محليات

على الرغم من برودة الطقس نسبيا إلا أن شعلة الحماس والنشاط للناخبين كانت أقوى وأجدر، ولم تعيقهم من التوجه إلى لجان الدائرة الخامسة للإدلاء بأصواتهم والمشاركة في العملية الإنتخابية لمجلس الأمة، وإن كان الإقبال اتسم بالضعف النسبي صباحا إلى أن الأعداد بدأت في التزايد مع مرور الوقت، خاصة وأن الدائرة الخامسة تعتبر من أكبر الدوائر الإنتخابية حيث يصل عدد الناخبين والناخبات فيها 118.461 منهم 57.941 من الذكور و60.520 من الاناث، ويختار الناخبين في تلك الدائرة 10 اعضاء لمجلس الامة وذلك من خلال 26 لجنة موزعة على 100 مدرسة في مناطق الاحمدي وهدية والفنطاس وصباح السالم والرقة والصباحية والظهر واقرين والعدان وجابر العلي والفحيحيل والمنقف وعلي صباح السالم.
وتم توزيع صناديق الاقتراع في الدائرة بواقع 7 صناديق في منطقة الاحمدي و9 في منطقة هدية و8 في الفنطاس والمهبولة وابوحليفة و26 صندوق في صباح السالم والعقيلة و20 في منطقة الرقة و27 صندوق في الصباحية وفهد الاحمد و13 في منطقة الظهر و18 في القرين ومبارك الكبير و14 في العدان والقصور و15 في منطقة جابر العلي و14 في منطقة الفحيحيل و8 في المنقف و8 في علي صباح السالم.
وقد شهدت جميع مناطق الدائرة منذ الصباح الباكر تواجد ممثلي الجهات الحكومية المعنية بسير العملية الانتخابية ومنها وزارات الداخلية والصحة والعدل والبلدية ووزارة الإعلام ووكالة الأنباء الكويتية ووسائل الإعلام الخاصة والمحلية والعربية والاجنبية اضافة إلى عدد من اعضاء الفريق الدولي للمفوضية الاهلية التابعة لجمعية الشفافية لمتابعة الانتخابات.

إقبال معتدل
من جانبه صرح المستشار عبدالناصر خريبط بأن نسبة إقبال «الإناث» في لجنة مدرسة العسوسي جاء بنسبة معتدلة وموافقة لما جرت عليه العادة في الانتخابات السابقة، حيث وصل عدد الناخبات إلى الساعة الحادية عشر صباحا إلى 35 مقترعة من أصل 517، مشيرا إلى إن الإقبال عند فتح باب الاقتراع كان ضعيفا إلى حد ما وذلك بسبب الطقس البارد بالإضافة إلى أن اليوم الانتخابي يوافق يوم عطلة، ولكن مع الساعات التالية بدأت الاعداد تتزايد والإقبال يرتفع بشكل ملحوظ.
وتوقع المستشار أن يصل الإقبال إلى ذروته مع انتصاف اليوم الانتخابي، والتي طالما ما تمثل فترة ضغط كبير من قبل الناخبين، كما أعرب عن أمنيته أن يمر اليوم الانتخابي بنفس الهدوء الذي بدأ به وأن يستمر الانضباط والتنظيم على نفس المنوال، دون وقوع أي خلل أو إضطراب من شأنه أن يعكر الصفو.

تفاؤل بإرتفاع النسبة
من جهته صرح المستشار هيثم العتيقي في مدرسة سعاد الصايغ للبنات في جابر العلي ان اللجنة التي يشرف عليها شهدت اقبالا جيدا من الناخبين حتى فترة ما قبل الظهر، حيث وصل عدد المقترعين إلى 30 من أصل 467، متوقعا ان يزداد الاقبال في فترة ما بعد الظهر الى اغلاق صناديق الاقتراع في الساعة الثامنة مساء.
ودعا الناخبات الى الحرص عند اختيار اسم المرشح من على ورقة الانتخاب لافتا الى ان ارتكاب الناخب أي خطأ عند وضعه «علامة» امام اسم أي مرشح لن يتم تعديله.
واوضح انه في حال التعديل تعتبر الورقة لاغية ولن يتمكن الناخب من الحصول على ورقة انتخاب أخرى ليدلي بصوته بها نظرا لأن توافر عدد اوراق الانتخاب في مراكز اقتراع يتفق واعداد المقيدين في اللجان.
واضاف انه من خلال الاتصالات التي يجريها مع زملائه من القضاة في الدائرة الخامسة فان نسبة التصويت بالدائرة يتوقع لها ان تتعدى 50 في المئة.

يوم انتخابي مثالي
من جهته صرح المستشار الدكتور نايف المطيرات في مدرسة حصة الحنيف للرجال في القرين أن نسبة الاقتراع حتى العاشرة صباحا وصلت إلى 78 من اصل 476، وهي تعتبر نسبة جيدة إذا وضعنا في الاعتبار ان الإقبال في الصباح يكون أقل بكثير من فترة الظهيرة ومنتصف اليوم.
وعن أجواء الانتخابات أكد المطيرات أن العملية الانتخابية تسير في هدوء وانظباط تام، وعملية التأمين العام للانتخابات تسير بشكل سليم، والناخبين يظهرون روح من التعاون والالتزام يبشر بيوم انتخابي مثالي.

صوت الكويتي أمانة
قال احد الناخبين في مدرسة عبد الوهاب احمد الفارس بضاحية صباح السالم، انه حرص على المشاركة في الكرنفال الانتخابي تقديرا منه لأهمية الدور الذي يقع على عاتقه كأحد مواطني البلد الغالي الكويت، ومشاركته تكون بمثابة أداء دوره في انجاح العرس الديمقراطي الكويتي، خاصة ان حق المشاركة كفله الدستور للجميع.
وأضاف الناخب أن الإمتناع عن المشاركة في انتخابات مجلس الأمة يعتبر بمثابة الخيانة للوطن الحبيب، فدور المواطن الكويتي الحقيقي ليس المتابعة ولكن المشاركة لأن صوته أمانة لابد من الإدلاء به للمساهمة في تفعيل الحراك السياسي داخل البلاد.
وعن المرشحين في الانتخابات، أكد الناخب أن هناك العديد من المرشحين يتمتعون بسمعة طيبة ويتمتعون بفكر سياسي وثقافي متميز، ولهم العديد من الأعمال الخيرية المشهود لها بدفع حركة التنمية للبلاد، ولكن يبقى الاختيار في النهاية حق مكفول للجميع دون أي تدخل أو توجيه وهذا هو المعنى الحقيقي للمشاركة السياسية.
النشء يشهد الديمقراطية
كما صرحت إحدى الناخبات في مدرسة شيد هاشم للنساء انها تشارك عن اقتناع تام في العملية الانتخابية لأنها واجب وطني على كل كويتي يعيش على أرض هذا البلد الغالي، مضيفة أنها قررت اصطحاب ابنائها معها عند توجهها للجنة الاقتراع حتى يشهدوا هذا اليوم الذي يعتبر بمثابة الاحتفال السياسي الديمقراطي في كويتنا، بالإضافة إلى ضرورة أن يشاهد النشء الصغيرالتجربة الديمقراطية الكويتية خاصة انهم تعلموا في المدرسة وبالصف الخامس بالتحديد الكثير مما يتعلق بالدستور ومعايشة العلم الذي درسوه من شأنه أن يرسخ المبادئ بداخلهم ليتناقله جيل بعد جيل.
وأضافت الناخبة أنها فخورة بدورها التي تقوم به تجاه وطنها وأولادها، مؤكدة أن حصول المرأة على حق التصويت بداية من عام 2006 كان علامة فارقة في تاريخ البلاد، لأن المرأة لها دور قوي وفعال في بناء الوطن ودعمه ودفعة للأمام، وإهدار حق التصويت أو الترشح الذي كفله الدستور لنا بالامتناع عن الإقتراع، أعتقد أنه بمثابة الخيانة للأمانة وخطوة سلبية تعيد بالبلاد للخلف ملايين الخطوات.
ومع متابعة سير الانتخابات في الدائرة الخامسة يتبين أن الهدوء والانضباط كان هو السمة المميزة لليوم الإنتخابي في جميع لجان الدائرة الخامسة، مما لا يجعل هناك سبيل للشك في نزاهة الإنتخابات والجو الديمقراطي المثالي الذي أشاد به جميع الناخبين.