقادة السياسيين في بريطانيا قام سمو الامير بزيارة ديفيد كاميرون رئيس وزراء المملكة المتحدة الصديقة وذلك في مقر رئاسة الوزراء بالعاصمة البريطانية لندن.
هذا وتم خلال الاجتماع بحث العلاقات المميزة بين دولة الكويت والمملكة المتحدة الصديقة في المجالات كافة بما يعكس عمق العلاقات التاريخية الوطيدة بين الشعبين والبلدين الصديقين كما تم التطرق الى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية.
وساد الاجتماع جو ودي تميز بروح التفاهم والرغبة المشتركة في المزيد من التعاون والتنسيق على مختلف الاصعدة بما يسهم في تعزيز مسيرة التضامن الثنائي.
ثم مالبث صاحب السمو في اطار جولته المهمة أن رعى وحضر احتفالية بمناسبة مرور 60 عاما على تأسيس مكتب الاستثمار الكويتي في لندن وذلك في لانكستر هاوس بالعاصمة البريطانية لندن.
فقد وصل سموه الى مكان الحفل واستقبل بكل حفاوة وترحيب، وألقى وزير المالية ووزير التربية ووزير التعليم العالي بالوكالة الدكتور نايف الحجرف واعضاء المكتب كلمة أكد فيها أن تصنيف دولة الكويت السيادي هو أقل بدرجة واحدة فقط من بريطانيا العظمى وقابل للمنافسة مع مختلف الاقتصادات المتقدمة.
داعيا كافة الشركات البريطانية المهتمة للمشاركة في المشاريع الضخمة في خطة التنمية في الكويت حيث ان بنوكنا وقطاعنا الخاص النشط على أتم الاستعداد للشراكة مع المؤسسات البريطانية وهذا الوضع هو بالتأكيد مربح لكافة الأطراف المعنية.
وأكد أن الكويت مفتوحة للأعمال التجارية ونرحب بجميع الشركات في المملكة المتحدة للحضور إلى الكويت وأنا شخصيا على استعداد لتقديم أي مساعدة قد تحتاجها الشركات البريطانية وتذليل العقبات التي قد تعترضها لتبدأ عملها في الكويت.
كما القى وزير الدولة للشؤون المالية والتجارية ووزير الخزانة اللورد ساسون كلمة شكر فيها سموه رعاه الله لرعايته الاحتفالية منوها بأهمية دور مكتب الاستثمار الكويتي في تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين للعقود الستة الماضية.
بدوره القى صاحب السمو الملكي الامير اندرو دوق يورك كلمة ثمن خلالها الزيارة التاريخية لحضرة صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه كما اعرب عن قوة ومتانة العلاقات التي تربط بين دولة الكويت والمملكة المتحدة في المجال التجاري والاقتصادي، بعدها تم عرض فيلم وثائقي عن تاريخ مكتب الاستثمار الكويتي بلندن، وغادر سموه مكان الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.
وكحصاد لحظي للزيارة وقعت الكويت بحضور صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح وديفيد كاميرون رئيس وزراء المملكة المتحدة الصديقة في مقر رئاسة الوزراء بالعاصمة البريطانية لندن اتفاقيات ثنائية مع المملكة المتحدة تتضمن مذكرة تفاهم بشأن الهجرة بين الحكومتين وكتاب النوايا المتبادلة ومذكرة تفاهم على تسهيل الزيارات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة بدون تأشيرة.
وعلى شرف صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه اقام ديفيد كاميرون رئيس وزراء المملكة المتحدة الصديقة مأدبة غداء وذلك بمناسبة الزيارة.
وكتوضيح لأهمية الزيارة اكد وزير التجارة انس الصالح «انها ستصب في مصلحة البلدين في المجالات الدبلوماسية والتجارية وغيرهما، مبينا أن بريطانيا اكدت خلال زيارة سمو امير البلاد حرصها البالغ على المشاركة في تنفيذ مشروعات خطة التنمية الطموحة في الكويت وكذلك في مشروعات القطاع الخاص والبنية التحتية في البلاد».
واشار الى اهمية الاستفادة من الخبرات البريطانية في مجال الجودة والدقة في التنفيذ وكذلك من خلال المشروعات الاستثمارية المشتركة وخطط الخصخصة ومشروعات النقل والتربية والبرامج الصحية وبنية الاعمال الكويتية.
وقال الصالح ان المسؤولين البريطانيين ابدوا خلال المحادثات ارتياحا بالغا بصدور مرسوم قانون الشركات وتحرير الاعمال التجارية ما سيؤدي الى تطوير اجراءات جذب واستقطاب المستثمر الاجنبي في الكويت ودعم اجراءات الرقابة.
وشدد الصالح على ان نتائج زيارة صاحب السمو امير البلاد ستعود بفوائد ايجابية ومردود واسع النطاق «سنلمسها خلال الايام المقبلة خاصة انه ستكون هناك متابعة من جانب الوزراء المختصين لتنفيذ الاتفاقيات وتسهيل الاجراءات على ارض الواقع».
واعاد الوزير الى الاذهان ان زيارة الدولة لصاحب السمو توافقت مع عدة تواريخ مهمة ترتبط بالبلدين حيث صادفت الاحتفال بمرور 60 عاما على انشاء مكتب الاستثمار الكويتي في لندن وكذلك احتفالات «العيد الماسي» بمرور 60 عاما على تولي الملكة اليزابيث الثانية العرش البريطاني.
واقيمت مراسم استقبال لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في قاعة «غيلدهو» في العاصمة البريطانية لندن وذلك بمناسبة زيارة دولة للمملكة المتحدة الصديقة وبحضور صاحب السمو الملكى الامير اندرو دوق يورك.
حيث استقبل سموه من قبل الكسندر دي بوريس جونسون عمدة لندن بعدها تم عزف النشيد الوطني لدولة الكويت ثم بدأت المراسم باستعراض سموه لطابور حرس الشرف، وقام سموه بمصافحة كبار المسؤولين في مدينة لندن ثم تفضل سموه بالتوقيع في سجل الشرف.