باكو - «كونا»: أكد مسؤولان في الحركة الفنية التشكيلية على رقي المستوى الثقافي والفن التشكيلي بالتحديد في العاصمة الآذرية باكو بعد الاطلاع المكثف على الساحة الثقافية ضمن نشاط الوفد الكويتي الثقافي الزائر لأذربيجان. وقالت الفنانة التشكيلية والكاتبة ثريا البقصمي في تصريح لـ«كونا» أمس، ان «التطور الكبير على صعيد الثقافة في سنوات معدودة في أذربيجان لا أعتقد انه حدث في أي دولة آسيوية أخرى».
وأضافت «اذا اجتمعت المادة وهي النفط في أذربيجان مع التخطيط والتركيز على جانب التنمية الانسانية يستطيع المجتمع ان يحقق المعجزات». وذكرت البقصمي أن انتشار المؤسسات والمنشئات الثقافية المختلفة من مسارح ومعارض ومتاحف ومراكز موسيقية وغيرها من الفنون دليل على جدية السلطة في دعم الثقافة. واستدركت بالقول «ان اذربيجان والعاصمة باكو بالتحديد في الطريق لتصبح مركزا ثقافيا لآسيا من خلال المهرجانات الموسيقية والأفلام والمسرح والمعارض التشكيلية التي باتت تصبح جزء من حياة سكان المدينة ومرتاديها المتزايدين باستمرار». وأكدت أهمية زيارة الوفد الثقافي الكويتي المتكون من العديد من المختصين في مجالاتهم المسرحية والسينمائية والمسرحية والتشكيلية والأدبية وحتى الادارية والخبرات التي اكتسبتها تلك الكوادر في طريقة اقامة الفعاليات المختلفة واستقطاب ما شاهدوه إلى الكويت والعودة بأفكار جديدة كطريقة لمد جسر التعاون والتي بدورها تعكس بإيجابية على الفنانين في الدولتين وحتى المجتمع التي تقام فيه.
واشادت البقصمي بمتحف الفن الحديث الذي زاره الوفد الكويتي اليوم في باكو والذي يعتبر جهة خاصة مدعومة من الحكومة بالأعمال الفنية «المذهلة» الآذرية وغيرها مبينة انه نموذج على دور القطاع الخاص في دعم الحركة الثقافية إذ أصبح الآذريون «يراهنون على حصان الثقافة لاثبات نفسهم وسط القارة الآسيوية».
وأعربت ان اعجابها بالفنانين التشكيليين الآذريين ومستواهم الذي وصفته بأنه «أكثر من ممتاز» متمنية تفعيل التبادل الثقافي وزيارة الفنانين الآذريين إلى الكويت لعرض أعمالهم لما في ذلك من وطأة ايجابية أكيدة على الفنانين التشكيليين الكويتيين والمجالات الثقافية الأخرى من موسيقى ومسرح وجميع المجالات الفنية الأخرى. وشددت على مجال الترجمة الأدبية بين الدولتين والذي اعتبرته أعظم شرف يحصل عليه أي فنان أو أديب حين تترجم أعماله إلى لغات أخرى. وأشارت إلى الحماس الملحوظ من المسؤولين الآذريين للتبادل الثقافي والفني الجدي مع الكويت «والذي لمسته بوضوح بعد المقابلات المكثفة مع وكيل وزارة الثقافة والسياحة الآذري واتحاد كتاب الآذريين».
وأكدت البقصمي «ان أذربيجان هو حصان فائز في حلبة الثقافة ونحن نراهن عليه وندعو هذا الحصان ان يركض الساحة الثقافية الكويتية». من جهته قال مدير إدارة الفنون التشكيلية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي في تصريح مماثل لـ«كونا» ان الوفد الكويتي قام من خلال وجوده في العاصمة باكو بالاطلاع المكثف للساحة الثقافية الآذرية.
وأضاف ان الوفد حضر الفعاليات الثقافية المختلفة وشهد النتاج الثقافي الغزير «الذي يعبر عن حالة ثقافية متأصلة في المجتمع الآذري لاسيما في مجال الفن التشكيلي والموسيقى والتي أظهرت بوضوح بعد زيارة الوفد الكويتي لمتحف الفن الحديث الآذري اليوم».
واضاف العسعوسي ان المتحف ضم عدد كبير من أعمال الفنانين العالمين بالاضافة الى تشكيلة عريضة لأعمال الفنانين الآذريين المميزة والتي زينت أرجاء هذا الصرح الثقافي والفني العريق.
وأشار الى تضافر الوفرة المادية والنظرة الجدية لأهمية الثقافة في بناء المجتمع «لترسم مشهدا ثقافيا مميزا نتطلع للتعامل والتبادل معه عن طريق الاتفاقيات وبروتوكولات الثقافية بين الكويت وجمهورية أذربيجان».
واكد ان من مهام المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب توفير مثل هذه الإبداعات والنشاطات الفنية والثقافية على الجمهور والفنانين الكويتيين ودعم أواصر التعاون بين الشعوب والثقافات الأخرى والكويت.